أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - سوتشي واحلام روسيا الرياضية















المزيد.....

سوتشي واحلام روسيا الرياضية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عصر العولمة ومثلها مثل الكثير من مجالات نشاط الانسان من اُفرغت من مضموها الاول كوسيلة للحفاظ على صحة الروح والجسد والتنافس البريء لبلوغ ارقام قياسية دون انتظار مردود مادي، ارقام لتاكيد الذات والتحدي ولقهر الانسان للطبيعة الصامتة. الرياضة في عصر العولمة غدت ساحة حرب جديدة دون اسلحة بين الامم لتحقيق المجد القومي والتفوق على الامم الاخرى.و يبدو ان ادراك الانسان بان التكنولوجيا المعاصرة جعلت من المستحيل تحقيق طرف ما الانتصار على اخر في حرب، فجعله الواقع الجديد يبحث عن وسائل اقل خسارة وكلفة للفوز على الامم الاخرى، ولو معنويا. والرياضة هي ذلك الميدان المناسب، اضافة لكونها غدت مجالا تجاريا محضا يعود بموارد مالية ضخمة ليس اقل من مواد الانتاج وتصدير الثروات الطبيعية،ولم تتخلف روسيا عن هذا الفهم.
يقول المثل الروسي ما معناه ان "الحلم غير مضر". روسيا لاتحلم فقط بالعودة الى المسرح الدولي بثقل كقوة عظمى سياسيا واقتصاديا وصاحبة جبروت عسكري، بل وقوة رياضية ايضا. وجعلت روسيا من قضية خيار اللجنة الاولمبية العالمية لمنتجع سوتشتي الواقع على البحر الاسود عند مشارف جبال القوقاز الساحرة لتكون عام 2014 مكانا لاجرء الالعاب الالمبية الشتوية، هدفا قوميا. وشارك في تسويق المدينة الرئيس فلاديميربوتين الذي التقى بنفسه اللجنة الالمبية الدولية، وشارك في العملية اعضاء الحكومة والبرلمان ورجال الاعمال والمنظمات الاجتماعية ناهيك عن مشاهير الرياضيين الروس من اصحاب الجوائز وتحقيق الارقام القياسية في مختلف صنوف الالعاب الرياضية.بيد ان روسيا التي تستعد لتوظيف اموال طائلة لتكون دولة عظمى رياضيا، تنسى ان الملايين من سكانها بحاجة للعناية الصحية والتعليمية وتوفير ابسط الضمات الاجتماعية للحياة الكريمة. فهل يحق للدولة ان تكون عظيمة وسكانها في هذه الحالة.
روسيا تنعش حلمها الذي ظلت تعيش به طيلة سنوات الفوضى وانعدام رؤية الهدف والوسيلة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. حلمها او وهمها الابدي بانها دولة عظمى. والحلم يتطلب ان تتقدم على كافة المسارات بما في ذلك الرياضي. وتدرك النخبة الروسية ان تحقيق هذا الهدف اصعب بكثير من تحقيق التفوق بالسلاح وبلوغ طفرة في النمو الاقتصادي او جذب الاستثمارات الاجنبية التي تنظر بحذر لتقلبات روسيا واوحوالها او الحصول على التكنولوجيات الراقية.
لقد خلقت الهزائم التي منيت بها الفرق الرياضية الروسية في السنوات الاخيرة في مختلف المبارات مشاعر الاحباط لدى الروسي. ومست اعمق مشاعره الى جانب تدني الانتاج الصناعي وخروج روسيا من التنافس على الفضاء الكوني او فقدانها قواعدها في كوبا وفيتنام. فلم يعد الراقصون على الثلج الروس كما عليه في زمن الامبراطورية السوفياتية الغاربة يحتكرون الجواز الذهبية والفضية، ويتركون للاخرين المراتب الاخيرة. وباتت الفرق الرياضية الروسية تحتل المرتب الثانوية في لعبة الهوكي الشعبية الرائجة بروسيا. لقد احتل التشيك والفنلديون والكنديون مواقعهم الاولى التي كانت تقليدية بالنسبة لهم على مدى سنوات طويلة. ولم نسمع منذ فترة طويلة اسماء لامعة تحقق ارقاما قياسية رياضية على مستوى دولي كما كان سبقا في الهوكي والجمباز والشطرنج وربما التنس حيث شارابوفا. وللحديث عن كرة القدم مجال اخر. فما حققه الروس في هذا المجال هو الهبوط اكثر عن مستوى لعبة كرة القدم في اوربا. وفشلت كافة الجهود المبذولة لتحسين مستوى اللاعبين ورفعهم لمستوى مقبول لايبعث على الخجل. وتدرك القيادة الروسية ما تنطوي عليه مباراة القدم الدولية اليوم من ابعاد سياسية وتجارية ومدى انعكاس خسارة الفريق امام فريق دولة اخرى على الروح المعنوية للمجتمع، وعلى تقيم الشارع للقيادة السياسية. وكان الرئيس بوتين محقا جدا حينما قال وهو يرد على سؤال عن دور المدرب الهولندي الذي استدعته روسيا بعد ان خاب املها بمدربيها الوطنيين لتطوير اداء فريقها الوطني لكرة القدم، ان العلة لاتكمن في المدرب وانما بمستوى وموهبة وقدرة اللاعب الروسي نفسه، قابليته على الاستيعاب للاساليب الحديثة بكرة القدم.
ويسعى الحلم في الرياضي الروسي في ان يتجسد بان تختار اللجنة الاولمبية الدولية منتجع سوتشي على البحر الاسود مكانا لاجراء الالمبياد الشتائي عام 2014 . ووعدت روسيا بانها ستوظف استثمارات مالية ضخمةقدرها الرئيس بوتين ب 12 مليار دولار في سبيل جعل المتجع الفقير يرتقي الى المستوى الرفيع الذي يتناسب مع مقاييس اللجنة الاولمبية . وكما قال الرئيس بوتين ان روسيا ستبذل كل ما في وسعها لجعل سوتشي عاصمة الالعاب الالمبية الشتوية.في اشار الة انها ستباشر ببناء الميادين الرياضية الفارهة في قمم جبال القوقاز التي ظلت تحتفظ حتى اللحظة بطبيعتها البرئية. وستبني الحكومة الروسية المزيد من الفنادق والمنتزهات ودور اللهو والتسلية لزوار المدينة المنتجع. روسيا مستعدة لمواصلة الانفاق حتى عام 2014 على المرافق الرياضية، من دون ان تفكر ان الخدمات الصحية والتعليمية والضمانات الاجتماعية والطرق عامة في عموم البلاد مازالت على مستوى بائس. ناسية ان هناك مئات الالاف من الكبار والاطفال اليتامى والظالين والمشردين يجوبون الشوارع بحثا عن لقمة تسد الرمق، هناك ناس يموتون من الجوع بصورة بطيئة، وان سكان روسيا تناقص في عام 2006 بحوالي نصف مليون انسان.وان هناك الملاين لايجدون العناية الطبية اللازمة لمعالجة حالات مرضية غدت سهلة جدا في الغرب. لست ادري هل يحق للدول تحقيق احلامها بان تكون عظمى على حساب حياة وكرامة ابنائها.
لقد اختتم رئيس اللجنة الالمبية الدولية جولته التفتيشية لسوتشي بتصريحات تركت الجانب الروسي في حيرة من امره، ان كان حلمه الرياضي سيتجسد على ارض الواقع، ام سيظل اطغاث احلام,ووفقا لتقييم تشيهار ايغاي فليس هناك جوانب ضعيفة في سوتشي لتحتضن الالعاب الالمبية، كطبيعة، ولكن هناك برايه، قضيتان تبعثان على الشكوك الاولى في ان تكون السلطات الروسية المعنية قادرة على انجاز المنشات الرياضية المطلوبة حتى عام 2014 وثانيا الوضع الايقولوجي للمدينة.في اشارة الى ان عملية البناء الكبرى ستدمر الطبيعة المحيطة التي مازالت تحتفظ بروعتها الاولى.
وتعيش روسيا قلق الانتظار. انتظار ان تصدر اللجنة الالمبية حكمها في ان تدخل سوتشي المرحلة الاخيرة من التنافس ام لا.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب امة تستبيح ابنائها
- العرب امة تستبيح دم ابنائها
- ما بين اعدام صدام واعدام اخر قياصرة روسيا
- نهاية الطاغية:يوم العراق
- محاولة تقويم: بوتين رجل عام 2006 لروسيا
- نيازوف : دكتاتور خارج دائرة النقد
- بعد 15عاما: الخاسرون والرابحون من انهيار الاتحاد السوفياتي
- العراق: مسرح العبث
- نهاية دكتاتور.او العالم سيكون افضل من دون الطغاة
- روسيا بين الغرب والثلاثي : حماس وايران وكوريا الشمالية
- وثيقة مكة المكرمة وافق خروج العراق من محنته
- جورجيا والصراع على القوقاز
- تفكك العراق حالة موضوعية. ولكن
- الحادي عشر من سبتمبر وانعكاساته على روسيا الاتحادية
- الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة
- روسيا من انذار خروشوف الى برغماتية بوتين
- رغم عدالة قضيته. لماذا أشاح الغرب بوجهه عن لبنان؟
- هولوكوست صنعتموه بأيديكم
- الكسندر بلوك وقصيدته -الغريبة
- لمصلحة من اختطاف الدبلوماسيين الروس ببغداد؟


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - سوتشي واحلام روسيا الرياضية