أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - اذا خضعت حماس، هل سيخضع حزب الله؟!















المزيد.....



اذا خضعت حماس، هل سيخضع حزب الله؟!


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد برزت حماس على الساحة الفلسطينية، كرد موضوعي على "نهج اوسلو"، اي نهج الاستسلام للمخطط الامبريالي ـ الصهيوني، تحت شعارات براقة مثل "المفاوضات" و"السلام" و"الارض مقابل السلام" و"غصن الزيتون بيد والبندقية باليد الاخرى"، ولا ننسى طبعا الشعار الاشهر "سلام الشجعان". ومع ان الداعي الاول، او الراعي الاول لهذه الشعارات التضليلية الكاذبة التي لا تهدف الا الى دغدغة كبرياء وآلام واحزان امهات وآباء وشقيقات واشقاء وابناء وبنات عشرات بل ومئات الالوف من الشهداء والجرحى والمعاقين والاسرى الفلسطينيين، خيرة ابناء الشعب العربي الفلسطيني الابي، الذين قدموا اعز التضحيات في الكفاح التاريخي المشروع لاجل تحرير فلسطين والقضاء على السرطان الصهيوني... ونعني به: ياسر عرفات، قد ادرك في آخر ايامه انه لن يستطيع اقناع اتفه صهيوني بهذه الشعارات، وانه لن يستطيع (كما كان يحلم) الصلاة في القدس وهو يمتلك ذرة من الكرامة، اي الا بعد توقيع التنازل الصريح عن القدس، ففضل ان يموت شهيدا على ان يتنازل. ومع ذلك فإن جماعة نهج اوسلو، غير البعيدة عن المشاركة في اغتيال عرفات، تتابع السير "حتى النهاية" في الخط الخياني الذي ارتضت به.
وقد نجحت هذه الجماعة في ايصال السيد محمود عباس الى الرئاسة في انتخابات عامة "شرعية"، استنادا الى العلاقة التي كانت تربط عباس بعرفات، رحمه الله.
وقد استقبل جورج بوش فورا عباس في البيت الابيض، في حين كان يستقبل شارون ويمتنع تماما عن استقبال عرفات، بعد ان رفض الاخير (في عهد كلينتون) التوقيع على التنازل عن القدس وعن قضية اللاجئين.
واعتقدت جماعة اوسلو ان انتخاب عباس يدل على ان الشعب الفلسطيني قد "تعب" و"اقتنع" بالاستسلام.! فتجرأت "الجماعة" على اجراء الانتخابات النيابية وهي تأمل بانتصار "الدمقراطية" على الطريقة الاميركية. ولكن الانتخابات النيابية الفلسطينية الاخيرة فاجأت جماعة اوسلو، كما فاجأت اسرائيل واميركا. وجاء الانتصار الساحق لحماس ليعيد خلط كل الاوراق، وليعيد الازمة الى المربع الاول.
XXX
وفي لبنان قام مجرم الحرب شارون بآخر "امجاده" في اكتساح لبنان والدخول الى بيروت ذاتها في عدوان 1982. وجرت محاولة تنصيب بشير الجميل رئيسا للكيان اللبناني، لوضع الشعب اللبناني نهائيا تحت الوصاية، او الاصح القول: تحت الجزمة الاسرائيلية (وحزب الكتائب، بكل تلاوينه وتفرعاته ومشتقاته وموديلاته، من جماعة سعد حداد ـ انطوان لحد الى "قوات جعجع" الى جماعة بقرادوني الى جماعة امين الجميل، ليس سوى فردة من "الجزمة الاسرائيلية" لا اكثر ولا اقل). وبعد ان فشلت هذه الخطة جرى تنظيم مجزرة صبرا وشاتيلا (التي قتل فيها ايضا عشرات اللبنانيين الفقراء من آل المقداد وغيرهم الذين كانوا يعيشون في المخيم والذين وجدت جثثهم المذبوحة وهم يحملون في ايديهم الهويات اللبنانية التي لم تشفع لهم امام الجزارين الكتائبيين) من اجل ارهاب وإرعاب الجماهير الشعبية الفلسطينية واللبنانية واجبارها على الركوع والخنوع امام الجزارين. ولكن هذه الخطة ايضا فشلت. ولعلعت الرصاصات الاولى لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية قبل ان تبدا القوات الاسرائيلية بالتعرف على مواقعها الجديدة. واخذت وحدات الجيش الاسرائيلي المذعورة تنادي بمكبرات الصوت في شوارع بيروت البطلة: "مخرب.. لا تطلق النار.. جيش الدفاع الاسرائيلي سينسحب!". وحينذاك بدأ تنفيذ خطة جهنمية، اميركية ـ اسرائيلية ـ دكتاتورية سورية ـ طائفية ـ طابورخامسية لبنانية، لتفكيك الفسيفساء اللبنانية بأسرها وتحطيمها وسحقها. فنفذت ـ بوجود الاحتلال الاسرائيلي في بيروت والجبل والبقاع الغربي والجنوب، وبوجود "قوات الاسد" ومخابراته في الشمال وبقية البقاع ـ خطة متعددة الاشكال والالوان لضرب الجميع وضرب الجميع بالجميع: حرب الجبل التي اعطيت طابعا طائفيا (درزيا ـ مسيحيا)؛ حرب فلسطينية ـ فلسطينية بحجة ضرب تيار عرفات؛ حرب اسلامية ـ يسارية في طرابلس؛ "حرب التحرير" العونية: "شرقية" ـ "غربية"؛ "حرب الالغاء" العونية: مسيحية ـ مسيحية؛ حرب "امل" الشيعية ضد المخيمات الفلسطينية؛ "حرب العلم": امل ـ الحزب الاشتراكي "شيعية ـ درزية"؛ حرب امل ـ الحزب الشيوعي؛ حرب حزب الله ـ الحزب الشيوعي؛ حرب امل ـ حزب الله شيعية ـ شيعية؛ وغيرها وغيرها. وعلى الانقاض وفوق الجثث اعيد تجديد "التفويض الاميركي" للنظام السوري بالعودة الى بيروت، فدخلها كالاسد الغضنفر "مكللا بالغار" في شباط 1987، بعد ان كان قد خرج منها منكسا ذليلا امام شارون، في 1982. ولكن بالرغم من كل هذه الصورة القاتمة، فقد استطاع حزب الله ان "يتحرر" من النزاعات الداخلية التي كاد في البداية ان يغرق فيها، وان يعوم فوق الامواج المتلاطمة من كل صوب، وبرزت المقاومة (اسلامية التسمية والاطار، وطنية الاداء والاهداف) كخشبة خلاص لا للشعب اللبناني وحسب، بل وللامة العربية باسرها. وقد تأكد حضور المقاومة، بقيادة حزب الله، ليس كقوة محلية اقصى ما تسطيع فعله هو "ازعاج"، مجرد ازعاج، اسرائيل. بل كقوة اقليمية، تقف ندا لند بوجه اسرائيل، وترغمها ـ لاول مرة في تاريخ وجودها اللعين ـ ان تدرك ان عصر "النزهات العسكرية" في الاراضي العربية قد انتهى، وان عليها ان تحسب الف حساب بعد الان لمجرد التفكير باحتلال الاراضي اللبنانية، بل وان تهدد وجودها ـ اي وجود اسرائيل (بالاذن من وليد جنبلاط والياس عطالله وكريم مروة واصحابهم) ـ في الصميم وفي "عقر دارها".
XXX
ولا شك ان انتصار المقاومة وخيار المقاومة، سياسيا وعسكريا، في فلسطين ولبنان، بقيادة حماس وحزب الله، قد أثر كل منهما ايجابيا في الآخر في كلا البلدين، كما اثر كلاهما في تعزيز روح المقاومة وتصليبها ضد الاحتلال الاميركي في العراق. وبالرغم من زيادة ميزانية قوات الاحتلال الاميركية باكثر من 70 مليار دولار اضافية، وزيادة عديدها باكثر من عشرين الف جندي اضافي، فمن الواضح تماما ان الامبريالية الاميركية تزداد غرقا في "المستنقع العراقي"، تماما كما ازدادت وتزداد اسرائيل والصهيونية العالمية غرقا في المستنقع الفلسطيني واللبناني.
XXX
ولكن هذا لا يعني البتة ان الامبريالية والصهيونية واسرائيل قد استسلمت للامر الواقع، وهي على قاب قوسين او ادنى من رفع الراية البيضاء. بل على العكس تماما: ان الجبهة المعادية تزداد شراسة وتصميما على هزيمة واخضاع القوى التحررية العربية، وفي الطليعة منها، في المرحلة الراهنة: المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية بشكل عام، وحماس في فلسطين وحزب الله في لبنان بشكل خاص.
وبالتحالف مع القوى الرجعية وانظمة الحكم العميلة والطوابير الخامسة العربية، تلجأ الجبهة المعادية الى شتى الاساليب التي توصلها الى اهدافها. ويأتي في رأس هذه الاساليب الان أسلوب "تعريب" الحرب، جنبا الى جنب شعارات "نشر الدمقراطية" و"الحريات العامة" و"حقوق الانسان" و"حقوق المرأة" الخ.
وهي تستقي هذا الاسلوب من التجربة الفيتنامية.
لقد كانت التجربة الفيتنامية، ولا تزال تمثل التجربة الاغنى لحركات التحرير الوطنية والشعبية في مواجهة الاستعمار والامبريالية العالمية. ولكنها في الوقت نفسه تمثل ولا تزال التجربة الاغنى للجبهة المعادية للشعوب ايضا. وكلنا يذكر ان كبار الجنرالات والضباط الاسرائيليين انفسهم كانوا يذهبون الى فيتنام اثناء الاحتلال الاميركي، لدراسة قضايا محاربة الثورة وحركة التحرير "على الطبيعة". فكانت فيتنام ليس فقط "حقل تجارب"، وجماهيرها ليس فقط "فئران اختبار" لاحدث وافتك الاسلحة الاميركية، بل كانت ايضا، واكثر واهم من ذلك، "ميدان اختبار واقعي" لجميع النظريات والستراتيجيات، العسكرية والامنية والسياسية والاجتماعية والنفسية، لجميع مراكز الدراسات وجهابذة الامبريالية الغربية والصهيونية العالمية، في مكافحة حركات التحرير في العالم اجمع.
وفي هذا الصدد نذكر ان الاميركيين رفعوا في حينه شعار "فيتنمة الحرب"، اي دفع الفيتناميين لمحاربة الفيتناميين، عن طريق اللعب على التناقضات الداخلية في المجتمع الفيتنامي، وايجاد وتمويل وتسليح جبهة فيتنامية قوية موالية لاميركا والغرب الامبريالي، لمحاربة القوى التحررية الفيتنامية، والانتصار عليها، واقامة "تحالف" و"صداقة" مع الغرب عامة والدول الامبريالية خاصة.
و"المحاور التعبوية" الرئيسية التي "اشتغلت" عليها الستراتيجية الاميركية في فيتنام كانت:
أ ـ تسعير النزعات والنزاعات الدينية، خصوصا لدى الاقلية الكاثوليكية والاكثرية البوذية.
ب ـ تشجيع الاتجاهات (التغريبية)، التي كانت تتمثل بشكل خاص بالاقلية المسيحية، وذلك بحجة "التحديث" الضروري، في مجتمع يعاني بعمق من الفقر والجهل والتخلف كما كان المجتمع الفيتنامي.
ج ـ تشجيع الاتجاهات الرجعية والمحافظة، العائدة الى القرون الوسطى وما قبلها، بحجة المحافظة على "التراث" و"التقاليد" و"الهوية الدينية ـ الوطنية"، التي كانت تتمثل بشكل خاص لدى بعض التيارات البوذية، في مجتمع مستعمر وشبه مستعمر كان يعاني منذ عقود طويلة من الغزو الاستعماري الخارجي، الفرنسي والياباني واخيرا الاميركي، الهادف الى نهب خيراته والاستيلاء على ارضه وسحقه ومحو حضارته وتراثه الثقافي والديني وهويته الوطنية.
وقد عمل الامبرياليون الاميركيون المستحيل، وانفقوا مئات مليارات الدولارات، لاجل خلق سلطة فيتنامية عميلة، واعلام عميل، واجهزة امنية عميلة وجيش حديث مليوني عميل (على ما يشبه الان ما يفعلونه في العراق، وفي لبنان ـ بواسطة ما يسمى "باريس 1" و"بارس 2 " و"باريس 3"). وسعوا لخلق صيغة ما مما يسمى "الدمقراطية التوافقية"، المنضوية تحت جناح الهيمنة الامبريالية، والتي تقوم على "الوفاق" و"العيش المشترك" لمختلف جيوش وفصائل العملاء، ايا كانت ازياءهم الطائفية، الحداثية او الفولكلورية، ومختلف اوكار التهتك والدعارة والمخدرات والقمار والفساد واللصوصية، جنبا الى جنب اوكار التعصب والافاعي ومصاصي الدماء الطائفية ما قبل التاريخية، التي يكفي ان يجمعها كلها الولاء لسادة "البيت الابيض" و"الوول ستريت" وبورصات نيويورك ولندن وباريس.
ولكن كل جهود ونفقات الامبريالية الاميركية في فيتنام، لاجل فيتنمة الحرب، ذهبت ادراج الرياح. واضطرت في نهاية المطاف الى اللجوء الى سياسة "الارض المحروقة" (حرفيا لا مجازيا). وعلى غرار تلك الفتاة ـ الضابط الطيار الاسرائيلية، التي قصفت قانا في مجزرة قانا الثانية في حرب تموز الاخيرة، حينما سئلت "لماذا فعلت ذلك؟" اجابت "ان كل ما في الامر انها رأت "اهدافا" تتحرك فقصفتها!" (دون ان تفكر من تكون وما هي تلك "الاهداف")؛ على غرار تلك الفتاة الفرنكشتاين (قاتلة الاطفال) تماما، كان الوف والوف الطيارين الاميركيين من "ابناء حضارة هنتنغتون" يخرجون في طائراتهم حاملين "رسالتهم الحضارية" الى ابناء الشعب الفيتنامي، ممثلة بكل انواع الصواريخ والقنابل المحرمة الحارقة والغازية والجرثومية والكيماوية، لقتل كل اشكال الحياة "الهمجية" لابناء الشعب الفيتنامي، وتحويلها الى قاع صفصف، تمهيدا للاستيلاء على الارض (بعد ازالة الشعب "غير المتحضر" اميركيا) واعادة بنائها على الطريقة الاميركية طبقا للهندسة ما بعد الحداثية وبكل انواع واشكال الزجاج والبلور ذي الالوان البراقة والزاهية التي تليق تماما بـ"حضارة هنتنغتون".
ولكن الشعب الفيتنامي البطل، صاحب الارض التي نبت وعاش فيها ابا عن جد، تمسك بأرضه المقدسة، وحفر الانفاق، وغاص عميقا فيها. وبعد كل ما بذلوه من ارتكابات وحشية، وبعد كل العار الانساني الذي لحق بهم، تأكد الامبرياليون الاميركيون، مثلما تأكد الجنرالات الاسرائيليون في حرب تموز 2006 في لبنان، انهم من علو 30 و 40 الف قدم لن يستطيعوا ان يدركوا، وان ادركوا، لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا مع ما يجري في باطن الارض ـ الارض الغريبة عنهم، التي كانت وستكون على الدوام، لا "ارض ميعادهم" بل مقبرتهم ومقبرة اطماعهم واولادهم واحفادهم (اذا اقتضى الامر)، كما كانت مقبرة اسلافهم.
وقد فشلت فشلا ذريعا الخطة الاميركية لـ"فيتنمة" الحرب، مثلما خطة "الارض المحروقة" لاسباب تاريخية وموضوعية رئيسية اهمها:
اولا ـ القضية العادلة والمقاومة الباسلة للشعب صاحب الارض.
ثانيا ـ ان الشعب الفيتنامي كان يمتلك، بشخص الحزب الشيوعي الفيتنامي بزعامة هو شي منه، طليعة ثورية وطنية وشعبية واعية تستلهم تاريخ شعبها وبلدها كما تسترشد بالنظرية التاريخية العلمية، الامر الذي مكنها ليس فقط من قيادة الكفاح المسلح البطولي لشعبها، بل ومن وضع الخطة الثورية العلمية للتحرير الوطني والاجتماعي ولاعادة البناء الوطني والاجتماعي لفيتنام. وهي الخطة التي استقطبت كافة الفئات والاحزاب الوطنية والطوائف والمذاهب الدينية الفيتنامية، وسحبت البساط تماما من تحت اقدام اصحاب خطط "فيتنمة" الحرب، ودفع الفيتناميين لقتل الفيتناميين لحساب اباطرة المال الامبرياليين والصهيونيين. وبكلمات اخرى، فإن جماهير الشعب الفيتنامي توفرت لها قيادة لحركة التحرير، تجمع في الوقت نفسه:
1 ـ التصميم التام والارادة الثورية الراسخة في عملية الكفاح لاجل التحرير.
2 ـ امتلاك البرنامج الثوري المتقدم لتحديث المجتمع الفيتنامي.
3 ـ التمسك بالهوية الوطنية والمحافظة على كل ما هو اصيل في التراث الفيتنامي وتجديده ومصالحته او مواءمته مع العصر.
وبهذه الخصائص الجوهرية قطعت القيادة الثورية الفيتنامية الطريق على اي تمزيق فعلي للشعب الفيتنامي، بحيث بقيت قوى العملاء اشبه شيء بقشرة سطحية سهلة الاختراق، بل واصبحت القوات العميلة الى حد كبير "احتياطيا خلفيا" لدعم القوات الثورية بالمعلومات والمونة والذخيرة والسلاح والرجال.
XXX
ان الفشل ذاته لخطة "فيتنمة" الحرب في فيتنام، يدفع اكثر الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية لتطبيق خطة "تعريب" الحرب في العراق وفلسطين ولبنان، نظرا للظروف المختلفة بين هذه البلدان العربية وبين فيتنام. وفي هذا الصدد نذكر انه خلال المفاوضات البريطانية ـ الفرنسية، التي تمخضت عما يسمى اتفاقية سايكس ـ بيكو، اقترح المستعمرون الفرنسيون في البداية اقامة مملكة (او خلافة) عربية واحدة، يكون من الاسهل الامساك بها والسيطرة الاستعمارية عليها، بعد انهيار الامبراطورية العثمانية. ولكن المندوب الانكليزي اقترح تجزئة المناطق العربية الى دويلات، كي تعود الى التناقضات والتناحرات القبلية لما قبل الاسلام. وقد اثبتت "الوقائع التاريخية" "صحة" الرأي البريطاني، من وجهة نظر مصالح الامبريالية العالمية. فأثناء وجود اشكال الوصاية والانتداب والاحلاف الاستعمارية القديمة، توحدت الشعوب العربية في النضال ضد الاستعمار المباشر وللحصول على "الاستقلال". ولكن بعد التحرر الوطني، فإنه يرى بالعين المجردة كيف ان التجزئة القطرية تصبح هي "الضمانة" الرئيسية لعودة الاستعمار والاساطيل والجيوش الاستعمارية الى البلدان العربية، تحت شعارات "الصداقة" و"التحالف" مع الغرب، لحماية "الاستقلال الوطني" للبلدان العربية ضد بعضها البعض.
ومن ضمن هذا السياق نفسه، عمدت الامبريالية الاميركية الى طرح "مشروع الشرق الاوسط الكبير"، لاجل محو الشخصية العربية تماما، ومتابعة تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت، كي لا تبقى قوة كبرى في المنطقة سوى اسرائيل.
XXX
وبعد نجاح حماس في انتخابات 2006، وجدت الامبريالية الاميركية واسرائيل نفسيهما تعودان الى "نقطة الصفر"، وان كل ما بذل لاجل جر منظمة التحرير الفلسطينية، ولا سيما قيادتها، الى "مستنقع اوسلو"، هو مهدد بالزوال وكأنه لم يكن، امام هذا الاستفتاء الكبير للشعب الفلسطيني على خيار استمرار المقاومة.
ووضع انتصار حماس ما يسمى "الشرعية الدولية" بأسرها امام خيارين:
ـ إما اعادة نظر شاملة في الظلم التاريخي الذي أُنزل بالشعب الفلسطيني، بحجة تضليلية هي رفع الظلم عن اليهود، الذي لم يكن من يد فيه من قريب او بعيد للفلسطينيين والعرب اجمعين.
ـ وإما الاستمرار في إغماض العين عما يمكن ان تفعله اسرائيل والامبريالية الاميركية وحليفتهما الرجعية العربية، لإضفاء الطابع الشرعي على مظلومية الشعب الفلسطيني، وإجبار قوى الرفض، وعلى رأسها حماس، للاعتراف بـ"الشرعية" الإسرائيلية باسم "الشرعية" الفلسطينية.
ولإجل تطمين فتح والفصائل الفلسطينية الاخرى بأن انتصارها الانتخابي لا يعني الاقصاء والاستفراد بالسلطة، طرحت حماس شعار تشكيل "حكومة الوحدة الوطنية"، على قاعدة ان فلسطين هي وطن كل الشعب الفلسطيني، وان المقاومة هي قضية كل الشعب الفلسطيني.
ولكن جماعة نهج اوسلو عرقلوا تشكيل مثل هذه الحكومة. الى ان تم تشكيل حكومة حماس المدعومة بالاكثرية النيابية.
وكان من طبيعة الاشياء ان تلقي الامبريالية الاميركية بكل أكاذيبها حول "نشر الدمقراطية" في الشرق الاوسط الى سلة المهملات، وان تلجأ ـ مع حليفتها الستراتيجية: اسرائيل، ومع اوروبا الغربية ـ الى فرض الحصار على حكومة حماس، والى جر مختلف الدول العربية، بهذا الشكل او ذاك، للمشاركة العملية في الحصار، من اجل إجبار حماس على تجيير انتصارها الانتخابي لصالح نهج اوسلو والاعتراف بإسرائيل.
وقد تطوع الرئيس الفلسطيني الاوسلوي لوضع كل العراقيل الممكنة امام حكومة حماس، ضاربا عرض الحائط بارادة الشعب الفلسطيني. وعمل مع جهازه الفاسد، شريك اسرائيل في مختلف الصفقات المشبوهة وحتى في مقاولات بناء "الجدار العازل" العنصري، لشل المؤسسات الفلسطينية وشقها وعرقلة عملها من اجل اجبار حكومة حماس على الرضوخ. وخرج اخيرا باقتراح "رئاسي" لاعادة اجراء انتخابات جديدة، بنية مبيتة لتزوير الانتخابات بشتى السبل. ولكن كل اساليب الضغط هذه لم تجد نفعا.
فتم التوجه اخيرا الى "علاج الفيتنمة"، اي "تعريب" او "فلسطنة" الحرب. وبدأت المناوشات والمعارك الجزئية فعلا، تحت يافطة صراع فتح ـ حماس. وطبعا بدأت تهيئة كل القوى العميلة، المرتبطة بأجهزة المخابرات العربية (التي ـ بسحر ساحر ـ اصبحت هي المولج الاول بالشأن الفلسطيني من جانب مصر والسعودية وغيرها من الدول العربية المعنية بـ"السلام" مع اسرائيل) والموساد والشن بيت والوحدات الخاصة "العربية" الاسرائيلية، ـ بدأت تهيئة هذه القوى للانخراط تحت يافطة "فتح"، لصب الزيت على نار الفتنة، واشعال حرب اهلية فلسطينية ـ فلسطينية.
وامام شبح الحرب الاهلية الفلسطينية الذي اصبح خطرا حقيقيا داهما، تطوعت الوساطات من الانظمة العربية "الشقيقة"، وخصوصا من قبل "السمسار" السوري و"العراب" السعودي، لجمع الرئيس محمود عباس وقيادة حماس ورئيس حكومتها، وتمخضت الطبخة عما يسمى "بيان مكة" او "اتفاق مكة"، الذي يقوم على الاعتراف بالتعهدات السابقة التي التزمت بها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لاسرائيل، وعلى رأسها الاعتراف باسرائيل، مقابل تجنب سيف الحرب الاهلية الفلسطينية المسلط فوق رأس الشعب الفلسطيني المظلوم. وتم ذلك بالضبط في وقت كانت فيه اسرائيل تستفز العالم العربي والاسلامي بأسره بالقيام ببعض عمليات التجريف في المسجد الاقصى. وهذا يدل بشكل فاضح كم هي الانظمة العربية حريصة على الارض والمقدسات الفلسطينية والعربية والاسلامية. وتمت موافقة الرئيس محمود عباس على تشكيل "حكومة وحدة وطنية" على اساس "بيان مكة" والتزاماته. اي ليس على اساس ان خيار المقاومة هو قضية كل الشعب الفلسطيني، بل على اساس ان شرط الوحدة الوطنية الفلسطينية هو الاعتراف باسرائيل. وللتخفيف من فظاعة هذا التزوير الفظيع لارادة الشعب الفلسطيني، الذي سبق واعطى غالبية اصواته لحماس، صرح الرئيس محمود عباس ان "بيان مكة" هو الزامي لمن يدخلون في "حكومة الوحدة الوطنية" كما يريدها، ولكنه لا يلزم من هم خارج الحكومة. اي انه بصريح العبارة يدعو الى شق صفوف حماس ايضا، على قاعدة الاعتراف باسرائيل مقابل المشاركة في "حكومة الوحدة الوطنية"، وإبقاء سيف الحرب الاهلية مسلطا فوق الرؤوس.
لقد اعلنت "الجبهة الدمقراطية"، التي تمثل اسوأ تمثيل اليسار الفلسطيني، وكانت تشارك في قيادة منظمة التحرير وحكومتها المؤيدة لنهج اوسلو الخياني، ـ اعلنت انها "تدرس" امكانية المشاركة في "حكومة الوحدة الوطنية" المقترحة. ـ طبعا انهم سيسألون عن "الثمن"!
اما "الجهاد" و"الجبهة الشعبية" فأعلنتا الامتناع عن المشاركة "لاسباب سياسية". وهذا يعني عدم الموافقة على شروط "بيان مكة".
والسؤال التاريخي الآن: هل ستقبل "حماس" بخيانة قاعدتها الشعبية و"ناخبيها" انفسهم، وتخضع لعملية الاعتراف الضمني او المكشوف باسرائيل، مقابل المشاركة في حكومة كراكوزية باسم "وحدة وطنية" مزيفة، حكومة كل وظيفتها الفعلية هو خلق بؤرة فساد لشراء الكوادر المناضلة وتحويلهم الى وسطاء وسماسرة لمشروع "اسرائيل الكبرى" في "الشرق الاوسط الكبير"؟!
وهل ان رفض السير في هذا المنزلق يعني حتما الوقوع في محظور الحرب الاهلية واراقة الدم الفلسطيني بالايدي الفلسطينية، لحساب اسرائيل والامبريالية الاميركية والانظمة العربية النفطية والدكتاتورية المتآمرة؟!
ان الثقة الشعبية الكبرى التي نالتها حماس تلزمها بخيار استمرار المقاومة لتحرير كامل التراب الفلسطيني، ولا تلزمها بالدخول في حكومة وحدة وطنية كاذبة كمعبر الى الاعتراف باسرائيل والتخلي عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
ولكن يبدو ان التركيبة الايديولوجية والفئوية لحماس، بالرغم من كل "اصوليتها الدينية" او بسببها، يجعلها عاجزة عن وضع مشروع برنامج ثوري تحرري حقيقي، يرفض الاعتراف باسرائيل ويمنع وقوع الحرب الاهلية، ويستقطب الغالبية الساحقة للشعب الفلسطيني، وغالبية الجماهير الشعبية العربية، والقوى التقدمية والتحررية في العالم، ويشيع البلبلة في المجتمع الاسرائيلي ذاته.
ولهذا تقف حماس الان هذا الموقف الازدواجي، الذي يجعلها ـ كلها او جناح منها ـ على حافة الخضوع والاعتراف باسرائيل باسم "الوحدة الوطنية الفلسطينية" المزيفة.
XXX
في الماضي اعترفت القيادة الستالينية المكيافيلية بتقسيم فلسطين وانشاء دولة اسرائيل، وعملت الاجهزة السرية السوفياتية على تطويع الاحزاب الشيوعية العربية للقبول بهذا الخط اللاقومي ـ اللااممي، واستخدم الاضطهاد الحزبي ضد بعض القيادات الشيوعية البارزة التي عارضت هذا الخط، ومنها القائد الشيوعي اللبناني فرج الله الحلو، والقائد التاريخي للحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان "فهد" الذي توجد شكوك قوية (وهذا ما يتوجب على الشيوعيين العراقيين الشرفاء كشفه) بأن عملية اعادة محاكمته واعدامه في 1949 تمت بالتواطؤ بين المخابرات السوفياتية والمخابرات الغربية، لانه كان من اشد المعارضين للصهيونية وقيام اسرائيل.
وبهذا الانحراف الستاليني فوّتت فرصة تاريخية للشعب الفلسطيني وللامة العربية وللانسانية جمعاء، فيما لو ان الحركة الشيوعية العربية هي التي قادت حركة التحرر الوطني في مقاومة الغزوة الامبريالية ـ الصهيونية لفلسطين.
ومع ذلك فإن التاريخ استمر في مسيرته، وإن في خط ملتو او متعرج.
وحينما وصلت الى السلطة، على اكتاف الجماهير الشعبية المناضلة، الجماعات الوطنجية والقومجية البرجوازية الصغيرة الساقطة تاريخيا، الناصرية والبعثية واضرابها، التي التهت حتى النخاع الشوكي بمغريات السلطة، واعترفت عمليا باسرائيل، وتخلت عن الكفاح الشعبي المسلح، واصبح اقصى مطامحها تحقيق "السلام العادل والشامل" مع اسرائيل، فإن التاريخ تابع ايضا مسيرته، وان بالعرفاتية او "الاصولية الاسلامية" او ما اشبه.
وحينما سقطت العرفاتية في مستنقع اوسلو، ظهرت على السطح "حماس" و"الجهاد" الخ.
واذا ـ لا سمح الله ـ خضعت حماس الان، تحت ضغط الخوف من الحرب الاهلية من جهة ومغريات "السلطة الوطنية" من جهة ثانية، وانضوت في عباءة واحدة مع جماعة نهج اوسلو، فإن التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني، واللبناني، والعراقي، والعربي عامة، لن يتوقف.
ولكن من الواقعية السياسية التفكير بأن مثل هذا "التحول" سينعكس سلبا، خصوصا على الساحة اللبنانية، لأنه سيكون بمثابة طعنة من الخلف في ظهر الشعب اللبناني، وخصوصا في ظهر المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله، الذي يخوض الان، مع الاطراف الاخرى للمعارضة، مواجهة شرسة مع السلطة العميلة والطابور الخامس في لبنان.
فهل سيخضع حزب الله، اذا خضعت حماس؟!
ان السمسار المكيافيلي السوري اياه، والعراب السعودي اياه، وكل السماسرة والعرابين العرب جاهزون لاستقبال قيادة حزب الله في الاحضان، وإغداق كل المدائح عليها واحراق كل بخور العالم امامها، ووضع المليارات النفطية تحت اقدامها، واعطائها لا "الثلث الضامن" في حكومة كراكوزية وحسب بل وتسليمها كل مفاتيح السلطة الكيانية اللبنانية، فقط وفقط ان تسير في ركب مسيرة "سلام الشجعان" مع اسرائيل.
وإلا... فإن شبح الحرب الاهلية، المعزز بأشكال جديدة من عمليات التدخل والانزال الاسرائيلية الى جانب "حلفائها" مثل جعجع وجنبلاط، سينيخ ايضا وايضا فوق لبنان الجريح.
كيف ستكسر قيادة حزب الله هذه الحلقة الجهنمية المفرغة؟! تلك هي المسألة، التي يتوقف عليها الان مصير حركة المقاومة والتحرر الوطني، اللبنانية خاصة والعربية عامة!



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطر الاعظم: هل يستطيع الشيطان الاكبر إخضاع لبنان الصغير ال ...
- حزب الله في الكماشة
- صدام حسين.. المثال النموذجي للسقوط التاريخي للبرجوازية الصغي ...
- النظام الليبي يدخل بامتياز في اللعبة الاميركية
- من ارتكب الجريمة الكبرى ضد الاطفال الليبيين؟ ولماذا؟
- الدور المتنامي لحزب الله ومحاذير الاندماج بالدولة اللبنانية
- مخاطر تجديد الحرب الاهلية في لبنان والمسؤولية التاريخية لحزب ...
- هل ينجح -حزب الله- في اجتياز حقل الالغام الداخلي؟
- دعوة حزب الله لانشاء -دولة قوية، قادرة وعادلة- وجامعة الدول ...
- اي -حكومة وحدة وطنية- يريد السيد حسن نصرالله؟
- السقف المنخفض للوطنية القطرية في مواجهة اسرائيل
- وليد جنبلاط... اعتذار كلامي لا يكفي!
- لبنان اسرائيل: من سيقتلع من؟
- ....والافلاس التاريخي ل-الوطنية النظامية- العربية
- نصر...! وأما بعد...!
- الافلاس التاريخي لستراتيجية الحرب النظامية العربية
- الخطة الاميركية الاسرائيلية لتطويع لبنان... امام المفاجآت!!
- لبنان ليس الجولان ولن يكون ارمينيا
- العدوان لا يستهدف فقط لبنان
- المسيحية: البوتقة الايديولوجية القومية، الاولى والاساسية، ل ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - اذا خضعت حماس، هل سيخضع حزب الله؟!