أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - أمراء الطوائف المؤمنون يبيحون المحرمات














المزيد.....

أمراء الطوائف المؤمنون يبيحون المحرمات


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 08:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تعد وسائل حرب الإبادة الجماعية التي تلجأ إليها القوى الإرهابية المحلية والوافدة وعصابات التطرف الطائفي وبقايا أجهزة النظام السابق، كتلغيم السيارات والقذائف وتفجير الأسواق والمدارس والجامعات وأماكن العبادة والخطف والاغتيال بالجملة، لم تعد ناجعة وكافية لتحقيق النصر على المواطنين العراقيين العزل، فلجأت تلك القوى الظلامية في الأيام الأخيرة الماضية الى استعمال المواد الكيمياوية السامة المحرمة، مستلهمة تجارب دكتاتور العراق السابق في حملات أنفاله المدانة ضد الشعب الكوردي في النصف الثاني من عقد ثمانينات القرن الماضي، ومما يؤكد هذه الجرائم والاستعداد لارتكاب الأخطر والمزيد منها في الفترة القادمة، العثور على مستودعات كبيرة للأسلحة والصواريخ والقذائف المضادة للطائرات، بالإضافة إلى عدد من السيارات التي تم تلغيمها لتفجيرها فيما بعد، وعلى حاويات لغاز الكلورين وذخيرة تحتوي على مواد كيمياوية وعشرات من زجاجات غاز البروبين . يأتي هذا التطور النوعي في استعمال الأسلحة القذرة في الوقت الذي تزداد فيه الهوة ويتعمق الانقسام بين الأطراف المنخرطة بالعملية السياسية وظلال مشاعر عدم الثقة المتفاقمة بين قادة البلد الطائفيين الساعين الى الدعم الخارجي لسحق مناوئيهم، وهم بهذا المسعى لا يجهلون المآل الأسود الذي سيحل بالبلد وبهم في الوقت نفسه ، ومدى الضرر الذي يصيب إنجاح خطة بسط الأمن في العاصمة بغداد وهي في مراحل تنفيذها الأولى. ولكنهم يطبقون سياسة " علي وعلى أعدائي" اليائسة المدمرة.

وتبقى من بين هؤلاء قلة أيقنوا ان حقيقة الصراع الطائفي الجاري هو صراع سياسي، وان اعتماد مبدأ المحاصصة مزق الوطن، وكان سببا مهما من أسباب جحيم الموت اليومي والفساد، وتأخر انسحاب القوات الاجنبية. وتأكد لهم بان التصريح بمناسبة وأخرى بان هذا الاصطفاف الطائفي والقومي يجسد إرادة "مليونية" هو واقع مؤقت ناتج عن ممارسات الحكم الدكتاتوري السابق وتكريس قوات الاحتلال له، استُغل ووُظف لمصالح فئوية ضيقة ومفضوحة، واستُثمر لتأجيج التناحر الطائفي والقومي، والانغمار في صراع عبثي لا يتورع عن اللجوء الى ما هو شائن وغريب ومحرم في سحق " الأعداء".

فجاءت دعاوى "الاغتصاب" التي أعلنت هيئة علماء المسلمين رسميا من أنها من أعدتها و روجتها الى وسائل الإعلام الطائفية المعادية، لتدلل على الدرك المنذر بالشؤم الذي وصلت إليه القوى الطائفية و أوصلت البلد إليه. وهي بذلك لم تدخر وسيلة في حربها ضد الآخرين، ولم تسلم من هذه الوسائل، المحرمات وعرض الوقائع بتفاصيل يأنف من إجهارها المواطن العراقي، وهنا تستدعي ضرورة الحذر من توظيف موروث قدسية الشرف وحوادث انتهاك الأعراض لأغراض سياسية رخيصة في مجتمع تزداد و تتأجج لدى البسطاء فيه مشاعر الانتقام والثأر العشوائي، و أخذت قيمه الروحية والاجتماعية تُستغل بأساليب بعيدة كل البعد عن مثل الشرف و الغيرة أو الحرص عليها ولتتحول الى مادة إعلامية لدى القنوات الفضائية الفضائحية التي تشق الجيوب على حادثة اغتصاب قبل ان تتوثق منها، بل وتتعامى عن اغتصابها هي لميثاق الشرف الاعلامي الذي تتحجب به في نهجها الإعلامي الطائفي.

وفي ظل هذه الخضم من الفوضى السياسية والأمنية الذي تزيده تدخلات القوى الإقليمية والتخبط الأمريكي قتامة وتعقيدا، تلح الحاجة الى ان تأخذ القوى التي نأت عن نفسها تبني القيم الطائفية والقوى التي أخذت تدرك مخاطر الافتتان الطائفي، دورها لتتجسد بتيار وطني ديمقراطي همه العراق فقط، ليأخذ المبادرة في إيقاف نزيف البلد و إنقاذه من مستنقع الرعب والموت اليومي، والعراق اليوم وكأي بلد مر في أزمات عصيبة بحاجة الى قادة دولة همهم البلد ككل ومواطنوه جميعا أيا كانت انتماءاتهم الروحية والقومية والمذهبية، لا الى قادة طائفيين يصرخون ويزيِّتون أسلحتم فقط لتصفية خصومهم، قادة يعوضون هذا الشعب الصابر بعضا من ما فقده دماء وخيرات ، لقد أريقت دماء مئات الآلاف من الأبرياء، وأهدرت سنوات من عمر شعبنا في الحروب و التهديم بدل الأعمار والتشييد ، وكما هي استحالة عودة الأرواح المزهوقة فان الوقت الذي يمضي تستحيل إعادته.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ضمانات نجاح تنفيذ مشاريع الموازنة الجديدة
- الوطن ومصلحته العليا فوق المصالح الطائفية
- تفجيرات الجامعة المستنصرية...دناءة الفعل و الفاعل
- عبد الباري عطوان... زعلان
- من عواقب الفتنة والانتقام الطائفيين
- عام على انتخاب مجلس النواب
- هل تساعد دول الجوار في استقرار العراق؟
- السعودية تتخلى عن سياسة الدبلوماسية الفعالة الهادئة
- الى السيد الأخضر الإبراهيمي
- رحل رامسفيلد كبش فداء... والرئيس بوش الإبن متمسك بمساره
- مؤتمر القوى السياسية للمصالحة الوطنية والفرصة الأخيرة
- أيها السادة...عاهدوا الشعب أولا
- جوعوهم تشبعوا... ألسنة تقاوم... بالسيوف تقطع
- أطلعونا على تحليلات قريبة من الواقع
- شجون وفضيحتان حول فنجان قهوة
- مهام ملحة للإعلام الوطني العراقي
- ثعابين المجموعات المسلحة
- من اجل كسب ثقة مفقودة
- السيد النائب .. ونقطة نظام
- في بغداد غنائم و في غزة جرائم


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - أمراء الطوائف المؤمنون يبيحون المحرمات