أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - ناصر العربي - المسلمة و حجاب الراهبة















المزيد.....

المسلمة و حجاب الراهبة


ناصر العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 10:45
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


المسلمة و زي الراهبة
ليس كل تحت رداء تقوى ، وليس خلف كل قصاصة شعر تشرئب نحو الشمس فجورا.

ليس ثمة عادة قبيحة واحدة تركها الكهنوت تسقط عن المرأة سوى عادة وأد البنات و إن كان الكثيرون ما زالوا يمارسونها بطرق أخرى. إننا مطالبون بأن نعلن براءة (الديانات) من ذنوب المغرضين تجاه المرأة، فالسلفيون رغم أن القرآن كان بين أيديهم إلا أنهم لم يتمعنوا، وفضلوا تحريف تعاليمه لمصلحتهم بالذات، مفترضين في أنفسهم القدرة على تنظيم الأمور تنظيما أكثر فاعلية، وكانت النتيجة قواعد و أعراف مفعمة بالأخطاء السيئة، الأمر الذي يجعلنا نجزم: بأن ذلك السلف لم يكن سلفا صالحا تماما.
.........
السماء تهب تعليماتها العادلة مـُشعة بالحرية ،فيتلقفها المغرضون بتأويلات تناسب أغراضهم السياسية و سقف أفقهم الذي يمطر بالأنانية، ثم تترسب تلك التأويلات في اللاوعي الاجتماعي لتصبح مسلمات لا يجوز الاقتراب منها وتفحصها حتى حين تجاوز القناعات لتلك المدسوسات، تجاوزا ينبع من ارتفاع تطور الفكر البشري المستطرِد التوالد، عاملا على توالي تغير المعطيات والمتطلبات مع مر العصور، الأمر الناتج عن أن السلطات التي تخشى على هيلمانها وهيبتها من زيادة الوعي تتشبث بتلك المسلمات وتصبغها بالقداسة ، لتتحجج في كذب صفيق، بأنها هي الحارسة المؤتمنة على القيم، و لتحرِّم في مغالاة بشعة تفقـُد تلك الموروثات، وتـُشيع الرعب والتردد في محاولة التفحص وإعادة القراءة بروح العصر.
.............
ورغم هذا فإن ظروف المرأة المسلمة تغيرت في السبعين سنة الماضية إلى الأفضل، فقد تنادى المثقفون دفاعا عن حقوق المرأة المُصادرة ، فزادت نسبة تعليم الفتاة مع زيادة الوعي، ومع الانتفاضات المتعاقبة من أجل فك قيود الكهنوت والأقوال المزيفة عن المرأة منذ قاسم أمين ،أنحصر الحجاب والرداء المحيط بالجسد و المفعم بالانكسار في جيل أخذ يشيخ وبدأ ينقرض، وصعدت أجيال تتسلق مناهج العلم والمدنية بثقة و كبرياء في تفوق أذهل الكثيرين ، فتأهلت المرأة لكافة المراكز الاجتماعية من التدريس إلى منصة القضاء و قيادة الطائرات المدنية والحربية، إلى رئاسة الحكومة. لكن كل ذلك - إذا ما وضعنا في الاعتبار النسبة العددية بين الذكور و الإناث وغير ذلك من الاعتبارات - يبدو كالأمر الشاذ الذي يؤكد القاعدة ، و زاد القاعدة تأكيدا وباء تقهقر الزي النسائي إلى مرحلة الحجاب السخيف الذي يدعو للسخرية والنقاب الشنيع الذي يدعو للغثيان، تقهقرا غمرنا مع غزوة أوائل السبعينات المتأسلمة، و التي فتحت لها البوابات في تكتيك سياسي مرحلي، يبغي استعمالها سلاحا مؤقتا لمحاربة اليسار، لكنها تبجحت فاستفحلت، والنار التي أريد لها أن تنحصر في المدفأة، تسربت لأرضية البيت الخشبية - التي نحتها احتكاك الأقدام بها - و صبغت الجدران و السقف بلون أسود قاتم ، شوَه سمعة الديانة والجنسية على وجه العموم ، فأصبحت المرأة المتحجبة قهرا، رغم تعـلــُّمها وتحليقها إلى العالم الأكثر تمدنا، بغية المشاركة في التفاعل الإنساني ببصمة متميزة، أصبحت عرضة لمزيد من المهانة بوسمها بالخنوع، لما يرونها فيه من مظهر يتسم بالنشاز و مخالف لمعطيات و متطلبات حركة التقدم والتمدين. فلننظر من أين وكيف جاءت بعض هذه المظاهر التي تشين المرأة المسلمة و العربية بالتبعية لكون الأغلبية العربية تدين بالإسلام.
...............
يقول قانون حمورابي البابلي و السابق لعصر التوراة ، منذ ثلاثة آلاف و نصف الألف تقريبا، يدفع العريس المهر الذي يحدده والد العروس بالذهب والفضة و الأبقار. وأن رب العائلة له الحق أن يفعل ببناته ما يشاء و ذلك يعني أن يزوجهن أو يبيعهن للمعابد أو يتزوجهن بنفسه.

وإن كان الرجال المسلمون يشمئزون تقززا من هذا القانون المتوحش، فليذكروا أن بعضهم يستمد منه حقه في عقد قران بناته على رجال لا يعرفنهن قط، أما القرآن فقد ربط شرعية الزواج بموافقة المرأة وليس إرغامها و إلا اعتبر الزواج نفسه باطلا، أي مجرد حالة اغتصاب تتسم بغض البصر، في مقابل بعض الأبقار في أغلب الأحوال.
..............
قال حمو رابي: الزنا عقوبته القتل بالنسبة للمرأة، أما الرجل فلا عقاب عليه إلا إذا ارتكب ذلك الإثم مع امرأة متزوجة.

وقد تلقف الكهنوت ذلك القانون بدون تردد وأخفى منه عقاب الرجل كلية، و جعله مصدر العدل الوحيد، أما القرآن فقد اعتبر
الإثم مشتركا، والعقاب مشتركا، فالنصوص الربانية لا ترتكب الظلم قط، لكنهم يسيئون الفهم بتعمد مغرض. الأمر الداعي للسخرية
والخالي من المنطق بطريقة مشينة ، هو: أن الحكم يقع على طرف واحد ، بينما الخيانة تحتاج للطرفين لارتكابها.
.............
ومقولة إلزام المرأة بتغطية شعرها، باعتباره عورة، مقولة لا تستند على نص قرآني، بل تستند إلى نص الإصحاح الحادي عشر من رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس التي يقول فيها" كل امرأة تصلي أو تتنبأ، ورأسها غير مغطى، تشان.إذ المرأة إن كانت لا تتغطى، فليقص شعرها.وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق، فلتتغط ] و الرجل؟؟ ...[ الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله و مجده.وأما المرأة فهي مجد الرجل" هكذا ؟!!!. تجزئة لما اعتبر فضيلة.. تلقفتها أعرافنا بدون تمعن و حجـَّرت مراجعة صحتها.
..........

وتغطية وجه المرأة، ولفها داخل عباءة مستحكمة، عادة ذكرها التاريخ أول مرة في مدينة ( موهنجو دورو ) و كانت تقع في منطقة الباكستان الحالية منذ ستة آلاف عام، ثم وصلت إلى بابل في بداية الألف الرابع قبل الميلاد، و كانت مقتصرة على المتزوجة، و عندما عاد ( دارا) الفارسي إلى عاصمته ( سوسا ) بعد إخضاعه بابل ، حمل معه تلك العادة لكي يميز بها النساء الأسيرات، ثم حمل الفرس فكرة الحجاب إلى مصر ، و منها إلى شمال إفريقيا، و كان البربر مستعدين لتقليد أي شيء يأتي من الشرق، خصوصا فيما يخص المرأة، وعندما جاء القرآن كان ( الحجاب والحذر ) شيئين معروفين في مدن المنطقة كلها، ولم يأمر القرآن بأن تغطي وجهها ولكن ذلك الفاطمي الحاكم بأمر الله ، أمر بذلك معلنا عودته إلى تقاليد البربر المعروفة في المغرب الذي جاء منه الفاطميون. ومُسخت النساء إلى خيمات قبيحة متحركة لآخر مرة، ولم يفعل الدين ذلك بل فعله المدعي الحكم بأمر الرب بتفويض خاص، وهو متسلطن مجنون كان يصدر أوامره بطريقة محيرة، مثلا.. أمر أصحاب الحوانيت أن يناموا بالنهار و يعملوا بالليل ، وأمر النساء أن يغطين وجوههن..وغير ذلك كثيرا، ثم شعر ببعض الاكتئاب فركب حماره و انطلق إلى الصحراء ولم يعد إلا مع بداية عقد السبعينات من القرن الماضي.
من هذا الرجل و أمثاله استمدينا طريقة معاملتنا لأخواتنا و أمهات أولادنا لأجيال طويلة وما نزال
............

نحن نجد ببساطة أن ظاهرة اضطهاد المرأة، استندت إلى ادعاء التوراة بأن حواء أغوت آدم بقضمة من تفاحة محرمة، فلعنها الرب إلى الأبد و ألزمها بالخضوع لسلطة الرجل " إلى رجلك يكون اشتياقك، و هو يسود عليك - التوراة، /16 تكوين 3" بينما القرآن يشمئز من هذا الهراء و يكرم المرأة معلنا..
مساواة الجنسين تماما في نصوص لا شك فيها على الإطلاق
...........

تمادت الأعراف في اضطهاد الأنثى منطلقة من زاوية التحجر في تلك المسلمات الغابرة، و التي نـَسـِّبت النظم المعيقة في التعامل مع المرأة إلى السماء رأسا لدمغ المرأة بختم الاختلاف و الدونية عن الرجل. ذلك الزيف المعوق للمرأة والمعمـِّق لإحساسها باستحكام دائرة الأسر حولها داخل البيت و خارجه ، مما ينزع قوى خلاقة عن المساهمة في تنمية المجتمع، و يجعلها وعاء يستعمل في المطبخ و غرفة النوم عند الحاجة. مدعية - أي تلك الأعراف - أن ذلك أمر مقدس جاءت به سنة النبي الكريم ، بينما الثابت أن القرآن لا يستعمل كلمة السنة النبوية بل يستعمل كلمة سنة الله، أي فطرته التي فطر الناس عليها. فاستطرد ذلك المنهج مستندا على أقوال متهرئة من مثل" درءا للمخاطر و إبعادا للشبهات و سدا للذرائع " ليس في فرض حجاب و نقاب فقط، بل بحجبها أحيانا عن الأنظار مرة واحدة، مما يجعل الرجل في المحيط وطبقا لهذا المنطق الغافل، يجعله محط كل الشبهات، إذ يعني أن ذلك الفكر لا ينضر إلى المرأة إلا بما بين رجليه، و يظن أن جميع الرجال لا يستخدمون ما بين أذنيهم مثله تماما، فاتخذ هذا المنطق حجة لحبس المرأة بين الجدران الأربعة وأضاف عليها سقفا متدني الوعي، لتحاصَر بحجة صيانتها وعفتها .
والواقع أن الجدران لا تعني العفة بقدر ما تعني أن الأنثى تـُعد فاسقة بدونها.
………..

أريد أن أقول : إن لدينا تل متهرئ من الفهم الخاطئ و العادات السخيفة والأعراف المعرقلة والتقاليد المعوقة غيبت الوعي، ولا بد لنا من إلقائه في المحرقة ، واستحداث ما يناسب عصر التقنية من بدائل لا بد أن تسود بالاقناع ، خالية من الجهل و السخف والعرقلة والإعاقة.

المشكلة، أن حـُسن النية عرضة للتجاهل و استبداله بسوئها في شخصنه عقيمة ، إذ أن الكتلة المغيبة تتكون في العادة من خلايا متحدة يجمعها تواجدها داخل دائرة محكمة الإغلاق، تـُدعـَي الأعراف والتقاليد والمسلمات. وعندما يبرز حالم ما، برؤية جديدة أو رأي منقح لعرف سائد يعرضه للنقاش،لا بد له أن يصطدم بعداء تلك الكتلة المغيبة. وقدر صاحب الرأي أن يتحمل عجز مرتكبي الشخصنة و وخز الاتهامات الممل ، و يثابر على شجاعة النقد و إبداء الرأي حيث وجد إلى ذلك سبيلا.
..........

قال: ..إننا ما زلنا منشغلين بحراسة منقولاتنا التراثية ومفاهيمنا الماضية والدفاع المستميت عن ثوابتنا الثقافية وضمان عدم التقرب منها بالنقد والبحث , ومحاولة تركيب كل ذلك قسرا على واقع اليوم الذي ليس مضطرا في كل الأحوال أن ينتظر ما تفسر عنه محاولاتنا..يوسف بن الغياثية.
.........
و قال : أن التيار المحافظ هذا يتمسك برؤية تقدمية في وقت فائت ويصيرها قانونا لا لتؤدي دورا تقدميا كما كانت في وقتها بل كقوة يحتج بها من أجل مقاومة أي دعوة تقدمية..عمر أبو رصاع
..........
كما قال : الهلوسة التي تصيب بعض المتطرفين لها أشكال مختلفة. البعض تصيبه بالإجراءات و بإطلاق الأحكام والتطرف فيها. البعض الأخر بالاعتقاد أن الله يهتم بالصغائر والدقة في تطبيق الأمور. الهلوسة انتشرت وشاعت ليصبح التطرف عادة محترمة ومفضلة عند الكثيرين..قاسيون
..........



#ناصر_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - ناصر العربي - المسلمة و حجاب الراهبة