أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - مصاهرة الأشجار














المزيد.....

مصاهرة الأشجار


باسم فرات

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:47
المحور: الادب والفن
    



مطر نائم في قميصك
قمر يتهجاك
الخريف مر سريعاً بين أصابعك
تاركاً خفقاتي تركع أمام شفتيك
قبلاتي هي أيضاً تركع
لكنها جائعةٌ جداً
بينما ملكوتك حكمةٌ مطلقةٌ
تسيل كراريسي عليها
النوارس إستعارت بياضها من شفافيتك
الطواويس تفرش أجنحتها كي تمري
وخرير أيامي منابعه أنت
لماذا تلتذين بعطشي إذن
وتأمرين غاباتي بالمثول عند عرشك البهي
لكنك لم تطلي
فعبرت أرواحها إليك متضرعةً
حينها بكيت
وكان الدر
إلا دمعة واحدة سقطت في بحارك العميقة
فخبأها المحار في قلبه فرحاً
ليمنحنا اللؤلؤ
نوافذك يحرسها البنفسج والرازقي
ونوافذي يثقبها الأرق
بغبار خطواتك المبارك
ترتدي الصحراء جنان عدن
صدرك وطن من الزمرد والحمام
أناملك بوصلة
نتبعها فلا نصل
كل نهر لا ينبع منك هالك
مقدسة أنت بين النساء
ظلك سماء شاسعة
وحنيني مدن أنهكها التسكع
إنكساراتي جبالٌ تتقن الحماقات
مزاميري إعلانات ذهبية لجنوني
جنوني ذاته يحترق في لسانك
ولسانك ينبوع عسلٍ موشى بالخمرة
(رأيت الآلهة جميعاً
يتجمعون في الغرفة الضيقة التي ضمتنا
خاشعين يلتقطون كلماتك لتدوم عروشهم
رفضوا المصادقة على ما دار بيننا من حديثٍ غير ودي
خشية إنزلاق ظلك على الأرض
وإفتراش خيباتي المتتالية للأرصفة
وكان إبن مريم يقرأ على الدنيا السلام
وسجائره قلق لاينطفي)
حقولك كثيفة الأنوثة
وجداولي مثل أيامي جافة ومقيتة
هكذا إندلاق سنواتي المقبلة - كذلك المنصرمة
بين جلنارك وزيزفونك الراقص
زقزقة صباحاتك خالية من الشحوب
هكذا إنزلاق خطواتي ببابك دائماً
أشجار نبيذ
مخيلتي جامحة في براريك
هكذا رأيت مجدي فوق حلمتك اليسرى
وعرشي محمياً بإبطيك
لم أشأ مصاهرة الأشجار
لكن عينيك مطاعة بلا رحمة
من فرط هذياناتي
إصطفت الملائكة لك ساجدين
هذا الفتى الذي هو أنا
راح يقبل الشوارع والأرصفة
لأن عطرك
منذ عشرين قرنفلة مازال فيها يتخمر
لاتطرقي قلبه - الذي هو قلبي -مرتين
خشية أن ينكسر
مثل ربيعك الدائم
حيّك الأخضر
يقتفي آثار جنوني فيه
كفك لم تطأ مملكتي يوماً
وأنا المتسكع بإنبهار في أقاليمك
رأيت دجلة تهفو في مدنك
قلت يا مدن إبلعي حزنك
وإخلعي من عصمتك الشوارع
إسجني أرصفتك في دهاليز الصحراء
ويا بحار نامي في شواطئك
يا سماء أحرثي كواكبك
ليعبر يمام صدرها
نحو زجاج أيامي

حبيبتي
مروج من الشهوة جسدك
لا تستلقي عليه الريح
ولا تنفذ الى عبقه العاصفة
وجسدي يباب يحتسي عويله
جسدي خارطة الحروب
تلك التي علّق الضحية والجلاد
أخطاءهم عليه ومضوا ...
جسدي هزائم آبائي
وأنت تضحكين ...
تهزئين بالغيوم
وهي تتوسل أن تهامس صيف ساقيك الموشاة بالصفاء
هل قلت أحبك
قلبي فضاء
أنت نجمته الوحيدة
إفتحي فيافي قلبك
فالغربة باردة
ومعتمة دهاليز منفاي
شجر متطاول ضياؤك
شجر خضبة الرب بألوهيته
فإستويت على عرشك مهابة
شتاؤك دافئ
ونهدك اللازوردي
يقشعر أمام صهيل لساني
كذلك سرّتُك حين تتكئ إرتعاشاتي عليها
أيتها المبجلة
في أناملك رؤيا تتقدم
أبراجك المسورة بالسماوات السبع

رحيل دائم أنت بلا ضفاف
وسبيلك
خراب يتدلى من أعمارنا
مساءات وعرة
وطفولة لم تشرق عليها الشمس
بريدنا المرميّ في سلة المهملات
غثيان الوقت قبل إعتناق الكلام
وأنا حملت حبك صلباناً أطوف به
هلا دققت مسمارك
كي أستريح.


هيروشيما
[email protected]



#باسم_فرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تتدنّسُ حكمتي
- أشَدّ الهَديل
- مُدُنٌ
- برتبة منكسر
- الساموراي
- أنا ثانية
- هُنا حَماقاتُ هُناكَ ... هُناكَ تَبَخْتُرُ هُنا
- دلني أيّها السواد
- يندلق الخراب ... فاتكئ عليه
- الى لغةِ الضوء أقودُ القناديل
- آهلون بالنزيف
- أقول أنثى ولا أعني كربلاء
- جنوب مطلق
- بغداد
- عانقتُ برجاً خلته مئذنة
- خريف المآذن... ربيع السواد ...دمنا!
- عواء ابن آوى
- عبرت الحدود مصادفة
- قصيدة
- عناق لايقطعه سوى القصف


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - مصاهرة الأشجار