أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل التاسع هوية آبو : من القبيلة نحو التحول الى شعب 11 - 1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل التاسع هوية آبو : من القبيلة نحو التحول الى شعب 11 - 1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:04
المحور: القضية الكردية
    


إن مراحل حياتي هذه المكثفة والطويلة لا يمكن التقليل من شأنها إذا ما تم تناولها بالنقد والنقد الذاتي، حيث سيكون ذلك مصرياً وحيوياً جداً، سأحاول سرد ذلك بخطوطه العريضة وعلى شكل تعريفات بعناوين رئيسية:
أـ لقد تم تجفيف أرضية الحياة الفردية باستمرار لدى المجتمعات الشرقية منذ أيام نظام الكهنة السومريين، حيث يتم تقرير كيفية حياة الفرد وكيفية تفكيره منذ آلاف السنين، ويتم تقديمه إلى المجتمع على شكل القدر المكتوب على الجبين، وهذا الأمر يعتمد على النظام الثابت القائم في السماوات وانعكاسه على نظام الأرض، كما كان لدى النظام العبودي في مفاهيمه الجوهرية، بينما تقوم المثيولوجيا والأفكار الدينية بتغذية وتعزيز هذا النمط من النظام باستمرار، وهذا ما ألحق ضربات ساحقة بالفردية من جذورها، ونظراً للظروف العبودية الاجتماعية الأولى هو أن الفرد بات عضواً مرتبطاً بالنظام لدرجة لا يحق له الدفاع عن ظله أو امتلاك ظله، مهمة نبذ هذه الشخصية التي ابتدأتها المثيولوجيا السومرية، وارتبطت بأسس وقواعد دينية أكثر تصلباً وتعنتاً من طرف الأديان التوحيدية، فهي تقوم بطبع كل فكر خلاّق أو مشاعر خلاّقة للفرد في أية مواضع بطابع الذنب والجريمة، مما يفتح المجال أمام نبذ أو رفض ذلك الفرد من طرف المجتمع، والفرد الذي لا يستطيع التصدي لذلك أو الصمود، يستسلم للأفكار المهيمنة على المجتمع فوراً، ولهذا فإن الاستبداد الذي ينتشر ويتوسع يفرض نفسه على كل الأفراد في الشرق بشكل قوي على شكل مفهوم القدر، مما يسهّل الانقياد والانصياع.
ناهيك عن ثقة الفرد بأفكاره، يصبح الفرد غير مُدركٍ لتوفر مثل هذه الموهبة لديه أم لا، وكل ما يقع على عاتقه هو أن يقبل بما يقدّم إليه كما هو، وبات الارتضاء بالنظام العبودي تحت أسم النظام الإلهي أو النظام السماوي، وتقوية وترسيخ ذلك النظام باستمرار، وفقدان الفرد لطاقاته باستمرار أمراً طبيعياً، بل يتم قبوله على شكل قدر مكتوب، وكل دولة أو حكم استبدادي يأتي لا يقوم بأي دور سوى أن يقوم بترسيخ هذا النظام بخطوة متقدمة أكثر.
ب ـ الرد الذي أعطاه الفرد في المجتمع الشرقي للإيديولوجية الرسمية هو : "التصوف"، أي الجري وراء الفكر الرسمي، ولكن الطرق الصوفية الأولى التي كانت مجموعات تفسير الدين الرسمي لم تستطع أن تصبح بديلاً للنظام مطلقاً، وبينما قامت الفلسفة والفكر الفلسفي بترسيخ أسس الحضارة الغربية، كانت المثيولوجيا التي تتطور باستمرار تجعل من الدين عقيدة سائدة وشاملة، مما زاد من التصلب والتعنت، والشكوك المحدودة التي كانت موجودة في البدايات تركت مكانها للإيمان القوي بالدوغمائيات، فبعد أن يُقال هو كلام الله لا يبقى أي مجال أمام الفكر الحر المستقل ولا يبقى له أي معنى، بل محاولة التمسك بذلك يعني معصية أوامر الله، ولا يمكن لأي فرد أن يقول كلاماً أكثر صحة من قول الله، ولا يوجد للفرد الشرقي أية أفكار تعود إليه أو تخصه، والكليشيهات التي تم حفظها عن ظهر قلب، والقوالب الفكرية الموضوعة مسبقاً لا تترك مجالاً أمام الجري وراء الأفكار الخلاقة والمبدعة، فكل شيء مكتوب في الكتب، فالشخصية العلمية الواعية هي تلك التي تحفظ المعلومات الواردة في الكتب عن ظهر قلب، وكل تفسير صوفي يجلب لصاحبه جريمة الزندقة والكفر، وبذلك تتحقق هيمنة الإيديولوجية الرسمية على الفرد بشكل مضاعف.
هذا النمط الذي ساد في آسيا والشرق الأوسط تعرض للانكسار لدى الإغريق، حيث لم يقبل المجتمع الإغريقي بذلك النمط ولم يوفر الأرضية اللازمة له، مما هيّأ الأجواء أمام تبني الفلسفة وخصائصها التقدمية، حيث أرست الحضارة الغربية أولى دعائمها بذلك الفكر الفلسفي، حيث يكمن الاعتراف بالفكر الفردي في جوهره، وبهذا الشكل يتحقق الاختلاف بين الشرق والغرب على أساس الفردية، فبينما كانت قوة الفكر للفرد وخلاّقيته وإبداعه تتطور في الغرب، كان الفرد الشرقي يختنق تدريجياً في الدوغمائيات، ويفقد معناه ليزول وجوده بالكامل.
التصحّر الموجود في الشرق يعتمد على هذه الدوغمائية، حيث يجب على الأفراد أن ينظروا إلى كل ظواهر الكون من خلال منظار الدوغمائية، أي الأبيض أو الأسود فقط، حيث تم تحديد اللون الذي سيراه الفرد من خلال ذلك المنظار مسبقاً، كما تم ربط مشاعره بقواعد وقوانين مسبقة حتى أدق التفاصيل، ونظراً لأنه تم تحديد ما سيراه الفرد وما سيتحدث به جوهرياً مسبقاً منذ آلاف السنين بل ومنذ الأزل فلا يبقى شيء يستطيع الفرد اكتشافه أو خلقه، والنتيجة هي أن ينظر الفرد إلى المجريات بمنتهى البلادة والغباء، و يعتبر الدنيا والوطن مؤلفاً من الماء الملون، ويجب أن يبحث عن القوانين والاكتشافات في الطبيعة، لأن لكل ذلك أمور خاصة بالخالق، وهو الذي يفكر ويبلغنا بها بأقواله وكلامه، وجوهرياً يفقد الفرد الشرقي بهذا النمط من التفكير كل مواهبه وقدراته الفكرية، كما يفقد كل إنجازاته الحضارية، بينما كان الفرد الغربي يخرج وكأنه يكتشف الغابة من جديد، ويرى العالم كالجنة بأفكاره ومشاعره الجديدة التي يتوصل إليها كل يوم، ويجعل ذلك مصدراً غزيراً ليستمد منه قوته ويكتشف المزيد.
ج ـ الذنب الذي ارتكبته منذ طفولتي في الحقيقة هو أنني تمردت على التقاليد الموروثة منذ خمسة آلاف سنة، حيث سوء التفاهم الذي يخيم على القرية والشكوك أمور مرتبطة بالنظام القائم في الأعماق، وأنا لا أقبل بكل شي لا يتوافق مع العقل سواء داخل الأسرة أو داخل مجتمع القرية على أنها أوامر، وهذا كان يعني زعزعة التقاليد المتوارثة من خمسة آلاف سنة، والوضع الخاص بالوالد والوالدة، والقضاء على تأثير بعضهما البعض، وكون المجتمع الإقطاعي يمر في وضع ضعيف، وعدم وجود رأس متسلط في القرية، كل ذلك يعني تحطم الأجواء التقليدية، بينما الخصائص النيوليتية الموجودة لدى الوالدة تساهم في إضعاف القوالب العبودية أيضاً، بينما عدم تمتع والدي بطموحات باسم النظام يساهم في فتح المجال أمامي، لتقوم فرديتي بالاستفادة من هذه الأجواء، وكلما تقدمت هذه الفردية تزداد ثقتها بنفسها، بينما استهزاء القرويين لم يقلل من همّتي شيئاً، حيث لم تبق سلطة أخرى تقف عائقاً أمامي، فالتمرد على الوالد في أجواء القرية الذي يعني أكبر سلطة كان في الحقيقة زعزعة نظام الكهنة السومريين الممتد منذ خمسة آلاف سنة من جذوره، وقوة القرية والأسرة لا تكفي لتربيتي كما تريد، لأنني وصلت إلى الثقة بالنفس التي تمكنني من السير في طريقي، ويمكن ربط الآمال بالطفولة التي تحطم القوالب الاجتماعية الشرقية.
وبنسبة الصدق الموجود في مقولة: "الطبع الموجود في السابعة يدوم حتى السبعين" يصعب على المجتمع البرجوازي وعلى مؤسسات الجمهورية إيقافي، علماً بأن هناك تناقض ولو شكلي بينها وبين المجتمع الإقطاعي في كثير من الجوانب، وهذا هو الأمر الذي يفيدني، بالإضافة إلى الميول الثورية الموجودة إلى جانبي التي ستفيدني أكثر، وعندما توجهت إلى الشرق الأوسط بما يشبه تحطيم إبراهيم للأصنام، كنتُ قد حطمت الجزء الأكبر من التقاليد المتوارثة منذ خمسة آلاف سنة، وبالطبع لا يمكن البقاء كما أنا فإما أن أنسحب إلى الجبال وإما أن أهاجر، وإما أن تكون عاقبتي عملاً بطولياً، والإبراهيمية ستفهم فيما بعد بأنها قامت بعمل جيد بعد تأخير دام ألفي سنة، فحتى لو لم أدرك منذ البداية بأنني منذ طفولتي، وحسب الظروف الخاصة كنت في الحقيقة أقوم بالتمرد على النظام الحضاري الذي ساد على مدى خمسة آلاف سنة، وهذا ما توضح لديّ فيما بعد، وهذه الحقيقة بذاتها تمثل ثورية خاصة في نفس الوقت.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- تسعون بالمائة من المجتمع التركي حلفائنا الطبيعيين - حوار اوج ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني ...
- يجب عقد مؤتمر شعبي يشترك فيه جميع الجهات الوطنية حوار اوجلان ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الجزء الثاني الفصل التاسع هوية آبو : من القبيلة نحو التحول الى شعب 11 - 1