أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - هل ستوصل الخطة الأمنية الجديدة العراق إلى شاطئ السلام ؟















المزيد.....

هل ستوصل الخطة الأمنية الجديدة العراق إلى شاطئ السلام ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 12:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما من أحد يمتلك ذرة من الوطنية الصادقة، والحرص على مصالح الشعب والوطن، إلا ويتمنى أن يعم الأمن والسلام في ربوع العراق ، وينجح السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في إنهاء هذا الصراع الدموي الذي تقوده القوى السياسية الطائفية المدعومة من دول الجوار شيعة وسنة من جهة، والقوى البعثية المستميتة في محاولتها الشرسة لاستعادة السلطة من جهة أخرى، ويعود المهجرون إلى ديارهم، ويعود الصفاء والوئام بين سائر مكونات الشعب، كي يضمد جراحه العميقة، ويواصل مسيرة الحياة والبناء من جديد ، بعد هذه السنوات الأربع العجاف التي جاوزت كل توقعات الباحثين المتتبعين لعملية الغزو الأمريكي للعراق في العشرين من آذار عام 2003، وما يمكن أن يحل بالعراق من خراب ودمار، وبالشعب من ويلات ومصائب ومحن فاقت كل تصور، حيث قادته من كارثة الصراع السياسي الدموي الذي خاضته قطعان البعث الفاشية نحو كارثة أشد واخطر، تلك هي كارثة الاحتراب الطائفي البغيض بأبشع صوره وأشكاله ، حيث انفلات الغرائز الهمجية الوحشية والسادية التي لم يشهد الشعب العراقي لها مثيلاً في كل تاريخه الحديث، وباتت التصفية الجسدية الجماعية منها والفردية هي السبيل الوحيد للتعامل بين أبناء الوطن الواحد على الاسم والهوية، باسم الطائفية المقيتة، وحيث يجري العزل السكاني بين أبناء الطائفتين الشيعية والسنية الذين امتزجت دماءهم وترسخت أخوتهم عبر مئات السنين، لتتحول اليوم إلى هذا الصراع المرير، حيث التهجير القسري لملايين العراقيين هربا من الموت، تاركين مساكنهم وأعمالهم ومدارس أبنائهم وكل ما يملكون هائمين على وجوههم نحو مصير مجهول.
إن الأمل والتفاؤل بنجاح الخطة شيء، والواقع الملموس الذي يمكن أن يتلمسه المواطن العراقي المنكوب والمغلوب على أمره، وفي المقدمة منهم الباحثين والمتتبعين لمجريات الأوضاع وتعقيداتها شئ آخر بكل تأكيد ، وهناك بديهيات علمية معروفة تقول إن المقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة لا محالة ، فكيف يمكن أن تنجح خطة السيد المالكي في تحقيق الأمن المنشود وحكومته وبرلمانه يتحكم فيهما قادة الأحزاب الطائفية، وكل منهم يقود ميليشاته المسلحة ؟
كيف يمكن أن ينجح المالكي في فرض الأمن والأجهزة العسكرية والأمنية مخترقة حتى العظام من قبل أفرد تلك المليشيات ؟
كيف تنجح الخطة الأمنية وولاء القوى السياسية المتحكمة بالسلطة لغير العراق، بل لأعداء العراق الذين يريدون به شرا؟
لقد بات مصير العراق تتحكم فيه دول الجوار إيران وسوريا والسعودية وتركيا وغيرها ، بالإضافة إلى قوات الإحتلال الأمريكية التي جعلت من العراق ساحة صراع لتصفية حساباتها مع من تطلق عليهم بمحور الشر، وبات لكل دولة من دول الجوار أعوانها وأزلامها الذين يتلقون منها الدعم المادي والتسليحي بالإضافة إلى الدعم اللوجستي، هادفين من وراء ذلك الهيمنة على مقدرات العراق، وتدمير بنيته الإجتماعية والاقتصادية ، وقمع أية محاولة لإقامة نظام ديمقراطي في البلاد .
أما كان الأجدر بالولايات المتحدة إن تسعى لإقامة نظام ديمقراطي علماني في البلاد بدلاً عن النظام الطائفي والعنصري الذي شادته بدءً من مجلس الحكم السيئ الصيت مروراً بالانتخابات البرلمانية التي هيمنت عليها القوى الدينية الطائفية ، وانتهاءً بالدستور الذي كرس النظام الطائفي في العراق، وعّرضه لخطر التمزق والضياع باسم الفيدراليات التي يسعى الحكيم وحزبه وميلشياته لفرضها مدعوماً من قبل حكام طهران ؟
أما كان الأجدر بالسيد المالكي أن يخيّر قادة الأحزاب الطائفية الشيعية منها والسنية على حد سواء والتي تقود ميلشيات القتل والتدمير والتخريب بين أن تحل مليشياتها ، وتسلم سلاحها للدولة، وبين مغادرة الحكومة والبرلمان والتعامل معها على أساس كونها خارجة على القانون ؟
أما كان الأجدر بالسيد المالكي أعادة النظر في التركيبة الطائفية للجيش والشرطة وسائر الأجهزة الأمنية وحتى الجهاز الإداري وتحويل ولائها للعراق بدل الولاء لأحزابها الطائفية المرتبطة بأعداء العراق الذين باتوا يتحكمون بمصائر العراقيين ، لكي يصبح الجيش والقوى الأمنية الأخرى قادرة على أداء واجبها الوطني بكل إخلاص ؟
إن الحكومة وأجهزتها العسكرية والأمنية بوضعها الحالي غير مؤهلة للقيام بالواجبات المناطة بها بنجاح ، فعلى الرغم من مرور بضعة أيام على بدء تنفيذ الخطة الأمنية ، فما زال انفجار السيارات المفخخة، والقتل على الهوية، وعشرات الجثث الملقاة في الطرقات كل يوم تتوالى دون أن تستطيع الخطة الجديدة إيقافها ، أو الحد منها ، وما قيل على لسان الناطق باسم الحكومة بأن الأعمال الإجرامية قد انخفضت بنسبة 80% أمر لا يصدقه العقل ، ولا يتفق مع واقع الحال ، وما زالت عمليات التهجير الداخلية والهجرة الخارجية في تصاعد مستمر، وما زال العراق ينزف دماً ، ويستنزف كوادره العلمية التي هي أغلى ثروات البلاد إما قتلاً وإما هجرةَ خارج البلاد، حتى بات من العسير حصول المواطنين المرضى على طبيب يعالج أمراضهم، وقد خلت الجامعات من أساتذتها الكفوءة ، والمدارس باتت خاوية من طلابها ومدرسيها بسبب هذا الرعب الذي يسود الشوارع والأحياء السكنية ، والخارج من بيته لا يعلم إن كان سيصل إلى عمله سالماً، ويعود إلى بيته سليماً معافى.
أي محنة هذه التي أوصل الإحتلال وأعوانه وأيتام صدام ونظامه، العراق وشعبه ، وإلى متى يستمر هذا الحال ، ويستمر نزيف الدم ؟
إلى متى يحيا الشعب دون ماء شرب نقي ودون كهرباء ووقود، فلا الشتاء ببرده القاسي محتملاً، ولا الصيف بقيضه الشديد محتملاً ، فهل قُدّرَ العراقيين أن يستمروا بتحمل ما لا يستطيع تحمله إنسان ؟
أنها الكارثة التي سيتمر أثرها وتداعياتها أجيالاً وأجيال، بعد تلك الدماء الغزيرة التي صبغت وما تزال تصبغ شوارع وطرقات المدن العراقية كافة ، وبعد ذلك الشعور بالكراهية والرغبة في الانتقام الذي ولدته هذه الحرب الطائفية المجنونة ، والتي يتحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة وسياستها الهوجاء من جهة، وقادة الأحزاب الدينة الطائفية وميليشياتها المسلحة حتى الأسنان من جهة أخرى.
رحم الله شاعر العراق الكبير معروف الرصافي يوم قال :
من أين يرجى للعراق تقدماً وسبيل ممتلكيه غير سبيلهِ



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناهج ديمقراطية علمانية لا مناهج دينية طائفية أو تكفيرية
- سنوات الجحيم كتاب جديد للباحث حامد الحمداني
- ماذا لو افلح الديمقراطيون في حملتهم لسحب القوات الأمريكية من ...
- هل يشعل حسن نصر الله شرارة الحرب في الشرق الأوسط؟
- خطة الرئيس بوش في العراق تفتقد أهم ركائز نجاحها
- متى يحتفل الشعب العراقي حقاً بأعياده؟
- الدرس الذي لم تتعلمه أحزاب الاسلام السياسي الشيعي من أحداث ع ...
- من ذاكرة التاريخ : في الذكرى الخمسين لانتفاضة الشعب العراقي ...
- من ذاكرة التاريخ خمسون عاماً على العدوان الثلاثي على مصر عا ...
- آمال ستذروها الرياح
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكرصدقي الق ...
- من ذاكرة التاريخ سبعون عاماً على انقلاب الفريق بكر صدقي ال ...
- الإسلام السياسي يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل الديمقراطية في الع ...
- ميشيل عون متآمر على لبنان وحكومته الشرعية ومكانه السجن
- خياران لا ثالث لهما ، الوطنية العراقية أو الكارثة
- من أجل جبهة عريضة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية واللبر ...
- محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حما ...
- ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟
- أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - هل ستوصل الخطة الأمنية الجديدة العراق إلى شاطئ السلام ؟