أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - 3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر المحتلين على المناورة بشعار سحب قواتها















المزيد.....

3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر المحتلين على المناورة بشعار سحب قواتها


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 12:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تثبت مسيرة التاريخ قدرتها على سحق كل محاولة لارجاع عجلته الى الوراء رغم كل الصعوبات والتضحيات، وتعويض البشرية بخطوتين الى الامام!!فهي اذ كبدت البشرية تضحيات هائلة وخسائر جسيمة في صراعها ضد مختلف مراحل تطور علاقات الانتاج الراسمالية، فانها اكسبت طلائعها خبر وتجارب للسير قدما نحو تحقيق هدفها الاكبر والاشمل: انهاء هذه العلاقات وتحرير البشرية من كل ما تفرضه احكامها وقوانينها من جرائم بحق البشرية والبيئة، ورفعت وعي طلائعها وطورت وسائل واساليب كفاحهم ووسعت قاعدتهم لتشمل اليوم عموم البشرية. وفي نفس الوقت تشدد من ازمات الراسمالية وتضعف قدراتها وتقلص قواعدها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والايديولوجية وتغلق كل مجال لحل ازماتها وتحول كل وسائل وادوات قهرها للبشرية الى سلاح ذو حدين يمكن البشرية ، من استخدامه ضد ها.
نعم عمدت الامبريالية الامريكية قطب العولمة الراسمالية الاكبر وذيلها الامبريالية البريطانية التي ما زالت تحلم ولو بعظمة من الفريسة العراقية التي كانت تمتلكها لوحدها، على تحدي محتوى العصر ومسيرة التاريخ التي اجتازت مرحلة استعباد الشعوب من خلال فرض الاحتلال. وكان بامكانها وفقا لمنطق العولمة الراسمالية تحقيق استراتيجيتها في الهيمنة على العراق وثرواته واستخدامه لفرض الهيمنة على العالم سواء بوجود صدام ونظامه او بدون صدام ، بدون احتلاله، والعودة بالعالم الى الوراء، الى عصر الكولونيالية. وذلك من خلال ما كانت تمتلكه من ادوات سياسية واقتصادية وايديولوجية وقواعدها العسكرية المحيطة بالعراق : في تركيا والاردن والسعودية والكويت. وهذا ما كان تدعوا له طلائع العولمة الراسمالية في الكونغريس الامريكي الذين عارضوا الحرب على العراق منذ البداية. واخذت اصوات هؤلاء تتصاعد اليوم لسحب القوات الامريكية من العراق اولاحرصا على موقع الامبريالية الامريكية كقطب اكبر ، بل واوحد للعولمة الراسمالية وتحقيق استراتيجيتها في الهيمنة على العالم، وثانيا تحت ضغط تصاعد مقاومة الشعب العراقي وما يكبده لها من تضحيات وخسائر فادحة ودعم جميع شعوب العالم له. فالخسائر الاقتصادية الكبرى جراء استمرار الحرب في العراق، تهدد مواقع الامبريالية الامريكية في الاقتصاد العالمي ، وجرائم قوات الاحتلال تسيء الى سمعتها الدولية والعالمية كقطب اكبر وكمثال يوهم البشرية بانه المستقبل الامثل لها ويغلق الحلم باي افق اخر، وفقا لنظريات مؤدلجيها بنهاية التاريخ.
كان بلير واحدا من مؤدلجي العولمة الراسمالية قبل هيمنة المحافظين من الحزب الجمهوري على الادارة الامريكية ولكن الحلم باستعادة بريطانية ولو جزء صغيرمن الهيمنة على العراق، كان العظمة التي القى هؤلاء المحافظين له لتغيير مواقفه ومساهمته باحتلال العراق. وطوال اربع سنوات من الاحتلال لم يهتم باي تضحيات تقدمها قواته، ولا بما تكلفه من نفقات عسكرية ومالية وتدهور سمعته وسمعة بريطانيا العظمى كتابع ذليل للادارة الامريكية. وحتى تصاعد نضالات الشعب البريطاني وتهديده بسحب الثقة بحكومته ومطالبته بالاستقالة. وبقي يصر على بقاء قواته في العراق حتى تحقيق اهدافها الحقيقية، المموهة ببناء العراق الديموقراطي الامن، تارة واخرى حتى تطلب الحكومة العراقية سحب قواته من العراق. واذا به بعد اسبوع فقط من تكرار تأكيده الرفض القاطع لجدولة انسحاب قواته من العراق وعلى ما يعنيه الانسحاب من مخاطر على الشعب العراقي ، بل وعلى المنطقة، يعلن عن بدء انسحاب القوات البريطانية من العراق، مع رفض قاطع لتحديد اية جدولة لانسحابها الكامل، كما رفض بشكل قاطع توقع سحبها كليا!! وانطلقت مختلف الاجتهادات في تبرير ذلك بدءا من قرب الانتخابات البريطانية العامة وضغط حزب العمال عليه للاستقالة ، من اجل كسب اصوات الجماهير، ومرورا بصحوة الضمير كممثل لحزب العمال حتى دون انتظار ما اذا سيستكمل انسحاب القوات البريطانية قبل بدء الانتخابات البريطانية، وترك مصير ذلك للحكومة المقبلة. وذهبت تبريرات اخرى الى قرب مواقع القوات البريطانية من الحدود الايرانية واحتمال تلقيها الضربة الاولى في الحرب التي تنوي الادارة الامريكية شنها على ايران . ورحبت الادارة الامريكية بالقرار وسخرته دليلا على تحسن الوضع الامني في العراق وقدرة الحكومة العراقية التابعة تحقيق ذلك. وردد ذلك ببغاوات الحكومة العراقية التابعة، شاكرة لبلير قرارها. كما رحبت به القوى السياسية الطائفية باعتباره يفسح لها المجال في تمزيق العراق . واعتبر الشعب العراقي وقوى المقاومة ذلك انتصارا لها متمنية ان يكون خطوة اولى نحو انسحاب جميع قوات الاحتلال من العراق.
نعم انه انتصار بسيط، يجب ان لا يشغل الشعبين البريطاني والعراقي ، بل والعالمي، لحظةعن تصعيد الكفاح من اجل التعجيل بالانسحاب الكامل لجميع قوات الاحتلال فورا، مع جميع خبراءها ومستشاريها المبثوثين في جميع خلايا المجتمع والدولة. والاستعداد لمواجهة المناورات المتعددة لشعار الانسحاب من العراق مرورا من سحب بعضها واعادتها واخرى زيادتها مرورا بسحبها من المدن الى قواعدها داخل العراق وصولا الى سحبها جميعا من العراق وتحصنها في قواعدها المحيطة بالعراق . لان كل ذلك لايعني نهاية هيمنتهم على العراق وثرواته. فالاستعمار الجديد والعولمة الراسمالية لاتحتاج الى قوات احتلال لتحقيق استراتيجيتها بل الى توطيد ادواتهم السياسية واتفاقياتهم الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع الحكومات التابعة المتعاقبة.
ومع احكام قوات الاحتلال لكل هذه الادوات بدأت الادارتين الامريكية والبريطانية المناورة بشعار سحب قواتهما من العراق. ورغم ذلك على الشعب العراقي الاستعداد لحماية أي نصر مهما كان صغيرا ليكن منطلقا لنصر اكبرمع فضح كل مناورات قوات الاحتلال بحلول جزئية لتضليل الشعب والهائه عن اهدافه الاستراتيجية المترابطة والكشف عن كل وسائله لتضليل الجماهير بالاوهام وتصديق وعوده بتحقيق الامن والديموقراطية والانسحاب الطوعي. وذلك بترسيخ ادراكه بانه هو الوحيد القادر على ارغام قوات الاحتلال على الانسحاب الكلي والفوري وعلى توطيد تحرره بهدم كل قواعد الاحتلال التي بناها : السياسية والاقتصادية والعسكرية . وذلك بالاعتماد على الثقة بقدراته وتجاربه وتجارب شعوب العالم وبقدرات طلائعه الثورية التي نهضت وتنهض بقيادة كل اشكال مقاومة شعبنا للاحتلال، والعمل على تطويرها وفقا لمتطلبات كل المستجدات المتلاحقة على الصعيد الوطني والعالمي. فالمقاومة على اختلاف اشكالها وسبل ووسائل كفاحها تحتاج من اجل استمرارها وتطورها الى الربط بين الاهداف الانية وما تتطلبه المرحلة التالية ، فضلا عن الاهتمام بجميع مطالب الجماهير وحاجاتها الملحة كضمانة لتوطيد الارتباط بالجماهير لتمدها بخيرة ابنائها وتحميها من الاعداء. ويتوقف مستقبلها ومستقبل شعبنا على تعزيز وحدة الجماهير وحمايتها من بطش قوات الاحتلال وادواتها: الارهابين ومختلف اشكال المليشيات وفرق الموت . وكشف كل وسائل الاحتلال وادواته لتفريق صفوفها بالافكار الغيبية والطائفية مستغلا ما يبثه من رعب ويأس وما يفرضه على الجماهير من بؤس وتجهيل وحرمان . نعم ان شعبنا بمساندة وتضامن شعوب العالم قادر على ارغام قوات الاحتلال على الانسحاب وعلى استكمال تحرره والانطلاق مع البشرية لتغذ عجلة التاريخ سيرها في تطورها المستمر الى الامام .



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- التضليل بشعار جدولة الانسحاب
- خل ستسحب امريكا قواتها من العراق ومتى ؟ -1
- الاحتفال بيوم المرأة العالمي في العراق
- الى اين يسير العراق
- هل القرن الواحد والعشرين ، قرن امريكي بدون منازع
- الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من ...
- نعم لكل ازمة اسباب عديدة والمهم تحديد السبب الرئيس اوالحلقة ...
- احصائيات عالمية ودولية تفضح مسؤولية قوات الاحتلال عن جميع جر ...
- 3-الاهمية العالمية لمقاومة الشعب العراقي للاحتلال تتطلب منه ...
- 2 - مقاومة الشعب العراقي للاحتلال عامل هام في تطوير العولمة ...
- - احتلال العراق والعولمة . 1 -احتلال العراق اسلوب امبريالي ت ...
- ، رسالة مفتوحة الى جميع المنظمات النسوية العراقية في لندن وف ...
- رسالة مفتوحة الى الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي بمناسبة ...
- يا طلبة العالم وشبيبته
- ايتها البشرية الشعب العراقي يخوض معركة تحررك الكبرى يتعرض لل ...
- استراتيجية بوش تعمق ازمات الامبريالية الامريكية قطب العولمة ...
- تسليم الادارة الامريكية ملهاة صدام الى ادواتها
- تحية لفصائل الجيش العراقي المقاومة للاحتلال في عيدها
- نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية
- اتركوا العراق لشعبه


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعاد خيري - 3-عجلة التاريخ ومقاومة الشعب العراقي المدعومة عالميا تجبر المحتلين على المناورة بشعار سحب قواتها