أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - موقع في العالم.....ثرثرة















المزيد.....

موقع في العالم.....ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت أتوقّع الكثير في حياتي, وأنتظر منها الكثير...مسرع, أجهد نفسي, ودائم القلق.
مع بداية الشباب كبرت المشاكل وازدادت تعقيدا. الحياة صعبة وشديدة الصلابة, ومن العسير إجراء تغيير بسيط...! بسرعة أهدرت أحلام اليقظة, بسرعة أكبر مضى الشباب والطفولة, ولم يتبقى سوى الكلام, أعيد تشكيله والمحاولات اليائسة للسيطرة على ما لا يمكن ضبطه وتحديده.
لم أتعوّد التعبير عن شعوري العميق في الغضب والكراهية والمطالب وحتى الخوف, ثم فقدت المقدرة على التعبير عن المشاعر البسيطة, والتي ربما يتقبلها الآخرون بسهولة!
لا أظن المشاعر تموت أبدا, خصوصا تلك العميقة والتي لا تتحقق.
لكنها الحياة...فوضى هائلة ولا أحد يعرف نتائج ما فعله يوما ودون اكتراث أو انتباه.
كنت مرتبكا
وما أزال مرتبكا
الطريق أعادني إلى خطوتي الأولى
على الباب
دمعتي وعيناي

*
لماذا نكذب!؟ أقدم الأسئلة وأكثرها تواترا وتكرارا.
لا أقصد البعد النفسي في الكذب, الفضاء الذي فتحه فرويد وأكملته علوم الإنسان والمجتمع, تزييف الوعي والإدراك وما ينجم عنه من فهم خاطئ وقصور في التعبير و التلقي.
أقصد الكذب الصريح المباشر واليومي, الرغبة الواعية مع الإرادة والتصميم المسبقين, على الخداع الذاتي والتبادلي, التعبير عكس الشعور وبخلاف التجربة والخبرة.
أكذب بسبب الحرمان وبسبب الخوف وبسبب الرغبات المجهضة,أكذب لأحتمل فقر حياتي وجفافها, اكذب عسى ولعلّ بابا في هذا الجدار المصمت, ينفتح, ولو بالوهم. حجز موقع في العالم منبع الكذب ومصبّه. الخفّة العدمية وضبابية الرؤى والشعور تجد جذرها في الكتابة.
(كما يحدث معي وفي أوقات متقطّعة ومتكررة)..وقفت ولا أقدر على المتابعة, ثم قرأت مادة الأستاذ مصطفى حقي, في الحوار المتمدن( لنثرثر معا في حانة الأقدار مع حسين...).
لقد حصلت على مكافأتي...شكرا من القلب.
بعض أصدقائي يعتبر ثرثرتي جديرة بالقراءة وتستحق الاهتمام, وبعضهم يرفضها بالجملة.
ترددت في حذف المادة والبدء من جديد, وما أظنه يحدث مع الجميع( نتردد في حذف نصوص أو فقرات , ثم نحذف سواها) وهذا ما سيحصل, سأتابع ثرثرتي, بعد معركة مضنية في المطبخ لفتح زجاجة النبيذ المسيحي, نجحت وأكرع منها الآن....بصحة الأصدقاء جميعا.
هي الزجاجة الثانية من النبيذ اليدوي, ألأولى كانت فخمة ولذيذة, هذه لها رائحة منفّرة, لكنني سأشربها, لا خيار أمامي, كان العرق أفضل, بالتأكيد.
*
أمضيت البارحة في مشفى جبلة, أمضيت ليال كثيرة في مشفى جبلة, كنت المريض حينا, وكنت مرافق المرضى كثيرا, نجتمع في حديقة المشفى نثرثر وندخّن وننتظر, وبعدما يتعب الجميع ويبدأ الملل, ومرات كثيرة ابدأ الاقتراح....لا داعي لبقاء الجميع, مناوب واحد يكفي, بالطبع أظن نفسي من سينفد ويغادر, مع تداول الأعذار المنطقية فعلا, يقع الدور علينا فريدة السعيدة وأنا, وهذا ما حصل ليلة البارحة, زينب تحتاج وتستحق سهرة لأجلها.
حتى ليلة البارحة لا يمكن حكايتها بموضوعية ودقة...
الذكرى, عودة حدث ماض على الفكر, يشرح المعجم الموسوعي في علم النفس.
الذكرى..لا تشهد على ماضينا بقدر ما تشهد على حاضرنا ومستقبلنا القريب.
ليست" الذكرى" أمينة أبدا....إنها دائما ضرب من تفسير الواقع وعرض مبسّط له.
الواقع أننا ننسى عن طيب خاطر ما يضايقنا أو يكون شاقا بالنسبة لنا, ونزيّن بألق خاص بعض الذكريات التي ليست هي الأكثر أهمية دائما....
الشكر وتكراره وتأكيده, لا يكفيان لا نصاف وجيه أسعد, هو أكبر من الألقاب, وربما يفهم السوريون والعرب يوما, ما قدّمه هذا الرجل الفريد للمكتبة العربية!!!؟

مع الألم أدرك حدود غضبي...حبي ومركز حكاياتي الشخصية
دوائر يقطعها الآخرون بلا اكتراث,
(المباشرة كلمة تكتب لاحقا)
الغضب قناع الخوف الأعمق.
*
في المشفى وقبله في السجن, أول مرة أعرف هذا النوع من التفكير... أنت في الأسوأ, أو ما تعتقده كذلك وجرّبته واختبرته حتى الآن, افتح أكثر الذكريات ألما...هذا هو الوقت الأنسب.
ذكرى ترعبك في العادة وتخرجك عن طورك, تستحضرها الآن بفتور,وتملّ وتشرد..
الواحدة بعد منتصف الليل, زينب مع أجهزة ومستلزمات العمل الجراحي في سرير وفريدة السعيدة في الآخر, لحسن الحظ حملت خالدة_ الصبية الأجمل في المشفى_ السخان في كومة جرائد قديمة...الثورة والوحدة, قرأتها كلمة بعد كلمة, حتى الإعلانات قرأتها.
تكريم فارس زرزور أكثر ما استوقفني, حقيقة لم اقرأ لفارس زرزور سوى قصة واحدة لم تعجبني ولا أتذكرها, من العناوين وتكريم المؤسسات الرسمية له, نفرت منه. فكّرت( كان معي وقت طويل للتفكير) أكثر الأسماء الأدبية تداولا في سوريا, لم أقرأ لهم.
في الحقيقة وأنا على أبواب الخمسين, لا أعتقد بوجود سوريين أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة, يستحقّون مجرّد الذكر, بقية عمري أغلى وأقصر من تضييعها على الترّهات.
وزارة الإعلام والثقافة وإتحاد الكتاب, يقدّمون خدمة جليلة وكبرى للقارئ( معكوسة), ما يهملوه جدير بالقراءة والعكس الصحيح, يروّجون للتفاهة أكثر وأكثر.
من يريد قراءة الأدب والكتابة العميقة في سوريا, يوجد معيار بسيط وسهل, أحذف وأشطب جميع من تحتضنهم أو تقبلهم المؤسسات الرسمية في سوريا بلا تردد, وأما البقية يوجد فيهم وبينهم الكثير من الغباء والسطحية لا شك, لكن بينهم فقط تجد ما يستحق أن يقرأ. بلا تردد.
*
يولد السوري والسورية فائض عن الحاجة, غالبا يلحق باسم جده أو جدتها, أو حلم مجهض لأحد ألأبوين أو الأهل أو الأصدقاء, نذر الخسارة وأزمنة السوء, مستقبلك خلفك, الخسارة محتّمة, إما تخسر الأمان والذكرى أو تخسر التحقيق والتحقق والتجربة, إما أو...لا خيار.
لا تلمسي السوري
لئلا ينفتح الجرح
لا تقربيه
لا تبتعدي عنه
أمامه ألف جدار مستحيل
كيفما لمست السوري
ينبثق الدم والكوابيس
...وإن ابتعدت أو حاولت الهرب
سوف تجدين أمامك دوما
مخلب نسر في جناح عصفور
يسقط
على وسادتك
أمام عينيك
مرة في الجحيم ومرة في الحلم
وسترينه
في كأس الماء
وفي كأس الخمر
سترينه
في صورة النجمة
وفي رماد الفراشة
وتعرفين
بعد فوات الأوان
أن الخوف أعمق من الحب
وأننا كنا معا
قطعة من الأبد
لا المساء يشبهنا
ولا صورة الله
على غيمة
أو عشبة
أو فوق تذكار
*

الكأس الأخير في زجاجة المسيح,
أحب بوذا أكثر من الجميع
هو صديقي ونديمي, وقال لي, بمنتهى الوضوح:
أنت الطريق...
إذا أشرقت الشمس
فمن أجلك
وإذا نزل المطر
فهو لخيرك
وإذا تفتّح الزهر
هو أنت
لا تتعلّق بما أحببت
لا تكره....
أنت الطريق

فكّرت, كما يحدث معي كثيرا, وهي حالات غباء أظن الجميع اختبرها ويعرفها....
بعدما يصعد الكحول إلى الرؤيا والرؤية, ويشفّ العالم ويغدو قابلا للمس والشمّ والحضن على صورة الحبيبة, تحضر تركات الأوغاد في العقل والوجدان, وتطلب محو ما بحت به وشطب ما كتبته, على اعتبار أنك أكثر رصانة وحصافة وهيبة...أنا الآن وسط الصراع
أمحو أم أتريث....
كما حدث معي عشرات المرات...الحوار المتمدن, ذاك الاسم الاعتباري يقرر...
وأشرب الآن نخب صديقاتي وأصدقائي في العالم الغريب
تحت الشجرة التي
تتوسط العالم
جلسنا متقابلين
بدل أن أمدّ يدي
إلى شامتها
رحت أحدثها عن أختي الميتة
كانت السماء بلا نجوم
ومنظر قديم
لبحر فوقه قمر
لا أعرف
إن كانت تصغي إلي
ولم أنتبه كيف ابيضّ شعري
حين انفتح الباب
ولم يدخل أحد.......
كأننا جميعا أتينا بعدنا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية وقتل الأبناء_ثرثرة
- الأنترنيت والنرجسية وعيد العشاق_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(2_2)_ثرثرة
- رسالتان من أدونيس ووفاء سلطان(1_2)ثرثرة
- سراب وضباب....الحياة شعر_ ثرثرة
- أيقونة المعارض السوري
- فن الاصغاء ...فن المتعة_ثرثرة
- متعاكسة بافلوف...التكيّف والتقدير الذاتي_ثرثرة
- بين هلاكين(وفاء سلطان والقرضاوي)_ثرثرة
- إلى وراء الخطر_ثرثرة
- محنة الزوجة...في الشعر وفي الحب_ثرثرة
- عماد يضحك من الموت ويضحك عليه_ ثرثرة
- الفراغ والخسارة_ ثرثرة
- الهيجان اللبناني إلى أين_ثرثرة
- في وداع صديق جميل_ثرثرة
- استعادة الجزء-ثرثرة
- قلق الصباح_ثرثرة
- ملعون أبو الزمان_ثرثرة
- جرح الكلام_ثرثرة
- كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - موقع في العالم.....ثرثرة