أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !














المزيد.....

الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اريد زرع يأس او قنوط ، ولكنني افكر بمستقبل المنطقة كثيرا وأتأمل مصيرها طويلا ، ذلك ان بدايات صراع أهلي طويل الامد يتنامى فيها الان ، اثر انقسام يحصل فيها وانشطار يشطر الشرق الاوسط الى نصفين اثنين متصارعين بعيدا عن اسرائيل ومن وراء اسرائيل .. لقد قلنا ونعيد القول ، بأن العراق كان وسيكون بؤرة لهذا الصراع المحتدم الذي سيكون قاسيا ليس بين الاعتدال والتطرف فقط ، بل بين جناحين اثنين من المسلمين في المنطقة وبسبب تشظي الطرفين وتخندق الباقين وتمادي الابتعاد بين الاثنين من دون ان يجد الاقتراب ( او : التقريب ) اي فعالية تذكر !
واعتقد ان العام 2003 قد سجل بداية حقيقية لهذا الانقسام في العراق الذي بدأ سياسيا وانتقل الى ان يغدو اجتماعيا شيئا فشيئا .. وكان للولايات المتحدة الامريكية دورها في اذكاء الصراع الاجتماعي من خلال الاعلام وترويجاته .. وسجل لبنان مخاطر نوعية لهذا الصراع أيضا ، وبتأثير خطورته ، ستتآكل المنطقة تآكلا مخيفا بفعل تفاقم الاحقاد والكراهية .. واعتقد بأن من ينكر وجود اي صراع طوائف واعراق في المنطقة ، فهو يغالط نفسه او يكابر او يعيش في الخيال .. ولم يدرك انعكاسات ما يدور اليوم على شاشات التلفزيون من مواجهات مفاهيمية تمرر كلها تحت اجندة سياسية ! نعم ، انها تتضمن اسبقيات زرع فتن اجتماعية خطيرة جدا ينبغي الانتباه لها تماما من اجل درء تفاقم عوامل الصراع واطفاء جذوة نيران قد تنشب من خلاله .. وسيكون الصراع مدمّرا وهائلا يمزق ابناء منطقتنا شر ممزق ـ لا سمح الله ـ .. ان من يستبعد حدوث ذلك ، فهو جاهل تماما بتاريخ المنطقة ولم يعرف طبيعة العلاقات الاجتماعية التي حكمتها طوال القرون الفائتة .
لست صاحب بصر ثاقب كزرقاء اليمامة عندما نبهت قومها بزحف غابة اشجار داكنة نحوهم .. ويبدو ان الجميع قد استسلم للقدر الذي سيطبق على كل الانفاس من دون ان يحرّك احدنا نفسه كي يوقف الخطر ويطفئ النيران الشريرة .. ان احتداما طوائفيا مقيتا وتخندقات مفضوحة باتت تحكم طبيعة الصراع في منطقتنا تترجمه مشروعات القتل والتفخيخ والقتل على الهوية والخطف والتنكيل والتفجيرات وموت الابرياء .. وخوفي ان ينتقل ذلك الى ارجاء معمورتنا العربية .. العراق يذبح يوميا بكل قسوة.. وفي الجزائر استرجع الوضع المأساوي نفسه .. ولبنان بات ميدان صراع انقسامي طوائفي ومجتمعات اخرى تخاف العدوى لحساسية بعض مناطقها .. التاريخ متوقف تماما عن الجريان في منظومتنا العربية والحرائق قادمة لتأكل الاخضر واليابس من حياتنا .. ! المشكلة فينا قبل غيرنا ، فمن يروج لمشروعات القتل على شاشات التلفزيون من دون اي حياء ؟ ومن يعلن عن تفويض نفسه للتحدث باسم الامة ؟ من قال بأن الاسلام يبيح قتل الابرياء ؟ ما هذا الصمت الذي يسكن شوارعنا ومدارسنا ودوائرنا واسواقنا وكل ميادين حياتنا التي تختفي من ورائها عقائد منقسمة على ذاتها ؟ لماذا يسقط الابرياء دفعات هنا وهناك من دون اي ذنب ارتكبوه والاعلام اما ساكت واما يروج للانقساميين وخطاباتهم وتصريحاتهم ؟ هل هو اعلام للصراع بين من يحتلنا بجيوشه وبين من يحتلنا بتفجيراته ؟
لماذا لا نؤسس قطيعة حقيقية بين من يقاوم الاحتلال وبين من يقتل الابرياء ؟ لماذا نعيش مرحلة عجيبة من خلط الاوراق فلا نفقه معاني المستقبل .. ولا يتعلّم اولادنا كيف يتوجسون المخاطر ! نحن لا نعرف كيف نجابه التحديات الداخلية الطارئة ولا ندرك كيف نتعامل مع الازمات الطويلة .. نحن لا نفقه لغة الواقع ولا نتثبت من حقائق الاشياء التي نسمعها ليل نهار .. نحن لا نقيم وزنا للناس المعتدلين ولا للمستقلين ولا للحكماء والعقلاء .. ان الجيل الجديد يعيش على شعارات واوهام ، بل ويشهد اليوم ممارسات خاطئة تماما باسم الاسلام والاسلام بكل سموه وتجلياته برئ من طقوس محزنة ومؤذية مبتدعة وعادات سيئة متوارثة .. وتبدو مجتمعاتنا تغرق يوما بعد آخر من خلال انغلاقها على كل السيئات التي تتناقلها وسائل اعلامية متطورة .
العراق مأساتنا الاولى وجرح المستقبل .. القضية الفلسطينية تحاول ان تجد حلولا لمشكلاتها بدل مشكلتها مع اسرائيل ! ولبنان لا حلول لانقساماته التي لا معنى لها .. وفي السودان والجزائر والصومال جروح لا تندمل .. منطقتنا اشبه بميدان هرج ومرج لا تعرف مع من تتكلم ولا تدرك اين سيأخذك هذا وماذا يريد ذاك .. ميدان بلا حراس لبواباته ، المعتدلون نائمون ، الغزاة محتشدون ، الاجواء مكفهرة دوما والزمن يبكيه القانطون .. الناس تموت بلا اسباب حقيقية .. دنيا بلا احلام .. الخاملون والكسالى لا يعرفون الا الارتخاء والصامتون حيارى والعقلاء مجانين حتى تثبت ادانتهم !
لم يعد للتفكير السياسي من معان فهذا مشغول بمذهبه وذاك مشغول بجهويته واقليته والاخر بطائفته .. السني والشيعي يتقاتلان بشكل بشع ، بدءا من الملاسنات ثم التهجير والخطف والمذابح .. صورة سوريالية يعتم عليها تماما وفي غمرة الصراع ، لم يحس هؤلاء الناس ان الانتماء الحقيقي للتراب هو الذي يحفظ لنا وجودنا جميعا .. قبل اي شئ آخر !! لنحترم خصوصياتنا ونقول لكل الانشقاقيين عن حدود الاوطان انكم تقتلون انفسكم قبل الاخرين ! انكم تلعبون بالنار التي سيتفاقم لهيبها .. ثم اين نحن اليوم من انتماءات نتعصب لها وهي تفرقنا مللا ونحلا مؤذية توارثناها عن عصور خلت ؟ لماذا ايقاد الاحقاد والكراهية وتفاقم المشكلات كي تنفجر في حروب أهلية كبرى لا تبقي ولا تذر ، ولا يستفيد منها الا الاعداء ؟ وهنا انادي الجميع ان يحولوا دون اي صراع ، اذ لابد من حفظ نسيجنا الاجتماعي وتطوير اساليبنا في التعامل مع الحياة من اجل المستقبل .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يخرج لبنان من عنق الزجاجة ؟
- الديمقراطية : مشروع حضاري ام شعار سياسي ؟
- اللحظات الأخيرة : متى يتعلّمها زعماء العراق ؟؟
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل
- أبعدوا مجتمعاتنا عن العصف والتآكل !!
- ما السبيل إلى ثقافة الحوار؟
- توصيات جيمس بيكر : هل العراق حقل تجارب ومختبر فيران ؟
- الطفيلية الإعلامية تفترس الثقافة الديمقراطية !!
- متى يفهم الرئيس جورج بوش الحقيقة ؟؟
- منطقتنا: خرائط طرق مشتعلة !!
- مانفيستو جديد للعراق : من اجل ستة مبادئ وطنية !
- الحرّة ترفع الستارة عن تاريخ المسرح العراقي
- خطوط التصدّع تصيب حياتنا العربية !!
- متى يبدأ التحديث والتغيير الحضاري ؟
- هل يتغّير العالم نحو الأفضل !؟؟
- فضائيات عدم الاحتراف !!
- الفيدرالية العراقية: سكّة سلامة أم عربة ندامة !
- العراقيون يتساقطون مثل أوراق الشجر !!
- متى يتوّحد العراقيون على مشروع محّبة !؟
- صورة ( وطن عربي ) يتبعثر !!


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !