أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مازن كم الماز - رأي في الحرب















المزيد.....

رأي في الحرب


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 07:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل ستهاجم أمريكا إيران ؟ و متى ؟ و ما هو تبعات هذا الهجوم على منطقتنا و بلادنا ؟ هل يسير الصراع في منطقتنا باتجاه تحقيق الديمقراطية في بلادنا المسكينة على أنقاض المفاعلات النووية الإيرانية هذه المرة ؟
هناك من يبشر بالخير مع كل عاصفة أمريكية تجتاح المنطقة و هناك من يرى أن الوقوف في وجه التسونامي الأمريكية كافية لنشر الخير العميم في بلادنا..هكذا يختزل الصراع السياسي في بلادنا و المنطقة..هذه المقاربة محقة من حيث أن أساطيل بوش أهم و أقوى من إرادة شعوبنا و أن مجتمعاتنا من الهشاشة بمكان أنها تنتظر تغييرا يأتيها على ظهور الدبابات و يجب علينا هنا إما أن نكون مع أمريكا أو إيران..طالما أننا أضعف من أن نفعل ( أو حتى أن نقوم برد لأي فعل ) فليس أمامنا إلا أن نتوقف أمام فعل من يفعل و أن نحاول فهم أو تفسير أو تبرير ما يفعل بنا و كيف يمكننا "الاستفادة" من هذه الأحداث التي تعصف بمجتمعاتنا باتجاه تحقيق أهدافنا ( أو شيء من هذه الأهداف ) كمجتمعات مسحوقة مغيبة مهمشة و مسلوبة الإرادة و الفعل..فنحن لا مونة لنا لا على بوش و لا على أحمدي نجاد و لا قدرة لنا على التأثير في مجرى الأحداث و غاية ما يمكننا فعله هو أن نلعن و نشتم أو نرحب و نستقبل و في كلتا الحالتين لا وزن لا لغضبنا و لا لرفضنا أو استنكارنا أو قبولنا..و حتى أصواتنا المغيبة وراء القضبان و في زوايا معزولة بعناية لا يمكنها أساسا بلوغ لا القابع في البيت الأبيض و لا ملالي قم كأننا كائنات غير موجودة أو غير مرئية أو كأننا لم نخلق إلا للقهر و السجن إلا للشكوى من الغلاء و الحالة التعبانة و ممارسة كل التفاهات أي تفاهات لا تهدد أحدا و لا تغير شيئا ( أهمها الاعتداء على بعضنا و الصراخ حتى على أمهاتنا ما دام "النظام" بخير ) مما يبقينا خارج أسوار السجون الصغيرة يعني أننا ما زلنا نستحق أن ننام الليلة في بيوتنا أن نجتر اللقمة التي تمكنا من انتزاعها من هذا العالم الذي يزداد وحشة , التفاهات التي تعني أن النظام بخير و أننا "بخير" ما دام النظام بخير..
أنا لن أتعبكم بدراسة "جدية للغاية" عن احتمالات المواجهة بين أمريكا و إيران فأنا متأكد من وجود الكثيرين ممن يمكنهم تقديم قراءة جدية لموضوع خطير على هذه الدرجة رغم أنني أدرك أن القرار في حال اتخذ أو أجل أو نفذ لن يتجاوز حدود البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران فلماذا و الحال كذلك نحتاج إلى تفسير حرب لا قرار لنا فيها حروبا يراد منا أن نصفق لها أو نلعنها فيكون صراخنا أكبر منا و تكون حياتنا أصغر من تلك الحروب و قهرنا يتسع لهذا كله يتسع لعالم بأسره..إنني أزعم أن من يملك القرار اليوم لشن الحرب لا يملك من الحكمة أبعد من مصالح أنانية ضيقة للغاية تستهتر أولا بي و بك و سوانا من البشر و ما نمثله من تاريخ و حضارة و جغرافية و آمال بغد أفضل..أنا أعتقد أن الناس هم وقود الحرب و هم أبعد ما يكونوا عن كونهم غايتها فلو ترك الأمر للأمريكان و الإيرانيين العاديين لوجدوا مليون سبب كيلا يموتوا في حرب كهذه لكن ما دام هؤلاء مغيبون ( طبعا لدرجات متفاوتة و بآليات مختلفة كي لا نجرح شعور الليبراليين و الأصوليين ) فموتهم في حروب أصحاب القرار شيء حتمي لا بد منه..دعوني أسليكم بلعبة أظرف من الجدل الجدي بل الصارم الجدية عن الحرب القادمة و لكن للأسف بلا أدنى معنى ما دمنا خارج أسوار البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران..اللعبة التي أقترحها عليكم هي اللعبة الدموية التي يجد الإنسان العراقي نفسه وسطها محاصرا بالقصف و الموت و السحل و العبوات الناسفة و الجهاديين من كل صنف و من كل صوب باسم الديمقراطية..تخيل يا سيدي أنك سني عراقي ( أو شيعي عراقي يا سيدي لا تزعل )..تخيل أنك لو كنت سنيا عراقيا فالمنطقة التي تتوقعها أكثر أمنا لك هي منطقة تخضع لسيطرة الميليشيات السنية و لو أنك شيعيا لكان أكثر مكان آمنا بالنسبة لك تحت الشمس على هذه الأرض هو منطقة تسرح فيها الميليشيات الشيعية و تمرح..طبعا هذا مفهوم نسبي..أعني بالنسبية أن منطق الميليشيا نفسه الذي ربما يحسسك بالأمان يعني أن هذه الميليشيات في نفس الوقت الذي قد تحميك فيه أو أنك تتوهم أنها تحميك عليها أن تعمل على قتل الآخر أو قتلك عندما تكون أنت هذا الآخر..هذا يعني أن ميليشيات الخصم لم تصل إليك بعد دون أن يمنع هذا من أن يوفقها الله غدا أو بعد غد لتقطف رأسك أو تسحل جسدك أو تمزق أحشاءك ما دام البلد بمناطقه السنية و الشيعية يخضع للميليشيا و منطقها في قتل الآخر..تذكر دوما أن نجاتك ترتبط بالصدفة وحدها صدفة وجودك في مكان الانفجار القادم و بعدك أو قربك من العبوة الناسفة أو بصدفة مرورك بحاجز لميليشيات الخصم و سواها من الصدف التي تقرر حياتك و حياة أي إنسان آخر..ألا نستطيع أن نرى و نحن نشاهد أفراد ميليشياتنا ترفع بنادقها عاليا متوعدة الآخر بالموت أن هذه الميليشيات عندما تقتل الآخر فهي تقتلنا أيضا..أنا هنا أرجو أن نبدأ بأخذ الدروس العراقية في الديمقراطية الأمريكية على محمل الجد..هناك من يلح علينا أن نقبل اليد التي تمتد إلى عقولنا و أرواحنا إلى أجسادنا و أولادنا و أرضنا بالموت..حتى أن أسماء القتلة تبقى هي نفسها دون تغيير بكل وقاحة و صفاقة..في لبنان ما يزال أبطال سفك دماء الناس هم ذاتهم..ما يزال سمير جعجع يصرخ مناديا بحياة تغتال الحياة..ليست فقط في أجساد الفلسطينيين بل أيضا في أجساد المسيحيين..ألا تقولون لنا ما الذي تغير منذ صبرا و شاتيلا ؟..
أما حان الوقت لنطرح الأسئلة الصعبة على أنفسنا و على مجتمعاتنا الأسئلة التي قد تزعج أبانا الذي في المخابرات خاصة إذا كانت الأجوبة تتألف من حراك-ديمقراطية-مجتمع حر-فكر حر-تغيير-محاسبة الفساد-حرية الشعب-إنسان حر.., لكنها أجوبة قد تعفينا من دروس مؤلمة في الديمقراطية الأمريكية..أجوبة قد تجعل صوتنا و قرارنا أكثر أهمية من قرار ساكني البيت الأبيض أو القصر الرئاسي في طهران..بحيث نصبح جديرين بالحياة الكريمة رغم أنف أجهزة الأمن و الميليشيات و ساكني القصور..فينسحب القتلة بعيدا و تعود الأساطيل من حيث جاءت و تلغى كل أجهزة المخابرات و أقبية التعذيب و يصبح صوتنا مسموعا عاليا لا يمنعه قهر و لا تستوقفه ميليشيات..عندها سنتحاور معا سنتحاور سوية عن حاضرنا و مستقبلنا عندما نكون نحن , أنا و أنت , أصحاب القرار...




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة اكتشاف الصهيونية
- السياسة و المجتمع
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مازن كم الماز - رأي في الحرب