أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - قضية صابرين : عهر سياسي














المزيد.....

قضية صابرين : عهر سياسي


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 07:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ماذا تفعل العراقية حينما تغتصب ؟
تؤكد الثقافة العراقية على أن العراقية ، الشريفة ، العفيفة ، بنت الأصول حينما تغتصب تحرق نفسها على الفور ، أما أضعف الايمان فانها تلتزم الصمت وتسلم أمرها الى الباري عز وجل ، المنتقم الجبار .
العراقية صابرين الجنابي لم تفعل ذلك ، إذ أنها خرجت على الملأ من خلال قناة الجزيرة " قناة العهر " لتقول أنها أغتصبت من قبل ضباط داهموا بيتها خلال حملات التفتيش التي يقومون بها ضمن خطة فرض القانون التي تقودها القوات العراقية للقضاء على الارهابيين والمليشيات المسلحة .
خرجت صابرين الجنابي على الملأ بحلة جميلة جدا لم يتمكن الحجاب الذي كانت ترتديه من عدم اظهارها ، ذلك الحجاب الذي لم يغط شعرها ، وبعيون مكحلة بشكل فني مثير، وبحواجب مغرية كأنها عروس في ليلة زفافها بعكس ما يتوقعه المرء فالمغتصبة منكوبة ، والمنكوبة لا وقت لديها لتكحيل عيونها ولقط حواجبها .
هل يعني ذلك أن تغييرا كبيرا قد حصل على ثقافة الشرف بالعراق ؟
نشك في ذلك ، لكن دعونا نسلم بهذا الأمر ، لاسيما في ظل الظروف المضطربة في الحياة العراقية عموما نتيجة الحروب والاقتتال الطائفي ، لكن سؤالا يجرنا هو : ما دخل جبهة التوافق بهذا الموضوع .. هل لأن صابرين الجنابي من الطائفة السنية ؟
دعونا نسلم بأن متغيرات كبيرة قد حصلت بالعراق من ضمنها ثقافة الشرف ، لكننا نعتقد أن الأمر لا يستحق تدخل جبهة سياسية ضد الحكومة العراقية وبهذا التوتر وهذه التهديدات ، لاسيما أنها هذه الجبهة تعد جزءا من الحكومة ، إذ أن الموضوع من الممكن حله عبر القضاء العراقي ما دامت المرأة قد فضحت قضيتها من خلال شاشات الفضائيات . أما إذا كانت هذه الجبهة تشكك في قدرة القضاء العراقي على حل مثل هذه القضية فلماذا لجأت الى التشهير بصابرين الجنابي ، تلك المرأة العراقية" الشريفة ، العفيفة " أولا ، وثانيا بالقوات العسكرية للحكومة العراقية التي هي من أطرافها المهمة عبر شاشات التلفاز ، أما كان الأجدر بها طرح هذه القضية ، على الأقل في مراحلها الأولى ، بشكل مباشر مع رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية دون اللجوء الى الاعلام .
لقد هددت هذه الجبهة ، من خلال شخصيات مؤثرة فيها ، بأنها ستتخذ مواقفا سياسية جديدة ضد الحكومة العراقية وخاصة موقفها من خطة فرض القانون في حالة ثبوت عملية الاغتصاب ضد صابرين الجنابي .
نحن هنا نتساءل : ما علاقة عملية الاغتصاب بخطة فرض القانون ، ان صح ادعاء صابرين ، إذ أن ضابطا أو ضابطين من قوات الداخلية أو الدفاع قد ارتكبا جريمة بحق المدعية ؟.
يبدو أن الأمر لا يحتاج الى ذكاء خارق لاكتشاف السبب وراء هذه الضجة ، إذ أنه في كل يوم تحصل جرائم أبشع بحق العشرات ، بل المئات من العراقيين الأبرياء ولم نسمع تصريحات نارية ضد هذه الجرائم مثل التي أطلقها ممثلو هذه الجبهة في قضية اغتصاب صابرين .
نحن هنا لا نقلل من كارثية عملية الاغتصاب ، ان حصلت ، لكننا في الوقت نفسه نرفع أصواتنا عاليا مطالبين المحتجين بمقارنة جرائم الدم اليومية الحاصلة ضد الأبرياء في الأسواق الشعبية والجامعات والمدارس والجوامع والحسينيات وأماكن تواجد العمال والمطاعم بجريمة اغتصاب صابرين .
يبدو أن هذه الجبهة تحاول ، وبشتى الحجج ، وقف خطة فرض القانون التي بدأتها الحكومة العراقية وأعلنت فيها مهمة القضاء على جميع الميليشيات المسلحة ، لاسيما بعد أن تمكنت الحكومة من الوصول الى أماكن تواجدهم والقاء القبض على العديد منهم في مناطقهم الساخنة ومنها منطقة حي العامل التي حصلت فيها قضية صابرين الجنابي .
لقد اتخذت الحكومة العراقية موقفا صلبا من القضية بعد عرضها على شاشة قناة الجزيرة ، إذ أمر السيد نوري المالكي بفتح تحقيق سريع واعتقال الضباط المتهمين في هذه القضية ، لكنه وبعد أن وصله تقرير المستشفى الذي أكد بعد اجراء الفحوصات الطبية ان صابرين لم تتعرض لأي اعتداء على الاطلاق أمر باطلاق سراح ضباطه وتكريمهم وهو اجراء كان لابد له من اتخاذه بحق هؤلاء المقاتلين الذين يضحون بحياتهم كل يوم من أجل العراق من خلال حربهم المستمرة ضد الارهابيين والميليشيات المسلحة .

يبدو أن عهرا سياسيا يعيشه العراق انكشفت أوراقه مرات عدة ، لكن قضية صابرين صارت الورقة الأهم في كشف هذا العهر فلقد وصل أمر التنافس السياسي على السلطة للأعراض والشرف وكشف العورات .
هذه القضية تذكرنا بالضجة التي افتعلتها هيئة علماء المسلمين حينما تناقلت الأخبار خبر اغتصاب المقبور صدام حسين من طرف سجانيه الأمريكيين ، إذ أدانت هذه الهيئة وبشدة اغتصاب " رجل مسلم " .!!



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جند السماء : قراءة ليست متأخرة
- عصام البغدادي في ذمة الخلود
- القرضاوي وزيارة بيريز
- الخطة الأمنية الأخيرة
- خروج بطريقة مأساوية
- تهديداتكم تزيدنا اصرارا
- صحوة عشائر مدينة الثورة
- لهذا يطالب الصدريون انسحاب قوات التحالف
- فقط ، لأنه العراق
- فضية أغلى من الذهب
- حسن نصر الله والشأن العراقي
- بالغيرة والفن تأهل العراق
- تأهل وعرض رائع للمنتخب الأولمبي في أسياد الدوحة
- علاقة غريبة : الأردن وحارث الضاري
- دماء الشهداء مقابل المجاري والأرصفة
- مذكرة القاء قبض أم تحقيق .. نفذوها يا حكومة
- مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر
- أسوأ من التكفيريين
- الدجيل مدينة حدودية مع ايران !
- متظاهرون أم ارهابيون


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طارق الحارس - قضية صابرين : عهر سياسي