أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - ت ع ا ل ي ... إلى لغتي ! الى اسماء عزايزة














المزيد.....

ت ع ا ل ي ... إلى لغتي ! الى اسماء عزايزة


طارق العربي

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 03:37
المحور: الادب والفن
    


أنت و الساعة متأخرة بعض الشيء لعلها الثانية ليلا أو تزيد قليلا بتوقيت هذه المدينة المتطرفة جدا ، التي اسمها نابلس النائمة على هاجس الموت ، الغارقة في الأوهام والخيالات ، لم أجد شيئا افعله في انتظار أن يتسلل النعاس إلى عيني ، إلا قراءة نسخة من نصك " "تعال إلى مطري" المهداة إلى الأستاذ الرائع جدا والمتمنطق بغروره الجميل "زياد خداش " والذي لا ادري كيف ولم كنت احتفظ به ، بين دفتي كتاب لم انته من قراءته بعد، ربما لأني كسول جدا ، أو لأنه ممل جدا على عكس نصك ، أنهيت قراءته وما زلت عاجزا جدا عن النوم .
جلست أرقب " انا" العابر في نصك ، (حزنك، تعبك ، رائحة العرق التي تفوح من نصك منهك الاغتراب ، وأتأمل نهايات الأحلام التي قتلتك قبل أن تموت ، ربما بيت وطفلة وربما جنون أكثر ، وربما لا شيء ، إلا رجلا كساه البحر معطفه الأزرق ، تجرينه معك في رحلة مجنونة ليرقص رقصة مجنونة ، على أنغام زوربا ، أيتها الصاخبة جدا ، التي تفجر بداخلي تمردي وغضبي وهذياني وعنفواني ودهشة القصيدة التي لم تُخلق بعد!! وربما أيضا ... لاشيء من هذا !
غرقت في الهذيان حتى ذهبت إلى سيدة لا اعرفها ولا تعرفني ،وفجأة قررت أن أخوض تجربة غير تقليدية وغير محسوبة ،ومجنونة جدا وخطرة جدا ،اسمها الكتابة لامرأة اغتسلت بامطار الشعر وتعطرت بألوان البلاغة واكتحلت بشتى اصناف البيان، ببساطة .. قررت أن اكتب لك أنت ...
لا اعرف من أين ابدأ رسالتي وماذا اكتب ، كرعشة السطور في رسائل الغرباء يتلعثم قلمي متهجيا أولى حروف القصيد لك وللمرة الأخيرة يرتعش قلمي لافظا على صدرك أنفاسه الأخيرة ونشوة حرف تعتق لمثل هذا النص ..
وقبل أن تتسلل الشمس البحرية إلى أصابعك ، ودون موعد ، وعلى أجنحة طيور حيفا ، أتيك راكبا بساط الحلم ، احمل لغتي وقطعا من الكعك المحلى بالسكر، ورواية عائد إلى حيفا ، راكضا نحوك أعانقك كالأطفال وأجهش بالبكاء على كتفيك، ملقيا عليها جبالُ من الحزن.
و اهمس لك .. لنمضي ..لا اعرف إلى أين .. فأنا قضيت طوال الليل في طرقات مدينتك المنفى ، ابحث عن فندق لا يسألني عن أسمي، وعن هويتي ، مشيت بكل شارع فيها ، نادمت اسفنج الحانات, وخرجت باحثا عن شارع لا يسألني كم سنة ضاعت من عمر العمر بانتظار اللاشيء. عن شارع لا يسألني "من أنت "، ولا تستوقفني فيه الاتهامات في عيون الغرباء ، فهذا السؤال صعب جدا علي ، لأني لا اعرف من أنا حقا ، كما أنه غبي جدا ، فانا الليلة في مدينتي التي تعرفني واعرف روحها جيدا.. حتى البحر كان غريبا ، كان يصرخ بليل المدينة، ستمضي أيامك " عاشقا بلا وطن ستمضي عمرك ، تكتب وتحب بلا جدوى ، تبحث عنك في اللاشيء وتخبرني قارئة الفنجان على ذلك الشاطيء المهجور :سترجع يوما يا ولدي مهزوما مكسور الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان, ما اصعب أن تهوى امراة يا ولدي ليس لها عنوان!!
******
أسير في نصك بلا هدف ، رغبة في الحصول على واحة أمن بين ألغامك المتفجرة ، التي تركتيها خلفك أثناء حضورك والقصيدة هنا ، أفتش عنك أنت ، في حرفٍ لا يعاتبني على سنين عمرٍ ضاعت ما بين منفى ومنفى وانتظار من لا يأتون .و عن كلمة هي كلمتي لكني لا اعرفها ، فهي غريبة جدا أو مثلنا تعيش في اغتراب .... وطوبى للغرباء.
أهرب منك غارقا في وجهك الأسمر المتفجر حسنا وشهوة وغضبا، أحاول اكتشافه زاوية زاوية، حرفا حرفا ، باحثا فيه عن لغة تشبهني ، وقهوة تشربني ، وربما ...وربما أردت أن تملئي أغصانى ثمرا جنونا ، فأنت امرأة لا يكل منها التعب ولا الحزن ولا الأرق ولا الجنون ، لذلك لا تغيب عنك شهوة الكلمة أو تتأخر عن موعدها أبدا ، فأنت جنية الكلمات، التي تقفز على حروف الأبجدية في فرح دائم ، تحيك منها قصصا تتسع لجنونك العبثي ، صانعة منها رجلا يشبهك جدا حد تطابق الروح، وحد التوحد معك بورقة ، وحد التصوف فيك بكلمة ، حد تطابق التطابق، حد الجنون.
فوحدها الكتابة تعطيك القوة لهزيمة الشبق الموغل فيك ، مانحة إياك قدرة عجيبة جدا " لتدويخي أنا طارق العربي " ومنعي لعشرة أيام متتالية من النوم ، وتحريضي على مغامرة مجنونة هو أن اكتب لك أنت ، غير مبالي في صعوبة الكلمة لك ، وغير مبالي بجميع القنابل التي ستنفجر بوجهي وفي وجهك ، وغير مبالي بردة فعلك حين يقع النص بين يديك .
لأنك شاعرة أجدها دائما في مرتفعات اللغة ، ومجنونة أجدها كل مرة في كتاب مختلف ، ولأنك كالمطر تأتين فجأة ويمارس على بياض جسد الورقة هطوله، ومثله تتساقطي علي بقوة ، وتجلديني ، فانا أدرك أن التخلص منك مستحيل ، وان مجرد المحاولة للتخلص من عطرك وملحك هي درب من العبث ومن الخيال ، فأنت شهقة الموت الأخيرة وكل شاعر يأتي إلى مطرك سيكتبه الموت ، فلا جدوى من الإثارة على الأوراق أمام مطرك ، و لا جدوى منها أمام حسنك ، فأنت أنثى مدهشة دوما ، ومثيرة للرغبة جدا ، لذلك لا فائدة من الاحتماء خلف القصائد والكلمات للهروب منك وراء حواجز اللغات ، فمعك لا ينفع إلا المواجهة ، جنونا بجنون ، وغضبا بغضب ،و شبقا بشبق ،و كلمة بكلمة ،و قذيفة بقذيفة ...وقبلة بألف قبلة وقبلة
***
ما زالت عقارب الساعة تمشي ، ونصك بين يدي قنبلة منزوعة الفيل ،لا ... بل أنت ، اجل أنت بين يدي، ترتعشين كنورس ابيض أدمن زرقة المنافي لذلك لا يمكنني مواصلة الكتابة ، فقد سقطت القصيدة على جسدك المستفز ، الذي لم يترك مجالا لإقناعي عبثا بان الكتابة مثيرة وجعا مثل مديتنا " ومدينتك أفضل " ، فانا قررت الخروج من ذاكرة المدينة، لان الحب وحده ليس كافيا لحيفا ، فقد مضت ستة عقود ومضت حيفا بعيدا خلف ارتباك النصوص ، ولان الكتابة غير كافية في ارتباك حضورك ، لهذا ...
ستكونني في لغتي صرخة الميلاد ,, و شهقة الموت ,, وشبيهتي أنا التي لا تشبه إلاها!!



#طارق_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة اخرى الى دمشق
- قطتي الشامية
- جواز سفر
- من عاشق عربي إلى دمشق
- رسالة الى اصدقاء طيبين
- قصيدة شبقة
- لك في... وطن يطفح احلاما وفقراء
- حوار استثنائي مع الفنانة المسرحية سناء لهب
- عامان على رحيل رجل
- وأنا أتعبني الموت فيك ...إلى شاعرة
- خمسة ورقات
- امرأة بملامح وطن ...الى شاعرة
- ابجدية امراة شاعرة
- خربشات على جدران العتة
- هاتف ..من غضب ولهب
- مرة اخرى ...وطن البنفسج
- السلطة الوطنية الفلسطينية ما بين الحل والدوام
- الفلتان الامني يعصف بحلم الدولة الفلسطينية ويستر دون قرار لو ...
- وطن البنفسج
- احبك ...دون اقتناعي


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق العربي - ت ع ا ل ي ... إلى لغتي ! الى اسماء عزايزة