أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-المعجزات















المزيد.....

(2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-المعجزات


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


( لمحة موجزة عن الكاتب علي الدشتي وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006
كان لإصرار المشركين على طلب المعجزات ، وقَسَمِهم أنه لو جاءت معجزة سيؤمنون، أن يولّد الآمال شيئاً فشيئاً في عقول المسلمين بل وفي أعماق نفس محمد الباطنية بأنّ الله قد يُرسل برهاناً مُعْجزاً على نبوّة محمّد يكون كفيلاً بأن يُدْخل الروع في قلب كل معترض ويردّه إلى الإيمان . لكن هذا الأمر حُسِمَ بنزول الآيات 109- 111 من سورة الأنعام : وأقسموا بالله جَهْدَ أيْمانِهِم لئن جاءتهم آيةٌ لُيؤمِنُنَّ بها قُلْ إنّما الآيات عند الله وما يُشْعِركُم أنها إذا جاءت لايؤمنون . وعندها يقول الله للنبي : ونُقَلّبُ أفئِدَتَهُم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرّة وَنَذَرُهُم في طغيانهم يعمهون * ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلَّمهم الموتى وَحَشْرنا عليهم كلّ شيءٍ قُبُلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون .
تقتضي هذه الآيات الثلاث مزيداً من التحليل والدروس :
1- لقد أقسم المشركون أنه إذا ما جيء بأي من المعجزات التي سالوها محمداً ، فسوف يؤمنون؛ لكنّ الله أمر النبي بأن يردّ أنّ المعجزات ليست عنده بل عند الله وحده . وهذا التأكيد الواضح على عجز أي بشري ، ولو كان نبياً، عن الإتيان بأفعال خارقة للطبيعة معناه أنّ قوانين الطبيعة ثابتة وأنّ الأفعال أو الظواهر المعاكسة لتلك القوانين مستحيلة . فالنار ، على سبيل المثال، لايمكن أبداً أن تفقد قدرتها على الإحراق .
2- تساءل النبي كيف له أن يعلم أن المشركين لن يصدقوه إذا ما جيء بمعجزة قادمة ؟ وهذا السؤال يحرّض سؤالاً مقابلاً: هل يمكن التحقق من أنه لو كانت معجزة سابقة قد جاءت ، لكان المشركون قد صدّقوها؟ فنظراً للميل البشري إلى العجب من الفعل الخارق والإعجاب بفاعله، من المرجّح بالطبع أنهم ما كانوا إلا ليخضعوا ويسلّموا . لكنّ المفسرين يعزون عدم حصول معجزة إلى علم الله المسبق أنّ المشركين ما كانوا ليصدّقوا .
3- يقول الله أنه سيقلّب ( أي يُحيد ويُضِل) أفئدة المشركين وأبصارهم لأنّهم لم يؤمنوا بالآيات التي سبق أن أنزلها . وهذا القول يحرّض السؤال عمّا إذا كان الله القدير يوقع الأذى بحرمان البشر من القدرة على رؤية الحق . إن كان يفعل ، فما الذي يمكن أن ننتظره من البشر، وما النفع من إرسال الأنبياء إليهم ؟ غير أنّ المقصود بالآيات السابقة ليس واضحاً . فهي قد تكون أعمال أنبياء سابقين أو أعمال النبي محمد . وعن الأنبياء السابقين ، ليس معلوماً علم اليقين سوى القليل , وعن النبي محمد يشهد القرآن أنه لطالما ردّ على طلب المعجزات بالتأكيد على أنه ليس سوى بشير ونذير . لعلّ القول أنّ الآيات السابقة قد كُذِّبت يشير إلى آيات القرآن؛ غير أنه إذا ما كان كذلك ، فهو ليس بالردّ الوافي ، لأن المشركين كانوا يرفضون الإيمان بنزول تلك الآيات على محمد من السماء ما لم يأتهم ببرهان مماثل للبراهين التي أتى بها عيسى ، وموسى، وصالح ، وسواهم من الأنبياء الذين ذُكرت معجزاتهم في القرآن ذاته
4- يقول الله في الآية الأخيرة من المقطع إنّ المشركين ما كانوا ليؤمنوا ولو نُزّلت إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى . لقد طلبوا من محمد أن يثبت دعواه بأن يأتي بالملائكة من السماء إلى الأرض أو بأن يحيي الموتى كما فعل عيسى ، وأمِلَ محمّد بأن يحدث مثل هذا . لكن الله أخبره من ثمّ أنهم ما كانوا ليؤمنوا ولو حصل ذلك .
5- وفي مثل هذه الحالة ، فإن أسئلة معينة تطرح نفسها . إذا ما كان تكذيب هؤلاء القوم القادم وإصرارهم على الشرك قد قُضِيا وقُدّرا مسبقاً ، فأيّ غرَضٍ نافع يؤدّيه بعث الله لرجلٍ كيما يدعوهم ويهديهم إلى الصواب؟ أيمكن أن نعزو فعلاً لا يضر ولا ينفع إلى الله الحكيم ، العليم ، والمعصوم ، يعمد أنصار التفسير الحرفي ، الذين يرفضون إعمال العقل في المسائل الدينية ، إلى تفسير ذلك القول بأنه إنذار أو اختبار قُصِد منه أن يُعْلِم البشر أنهم أشرار يستحقون العقاب في الحياة الآخرة . لكن هذا التفسير لا يتماشى مع العبارة التالية " إلاّ أن يشاء الله " في الآية 111 ذاتها . والاستنتاج الذي لا مفرّ منه هو أن هؤلاء القوم ما كانوا ليؤمنوا لأن الله لم يشأ لهم أن يؤمنوا ، وهذا مُثبَت بالقول الواضح " ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم " في الآية 110 . وكان قد قيل قبل ذلك ، في الآية 107 من سورة الأنعام ذاتها , أنه" لو شاء الله ما أشركوا " وبذلك يكون الله قد شاء لهم أن يشركوا . ومن المؤكد أن مخلوقات الرب القدير الذليلة لا تقد أن يبدّل مشيئته . فحتّى محمد لم يستطع أن يثني عن الشرك أولئك الذين نجم شركهم عن مشيئة الله . ولا ينبغي أن يُلام المشركون ألمُشار إليهم . فلماذا يُهدّدون ، إذاً ، يعاقب بعد الموت ؟ وإذا ما كانت المشيئة الإلهية هي الشرط المسبق لإيمان البشر الديني، فإن الإنصاف والمنطق يشيران إلى أنّ المشيئة الإلهية ذاتها هي المعنية بهداية البشر وهناءتهم . وفي تلك الحالة لن يكون ثمّة حاجة لإرسال الأنبياء ، وطلب المعجزات ، وتبرير غياب هذه الأخيرة .
يمكن لنا أن نستنتج من تسلسل الأفكار في هذه الآيات وسواها أنّ استجابة النبي البدئية إزاء مطالبة المشركين بمعجزة قد كانت متسامحة ومتملّصة . ومن المؤكد أنّ هذا هو الانطباع الذي تخلّفه سورة التكوين , التي هي بنثرها الغنائي المسجوع والموقّع واحدة من أشدّ السور المكية تعبيرية وشعرية ومثالٌ ساطع على الفصاحة النبوية . فمن الواضح أنّ النبي يتحاشى الردّ المباشر على المشركين ويعمد ، بدلاً من ذلك ، إلى بسط دعواه الخاصة بلغة حماسية مفعمة بالحيوية ، ناطقاً باسم الله بالطبع . وبعد ثمانية عشر ابتهالاً في الثمان عشرة آية الأولى ، يخاطب المشركين ، الذين سبق أن وصفوا ما يتلفّظ به محمد بأنه اختلاقات كاهن أو أوهام مصروع ، فيقول في الآيات 19- 25 : إنه لقول رسول كريم ( جبريل الملاك ) * ذي قوّة عند ذي العرش مكين* مطاعٍ ثمّ أمين* وما صاحبكم بمجنون * ولقد رآه ( أي جبريل) بالأفق المبين* وماهو على الغيب بضنين* وما هو بقول شيطان رجيم .
لقد طالبت الغالبية العظمى من المكيين محمداً بمعجزة قبل أن يفكروا بدخول الإسلام، وقد أشار الله إلى هذه الواقعة حين قال إنهم ما كانوا ليؤمنوا ولو أنزل الملائكة وجعل الموتى يتكلمون . وبع عشر سنين أو اثنتي عشرة سنة ، حين لمع سيف محمد وأتباعه ، أقرّوا عقيدة محمد وراحوا يدخلون في دين الله أفواجاً ، كما تقول الآية 2 من سورة النصر . فأبو سفيان ، وهو واحد من أشرس أعداء محمد وشارك في معارك متعدّدة ضدّ المسلمين ، اعتنق الإسلام في العام 9/631 . فبعد فتح محمد مكّة على رأس آلاف من الرجال ، أتى العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان إلى النبيّ ، فقال النبي : ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ قال : بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننتُ أن لو كان مع الله إلهٌ غيره لقد أغْنى شيئاً بعد . قال : ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ قال : بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوْصلك ! أمّا هذه والله فأنّ في النفس منها حتى الآن شيئاً ، فقال له العبّاس : ويحك ! أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قبل أن تُضرَب عنقك . وهكذا أسلم أبو سفيان يائساً وسط المقاتلين المسلمين المحتشدين . وبناءً على نصيحة العباس بن عبد المطلب ، طمأن النبي أبا سفيان بإعلانه بيته مكاناً حرماً آمناً مثل الكعبة . قال النبي : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن . وفي وقت لاحق ٍ من العام ذاته ، حين هزم المسلمون قبيلة هوازن ووضعوا أيديهم على قَدْرٍ هائل من الغنائم ، أرضى محمد أبا سفيان وسواه من قادة قريش بهباتٍ ثمينة حتى أن سادة الأنصار ( أنصار النبي في المدينة) اشتكوا من ذلك صراحة .
( من كتاب : 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية )
( الكاتــــب: علي الدشتي وترجمة ثائر ديب وإصدار رابطة العقلانيين العرب)



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .. لنثرثر معاً في حانة الأقدار مع الأستاذ حسين عجيب ..؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاما في الممارسة النبوية- المعجزات
- (2)ثلاثة وعشرون عاماً في الرسالة المحمدية - الخلفية
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الخلفية
- الولايات المتحدة العراقية ...؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية- ما بعد بعثته ..؟
- تزايد السكان العشوائي والجهل أهم أسباب جائحة العنوسة..؟
- ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - بعثته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة
- إذا اجتهدتم لا تشوهوا صورة الخالق ...؟
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - مسألة النبوّة..
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية .طفولته
- (1) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية ... طفولته
- لجوء الجار العراقي إلى سورية ونجدته واجب إنساني قبل القومي ؟
- (3) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية... ولادته
- (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- (1) ثلاثة وعشون عاماً في الممارسة النبوية - ولادته
- الفاضلةgrce lady.....
- العودة إلى الحنبلية وآراء بن تيمية في اتهام الشاب عبد الكريم ...
- طريق الموت يحصد هذه المرة 26 قتيلاً و5جرحى...؟!


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى حقي - (2) ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-المعجزات