أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الخارج مرة أخرى















المزيد.....

الخارج مرة أخرى


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحضر الخارج بشكل رئيسي اليوم في حياتنا السياسية سواء أكان في مواجهته أو في الاعتراف بقوة تأثيره و إمكانياته الهائلة و بمشروعه الكوني و جزئه الإقليمي المرتبط بنا..هناك حالتان أساسيتان تتحقق مشروعية السلطة من خلالهما و يكون الخارج محورها إما في مواجهته و مواجهة "مؤامراته" , فحرب 1956 كان لها الدور الأبرز في إثبات مشروعية ما لخطاب عبد الناصر و ما يشبه ذلك لحرب 1973 و نظامي الأسد و السادات , و على الطرف المقابل فدعم الخارج ( الأمريكي-الشيراكي-السعودي ) إلى جانب الانتماء الطائفي لرئيس الحكومة اللبنانية هو أساس مشروعيتها أمام الشعب-الداخل اللبناني بغض النظر عن مشروعها السياسي و الاقتصادي , فبمجرد أن تكف عن التفكير في الخارج السوري أو الإيراني ستفقد حكومة السنيورة أية مشروعية في ظل فساد الحكومة و فشل كل سياساتها في محاصرة أزمات البلد إن لم يكن حلها..و هنا إلى جانب إخراج هذا الخارج من سياقه التاريخي و إلباسه لبوسا ميتافيزيقية تجرده من وضعيته الواقعية بطريقة قد تمثل استبدالا للمقدس الماضوي كلي الصحة المطلق بوضعية هذا الغرب أو نموذجه الحضاري الذي يسبغ عليه صفة حالة فوق طبيعية فوق تاريخية مطلقة أيضا..حضور الغرب هنا كنموذج حضاري كحالة فكرية سياسية "أكثر إنسانية" و كخصم يريد الهيمنة على المنطقة يريد تكريس سطوته الكونية و ضمان الشروط لاستمرار هذه السيطرة هذا الحضور المتناقض يستفز ردي فعل أحدهما يقوم على الإعجاب و الرغبة بنسخ نموذجه الحضاري و آخر يقوم على الرفض على اعتبار العلاقة مع الغرب حالة صراعية باتجاه الحفاظ على الهوية..هذه الرغبة بالتماهي مع الغرب الأمريكي وصولا إلى شرعنة الاحتلال كمدخل للتغيير نحو حالة تستلهم النموذج الأمريكي تعد بديمقراطية و تطور في بنية المجتمع و وعيه نحو مطابقة النموذج الأمريكي تطرح سؤالين أساسيين , الأول عن إمكانية إحداث تغيير مستنسخ عن الغرب كحالة تاريخية محددة نتيجة نسق تطوري خاص بها و إمكانية إحداث التغيير استنادا إلى الغزو الأجنبي سواء من حيث إمكانية القوات الغازية على الدخول عميقا في بنية مجتمعاتنا و من حيث حقيقة رغبة هذه القوات الغازية في إنجاز تغيير ما يكون بالفعل نسخة التغيير المطلوب..نرى الكثيرون الآن مثلا يرون حتى في الاقتتال الطائفي الدموي الراهن استنساخا للحروب الدينية بين الكاثوليك و الإصلاحيين و يرون فيها مرحلة سابقة على فصل الدين عن الدولة كما نتج عن تلك الحروب..هذا الخطاب يرى الأمور فقط من خلال مسيرة الغرب نحو ترسخ النظام الرأسمالي الراهن..
يمكن أن نرى هنا أن شعوب أوروبا قد حررت بالفعل من السيطرة النازية بقوة الجيوش الأمريكية و السوفييتية و كان هذا بالتأكيد الاحتمال الوحيد المتاح للتخلص من قبضة القوات النازية لكن هذا "التحرير" حدد طبيعة الوضع التالي و صيغة البديل عن الاحتلال النازي و حور التاريخ وفق مشيئة و بالطبع مصالح "المحررين"..نعرف أنه قد جرى سحق الحركة اليونانية الاشتراكية القوية بالقوة المباشرة أو دعم أعداءها المحليين و جرى فرض واقع يهمش اليسار الإيطالي الذي استحوذ على الشارع باستخدام و تشجيع مشاركة نشيطة للكنيسة الكاثوليكية ذات طابع معادي للشيوعية و جرى ما يشبه هذا أيضا في تشيكوسلوفاكيا حيث تم فرض اليسار الموالي لموسكو و بالتأكيد كانت ألمانيا بشقيها مدرسة لفرض حالة موالية بالوسائل القمعية و وسائل التآمر السياسي و وسائل تدجين و توجيه الرأي العام..كانت قواعد اللعبة قد اتفق عليها بين ستالين و أيزنهاور في بوتسدام..كان من الواضح أن الصراع الذي دار يخضع لشروط وافق عليها الطرفان و ذلك بالاعتراف بحق الطرف الآخر بحرية الفعل في مناطق نفوذه مع اقتصار رد الفعل عليه بفعل دعائي مضاد لهذا الفعل في محاولة لمراكمة عوامل تغيير الواقع حتى كسب هذه الساحة من الخصم..و في النهاية كان انهيار الكتلة الشرقية التي كانت تسمى اشتراكية جاء من الداخل بل جاء بفضل البيروقراطية الحاكمة ذاتها التي كانت تمثل مركز السلطة في الأحزاب الحاكمة في الكتلة الشرقية..شاهدنا تغييرا على هذا النمط في مصر السادات بعد أن قرر الجزء المسيطر من البيروقراطية الحاكمة خطأ سياسات سلفه و قرر أن انضوائه تحت المشروع الأمريكي سيكون أكثر فائدة و متسقا أكثر مع طبيعة هذه القوى و مضمونها الاجتماعي و خطابها السياسي..في اليابان كان الجنرال ماك آرثر يضع شروط بناء اليابان الجديدة..كان هو من رفض محاكمة الإمبراطور كمجرم حرب..و كان الدستور الذي وضعه لليابانيين قد ألغى النبالة و فصل دين الشنتو عن الدولة و تضمن بندا عن إلغاء أي وجود لقوات مسلحة لكن سرعان ما سيختلف الحال إذ سيطلب من اليابانيين تشكيل قوة دفاع ذاتية لمساعدة القوات الأمريكية في مواجهة القوات الصينية و الكورية الشمالية..و عندما قويت الأفكار اليسارية بين اليابانيين الفقراء وقف الجنرال بحزم في وجه دعوة النقابات للإضراب العام في 1947 و تمكن فيما بعد من محاصرة نشاطها و نشاط الأحزاب اليسارية..من الواضح أن صانعي القرار السياسي الإستراتيجي الأمريكي كانوا هم من رسم وضعية اليابان السياسية و الاقتصادية بل و حتى طبيعة النظام التعليمي الياباني بعد الغزو و حتى المستقبلية باتجاه تحقيق المصالح الأمريكية باتجاه الانسجام و التناغم مع المصالح الأمريكية و التحالف مع أمريكا ضد الأعداء الجدد : السوفييت و الصينيين..إن العالم تحدد وفق مشيئة و مصالح المنتصرين و خضعت كل السياسات تجاه المجتمعات "المحررة" لاعتبارات الحفاظ على تلك المصالح فمشروع مارشال كان بغرض منع صعود الشيوعية داخل أوروبا الغربية و خلق طبقة متوسطة أو ما تسميه الأدبيات الاشتراكية بأرستقراطية الطبقة العاملة تقبل بمساومة تاريخية مع النظام السائد و أن أطروحة دولة الرفاه أو وصول الاشتراكيين الديمقراطيين للسلطة كانت ردة الفعل على الأطروحات اليسارية عن تغيير اجتماعي عميق لصالح الطبقات المهمشة و قس على ذلك..يمكن القول بأن هذه الحقبة من إعادة بناء العالم وفق مصالح و مشيئة المنتصرين قد مهدت الآن للنظام العالمي الجديد القائم على فردانية القطب الأمريكي فقد رسخت المنتصرين الأمريكي و السوفييتي على أنهما اللاعبين الأساسيين في كل مكان وفق قواعد استباحت الشعوب استباحت أي شيء و بررت اللجوء إلى الانقلابات العسكرية و القمع المنفلت و شراء النخب السياسية و الفكرية أي كل ما من شأنه تحوير و تزييف و توجيه الحراك المجتمعي لصالح تلك القوى الكونية..يعتبر المحافظون الجدد أن الغرب الرأسمالي الآن في حالة صراع مع عدو جديد هو الإرهاب الإسلامي ( و إن كان هذا لا يمنع أن يواجه غدا عدوا صينيا أو حتى أوروبيا ) و هذا يطرح مرة أخرى حقيقة السياسات الأمريكية تجاه منطقتنا محور هذا الصراع باتجاه كسب النخب باتجاه بناء حالة عامة تتماشى مع الأغراض و الأهداف الأمريكية و فيما إذا كانت هذه السياسات قد توفر لنا فرصة تاريخية لتجاوز حالة التخلف و بناء مشروع نهضوي بل و ربما بناء نظام ديمقراطي بعد فترة طويلة من القهر الذي مارسته الأنظمة ضد المجتمع..هل سيغير المحافظون الجدد بالفعل قواعد اللعبة فيقفوا لأول مرة ضد الطغيان و أن يجدوا طريقهم لتحقيق أغراضهم عبر انقلاب جذري ديمقراطي الطابع و ليس انقلابات بينوشيت انقلابات الجنرالات و السجون الجماعية , هذا من جهة و من جهة أخرى متى سيحين الوقت لفطام مجتمعاتنا عن الغذاء الأجنبي الاضطراري حسب أصحاب هذه الرؤية هل سيكون من الممكن الاستغناء يوما عن دوريات المارينز في الفالوجة و كربلاء التي تحرس الديمقراطية المستوردة من أمريكا كما يفترض..
من الممتع هنا أيضا أن نلاحظ ماهية الهوية التي تواجه هذا الغزو "الديمقراطي" القادم فخلافا للهوية الدينية الإسلامية ,التسليمية العقيدية بل و الطائفية المضمون , نجد أن الهوية التي تدافع عنها الشعوب في أماكن أخرى مختلفة على نحو جذري..إن صعود اليسار في أمريكا اللاتينية إنما يعكس ردة فعل تلك المجتمعات على سيطرة الاحتكارات الأمريكية و الأوليغاركية المحلية المرتبطة بها..هنا يشكل اليسار هوية تلك الشعوب ماهية وضعيتها المستقلة المعادية لتغلغل الاحتكارات الأمريكية يمثل ردها الوحيد على فرض الفقر و التهميش لصالح تحالف الاحتكارات الأمريكية و الأوليغاركية المحلية..قد يقول قائل أن تلك الشعوب لا تمتلك نسقا عقيديا حضاريا يوحدها كشعوب امتزج فيها السكان الأصليين المحليين بالغزاة رغم أن لاهوت التحرير قد يمثل المقابل للأصولية الإسلامية..إن صعود الأصولية هنا ليس بردة ماضوية فحسب و ليس حالة تماهي بالمعتدي الأمريكي الإسرائيلي الخارجي أو السلطوي الداخلي فقط إنه محاولة من المجتمع المهمش للدخول إلى التاريخ إلى ساحة الفعل من جديد..لقد استقالت الأنظمة العربية من أية مسئولية تجاه شعوبها و تجاه قضايا المنطقة و استسلمت للمشيئة الأمريكية الإسرائيلية و فرضت في ذات الوقت حصارا خانقا على أي حراك مجتمعي حر يمكن أن يفتح أية فسحة للتعبير و المشاركة فكانت أن استدعت التشكيلات الاجتماعية و العقيدية التقليدية للدخول إلى ساحة الفعل وفقا لخطاب تبلور في إطار قهر السلطة و تغولها على المجتمع و انفلات الخارج الأمريكي الإسرائيلي على شعوب المنطقة و في إطار مرجعية تاريخية ماضوية اتخذت شكلها العقيدي المتأخر بعد أن أطاح تحالف السلطة مع ذلك القسم من المؤسسة الدينية بالتيارات العقلانية و الفرق الثورية ضد السلطة رافعة في وجهها سلاح التكفير متبنية دوغمائيات ترفع لمستوى المقدس كمصدر لقهر و تدجين الجماهير , هذه الأفكار ذاتها ستكون السلاح الذي ترفعه هذه التشكيلات ضد السلطة المستقيلة من وظيفتها التي كانت تقوم بها تاريخيا مستمدة من أدائها مشروعية ما أمام المجتمع , إن هذه الأنظمة تفتقد اليوم للشرعية و هذا الافتقاد للشرعية يفتح المجال لهذه التشكيلات و خطاباتها بأن تملأ الفراغ لأن تقوم بهذا الدور الوظيفي ضد الخارج و لصالح أفرادها الذين يعيشون القهر من السلطة و من الخارج على حد سواء..
إن قوى اجتماعية صاعدة ذات خطاب قادر على صياغة البديل سيفتح المجال أمام تغيير حقيقي قادر على المقاومة قادر على بناء حالة تاريخية جديدة تتجاوز حالة استغلال المجتمع لصالح قوى سواء كانت في الداخل أو الخارج كما أن نموذجا للدولة يفرغها من وظائفها القمعية و يعترف بأولوية المجتمع تمارس فعلها في إطار حراك سياسي حر سيجعلها في وضعية تقوم بدور وظيفي نيابة عن المجتمع و ليس على الضد منه





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...
- الطائفية و الشارع و اللعب بالنار


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الخارج مرة أخرى