أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - شكراً ... وليد بَيْك !!!














المزيد.....

شكراً ... وليد بَيْك !!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 12:23
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يملك المرء العاقل، في تلك اللحظات "المؤثرة" إلا أن يتكاتف مع وليد بيك، فعلاً، وهو يعبـّر عن شوقه لـ"أبي بهاء"، ويتمنى من القلب أن يتحقق له ما يطلبه من العزيز القدير، علـّه يأخذه لعنده فيريح ويستريح ويخلـّص لبنان من هذه "الوذمة" و"الدرنة" السياسية المستفحلة التي خرجت عن المألوف والسيطرة، وعن كل ما هو متعارف عليه من مبادئ ومثل وأخلاق، والتي يبدو أن ليس منها لا براء ولا شفاء. ويرفع المرء في تلك الهنيهات التأملية الودعاء، يديه متضرعاً لرب السماء، أن تجمعه(وليد بيك) مع حبيبه "أبي بهاء" وبأقرب فرصة ممكنة، وهذا ليس من عندنا، ولا سمح الله، بل كله حسب آخر تقليعات ورغبات و"نطوطات" وليد بيك بالذات. ولا ندري، في الحقيقة من أين "هطل" كل هذا الحب والهيام والافتنان والشوق الجنبلاطي لـ"أبي بهاء"، وهو المعروف عنه تقلبه ومزاجيته وتنصله وتنكره، وعدم التزامه بأية علاقات، وصلات مع أقرب المقربين والحلفاء، وخصوماته الكثيرة، التي يوزعها على الجميع بالعدل والقسطاس.

ولا يمكن، ولعدة أسباب، تصنيف الخدمات الكراكوزية، التي يقدمها وليد بيك، وعلى أكثر من صعيد، سوى بالجليلة والهامة والمفيدة، برغم لا معقوليتها وغرابتها الفضحاء. فقد كان من الصعب جداً إقناع الناس بمدى خطورة الحالة المستعصية التي وصلها هذا الغلام، لولا عروضه المتواصلة التي تتسم، غالباً، بالحمق، والهزل، والتهور، والهبل، والبلاهة والاستعراض. وكان من العسير والصعب جداً، وأيضاً، استحضار أي كراكوز آخر، سوى وليد بيك، بالذات، ليضفي على المشهد الجنائزي الحزين تلك المسحة من الفكاهة والدعابة والمرح والابتسامات. كما كان من الصعب جداً، أيضاً، التحايل عليه، وإقناعه بإعادة تمثيل هذا الأدوار، أمام الملأ والناس، وهو يهذي مهلوساً بها ومنفرداً، والتي ساهمت إلى حد كبير في الكشف عن كنه، وجوهر هذا "الزعيم" الديمقراطي الاشتراكي الحضاري ومدعي الزعامة والسياسة ومدى ما يتمتع به فعلاً من مواهب، وملكات، وإمكانيات.

لكن لا بد للمرء إلا أن يشعر بالأسف والأسى، رغم كل كراكوزية هذه المؤثرات التي بدت كفواصل كرتونية كوميدية في جو من الحزن والتأبين واللطم والبكاء، على بلاد تنعت بالحرية، لكن يتسيد فيها المهربون والمافيات والمهرجون المتقلبون وكراكوزات وعواظات آخر الزمان، وتتبجح بنوع غريب، ومبهم، ومنقرض من الديمقراطيات. والمؤلم في الأمر أكثر أنك ستضطر أن تنحني قليلاً، وتنظر قليلاً إلى الأسفل لتقديم شكر، ولو من نوع غريب وغير معتاد، لهذا النوع النادر من فصيلة الغوغائيات التي يجب الحجر والتحفظ عليها، لا لأي سبب آخر، إلا لأنها لن تتكرر إلا في الحقب الجيولوجية السحيقة، وشاهد دامغ، ولا يقبل الجدل، على الحلقة المفقودة في أصل الأنواع origin of species التي حيـّرت المرحوم تشارلز بن داروين، علينا، وعليكم، من ذكره أفضل السلام. كما لا يمكن للمرء إلا أن يشكر وليد بيك في الآن، على مدى الحرج والارتباك والخيبة والدهشة التي يسببها في كل مرة يفتح فيه فاه لحلفه السياسي ومن لف لفهم من سقط المتاع وشراذم معارضات آخر الزمان، والتي تتشدق كثيراً بتفرد، وحضارة، ومدنية، وتقدم، وديمقراطية لبنان، التي لا يملك المرء إلا أن، يلعن، ويكفر بجان جاك روسو وفولتير عندما يتعثر بمثل هذه الآفات.

فلقد سهـّل، وبحق، "وليد بيك" علينا المهمة إلى حد كبير. ولم نعد بحاجة لا إلى استفاضات، أو أدلجة، ولا وديالكتيك، أوتحليل سياسي عميق، وهرطقات وخزعبلات فقهاء الماركسية واليسار، أوالاستعانة بمراسلين وخبراء، أو الإتيان بأية شواهد للاستدلال على تواضع ملكاته العقلية التي وهبه إياه لبنان. فها هو يتبرع، ومن ذاته، ويقوم بهذه المهمة متطوعاً ومشكوراً كلما يطلق له العنان، وليس الحق هنا، بالطبع على من "يفلته"، ويطلق له العنان. ويمكن للمرء أن يستخلص الحقيقة الأبدية الخالدة بأن وجود هكذا بشر في أية معركة أو قضية لهو كفيل بأن يلحق بها الهزيمة الماحقة، ويصبح عبئاً كارثياً على أصدقائه قبل أعدائه. ولا يسعه إلا أن يهنئ سوريا حكومة وشعباً بتخلصها نهائياً من هذا الداء. ولكن، وبنفس الآن، وللأمانة التاريخية، لا يملك المرء أيضاً، إلا أن يتعاطف مع تيار المستقبل، وقوى "31 شباط" و60 أيار، بسبب غباء خياراتهم وعبثية توجهاتهم، وهدر مجهوداتهم، لأنه يعلم سلفاً النتيجة التي ستؤول إليها الأمور في أية معركة يخوضونها بوجوده معهم، ومتمنياً لهم الخلاص الفعلي من هذه الورطة بتحالفهم مع هذا النوع من المتسلقين والمرتزقة. خلاصاً حقيقياً، وفعلياً، ونهائياً، وليس بالطبع كخلاص خدام والبيانوني، على أية حال.

إن الانحلال السياسي والخلقي الذي يظهره بعض ممن يسمون زعماء سياسة تبين حقيقة زيف بعض أوجه هذه "المدنية" اللبنانية المتفسخة والتي يعتبر وليد بك أحد تجلياتها الأكثر دلالة عليها. وتظهرها كهمجية بدائية متخلفة ليست بحاجة لوصاية ورعاية ودراية من عساكر سورية وجنودها الأغرار فقط، بل إلى دليلين ومرشدين وحاضنات، من التيبيت والنيبال وأكلة لحوم البشر فهؤلاء، وفي أسوأ المعايير والاعتبارات أكثر تمدناً ورزانة ورصانة من هكذا كراكوز محتال، ولتعلمهم ليس التحكم بلسانهم، والأدب العام، وطريقة نطق الكلام، بل لضبط حاجياتهم الطبيعية الأساسية، وإرشادهم إلى المرحاض، أعزكم، جميعاً، العزيز الواحد القهار.

شكراً مرة أخرى وليد بيك، فلقد سهلـّت الأمر، والمهمة، على الجميع.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر
- لماذا لا ينصرهم الله؟
- أين العرب؟
- سِجْنُ الحِجَابْ
- المواطن السوري أولاً
- إسرائيل البريئة!!!
- شهداء الطغيان
- إخوان مصر: تباشير النهايات السعيدة
- الحجّ الوزاري ودعاء دخول الوزارة
- لماذا يهلل المسلمون لفوز إليسون؟
- مآتم أم أعياد؟
- شَنْقُ رَئيس ٍعَرَبِيٍّ !!!
- خبر عاجل: وزارة الصحة السورية تعترض على محاكمة جنبلاط!!!
- اللّهم شماتة: انهيار المحاكم الإسلامية
- حكومة الظلّ الوهابية المصرية
- هل أصبحت إسرائيل ضرورة قومية؟
- الكاميرا الخفية


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - شكراً ... وليد بَيْك !!!