أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زياد محاميد - عنصرية الطب وطب العنصريين في إسرائيل















المزيد.....

عنصرية الطب وطب العنصريين في إسرائيل


زياد محاميد

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:42
المحور: حقوق الانسان
    


على إدعاءات ممثلي وزارة الصحة في لجنة الدفاع عن حقوق الطفل - (الجزء الأول)
في إحدى الجلسات مع مجلس سلامة الطفل ,صرح موظفو وزارة الصحة " أن اسباب إرتفاع الوفيات عند الأطفال العرب" في إسرائيل هي أسباب وراثية أهمها زواج الأقارب.." أي أن السبب هو مرتبط بالعرب نفسهم" وليس بأسباب أخرى...بيئية او إجتماعية او إقتصاديه -سياسيه او مهنية..
لو أن التصريح هذا صدر عن طبيب معين ..للإعتقدت أن هذا الطبيب "لا يعرف ما يقول"..ولكن أن يتفوه ممثلي الوزارة بمثل هذا الكلام ,فان الأمر يصبح موقفا سياسيا رسميا ..وواجبي كطبيب عربي أن اتخذ موقفا وأرد على الموظفين من الوزارة الموقرة ,و باعتقادي أنهم يتفوهون بموقف عنصري ,إتجاه العرب ليخفون جملة حقائق أهمها التوجه العنصري لدي الوزارة ولدى الحكومة وميزانياتها المخصصة للوسط العربي .
اذا "التصريحات عنصرية"..وهذا يدل على العقلية العنصرية لموظفي الوزارة
"الشطار"..وهذا بدوره يكشف جليا عن جوانب العنصرية في الخدمات الطبية في البلاد والمسؤلة عن نشوء "مزاج عنصري في الطب "..ولينشاء بعدها "طبا عنصريا.." سيعاني منه جزء كبير من مواطني الدولة.
عنصرية الطب في إسرائيل:
يصل عدد المواطنين العرب في البلاد الى مليون ونصف المليون عربي.وبحكم قانون التامين الصحي فان كل مواطن "يدفع مبلغا" لتغطية هذا التامين .الأغلبية

الساحقه تدفع من خلال خصم نسبة من أجرها تصل الى 5.5%.

وبالمعدل فان المواطن العربي يدفع مبلغا وقدره 200 شاقل شهريا....والنتيجة أن

العرب يدفعون مبلغ هو 200شاقل ضرب 1500000 =30000000 اي ثلاث مائة مليون شاقل في الشهر.ولنفرض ان التامين الوطني يغطي نصف المبلغ(الاطفال والعاطلين عن العمل والمرضى المتقاعدين..الخ) فان النتيجة النهائيه هي 150000000 اي مائة وخمسين مليون شاقل شهريا.

هذا المبلغ يوزع على صناديق المرضى...(اضف لذلك الاستمارات المدفوعة

"ايغروت".. وثمن الادوية ونموذج 17 وفحص الاخصائيين...)

السؤال الذي ينبع وبصدق هنا:هل تصرف صناديق المرضى هذا المبلغ على المواطنين العرب ..؟؟؟ وهل يتناسب مستوى الخدمات الطبية المقدمة في القرى والبلدان العربية مع هذه المصروفات المجبية من المواطن العربي..؟؟؟ الجواب واضح وهو لا....والف لا...

كلنا نعرف عن النواقص في الخدمات في القرى ..إبتدءا بالتجهيزات ومرورا بالخدمة وساعاتها وجودتها...كلنا نعرف أزمة الادوار "ورحلة الأعصاب التي يعيشها المريض" ليحصل على زيارة منظمة دون توتر للطبيب المعالج"..وكلنا نعرف مدى الضغط الذي يعمل به طبيب العائلة....والذي يضطر لقبول حوالي 60 مريضا في اليوم..ليكون زمن الزيارة لا يتعدى ال 3-4 دقائق.....فاي طب هذا وأي خدمة هذه ..يكون ضحيتها المريض من جهة...(لا وقت كاف للطبيبب ليسال ويفحص ويشخص ويعطي برنامجا علاجيا..وليشرح وينصح..),ولا وقت للمريض ليشكو وليسال وليستفسر ويستوضح.. ..)..أضف الى ذلك الأدوار للمتخصصين والحاجة للسفر الى مدن بعيدة للحصول على الخدمة..

وحال المستشفيات ليس بالأفضل...فطبيب واحد يناوب لقسم كامل فيه حوالي الـ 60

مريض...هو أمر غير معقول..وضع يضع الطبيب تحت الضغط والتوتر والحيرة...

إن النتيجه النهائية لها الوضع هو إنخفاض تدريج ما يسمى " معايير الجودة

للخدمة الطبية"...ولو راجعنا قيم هذه المعايير في وسطنا العربي لوجدنا انها

منخفضه جدا واحيانا لدرجة مخجلة.....هذه حقيقه يعرفها الأطباء وتعرفها إدارات

صناديق المرضى, لكنها تخاف من نشرها..لانها قد تصبح "فضيحة" لها.

من المعروف عالميا,إن معايير منخفضة لجوده الخدمات الطبية, تؤدي حتما الى

إرتفاع في نسبة "مرضية" و"وفيات" أفراد المجتمع ..وبالفعل هذا ما يشير اليه

تقرير وزاره الصحة الأخير بأن نسبة إنتشار الأمراض ونسبة الوفيات, من مجمل

الأمراض (أمراض الاوعية الدموية والقلب والسرطانات..والحوادث") هي الأعلى عند العرب في إسرائيل...ويشير اخر تقرير حول صحة العرب في البلاد..(2004)الى أن مدينه الناصره والرينه ووادي عاره والنقب هي البلدان التي تشكل" الضحية الأولى" ,حيث نسبة الوفيات هي الأعلى في البلاد..ويشير تقريرا اخر الى نسبة عالية من الوفيات عند الأطفال العرب وخصوصا في النقب والقرى الصغيرة.

(من تقرير وزارة الصحة، للعام 2006: معطيات هامة ومثيرة تؤكد بأن نسبة وفاة

الأطفال العرب ما دون العام الواحد، تضاعف نسبتها لدى الأطفال اليهود بـ 2,46

مرات (7,96% للأطفال العرب و 3,23% للأطفال الي وأما لدى الأطفال المتراوحة أعمارهم بين عام وخمسة أعوام فإن نسبة الوفاة لدى الأطفال العرب تضاعف نسبتها لدى اليهود بـ 4,72 مرات (2,5% للأطفال العرب و 0,53% لدى اليهود,وأن هنالك انخفاضا مستمرا لوفاة الأطفال اليهود بين العامين 2002- 2005، وهو الانخفاض غير ظاهر بنسب وفاة الأطفال العرب).

الإستنتاج المنطقي من المذكور أعلاه , أن التوزيع المالي ,والصرف الغير متكافيء

مع الحاجات يؤدي الى إنخفاض معايير جوده الطب ,وهذا سيؤدي الى إرتفاع في

المرضية والوفيات عند العرب..اذا السبب هو اقتصادي...وكون الاقتصاد تعبير عن

السياسة فان السبب سياسي ..وهنا تكمن عنصرية الطب المقدم للمواطنين العرب في بلادنا....

وجه اخر لعنصرية الطب في اسرائيل..هو وضع الكوادر الطبية....فالاطباء العرب

محرومون من الوصول الى التخصصات بسهولة ,ويفضل دائما اعطاء التخصصات لاطباء يهود أو قادمين جدد..وهذه حقيقة مره يعرفها الجميع.في هذا المجال لا يمكن أن لا نذكر ان الكوادر الطبية البديلة أو ما يسمى بلغة صنديق المرضى "محليفيم"..أي الأطباء المتنقلين ليستبدلوا اطباء ثابتين في وظيفتهم يتغيبون لاسباب مختلفة, هم في الأساس أطباء عرب أو قادمون جدد(متكلمي اللغه الروسية)...وقسم منهم عمل طويلا بواسطة شركات للقوى العاملة..وكنت قد شاركت في المؤتمر الاول للاطباء البديلين التابعين لصندوق المرضى "كلاليت".قبل 3 سنوات. حيث شارك حوالي 200 طبيب .كان جميعهم من العرب والروس...ولم يكن طبيبا إسرائيليا يهوديا واحدا...والسبب ان الاطباء اليهود الاسرائيليين يذهبون للتخصصات الدقيقه فهي مضمونة لهم..اما الاطباء العرب وغالبية الاطباء الروس, فيبقون في مؤخرة التقدم المهني لاسباب كثيرة وعراقيل جمة..... اليست هذه صورة اخرى للعنصرية المتجذرة في صناديق المرضى...؟؟؟

موضوع البحث الطبي:

الأبحاث الطبية المدعومة بميزانيات ملائمة ,تقريبا معدومة في الوسط

العربي...والأبحاث الموجودة باغلبها ,هي من عمل الأطباء العرب ,إما تطوعا أو

بصرف متواضع وأحيانا من جيوبهم ....والحقيقة العالمة تقول أنه بدون أبحاث

ميدانية وعميقة واسعه وشاملة ومحتلنة ,لا يمكن تحسين الخدمات الطبية...اذا

لماذا لا توظف الوزارات وصناديق المرضى ميزانيات للبحث الطبي والعلمي.؟؟

اليست هذه عنصرية وإهمال مقصود بمليون ونصف مواطن عربي في البلاد؟؟؟

إن مستوى الصحة لمجتمع معين, مرتبط بأسباب بيئية منها المسكن والبنية التحتية

والكثافه السكانية ومستوى الدخل والثقافة والتقاليد..الخ.....هذه حقائق علمية

مثبتة...ولو نظرنا الى قرانا ومدننا العربية ,والى البنية التحتية وظروف السكن

والشوارع لشاهدنا مدى الظلم والغبن الإجتماعي الذي يعيشة المواطن العربي .. والسبب هو سياسة توزيع الأراضي والخرائط الهيكلية المجمدة...والميزانيات الشحيحة المقدمة لقرانا ومدننا....نا هو المطلوب؟ وما العمل؟

ان المطلوب من وجهة نظري, هو أن تعلن المؤسسات الأهلية والمدنية ,والمؤسسات الصحية والطبية والاطباء العرب انفسهم ,ولجنة المتابعه . والاحزاب والحركات السياسية,.والجمعيات العاملة في المجال الصحي ,أمام الحقائق المثيرة وأمام العنصرية المتفشية في الجهاز الصحي .ان تعلن عن مشروع وطني كفاحي يتخصص بصحة الجمهور ,ولينهض الجميع للنضال من أجل تحسين الخدمات الصحية لمجتمعنا ,وذلك باعداد وتخصيص الميزانيات المناسبة أولا , وبسد الثغرات والنواقص البارزة .... فسعر طائرة حربية واحدة, كفيل أن يحل مشاكل الصحة في مجتمعنا العربي لعدة سنوات.. وأدعو لدراسة البدائل الممكنة ومنها إقامة لجنة عليا مهنية ومتخصصة لمراقبة ودراسة الخدمات لطبية المقدمة للعرب ,او إقامة صندوق مرضى عربي- وطني, يضع نصب عينيه صحة وحياة المواطن والطفل العربي في البلاد ...إنه نداء أوجهه للجميع.....

د زياد محاميد



#زياد_محاميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مشروع- الوفاق الوطني الإجتماعي(وفا)- للإنتخابات بلدية أم ...
- عودة سريعة لمقوله لينين: من الصعب أن تكون شيوعيا.. .لكن رائع ...
- مع بشائر النصر الجبهوي القادم:كم من الصعب أن تكون شيوعيا... ...


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زياد محاميد - عنصرية الطب وطب العنصريين في إسرائيل