أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ














المزيد.....

هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


هالة شو، ظهرَت فيه بناتٌ، من شوارعِ الليلِ أو من غيرِها، ضجةٌ هائلةٌ، اِنكشفَ المجتمعُ، تعري، بناتُه، أسرُه، أمنُه، أخلاقياتُه. كارثةٌ، فضيحةٌ، اختلطَ الحقُ بالباطلِ، الوهمُ بالواقعِ، هل هي فعلاً حقيقةٌ في المجتمعِ؟ أم أنها فبركةٌ في مجتمعٍ طاهرٍ؟ الخيارُ الثاني أسهلُ، مؤامرةٌ لتشويهِ الصورةِ النقيةِ، لواقعٍ يتفقُ ظاهرُه مع باطنِه. لستُ مع هالة ولا ضدَها، ولم أكن يوماً من المعجبين ببرامجِها لما كنت أجده فيها من اِفتعالٍ، واجبي أن أجعلُ من رأيي كلمةً من صفحاتٍ كُتبِت، ليتها تكون مضيئةً.
خلطُ الأوراقِِ آفةُ مجتمعِنا، تناولُ موضوعٍ قناعٌ غالباً ما يخفي واقعاً قاتماً وأهدافاً تغلُبُ عليها الملاوعةُ، فيه كلامٌ ظاهرُه حلو، كم بغبغَ السياسيون عن الحريةِ والديمقراطيةِ وحكمِ الشعوبِ، أزلوها واحتقروها ونهبوها وسلبوها وأفقروها، ما أكثرَ العظاتِ عن الفضيلةِ والأخلاقِ لسرقةِ الغلابةِ ونهبِ أموالِهم، يالطولِ الخُطبِ عن الجنةِ الموعودةِ وما أفظعَ ما أوردَت بكلِ الغدرِ من قتلي.
هالة سرحان صورةٌ للمرأةِ الجريئةِ، غيرُ مطلوبةٍ في مجتمعٍ لا يري للمرأةِ إلا الاِنغلاقَ، الانفراجُ للرجلِ وحدِه، له كلُ الخياراتِ، عليها كلُ الطاعةِ والانقيادِ، بلا فكرِ. كثرةُ أعدائها جعلت من حلقةِ بناتِ الليلِ فرصةً للهجومِ عليها، بناتُ الليلِ ليست همَهم، ولا سمعةَ مصرَ، إنها المرأةُ الجريئةُ التي تمثلُها هالة سرحان. نفسُ الموقفِ تعرضَ له وزيرُ الثقافةِ، نِطقةٌ من لسانِه تحولَت إلي معركةٍ ضروسٍ، فيها الشتائمُ والسبابُ ومسوحُ الفضيلةِ.
ما سبقَ ليس السيناريو الوحيدَ للتعرضِ لهالة سرحان، هناك آخرٌ، لقد أظهرت الحلقاتُ ما يُتصورُ خبايا مجتمعٍ، يلبسُ الفضيلةَ بالنهارِ ويخلعُها بالليلِ، من اِفتُرِض فيهم محاربةُ البغاءِ هم حراسُه، منه يرتزقون. من الضروري إذن إسكاتُها، لابد أن تسيرَ الأمورُ في خفاءٍ اعتادته. مجتمعاتٌ لا شفافيةَ فيها، تغنيها بأحلى من الشرف مفيش يا آه يا آه يغني أحياناً كثيرةً عن الشرفِ ذاتِه، كبناتِ الليلِ، نظريةُ المؤامرةِ واللعبُ في الخفاءِ هي سيدُ الموقفِ، النشاطُ كلُه في الظلامِ. من تربصَ بهالة سرحان؟ هل فعلاً أخطأت؟ هل وجدوها كلُهم فرصةً للتخلصِ منها؟ هل وُضِعت في موقفٍ عاني منه وزيرُ الثقافةِ، وقفوا جميعاً ضدَه، زايدوا عليه، ثم انكشفوا وتراجعوا وانكتموا.
الإعلامُ كشفٌ أمينٌ لما خَفي، كم أظهرَ ما أنقذَ مجتمعاتِ حرةً، أسقطَ نيكسون وفضحَ كلينتون في قمةِ سلطتِهما، لم يهرب منه رئيسُ دولةِ إسرائيلِ، لم يُحاكَمَ الإعلاميون أو يُنكلَ بهِم. الصحفُ والفضائياتُ الأجنبيةُ تفضحُ مجتمعاتِنا بأضعافِ ما نُسِبَ لحلقاتِ بناتِ الليلِ، هل سيحاسبونها؟ هل يستطيعون؟ لا داعي لإجابةٍ شديدةِ الوضوحِ، ببساطةِ إنها الازدواجيةُ وإخفاءُ الرؤوسِ في الرمالِ. الأصلُ في الإعلامِ الجَرأةُ والصراحةُ والمصداقيةُ، في منطقتِنا التعيسةِ أي من هذه الأساسياتِ تقودُ إلي النسفِ والتشهيرِ والحبسِ، إلي التهلكةِ باقتدارِ متميزٍ، لا بديلَ إذن عن المهادنةِ والنفاقِ وقصرِ النظرِ والسطحيةِ والتفاهةِ.
فارقٌ هائلٌ شاسعٌ بين مجتمعاتٍ فيها كلُ المثالبِ تحت عباءات الفضيلةِ القاتمةِ ومجتمعاتٍ فيها خطايا لا تتهربَ منها وبشجاعةٍ تعترفُ بها. هوةٌ سحيقةٌ بين الخداعِ وما عداه. كلُ مجتمعٍ فيه عيوبُه، من الضلالِ إخفاؤها، تصورُ عدمِ وجودِها، اليومَ هالة سرحان وأمسِ غيرُها وغداً أيضاً، التهجمُ واحدُ، كذلك خلطُ الأوراقِ وإلباسُ الباطلِ كلَ حقٍ.
ليست هالة سرحان، إنها مجتمعاتٌ بلا هويةٍ حقيقيةٍ، تَهِزُها شعرةٌ، تُفقدُها صوابَها، مجتمعاتٌ بلا خطيئةٍ؛ اِرموا هالة من أعلي جبلٍ، من أعلي برجِ الإرسالِ،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرُ مستباحةٌ؟!
- لنتذكر .. في يوم الشرطة
- ثقافةُ استحالةِ الحوارِ
- الفقرُ قلةُ قيمةِ.. للدولِ كما هو للبشرِ
- أعضاء هيئات التدريس بالجامعات .. شماعة وحائط مائل
- في الجامعات..التحايل بالدستور وعلي القوانين
- وأين كانت الأجهزة الأمنية؟!
- شراء اللاعب ولا تربيته
- الانحباسُ داخلَ الذاتِ
- وزيرٌ في تقاطعِ صراعاتٍ
- ثورة سلمية في أمريكا
- اللحم المكشوف والعقل الملفوف
- إلي متي؟ إلي أين؟
- أمريكا لا تغير ما بشعوبٍ ...
- مصر نووية بعد أن كانت توشكية
- الارتزاق بالإسلام
- بابا واحد ... وآلاف
- البابا والمسلمون
- حسن نصر الله نموذج
- خسائر مصر تفوق خسائر أمريكا بمراحل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - هالة سرحان .. اِرموها بحجرٍ كبيرٍ