أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي قاسم مهدي - المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب















المزيد.....

المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب


علي قاسم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:13
المحور: الصحافة والاعلام
    



كثيرة هي التداعيات التي أفرزتها المرحلة الراهنة على المستوى السياسي، والتي تركت آثارا كبيرة على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية، التي يتحتم علينا أن نعمل بجد من اجل إخراج العراق منها، كي يواصل دوره التاريخي ويشكل مع العالم المتحضر نسيج واحدا لصورة الحياة الديمقراطية. لقد أفرزت المرحلة بكل إرهاصاتها صورا جديد لتأخذ بعدا آخر لا يتوافق مع الحياة وسبلها والصيغ الطبيعية للنهوض بشعب عانى من الويلات والحروب لفترة قاربت أربع عقود من الزمن - لكن المراهنة على شعب مثل الشعب العراقي مراهنة غير خاسرة- لو اتيحت الفرص المناسبة وعولجت السلبيات بروح وطنية بعيدا عن النزعات الشخصية والطائفية ، لتمكن من اجتياز المرحلة إلى مراحل متقدمة من اجل بناء وطن متماسك تعددي ديمقراطي يتمتع أبناءه بدور سياسي واجتماعي،إن شعبا مثل الشعب العراقي لديه الكثير من الروابط والأواصر الاجتماعية والتاريخية تمتد لفترات طويلة من الزمن يمكنها إذا ما استغلت وفق القياسات الحضارية والمنطوقات العقلي أن تنهض به إلى واقع أفضل، واقعا قادرا على إخراجه من هذا المنزلق الخطير وبلورة صيغ الارتقاء. والوصول به إلى بر الأمان ، إن العمق التاريخي للعراق لايمكن التشكيك به أو الاستهانة بالدور الذي يمكن أن يلعبه كحقيقة جوهرية تأخذ أبعادها من نتاجه الروحي المتأصل داخل بعده الحضاري ، ويمكن أن يكون محفزا متحرك ومحركا فعال للتغيير، إذا أحسنا التعامل مع الإرث الذي يحتويه ، والذي يكون بدلالاته المخزون العريق والراقي حضاريا ومعنويا،إن هذا الاختيار سيضمن لنا النهوض إلى واقع أفضل مما نحن فيه، واقعا يجعلنا في مطاف الدول المتحضرة، ويمكننا من تجاوز دول المنطقة، إضافة إلى كل هذا يملك العراق الكثير من الخبرات الأكاديمية والأيدي العاملة و الأرض التي يتوفر في باطنها المواد الأولية التي تدخل في الصناعات المتطورة ، وهذا سيكون رافدا قويا يضاف إلى عمق العراق التاريخي ، وهذا بالاحرى تكامله وجزء من عوامله المهمة. حيث يوفر حياة أكثر رفاهية وأكثر أمان واستقرار ، لكن الذي حصل هو تكالب الدول الإقليمية للانقضاض على الجسد العراقي الجريح وتكبيل خطواته، وعدم تمكينه من النهوض ، هذا نتيجة المخططات السياسية المرتبطة ببقاء أنظمة الحكم فيها مسلطة على شعوبها لأكثر فترة ممكنة ، ولعدم توفر الأساسيات الديمقراطية التي تؤمن الاستقرار إلى جميع مكونات تلك الشعوب ، إذن خوف تلك الدول من التجربة الديمقراطية التي يسعى العراق إلى أقامتها ، والتي قد تساعد على تحرر شعوبها من قيد التسلط وتطالب (أي الشعوب ) بوضع أساسيات وآليات الحياة الديمقراطية، ليس على حساب الانتماء العرقي والطائفي والتمييز العشائري حسب بل على أساس أن الوطن للجميع بجميع مكوناته العرقية والاثنية ،وهذا بطبيعة الحال يحدث إرباك في الاستقرار السلطوي الذي لازال يسيطر على الشعوب العربية ، والخوف كل الخوف من نهوضها ، وبالفعل لو استقرئنا واقع المنطقة منذ نيسان 2003 والى اليوم نجد ونلمس بعض التغيرات الديمقراطية بدأت تشق لها طريق في العالم العربي - لكن دون إيمان بالديمقراطية من قبل حكوماتها،بل مرغمة عليها - إن الشعوب العربية استفادت من التجربة الديمقراطية العراقية ، وانعكس ذلك فعلا على واقعها ، مثلا حصلت انتخابات لمجالس البلدية في السعودية ، وأجراء تعديلات دستورية في الكويت ، وكذلك السماح بحرية اكبر للمنتديات السياسية في البحرين ، وحق الترشيح لأكثر من مرشح للانتخابات في مصر واليمن . .
أولويات العمل الإعلامي


هناك نظرة قاصرة، تنظر بها أنظمة المنطقة الحاكمة دون فهم إلى الواقع السياسي العراقي الجديد، متهمة إياه بالمتستر بعباءة الاحتلال وهذه النظرة وللأسف تحدد مدى تخلف تلك الأنظمة الحاكمة، وهي نظرة قاصرة لا تنم عن معرفة بشؤون السياسة، نظرة متخلفة. وحقيقة أمرها إنها لا تؤمن بحرية الشعوب لهذا أعلنت عن عدم رغبتها للتغير الذي حصل بالعراق ، وما يحمله من تحولات جذرية في صيغ الحكم ، مما جعلها "أي الأنظمة" تحت مطرقة شعوبها وسندان تسلطها .إذ يتحتم علينا معرفة الطرق الواعية بالتعامل مع إسقاطات وتداعيات المرحلة ومعرفة الكيفية المناسبة والفعالة لضمان الخروج بنتائج ايجابية،وكيف نستطيع زج ورفد الشارع العربي بالحقائق التي لازالت مشوهة ومبهمة بالنسبة إليه، بسبب قصور الإعلام لدينا وتطوره عربيا. علينا أن نؤكد:
أولا- إن الذي يحصل حاليا من قتل ودمار هو إرباك للعملية السياسية برمتها واستهداف المحاولات الديمقراطي .
ثانيا- أن انجرارالشعوب العربية خلف ما يروجه الإعلام ماهو إلا رغبة الحكام السلطوية
في تضليل الحقائق .
ثالثا- إن الإرهاب الذي يطال الأبرياء ليس مقاومة إنما هو استهداف واستنزاف للمضمون
السياسي الجديد.
رابعا- أن تدرك شعوب العالم العربي ما عاناه العراق وشعبه من ويلات على مدى فترات
متعاقبة تجاوزت القدرة على الاحتمال هو بسبب تسلط الحكم ألبعثي ونظامه عليه وأنها
تعاطفت معه وبشكل كلي مع صدام بسبب القومية العروبية التي طبلت لها أجهزة البعث وما
أنفقته من أموال طائلة على الكثير من الإعلاميين والكتاب العرب وما سخرته لعقد
المؤتمرات والندوات للضغط على الشارع العربي للجعل من العروبة والقومية الهدف الوحيد
والجدي الذي ناضل ويناضل من اجله البعث .
خامسا- استطاعت أدوات الترويج الإعلامية البعثية أن تجعل من القضية الفلسطينية مدخلا
للسيطرة على الوعي العربي والاستفادة من تأثيرها القومي الواضح على العواطف والانفعالات العربية.
وهذا بالنتيجة يجعلها "أي الشعوب العربية " تؤمن بان صدام ونظامه يدافع عن القومية
العربية وعن قضاياها المصيرية وبالنتيجة ينال رضاها . لهذا مازالت الشعوب العربية لا تريد أن تصدق بان العراق وشعبه تحرر من نير الظلم الذي كان جاثم على صدره، وانه الآن فقط
تنفس هواء الحرية والكرامة.
مسؤولية الإعلام
إن المسؤولية تقع على عاتق الكل في رفع الحجاب المضلل الذي أعمى ولازال يعمي بصيرة الشعوب العربية ، وعلى المسئولين في الإعلام يقع الحمل الأكبر، لان الإعلام الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها إبراز الدور الحقيقي للحكومة الحالية وعملها الجدي، وإنها تعمل من اجل الشعب العراقي وان وما يتعرض له العراق من إرهاب للنقص الإعلامي جزء كبير فيه، الذي لم يوصل الحقيقة بالشكل الصحيح، ولن يوصلها إذا بقى على حاله، وهذه مشكلة كبيرة ، حيث لازالت الشعوب العربية تعتمد اعتمادا كليا على الإعلام والصحافة في استقبال وتهيئة فكرها السياسي،وهذه هي الطامة الكبرى لهذا يعاني الفرد العربي من نقص حاد في الرؤيا أو التحليل بسبب اعتماده كما قلنا على الأعلام والصحافة فقط في تكوين فكره السياسي ،وان النقص في الإعلام لدينا مازال يساعد في مأساتنا حيث لازال الكثير من الشباب العربي يقع تحت تأثير الحركات السياسية "فكرية –عقائدية"- ضيقة الأفق والهدامة – التي تريد تعطيل عملية نهوض العراق لأسباب سياسية معروفة ، حيث تجنده وتعده إعداد جيد وفق برامج استطاعت من خلالها ان تحجب عنه الرؤية الواضحة بأعلامها المتطور تقنيا وفنيا. وهذه الميزة حسب اعتقادي تفيد في الوقت الحالي ويمكن استغلالها لصالحنا إذا أحسنا العمل مع تقنيات الأعلام وأساليبه الفنية والاستفادة القصوى من تأثيراته الكبيرة، وان المجال المفتوح لدينا الآن هو فقط عن طريق الأعلام الذي يمكن من خلاله ترسيخ الحقائق وإبرازها بالشكل الصحيح ، لان العربي لا يملك خلفية ثقافية مقرونة بالدراسة المعمقة والمستقلة عن تأثيرات الواقع . فمازال يؤمن بالكثير من المسلمات وتجده يقدسها على الرغم من مخالفتها للواقع الإسلامي أو الوعي الثقافي بشكل عام لهذا يمكن كما قلنا التأثير عليه عن طريق العمل المنظم ، وتوضيح الصورة كما ينبغي.
الدور المطلوب من الإعلام
التأكيد بأننا نملك كما يملك مقومات الانتماء العربي والإسلامي وإننا جزء من مكون الأمة العربية ، لنا اصالتنا العربية المعروفة حيث يتشكل المجتمع العراقي من لب واصل القبائل العربية التي عاشت في الجزيرة العربية وإننا من أعراقها الأكيدة دون شائبة أو تجانس مع قبائل أو شعوب غير عربية وان المفاهيم التي أسسها النظام ألبعثي في تشويه اصل الكثير من العراقيين العرب، بأنهم جاءوا من الهند أو هم من بلاد فارس،هي أكاذيب أراد من خلالها أن يتسلط بقوة ويجد الإسناد من الشعوب العربية التي أمنت بتلك الأفكار الهدامة التي بانت نتائجها اليوم حيث نقتل على هذا الأساس. إن دور الإعلام ألان وفي هذه اللحظة مهم جدا الاخراجنا من تلك الإشكاليات، والتأكيد عليها حتى يعي العربي الحقيقة ويفرز منها ما يخدم ويطور وعيه ويؤثر بالإيجاب علية ويجنبنا في المستقبل عدم إرسال من يعي ويفهم حقيقة الأمر فاستثمار الأعلام كفيل إن يحجم دور الإرهاب ويضع لنا الخطوة الأولى والجادة في بناء الوعي بالشكل الصحيح . وهذا باعتقادي الطريق والسبيل الوحيد أمامنا حاليا الذي يجب التركيز عليه وأخذه مأخذ جد.



#علي_قاسم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط العراقي وصراع القوى الاستعمارية-القسم الاول


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي قاسم مهدي - المرحلة الراهنة والدور الإعلامي المطلوب