أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها















المزيد.....

الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أحد أهم الأهداف المعلنة في السياسة الإمبريالية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية كان العمل على حفظ التوازنات لصالح الهيمنة الأمريكية على مقدرات العالم، وتثبيت الولايات المتحدة إلى أطول الآماد كقوة عظمى وحيدة تنفرد بالبشرية.
وكل مؤشرات الواقع العالمي وبكل أنواعها تبين أن العالم سيشهد مزيدا من التناقضات والتضاد على مستوى العلاقات الدولية . فثمة اصطفافات في حالة تبلور عالميا تتجلى في التقارب الصيني الروسي ، و في المساعي الفرنسية لانتزاع حصة أكبر من الغنائم التي تأتي نتيجة العدوان والحروب على الشعوب الآمنة، ما يشكل تهديدا كبيرا لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية.
وثمة دلائل تشير إلى أن السياسة الأمريكية وفي المستقبل القريب ستكون في مواجهة مزيد من التحديات غير المحسوب لها على الصعيد الدولي، وأن القوة العظمى الوحيدة في العالم ستنتابها ثغور عديدة ونقاط ضعف كثيرة.
وفي مواجهة هذه التحديات خصصت ادارة بوش ميزانية كبيرة تبلغ 716,5 مليار دولار لتمويل الحرب وتغطية نفقاتها في أفغانستان والعراق. وجاءت ميزانية الدفاع التي قدمها بوش في اطار ميزانية حكومية اكبر للعام المالي 2008 ، ويسعى من خلالها إلى تجنيد المزيد من القوات والحصول على مزيد من السفن الحربية والمقاتلات للجيش الأمريكي الذي يعاني من صعوبات قاسية إثر الحرب المستمرة منذ أربع سنوات ، بعد احتلال العراق.

وكل هذه التخصيصات المالية و النفقات ليس الهدف منها تخفيف معاناة الشعب العراقي، لكن على العكس فأنها لن تعمل إلا على تسعير الجحيم الذي تحترق فيه جماهير العراق ، وتفاقم مصائبها ومحنها . وقد أكد وزير دفاع أمريكا روبرت غيتس ذلك بصراحة ، وبين أن كل اجراءاتهم لا تخص العراق و لا تتعلق بما زعموا قبل الاحتلال من تصدير الديمقراطية و التحرر من الدكتاتورية. وهو أكد ذلك بقوله: " إن الموارد التي نخصصها للدفاع يجب أن تكون على مستوى كاف لمواجهة تحديات الظروف العالمية الاستراتيجية التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم" .
وكما امعن البنتاغون في التأكيد على تحقير الولايات المتحدة للشعوب الآمنة ، و من بينها الشعب العراقي، وأن كل سياستها لا تصب في ضمان الأمن والاستقرار في العراق ، أو أي بلد آخر ، بتصريح منه يقول: " نظرا لادراكها بوجود تهديدات على الأمن الأمريكي تتعدى الحرب على الارهاب في العراق وأفغانستان ، يجب على الولايات المتحدة زيادة قوة وقدرات قواتها والحفاظ على حالة استعداد عالية والحفاظ على الدعم ومواصلة التحديث الاسترتيجي ."
وتمارس ادارة بوش هذه السياسة ، أي سياسة زيادة نفقات الحرب و الستراتيجية العسكرية بالتواقت مع تخفيض الدعم المخصص للخدمات الطبية والصحية للعجزة و ذوي الدخل المحدود والفقراء خلال السنوات الخمسة القادمة بمقدار 100 مليارد دولار.
إن تخصيص هذه المبالغ الفلكية لتأمين نفقات الحرب والعدوان من قبل الإدارة الأمريكية ليس بظاهرة جديدة. فقد شهدنا أن أمريكا استقطعت من قوت الأمريكيين ودافعي الضرائب مليارات الدولارات لدعم الجماعات السلفية والارهابية والقوى الرجعية في العالم في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق والكتلة الشرقية ، والعدو المشترك الذي أطلق عليه " الشيوعية الملحدة والكافرة".
وقد صرفت الامبريالية الأمريكية ولا تزال تصرف مليارات الدولارات على تربية العملاء والمرتزقة في العالم، ودعمت وكالة المخابرلات الأمريكية سي.آي. أي انقلابات عسكرية دموية ، و دكتاتورات اجرامية.
كل هذه السياسة التي هي نهب الداخل الأمريكي أيضا بالاضافة إلى النهب الخارجي تمليها الرأسمالية الحاكمة فعليا ، والتي هي الطغمة التي تنصب الرؤساء وادارات الحكم وتعزل وفق ما تقتضي جيوبها من أرباح وفائض القيمة. فإن الرأسمالية العسكريتارية في أمريكا في حاجة ماسة للأسواق ومناطق نفوذ أوسع وتفوق عسكري أكبر على المافسات من رأسمالية البلدان الأخرى.
وكل تلك الشواهد تفسر أسباب الصراع المحموم بين القوى الإمبرالية وسباق التسلح ، والتبذير المذهل لمصادر الثروة في المجتمعات البشرية لأجل خدمة الأهداف العسكرية والعدوانية. وإن التفوق العسكري و الإقتصادي منذ اعوام عديدة يواجه من جانب القوى الصناعية الكبرى مثل اليابان والصين والاتحاد الأوروبي.
الإمبريالية الأمريكية لا بد لها في هذا الحال من استعراض القوة العسكرية ، والقيام بالمناورة والغطرسة والعدوان العسكري والاقتصادي في بسيل التظاهر بالهيبة و وتخويف الآخرين ، سواء منافستها من البلدان الصناعية الكبرى ، أو الشعوب المغلوبة على أمرها.
لقد كان انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية فرصة تلقفتها الامبريالية الأمريكية لشن الحروب ، و في مقدمتها حرب عاصفة الصحراء ، ومثلها الحروب الأخرى في أفغانستان ويوغسلافيا السابقة والصومال و ثم العراق ، لكي تنزع اعتراف العالم بها على الصعيد العالمي كشرطي أممي . فهذه الميزانية الفلكية التي تم تخصيصها لتمويل الحرب والعدوان من أهدافها أيضا تنبيه القوى الدولية المزاحمة للولايات المتحدة بأنها لا تزال أمام قوة عظمى وحيدة ، وعليها الخنوع لسياستها ، واطاعتها.

هكذا ، إذن ، فلا رادع أخلاقي ,ادبي يقف بوجه الإمبريالية الأمريكية حين تمارس سياسة الهيمنة و النهب الداخلي والخارجي، و سلب حقوق العجزة والفقراء الأمريكيين في الخدمات الصحية والطبية والاجتماعية ، وصرف تلك الحقوق في صنع الأسلحة والقنابل و تفجيرها على الناس الأبرياء في العراق وأفغانستان وغيرهم.
هذه السياسة التي سببت المآسي وخلقت المصائب لأهالي العراق ، ألفناها منذ قيام المخابرات الأمريكية بدعم النظام البعثي السابق في حروبه ، ومن ثم في فرض الحصار الجائر على الشعب العراق وتجويعهم و تمرضهم ، ومن ثم الاحتلال المباشر و فرض سلطات طائفية رجعية على شعب متحضر.
ولنفكر في ايجابيات السياسة الإمبرالية الأمريكية ، فأية ظاهرة مهما كانت بشعة يمكن اكتشاف عناصر ايجابية فيها. لقد اثبتت السياسة الأمريكية الإمبريالية أن النضال في سبيل خير البشرية واحد في العالم . إن النضال ضد الإحتلال والسلطات الرجعية الطائفية والقوى الارهابية الظلامية قد اتحد مع كفاح القوى التقدمية والانسانية في أمريكا في سبيل مجتمع انساني خال من الحروب والاضطهاد.
وإن هذه السياسة الإمبريالية جعلت من الطبقة العمالية العالمية بشكل أوضح مما كان ، قوة لا تعرف أي معنى للحدود القومية والوطنية ، حين تتوجه للنضال في سبيل خير البشرية، وتحقيق أهدافها في التحرر والإشتراكية. فالمجتمع الإشتراكي هو الوحيد الذي يخلو من الحروب و الإضطهاد يكل أشكاله وألوانه.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيوصفويزم عودة مأساة التاريخ وملهاته
- أزهار الخمسين
- جين العراق وينار* أمريكا
- اغتيال هرانت دينك جريمة تضاف إلى آثام القومية
- شعبوية خافيز وبدعته في الإشتراكية
- أزمة الصومال آفة تنشرها الإمبريالية الأمريكية في القرن الأفر ...
- البارجة بوتمكين - سفينة محركي التاريخ
- آيزنشتاين نسر سينما الثورة الإشتراكية
- من يضحك ْ لم يأتِه الخبر الفظيع بعد
- الديمقراطية لا تعني الحريّة والرفاه والمساواة
- ليلة يلدا
- مات بينوشت تاركا الغصّة في قلوب أحرار العالم
- تقرير بيكر_ هاملتون تأكيد على هزيمة النظام العالمي الجديد
- نوبل والحيل الشرعية في دعم الرأسمالية العالمية
- خمسة أعوام من نهش قلب الظلام
- منشار الإحتلال الإمبريالي
- اليسار الجديد في أوروبا.. يدا بيد مع القوى الرجعية الإرهابية
- عزرا باوند طالبانا
- نداء البراري_ صراخ المحرومين
- في ذكرى سقوط جدران برلين – الشبح يحوم


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - الرأسمالية الأمريكية تنهب فقراء أمريكا لتمويل حروبها