أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - عباس النوري - الحجاب أم السفور















المزيد.....

الحجاب أم السفور


عباس النوري

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 10:46
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


الف تحية للمرأة في عيدها أينما وجدت...لأنها حملت وأنجبت وعلمت وناصرت ومن دونها لا وجود للإنسانية، ولا حق أوجب من حقوقها فلها الحق كله.
(الجزء الأول)
نعم نعم..للتبرج...نعم نعم للدين...نعم نعم للإسلام!!!

هل يمكننا التعايش مع البعض رغم الخصوصيات التي نراها قاسية؟


هل الحجاب ضرورة؟ هل السفور تمدن؟
***
هل يجب أن يستمر الحرب بين دعاة الحجاب ودعاة السفور؟
من يملك الحقيقة؟
***
هل يجب تغيير أو حذف آيات من القرآن المجيد؟
***
أم علينا التوصل ليصاغة خطاب حضاري متطور عقلاني ومنطقي لا نجرح مشاعر الآخرين لكي لا نُجرح، لا نفرض عليهم ولايفرضون علينا.


وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36)

محاولة للإجابة على مجملة الأسئلة ضمن مقالات متعددة بهذا الشأن، وأتصور أن طرح الموضوع بهذه الشاكلة ومن خلال الأسئلة الثمانية آنفة الذكر فيها مقاصد مئآرب والله أعلم، لكنني سوف أخذها على أساس... أحمل أخاك المؤمن على سبعين محملاً حسناً. وقد يجوز لنا أن نتحمل بعضنا لكي نرتقي لمستوى ثقافي، نبغي من ورائه بيان سلبيات المجتمع وآفاته للتحضير من أجل الشروع في بناء مجتمع مدني. ولهذا القصد أحملُ نفسي مسؤولية بأن أضع بعضاً من وقتي وأشغل الآخرين لقراءة ما أكتب. فلقد تحمل أعباء التطور الاجتماعي للبشر أنبياء وأوصياء وأولياء وائمة أطهار وعلماء أبرار وفلاسفة كبار...وعبر عصور وفي كافة الأمصار، لم يحيل دونهم وابداعاتهم لا ليل ولا نهار...ولا شتاء بارد ولا أمطار...ولا حر الصيف ولهيب النار.
كتبوا واجتهدوا، وجاهدوا من أجل انقاذ البشر، لا لكي يحتقر، ولا لكي يأكل بعضهم بعضاً. وإنما لليتعايشوا ويتحابوا يبغون الوسيلة للصالح والصلاح، ويسعون لحياة الرفاه. ثم بعد ذلك يورثون ما توصلوا إليه، وما حصلوا عليه لأبناءٍ بررة متنورين بعلم الآباء.

السؤال الأول الذي يطرح نفسه هل الله سبحانه وتعالى موجود فعلاً، أم أن المسلمين وغيرهم من معتنقي الديانيات الموحدة تجول في خرافة، وتضحك على نفسها وغيرها لمصالح ذاتية خاصة؟

وبعدها يفرض أحد الاجابتين: نعم موجود ... أو كلا لا وجود لله جل وعلى. ولكن لا يقبل أمرٌ بين أمرين... أي المنطق يرفض أن تقول في آن واحد ... بأنه الآن ليلٌ ونهار... وتقول للونٍ بأنه أبيض واسود في ذات الوقت ولنفس اللون. وليس من المعقول أن لك إيمانٌ قوي لدرجة أنك ترمي بنفسك من أعلى سطح عمارة (لنقل) ذات عشرة طوابق، وتقول إن لم يكتب لي الله تعالى الموت فلا أموت... وتتحدى القاوانين الطبيعية. (أكتفي بهذا القدر لأن الموضوع يأخذ منحى آخر، ولا أريد سحب النقاش لقضايا عميقة وصعبة الفهم لدى البعض، وانما أردت الاشارة).

لننطلق من الأجابة الثانية وربطها بموضوع الحجاب. بأن لا وجود لله تعالى حسب رأي البعض وما يعتقدون، ولهم الحق وكل الحق بأن يعتقدوا ما يريدون. فعندها تسقط جبرية فرض الحجاب ولا يكون لها معنى إلتزامي ديني، أي ينفى الواجب والموجوب. فعند ذلك يناقش الموضوع على اساس العرف الاجتماعي والتقاليد الموروثة وآفات المجتمع المتخلف وما إلى ذلك من نظريات وأفكار قد تكون متضاربة وقد تلتقي في نقاط كثيرة. وحتى في حالة الرفض لوجود الخالق تبارك وتعالىن هناك مواضيع تحتم تغطية العورات إن كان للذكر أو للأنثى على حدٍ سواء.
فالعرف العام يبدأ بالحكم، وقد يجبر العرف العام على تنظيم قوانين صارمة، ومن يتعداها يحاسب ويعاقب وفق تلك القوانين المتفق عليها في أي مجتمع. لنأخذ أحدى الدول الأوروبية المتطورة ديمقراطياً والتي أعطت المرأة حقوقاً كثيرة قد تفتقدها دول أوروبية كثيرة، وهي المملكة السويدية. المرأة حرة في هذه الدولة المتطورة، فهي تذهب للعمل وتمارس كافة المهام كالرجل دون أي معوقات مع أنها غير منصفة تماماً في مسائل كثيرة مقارنة بالرجل. فأن أكير الشركات تتكون مجالس إدارتها من سيطرة الرجال خصوصا كبار السن وأصحاب رؤوس الأموال. وليس لها ذات مستوى من الرواتب وإن تساوى في الخبرة والتحصيل العلمي. وتتعرض المرأة السويدية لمضايقات كثيرة من قبل الرجل في مكان العمل وأماكن أخرى، وحتى الآرقام تشير إلى أن الاغتصاب ظاهرة عند السويديين وأن هذا البلد يفوق بلدان كثيرة في موضوع الانتحار، ولهذا الأمر أسباب كثيرة. لكن لنعد لأمر يخص ستر العورات، أو بالاحرى لباس المرأة المتحررة في مثل هذه الدولة المتحضرة والمتطورة والمتاسبقة مع دول العالم بخصوص حقوق المرأة...حتى أنني شاهدت مرة في نهاية الثمانينات برنامجاً تلفزيونياً يبحث حول موضوع حقوق المرأة والرجل...بأن بعض الرجال يخططون لإنشاء جمعية الدفاع عن حقوق الرجل. وهناك صراع بين النساء السويديات ..حول أين مكان المرأة الملائم؟ هل البيت أم ساحة العمل؟ وفي السويد أصبحت ظاهرة الدفاع عن محاولة إرجاع المرأة لكي تكون ربة بيت يأخذ دوراً حاداً يقابل بالرفض والقبول.

المرأة السويدية بكل ما يحميها من قوانين تحقق لها كثيراً من حقوق تفتقدها المرأة في أكثر دول العالم المتحضر فضلاً عن الدول النامية والمعدمة فيها حقوق البشر. لكنها ملتزمة من نواحي عديدة، وأهم هذه الأمر الحفاظ على زينتها وشبابها وأنوثتها وتطورها في كافة الأصعدة. فهي تذهب للمسابح بلباس خاص بالسباحة لا يغطي من جسدها إلا الأعضاء التناسلية، ولكن عندما تكون في الشارع ترتدي ملابس عادية تغطي جسدها. وحين تريد التسوق في أي محل للملابس لا تجرب تلك الملابس امام الناس حتى وإن كانوا نساء فقط بل تذهب لغرفة خاصة. ليس بإستطاعة المرأة السويدية أن تجلس في مقهى او مطعم عارية. وللسويد شواطئ لا يدخلها إلا العراة، أي بمعنى آخر لا يجوز لرجل أو أمرأة التواجد في تلك الشواطئ مع ارتدائهم الملابس ولا حتى ابسطها إي لا يسمح بستر الأعضاء التناسلية.

في السويد يوجد 105 قومية ولغة، وأكثر من ثمانين دين، ولم الاحظ قانوناً واحد يحد من حريات هؤلاء البشر رغم الاختلافات الشاسعة بين كل تلك الأديان واللغات والنعتقدات والتقاليد. أتذكر في عام 1992 أوكلت لي مهمة التحضير لمؤتمر باسم ( العالم في السويد) ومدة المؤتمر ثلاثة أيام، ألتقى فيها الشرق والغرب والشمال والجنوي، والمسلم والبوذي، والمسيحي واليهودي، وعبدت النار والشيطان ومن لا معتقد له ( الوجودي) مرتدين أزائهم، متبادلين الأطعمة الخاصة بهم، عارضين تقاليدهم الفنية، تخاطبوا بلغة المحبة والتسامح، لم يجمعهم شيء إلا قانون البلد المظيف، قانون السويد الإنساني. فلم يكن للحجاب على أحدٍ حرجاً ولا ضرراً، حين يلقين الفتيات المسلمات بذلك الحجاب الرائع والرمز المميز خطاباتهن الإنساني الذي أستحسنه أكثر الحاضرين، ولم يحرج أحد حين بدأ الفارقة رقصاتهم الفلكلورية العريقة...بل صفق الجميع، ولا تعجب أحد حين بدأ البوذي بنشر تعاليم دينه وبعض من تقاليدهم الخاصة. عجيب أمرنا...نحنوا أبناء البلاد المعدومة...لم يبقى لدينا ما نغيره إلا الحجاب. أليس الأولى بتغير الحجاب الحاجز للعقل والمنطق، الحجاب الحاجز لتقبل الآخر كما هو، أليس من الأنجع أن نلجئ للتعلم والتعليم ونشر ثقافة التسامح والأخوة رغم الفروقات... بل نجعل من كل تلك الثقافات والعادات والتقاليد مفاتيح لفك أغلال التفرقة والعنصرية والتعصب الأعمى بكل اتجاهاته. الجواب مطروح لكل ذي عقل وبصيرة.



#عباس_النوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤوس الفتن وأسباب المحن
- هل هناك حل للمعضلة العراقية؟
- أين المدنية من العراق؟
- مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
- المجتمع المدني ومصادر التمويل


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - عباس النوري - الحجاب أم السفور