أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - رياء حكومة بوش!!














المزيد.....

رياء حكومة بوش!!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكشف يوم بعد اخر اوراق ادعاءات امريكا بشن الحرب على العراق، تلك الادعاءات التي لم ينساق لها سوى القليلون في حينها. فبعد ان تبين "خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل"، وبعد ان تعفر وجه كولن باول وتقاريره "المهمة" الى مجلس الامن حول كون النظام قد وضع هذه الاسلحة في شاحنات حمل متنقلة!!، تبين ان "النظام من العجز بدرجة انه ليس قادر على تخويف او ارهاب جيرانه" وان "الجيش العراقي بائس على جميع الاصعدة التسلحية والتقنية والمعنوية بحيث عاجز عن تهديد احد"، ها هنا اليوم نحن امام انفضاح قضية اخرى.
"لاعلاقة بين القاعدة ونظام صدام"!، هذا ماخلص اليه الجهاز الرقابي في وزارة الدفاع الامريكية!! لقد كانت هذه الحجة هي احد المبررات التي ساقتها حكومة بوش لتبرير شن الحرب على العراق. والقيت مسؤولية هذه المعلومات "المغلوطة" على كاهل دوكلاس فيث المسؤول السياسي في الوزارة. هكذا، وببساطة، تم اسقاط احد المبررات الاساسية التي "استندت" اليها امريكا في حرب ذهب ضحيتها وضحية عواقبها اكثر من 700 الف انسان بريء وملايين المشردين والمهجرين حتى الان، ناهيك عن الدمار المادي والمعنوي والتردي والانحطاط الكبيرين الذين يرسف بهما مجتمع ذا 26 مليون انسان.
لقد كان، وقبل الحرب بكثير، امرا معلوماً للكثيرين بان كل ماساقته امريكا لايعدوا ان يكون مبررات متهافتة لاتمت باي صلة بحقيقة الامور.
ولكن ان كانت هذه المبررات والدعاية التي رافقتها كانت تتعقب هدف ما، فان الاقرار اليوم بـ"لاعلاقة بين القاعدة ونظام صدام" تتعقب هدف اخر ايضاً. ان الهيئة الحاكمة الامريكية تبغي ايهام الناس وخداعها وذر الرماد في عيونها. لقد حققت هدفها الاول، وشنت الحرب. والان تبغي تحقيق هدفها الثاني، الا وهو استرداد "مصداقية" الهيئة الحاكمة المشبعة بالكذب. اذ انها، وعبر رمي خطأ قرار اتخاذ الحرب على كاهل اشخاص او هيئات، تبغي تبرئة ساحتها، انها تبغي ان تنقل رسالة مفادها ان شن الحرب للاسف كان جراء قرار ومعلومات غير دقيقة من "الشخص الفلاني"!! اي ان شخص ما او هيئة ما، وجراء "عدم دقتها" او "لاهداف في نفس يعقوب" كانت المسؤولة عن التوصل الى قرار شن الحرب او هي التي دفعت اليه!! وتسعى لان تقنع الاخرين بريائها وكذبها هذا. وتبرر الامر على ان الخطأ هو امر عادي في العمل، وجُلَّ من لايخطأ. وعليه، تقوم في احسن الاحوال باقالة المخطيء كاجراء طبيعي "لاهماله في عمله" و"عدم دقته في العمل"!!. لقد اجبر قبلها رئيس الاستخابارات الامريكية، كينيت على الاستقالة وذلك نظرا لتبين خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل، بخلاف ما ادعى وما ابلغ به رئيسه!!. وها هم يبغون اليوم برمي هذه القضية على كاهل امرء ما او في احسن الاحوال هيئة ما ككبش فداء ضروري لحفظ ماء وجه وسمعة واعتبار الهيئة الحاكمة ومجمل منظومتها الديمقراطية.
ان الهدف من مثل هذه الاساليب هو "تجميل" الوجه القبيح للهيئة الحاكمة الامريكية. ولكن وجه امريكا، ونظرا لسجلها الارهابي والمتوحش لعقود طويلة، لن يجمله اي رتوش. وان الف احالة "خطأ القرار الفلاني" على كاهل شخص لن يعيد الماء الى وجه امريكا.
ان امريكا قد قررت على الحرب سواء بمبرر او دون مبرر. لم ينبع قرار الحرب من هذه الممارسة اوتلك لنظام صدام المقبور، ولا من ذلك التقرير او تلك التوصية من شخص او من اجهزة النظام الحاكم في امريكا. انه نابع من متطلباتها الاستراتيجية في الهيمنة والسيطرة وفي صيانة دورها كشرطي على العالم. انه نابع من استراتيجية النظام العالمي الجديد، هذا النظام الذي طرحته الهيئة اليميينة الحاكمة في امريكا بهدف الرد على متطلبات عالم مابعد الحرب الباردة. ان النظام العالمي الجديد الذي استهل عمره الدموي بحرب الخليج هو طرح وخطة امريكا في عالم يشهد تراجعها الاقتصادي وظهور كتل اقتصادية وسياسية عملاقة اخرى في العالم تنشد مكانة وحصة اكبر في السلطة وفي الهيمنة على العالم.
ان الهيئة الحاكمة الامريكية التي تتمتع بجيوش من الخبراء والمحللين والاستراتييجيين والدبلوماسيين، تعرف اكثر مني ومنكم مدى تفاهة المبررات التي ساقتها، تعرف اكثر مني ومنكم مدى كذب هذه المبررات. وتعرف جيدا انها تطرح هذه المبررات للاستهلاك العام فقط. انها استخفاف فج بعقول مليارات من البشر. ان البشرية اعقل وانضج بكثير مما يظنه السيد بوش.
ان امريكا كانت تعلم علم اليقين، ان الحرب على العراق لن يقلم اظفار الارهاب، بل سيضخ فيه روح اكبر واكبر. كانت تعلم ان الحرب لن تفرض التراجع على سعي الدول نحو التسلح النووي، بل ان قائمة الدول التي تسعى للحصول على السلاح النووي قد تضاعفت، لحد ان بلدان مثل الكويت والسعودية تفكر الان في كيفية الحصول على القدرات النووية. الم تكن حكومة بوش تعلم ان "من الممكن ان يتحول العراق الى مستنقع اخر، الى فيتنام اخرى"؟! الم تكن تعلم ان بامكان ان تنفتح ابواب جهنم في العراق على مصراعيه؟!. الم تعلم ان حربها ستؤدي الى شيوع "ايديولوجية الجهاد"؟! ان كل هذا كانت تعلمه جيداً.
ولكن سؤال يطرح نفسه هنا: لماذا اقدمت على الحرب اذن؟! انها متطلبات الهيمنة على العالم في وقت ترى ان منافسيها ليسوا على استعداد للقبول بالمكانة الدونية التي تسعى امريكا الى دفعهم نحوها. ان اي نظرة خاطفة على الاوضاع السياسية العالمية والمنافسة الحادة والضارية بين امريكا من جهة ومنافسيها من جهة اخرى يدرك ان امريكا في وضع لايحسد عليه كثيرا. ان عقدة امريكا لم تكن في فهم الاوضاع والمسارات والتعقيدات والمصاعب، بل في ان مسمار مطامحها واهدافها التسلطية والامبريالية يضغط على راسها. ان امريكا، ومن اجل تثبيت هيمنتها، باشد الحاجة الى الحروب، العنف، الدمار والقتل. وعليه، لم يكن "خطأ" احد ما، بل كانت حاجة ملحة الى ابعد الحدود بالنسبة لامريكا وطبقاتها الحاكمة، وعليه، فهي على استعداد لدفع مئات المليارات من الدولارات من جيوب دافعي الضرائب، والادهى من هذا، لازهاق ارواح مئات الالاف من الابرياء والعزل من اجل هذه الاهداف القذرة!!



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذب، رياء، عنصرية - ترهات عمار الحكيم حول الفيدرالية
- في ذكرى 24 ايلول لنصدح بصوت واحد : -يجب انهاء الاحتلال فوراً ...
- مد احتجاجي عارم يميد الارض تحت اقدام -حكومة- الطالباني- البر ...
- كلمة الى كل الذين يلتسع قلبهم لمصير الانسان في العراق!
- كلمة على هامش تقدير البلينوم 18 للرفيق ريبوار احمد!
- ! انه بيان اسلامي متمسح بالاشتراكية - رد على بيان ما يسمى ب- ...
- ينبغي رد حراب تطاولات الاسلام السياسي على مكتسبات البشرية ال ...
- وزير حقوق الانسان في العراق يشحذ سكينته!!
- Are you kidding?!!!! حول - نعم -اللجنة المركزية للحزب الشيوع ...
- انها مهزلة اشد قباحة وخطورة من سابقتها!
- لوحات من مهزلتي الدستور والانتخابات!
- نداء للوقوف ضد جريمة الاعتداء على العاطلين عن العمل في السما ...
- البرزاني والاهداف الواقعية لمسألة - تغيير العلم العراقي-!
- الفيدرالية شعار ومطلب رجعيين
- عاش الاول من ايار، يوم التضامن العمالي العالمي
- بيان لحفظ ماء وجه من لا ماء لوجهه! رد على بيان ما يسمى بمكتب ...
- إنتصار آخر لحميد تقوائي!
- يجب تصعيد نضالنا!!
- ان حبل -تشويه الحقائق- قصير!!! رد على مقابلة الحوار المتمدن ...
- اين تكمن منجزات اكتوبر!


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - رياء حكومة بوش!!