أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - الميز السياسي والاستحقاقات الانتخابية














المزيد.....

الميز السياسي والاستحقاقات الانتخابية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1829 - 2007 / 2 / 17 - 09:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مرة أخرى نعود للكتابة عن الدورة " الانتخابية " لهذا العام في سوريا ، ويبدو أنه لابد من متابعة الكتابة حولها مرات أخر ، ليس لكونها ا ستحقاقاً ديمقراطياً ، حسب تصريحات رموز النظام السياسية والإعلامية ، يعبر الشعب من خلاله عن ولائه لقيادة " الحزب القائد " وسياساته ، وإنما لضرورة أن تتحول هذه الدورة إلى ا ستحقاق مغاير .. يعبر الشعب من خلاله عن تمسكه بحريته ورفضه الميز السياسي والاستبداد السياسي المجسد " بالحق الدستوري " لحزب البعث الحاكم ب " قيادة الدولة والمجتمع " ، الذي جسد الأساس لفرض حالة من العبودية والتخلف الحضاري على الإنسان السوري ، وكان المسوغ لكل ممارسات الإقصاء للآخر ، ليس المعارض فحسب ، بل والمواطن اللاموالي بشكل عام ، ولعب مع مفاعيل القمع وحالة الطواريء والأحكام العرفية دوراً شاذاً أ شبه بالعنصرية في تولي أهل النظام مسؤوليات الدولة في مختلف مستوياتها ، ما أفضى تالياً إلى تمايز طبقي حاد جديد ركز السلطة والثروة في أيدي حملة هوية عضوية " الحزب القائد " وشركائه وأتباعه

بكلام آخر ، إن الميز السياسي هو الأب الشرعي للإستبداد والفساد والثراء غير المشروع ، والمسؤول عن كل الجرائم والآلام والدماء التي تكبدها الشعب خلال العقود الماضية ، أو التي سيتكبدها طوال الزمن الذي سيستمر فرض فيه على الشعب ، وهو أم الهوة الكارثية ، التي تباعد بين الدولة والمجتمع ، والتي أدت إلى العجز العام في البلاد وأسالت لعاب الطامعين في الخارج لاختراق الحدود وفرض المصالح والقيود

وللتاريخ ، لم يكن وضع هذا الميز السياسي في الد ستور ، وفي الواقع ، عفوياً ولااجتهاداً سياسياً . إنه قد وضع مع سبق الإصرار وفصل على مقاس وأهداف وسياسات " الحركة التصحيحية " ، وفرضت مكانته في الد ستور بالقوة ، ليس لكي يمنح الشرعية للنظام الجديد . فالنظام يعرف أن شرعيته الوحيدة تتأتى من مصادر القوة التي يملكها ، وإنما لتغطية الخوف من الشعب وتغطية كل عمليات احتكار الدولة بسلطاتها المختلفة .. التنفيذية والتشريعية والقضائية ، ما أدى إلى إشاعة الاستبداد وشموله كل الصعد في المجتمع .. حتى داخل الحزب القائد نفسه

ولهذا ، فإن رفض إلغاء المادة 8 وأخواتها من مقومات الاستبداد من الد ستور ، مرده الخوف من الشعب .. من سقوط الأداة ، التي ستتداعى وراءها أدوات غير شرعية أخرى في بنية النظام . وهذا ما يعيد مسألة شرعية النظام إلى أ سها الأول .. القوة .. الاستبداد .. أي إلى حيث اللاشرعية الديمقراطية .. اللاشرعية الشعبية .. ما يطرح على المكشوف جدلية الصراع بين شرعية القوة وقوة الشرعية .. ولأن لموازين القوة منعطفات تتفرع بعض أقنيتها أحياناً إلى خارج حدود قدرة شرعية القوة ، فإن النظام بكليته يصبح أمام لحظة الحقيقة ، في وقت ليس بالحسبان .. أو في ظروف غير قادر فيها على اجتياز الامتحان

وبالعودة إلى الدورة " الانتخابية " المزمع أجراؤها هذا العام ، فإن أهم ما يثيره المشهد هو ما يتعلق بالخلية الأساس .. الإنسان .. الذي يجد نفسه لاوزن ولاحق له فيها ، كل ما يتاح له في إطارها هو مرتبط بسياق علاقته المحددة بالواجبات فقط .. يجب أن يدفع الضرائب .. أن يذهب إلى خدمة العلم .. أن يدفع أسعار حاجياته وغذائه كما يحددها أ سياد الاقتصاد .. وأن يقبض الرواتب والأجور التي يحددها أرباب العمل وسادة الدولة والمجتمع .. أن يكون فقيراً .. أو أن يكون مخبراً .. وكل عدة سنوات يجب أن يشترك في انتخابات معروفة النتائج مسبقاً " ليعبر " عن خنوعه وولائه للعهد "" للحزب القائد .. الملك

وتأسياً على ذلك ، فإن الميز السياسي في سوريا قد خلق جملة متناقضات مستعصية على الحل ضمن شروط ومصالح أهل النظام . وإذا كان للدورة " الانتخابية " القادمة من دور إيجابي ، فلكونها قد أطلقت الرياح لتكشف الأغطية العتيقة البالية لأسوأ آلية من آليات نظام عفا عنه الزمن ، فهي كشفت أكثر من أي وقت مضى ، لكل ذي عينين بصيرتين ووجدان وطني ، التناقض السافر بين مبدأ الانتخاب وهيمنة " الحزب القائد " ، بين مفهوم المواطنة وشرعية القوة . أي أن الميز السياسي المتمثل بقيادة " الحزب القائد " للدولة والمجتمع يتناقض مع المفهوم الانتخابي كفعل حرية ويمحق أبسط الحقوق الديمقراطية

وعلى ذلك ، فإن النظام السوري بعد المتغيرات الدولية ، التي أخلت حقل السياسة ، علمياً وموضوعياً ، من نظريات وأدوار أنظمة الحكم الشمولية ، بات كلية ، وخاصة ما يتعلق بالميز السياسي ، الذي يتمسك به ليضمن تماسكه ، يكابد أزمته الوجودية . فلا هو قادر على الاستمرار بنظامه الشمولي عبر شرعية القوة المعتمدة على الاستبداد والقمع ، ولاهو قادر على التراجع طوعياً ومسايرة العصر والتخلي عن عموده الفقري " الميز السياسي الد ستوري " واكتساب قوة الشرعية النابعة من إرادة الشعب ، بعدما آذى الشعب ببلايا مغمسة بالجوع والفقر والدم ، التي ما لبثت أن تحولت إلى أزمة تلف البلاد بأسرها وتهدد الكيان الوطني بالتدمير الشامل

بهذا المعنى ، لم يعد الميز السياسي الذي طال نحو أربعين عاماً مسألة حزبية .. أو مسألة صراع سياسات حزبوية لتقاسم السلطة والثروة .. وإنما صار مسألة وطنية وإنسانية وحضارية بامتياز .. ووفق هذا المعيار حصراً ينبغي التعاطي مع الميز السياسي في البلاد .. والعمل على إلغائه مع كل ملاحقه الاستبدادية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يكون مجلس الشعب برلماناً .. سلطة تشريعية
- سلطان أبا زيد .. شهيدا
- العبثية الاقتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 2
- العبثية الافتصادية .. من العمادي إلى الدردري - 1
- حول أثرياء حرب اقتصاد الفساد
- خلفيات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- لاديمقراطية في الشكل ولاهم شعبي في المضمون
- أية هيبة .. أية دولة .. ؟
- الملهاة .. المأساة .. في مسرحية - عمارة النظام -
- الديكتاتور حقاً قد قبر .. الشعب حقاً قد انتصر
- الحوار أول الحركة إلى أمام
- قيمة اللحظة اللبنانية الراهنة
- في - النهج التشاركي - .. من يشارك من .. ؟
- مجتمع بلا خرائط
- أكثر من صرخة من أجل بيت حانون
- الجري وراء عدل مفقود
- فقراء البرازيل .. من دروب الجوع إلى دروب الأمل
- حجب غير متمدن .. للحوار المتمدن
- درس ديمقراطي أول
- السياسات والتقاطعات المشرفة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - الميز السياسي والاستحقاقات الانتخابية