أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - يا صالح ..إلا الطائفية














المزيد.....

يا صالح ..إلا الطائفية


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 09:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


يخال للمرء كثيراً ، بأن الرئيس صالح صار مقتنعاً تماما بأنه يمتلك الأدوات الضرورية التي تمكنه من فعل أي شيء وفي أي وقت دون التوجس من أي ردة فعل شعبية ، أما عني شخصيا ، فأنا أعتقد أن صالح لا يعلم إطلاقا أنه هنالك شعب يحكمهُ ، بدلالة الصدود الدائم عن مطالبة الملحة والطبيعية ، وأنا لا أريد أن أخوض كثيرا في تحليل شخصية زعيمنا المبجل الذي وعدنا بيمن جديد مختلف عن اليمن الذي هو ذاته كان يحكمه منذ ثلاثون عاما مضت ، فالتحاليل هذه هي أداة احترافية لا يمتلك المقدرة عليها إلا من أوتي من العلم كثيرا .

كما أني وبالمناسبة هذه أول مرة أكتب بها في الوضع المحلي والداخلي بعد خروج نتيجة الانتخابات الرئاسية الماضية وفوز صالحنا بمدة مستحقة أخرى قادمة ، وكنت أحسب وأنا في صومعتي البليدة بأن الشعب اليمني يحتاج إلى مائة عام أخرى حتى يستفيق ويعلم بأن المعارضة لا تريد إلا وطنا للجميع ، ولكني ارتديت عن نفسي الأمارة بالسوء وهبطت من علو الكبرياء والتخندق خلف الستائر الكاذبة ، لأعلن لنفسي أولا وأخيرا بأني أنا الآخر مجرد مواطن يمني يحلم بحقه العادي بالعيش في رتوع السعيدة ، وأن السكوت عن ما يحدث هو مجرد بيع الروح للشيطان وللشر وأيضا وهذا هو الأهم علي بأن لا أستخف بشعبي اليمني العظيم الذي خلق أروع الحضارات في وقت كانت البشرية تعيش في مجد تخلفها .

ماذا يحدث الآن في اليمن ،ولماذا قدر لنا بأن نظل ندور في حلقة الحروب والمفاسد بينما الزعيم الأوحد صاحب المجد الأعظم يسرق اللحظة من بين أضلعنا وزماننا ويتلاعب بها كيفما شاء .
بعد الانتخابات مباشرة ، حدثت حالات تعذيب واغتصاب لنساء يمنيات في السجون أسوة بما قامت به حكومة العملاء الصفوية في العراق ، ولكننا في اليمن لا نعيش حالة احتلال من الآخر ، بل نعيش حالة حكم مستديم من الداخل ، تصارخ شرفاء اليمن لأجل كرامة السجين عامة وكرامة اليمنية خاصة ، متناسين بذات الوقت بأن قضية الطفلة سوسن مازلت تراوح مكانها ، وبأن قضية الحامدي قتيل سنحان مازالت توارى خلف دهاليز القبيلة والطبقية .

في كل الأحوال وأن أنتفض صالح نحو إعادة آل سالم لأنهم يهود إلى مناطقهم وذلك لحسابات دولية يفقهها هو جيدا، نجده وفي المقابل يغض الطرف عن ما حدث لأهالي الصفة ورعاش من قبل شيخ مملكة الجعاشن برغم أن هؤلاء وحتى الساعة مازالوا يرفعون صورته البهية على أمل تحريك ولو ذرة شهامة في داخله حتى ينصفهم مما حدث لهم ، ورغم أنهم أيضا منحوه صوتهم في الانتخابات التي كرسته حاكما علينا هم في قرارة أنفسهم لا يعلمون بأن هذا الصالح لم يبالي بهم يوما أو بغيرهم .

نحن معتادون على هذه الظروف المريرة التي يسوقها لنا صالح بين الحين والآخر ، لذا لم نكن معارضين صدفة ، ولم ننحاز للنقد الدائم لشهوة النقد وحسب ، بل لأن الأمر تجاوز كل مدى وصار الوضع مثيرا للجنون ، ومع ذلك نعتقد _ توهما _ بأن صوتنا سيجد ذات يوما صدى لدى العاقلين من الشعب اليمني ، وخاصة أن الأمور تتطور لتتجه نحو الطائفية التي يسوق لها صالح وعمائمه التي تخرج من المنابر بهذا الشكل الهستيري ، و هو أمر فوق أن يحتمل أو يُسكت عنه ، وإذ كان المخطط القادم مع المشروع الأمريكي والذي سن قوانينه بول بليمر في العراق والذي ينص على تقسيم المنطقة على أسس مذهبية وعرقية ، فهذا لا يعني إطلاقا بأن يستغل صالح هذه الموجه لتصفية جزء من الشعب اليمني يحق له أن يعتنق ما يريد وأن ينادي بما يريد ، بحجة أنهم شيعة اثني عشرية .
لأن ما نراه الآن من حملة إعلامية سلفية مريرة على هذا المذهب ، كمذهب ديني يتجاوز ويفوق الخلاف السياسي والعسكري ويقع ضمن أجندة لا يجب أن تقع بها اليمن كدولة اعتادت على التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية واكتفت بالقاسم الوطني والذي هو بطبيعة الحال قاسم العروبة المشترك ، عليه أن يعرف بأن اليمن تمتاز بتنوع ديني ومذهبي متميز وأن اللعب عن هذا الوتر الطائفي وبهذا الشكل المتهور قد يدخلنا في متاهة نخشى أننا قد لا نخرج منها إطلاقا ، ناهيك بأن هذا التخوف ليس قائما على التوجس من حرب مذهبية قد تحدث ، بقدر ما هو احترام للمذاهب الأخرى وحق ممارسة شعائرها ضمن ما سمح به الدستور اليمني ، كما أنه على الجميع أن يفهم بأن الخلاف لا يجب أن يكون بما يعتنقه هذا المذهب ، بقدر ما يكون بما تريده هذه الجماعة من مصالح سياسية وما هي الطرق والأدوات والسبل التي تستخدمها لتحقيق أهدافها .

ليس من صالح أحد أن يستند إلى مذهب ديني لتصفية مذهب آخر وأن يستخدم هذا التنافر المذهبي من أجل غايات سياسية وعسكرية ، فحالة التكفير والتضليل السائدة الآن لن تفيد إلا من يريد فعلا أن يجعل من العرب طوائف ومذاهب وشراذم رعناء تحتسي الماضي وتثمل على دماء التاريخ كما يحدث في العراق العظيم ، وأنا لا أفهم ألي أي حد مستعد صالح أن يمضي بالوطن ويعرضه للتهلكة مقابل كرسيه وحكمه ، بل أني لا أفهم أكثر كيف يفكر صالح ومن هم مستشاريه الذي يعطونه مثل هذه الأفكار الرعناء .

المذهب الشيعي الأنثى العشري أن وجد في اليمن ، هو مذهب ديني مثله مثل باقي المذاهب اليمنية ، وأسوء ما فيه هو توظيفه سياسيا مثلما هو السوء في توظيف السلفية الحالية سياسيا ، ولن يجني أحد من هذه الحماقات إلا صالح ألذي يجيد فن الهروب من واجباته المستحقة نحو مواطنيه ، والذي وجدا أخيرا منفذا لصرف المعونات التي قد تأتي من مؤتمر المانحين من لندن بشراء الأسلحة ونيل الصفقات الضخمة والعمولات الهائلة له ولأفراد عائلته ، وعلى الشعب أن يصبر على هذه الحالة حتى يتم التخلص من الحوثيين الأنثى عشريين وأن يربط الحزام على بطنه وأن لا يحلم أبدا بيمن جديد كالذي سوقه لنا صالح ، ومن ثمة نقفز من هذه القضية إلى قضية أخرى وقد تكون الإنفصالين الأوغاد أو الإصلاحيين الإرهابيين أو الأمامية الظلامية ...وهكذا دواليك ، لكن من السخف أن نعتقد بأن نار الطائفية يمكن تجاوزها بمجرد القفز إلى قضــية أخرى ......ألا هل بلغت اللهم فاشهد.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون
- المجتمع المدني
- التهليل لموت صدام هل لأنه عربي أم سني أم ديكتاتور ، بين يدي ...
- ورغم كل هذا سأضع تحت سوادة عروبتي زهرة أمل
- السنيورة ورقة احُرقت أكثر مما يجب
- اليمن ودول الخليج ، غزل على سرير ساخن
- إنه فقط خطأ تقني !
- هتفنا ضدك وسنظل نهتف ضدك
- بفضل اللقاء المشترك ..صالح ولأول مرة رئيس شرعي لليمن .
- العشب هو الذي قبل بأن تزييف ارداته
- رسالة من تحت الماء إلى الزنداني
- فقط قضية واحدة من مئات القضايا تمكننا من اتهام الرئيس بالخيا ...
- اين نسائنا ؟؟؟
- الجولان الآن ... الجولان أولا
- وفي بيروت ألف بندقية ... وغانية
- اسرائيل دولة طارئة
- تبا ...كدت أن أصدقك يا صالح .
- يا دولة ... إنها أضغاث أحلام
- المواطن في نظر فخامته - ووزير داخلية جبان
- ماذا بعد موت الزرقاوي ؟


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - يا صالح ..إلا الطائفية