أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف














المزيد.....

حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:40
المحور: كتابات ساخرة
    


أول يوم في الشهر اليوم الذي يفرح به كل موظف ولكن فرحته هذه تنتهي تماما بعد عد المرتب من الصراف لأنه وبعد هذا العد يتم مباشرة التفكير في المتطلبات الشهرية.
وحقيقة لست مقصر في شيء لأني جامعي , وكنت متفوق في التعليم , وموظف بوظيفة تخصصية تتناسب مع مؤهلي الجامعي, ومميز جدا في أداء عملي ومنصبي بالحكومة كبير حيث أنني أقارب المدير العام مع إيقاف التنفيذ أي كبير أخصائيين حسب المسمي الوظيفي الحالي.
وأقسم بأنني مواطن صالح أحترم مشاكل الدولة وأعمل على حلها في نطاق إمكانياتي حيث أنني لي زوجة واحدة وموظفة أيضا ولي ثلاثة من الأبناء , وهم الآن في التعليم الثانوي.
وأنني مواطن شريف لا أشترك مع المرتشين وأعمل على راحة العملاء في مجال عملي وأطيع الرؤساء ولكن في نطاق الشرف والأمانة والتي هي مبدأي للمحافظة على تعاليم ديني.
ولكن دخلي لا يفي باحتياجات أسرتي الضرورية ,
أولها التعليم ؛ حيث أنني أدفع شهريا دروس خصوصية قرابة سبعمائة جنيه شهريا , وليس بخاطري أو بخاطر أبنائي لأن المدارس الثانوية في مصر ليس بها أي تعليم , ولضمان نجاح أبنائي نلجأ لهذا الابتزاز من المدرسيين.
ثم فاتورة الكهرباء وفاتورة الغاز وفاتورة المياه والتليفون , وجميعها ضرورية لا يمكن الاستغناء عن أحدها, ويليها باقي مصروفات الأكل والملبس والسكن والمواصلات .
وبعد رجوعي للمنزل وأنا مكتئب كعادة كل أول شهر , ومن شدة التفكير في هذه المعادلة الصعبة وكيفية تقسيم المرتب على هذه المتطلبات وعلى مصاريف ثلاثون يوما!!!!!
غفوت لبعض الوقت وعلى رأي المثل الجوعان يحلم بسوق العيش!!!!! وفقد وجدت رسالة تخبرني بأنني ربحت في مسابقة عالمية مبلغ عشرة مليون جنيه مصري , ومن شدة الفرحة رقصت وسط أبنائي وزوجتي ورحنا نقترح كيفية تغيير حياتنا لنصبح من الأثرياء .
فقال لي أحد أبنائي يا أبي أوع تقول لحد ودعنا نرحل من هذه المدينة ونمارس حياتنا في مدينة أخرى .
وأشارت زوجتي وعلى وجهها فرحة عارمة وقالت لابد أن نخرج العشر من هذا المبلغ للكنيسة , ولا تنسينا فرحتنا حق الفقراء , وراح ابني الصغير يقول !! مليون يا ماما كثير!! كثير !!
والابن الأخير قال نشتري كل واحد عربية فخمة , ونبني فيلة تليق بالمليونير ( الذي هو أنا )
ولكني أشرت على الجميع وقلت :
كلام ماما صحيح أول شيء حق الكنيسة ويكون على الأقل مليون جنيه, ولازم كما نحن فرحنا لابد أن نفرح جميع أفراد أسرتنا ونقسم عليهم مليون آخر, ونغير السكن بسكن أكبر ليسعكم ويكون لكل واحد منكم حجرة , ونشتري سيارة واحدة لتساعدنا على التنقل بدل المواصلات الصعبة.
ورحت أنب أبني الذي قال نترك البلد , وقلت له كيف نترك بلدنا !! ولماذا نتركها لأننا أصبحنا أغنياء ؟!! هذا تفكير أناني , فلابد من عمل مشروع يفتح مجالات عمل إن لم يكن لأهل المدينة كلها يكون لشباب أسرتنا والذي يبحث عن عمل في ظل البطالة المنتشرة في مصرنا الحبيبة.
ولابد أن نخصص مبلغ لفتح مشروع خيري , كجمعية لرعاية أطفال الشوارع أو المسنين أو الأيتام , أو مدمني المخدرات , أو رعاية أسر المساجين أو أسر المرضي , فصاح أبني الأكبر وأنا أبقى مدير لهذه الجمعية , فقلت له خطأ يا أبني الجمعية لابد أن تكون تحت قيادة مجلس إدارة من المتطوعين حتى يكونوا على قمة الإيمان بهذا العمل الخدمي الجليل.
وأهم شيء في هذا الموضوع أنني سوف أحب أول الشهر ولا يكون بيني وبينه عداوة , وسنشتري كل احتياجاتنا برفاهية , ونعيش بني آدميين بدل الهم الشهري والقلق من المرض والحوادث وغفلات الزمن .
وبعد كلامي هذا نظرت الإجابة على ملامح أولادي ووجوههم , ففرح الكل وراح الكل يهلل يعيش بابا يعيش بابا المليونير , وأنا أضحك وأهلل من شدة الفرح وراحت زوجتي تخرج الزغاريد بصوت عالي , وتقول مبروك يا أبو أولادي مبروك يا مليونير.
ووسط كل هذا يخرج أبني الصغير كلمة أدخلت الخوف في قلبي :
فقد قال لي براحة يا بابا لألا يسمع اللصوص ويأخذوا الفلوس ويقتلونا.
ففكرت فعلا في كلامه وفكرت كيف أؤمن المبلغ , وكيف أؤمن المشاريع , ولقيت نفسي قلق وفي قمة القلق وأنا مليونير , وحتى كل هذه النقود لم تنهي متاعب الإنسان , وقلت الكل تعبان الغني في كيفما يحافظ على غناه !!! والفقير وكيفما يجد القوت الضروري .
ولكن رجعت مرة أخرى أهلل وأرقص بالشيك وجميع الأسرة تشارك هذه الفرحة وكأن هناك عريس أو عروس في الأسرة .
ووقفت مسرعا ورحت أبحث عن المكواة لكي البنطلون الوحيد عندي , والقميص الوحيد عندي وأنا أقول سوف أعفيكم من التعب وألقي بكم في الشارع وأشتري أجمل وأحسن منكم.
وبحثت عن حذائي الوحيد والذي أصبح شاحبا من القدم ولا ينفع فيه الورنيش أو التلميع مرة أخري , ولبست الشراب الخالي من كعبه , ووضعت قدمي في حذائي وأنا أمسك بما تبقى من كعبه لألا يظهر القطع من الحذاء .
ولكنني تشيكت على قدر إمكانياتي ورحت أنظر لساعتي الحيطية حيث أنني لا أملك ساعة يد , لأعرف هل حان لقاء صرف الشيك !!!
وعند تمام الساعة التاسعة وهو موعد الحفلة لتسلم قيمة العشرة مليون جنيه مصري!!!!!!!!!!
وقفت وقلت حان الميعاد يا أولادي ووقف الجميع يحيونني ويودعوني ويطلبون عودتي ظافرا منتصرا ومعي قيمة الجائزة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكن سبقني إلى الباب ضارب جرس الباب وهو يقول أصحا !!! أصحا يا أستاذ أنا محصل فواتير الكهرباء عليك مبلغ 150 جنيه قيمة فاتورة الكهرباء ,!!!
فاستيقظت من نومي وأنا أبحث عن الشيك في يدي ولكن دون جدوى حيث أنني أفقت من الحلم.
وفتحت الباب وأخرجت المرتب من جيبي ودفعت قيمة الفاتورة ثم أغلقت الباب مرة أخرى وقلت تبدل القبض بالصرف والشيك بفاتورة الكهرباء!!!!
ورحت أقول حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف!!!!!!!!



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل عراق أفضل
- الأقباط منسيون أو متناسون
- دواعي غلق كنيسة البياضية
- يوميات ماسح أحذية
- مصر!!ليبرالية مسلمة
- ويدخلون في مغاير الصخور وفي حفائر التراب من أمام هيبة الرب أ ...
- من ينقذ المصريين من أنفسهم؟!!
- إلغاء المادة الثانية من الدستور... مطلب قبطي فقط!
- كنيسة مغلقة
- الذكرى السنوية الأولى لموقعة العديسات
- لماذا تنضب أقلامنا فلا تضبط فكراً؟
- كل طبلة ولها رقصة
- أيها الأمريكان ارحلوا
- آه !!!من ظلم السنين
- موت الطاغية
- ببساطة شديدة!! ماذا نريد من الحكومة ومبارك؟
- العام الجديد وميلاد الحبيب
- مفهوم الليبرالية في الشارع المصري
- هل هناك فشل للأحزاب الدينية الإسلامية !!إدارة مجتمعات دولية؟
- تناحر السنة والشيعة


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت المصري - حتى الأحلام ليست من حق المصري الشريف