أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق الحارس - عصام البغدادي في ذمة الخلود














المزيد.....

عصام البغدادي في ذمة الخلود


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:03
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد سقوط النظام الصدامي ، وبعد خروج الكرة العراقية من الاضطهاد والعبودية التي عاشتها تحت ظل المقبور عدي وتحقيق انتصارات مذهلة وصلتني رسالة من الكاتب العراقي المقيم في تايلندا عصام البغدادي مبديا فيها اعجابه بمقالاتي الرياضية التي كتبتها عن انتصارات المنتخبات الوطنية بكرة القدم ومقترحا فيها انشاء موقعا رياضيا على شبكة الانترنت يهتم بنشاطات الكرة العراقية خصوصا والرياضة العراقية عموما .
وجدت فكرته جيدة ، لكن المشكلة تكمن في أنني لا أفهم في أمور الكومبيوتر غير طباعة المقالات وارسالها عبر البريد الألكتروني الى الصحف والمواقع ، فضلا عن كونه يقيم في تايلندا وأنا أقيم في استراليا . كتبت ذلك الأمر لعصام البغدادي ومعه اعجابي بالفكرة ، أي انشاء الموقع الرياضي الذي اقترحه .
جاءتني رسالة سريعة منه قال فيها انه يتعهد بجميع التفاصيل الفنية كون خبرته كبيرة في هذا الموضوع وسبق له أن أنشأ مواقع عديدة .
تواصلنا المراسلة والمقترحات حول اسم الموقع وأخيرا توصلنا الى أن يكون اسمه " الرياضة في اسبوع " وكان الاسم مقترحه هو . كتب لي حينها عن برنامج الرياضة في اسبوع ، ذلك البرنامج الرائع الذي كان يقدمه الأستاذ مؤيد البدري في تلفزيزن العراق وكيف أننا عبر هذه التسمية سنخلد اسم البرنامج وسألني ان كانت لي معرفة بالبدري كي نسأله عن رأيه بالفكرة .
اتفقنا على التسمية وبدأنا المشوار مع موقع " الرياضة في اسبوع " . تمكنت من الوصول لمؤيد البدري وكم كانت فرحة البغدادي كبيرة ، بل لا توصف حينما بعثت له رسالة وصلتني من مؤيد البدري يشكرنا فيها على تخليد اسم البرنامج ، إذ سارع البغدادي لوضعها في واجهة الموقع .
لم يكتف البغدادي بذلك ، إذ كان يفكر بتحسين الموقع فنيا ، لذا قرر البحث عن معزوفة " حلاقة اشبيلية " التي كانت ترافق برنامج الرياضة في اسبوع وبعد جهد كبير توصلنا الى المعزوفة عبر صديق لي مقيم في استراليا وقمت بارسالها له عبر البريد الألكتروني لأجدها في اليوم نفسه مرافقة لموقعنا " الرياضة في اسبوع " بلمسات فنية رائعة تدل على الجهد الذي بذله عصام البغدادي في ذلك اليوم .
تواصلنا بنجاح واضح تدلل عليه الرسائل العديدة التي وصلت للموقع من مختلف دول العالم ، تلك الرسائل التي تشيد بالموقع واهتمامه بالرياضة العراقية وهو الأمر الذي جعلنا ، لاسيما البغدادي الذي كان يتفنن دائما لتحسين شكل الموقع ، لكن المرض داهمه في غفلة من الزمن فقد أصيب البغدادي بجلطة قلبية جعلته طريح الفراش مدة طويلة منعته من مواصلة العمل والكتابة ، لكنني واصلت العمل بالموقع بعد ترشيحه لعدد من الشباب لادارة الموقع فنيا ، لكن الأمر لم يدم طويلا ، إذ قررت التوقف عن مراسلة الموقع بعد شعوري بفقدان بريقه وحيوته ، لكنني كنت أكتب رسائل للبغدادي كي أطمئن على وضعه الصحي وكانت الاجابة تصلني بين حين وآخر ، إذ أن البغدادي كان يمر بوضع صحي خطير نتيجة أزمته القلبية الحادة .
قبل يومين وصلتني رسالة من بريد عصام بعد انقطاع طويل . فرحت جدا ، لكن فرحتي لم تدم فقد كان مضمون الرسالة قاسيا ومؤلما ومحزنا " نعزيكم بوفاة صديقكم عصام البغدادي اثر نوبة قلبية حادة " .
بقيت ساكنا ، لم أتحرك من مكاني ، عين واحدة فقط كانت تنظر الى الرسالة دون أن تقرأ ، دقائق طويلة وقاتلة عدت فيها الى رسالته الأولى التي بعثها لي مبديا اعجابه بمقالاتي الرياضية ، عدت فيها الى جميع رسائله ورسائلي ، عدت فيها الى موقع الرياضة في اسبوع والى الجهد الكبير الذي بذله من أجل انشاء هذا الموقع ، عدت فيها الى فرحته برسالة مؤيد البدري ، عدت فيها الى صراعه مع المرض وفرحته بانتصاره عليه مرات عدة ، لكن يبدو أن المرض هذه المرة ، بل ارادة الله كانت أقوى لتأخذ عصام ، لكنه لم يمت .. نعم ، عصام البغدادي لم يمت فآثاره باقية وكبيرة جدا .
رحم الله عصام البغدادي وأسكنه فسيح جناته .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي وزيارة بيريز
- الخطة الأمنية الأخيرة
- خروج بطريقة مأساوية
- تهديداتكم تزيدنا اصرارا
- صحوة عشائر مدينة الثورة
- لهذا يطالب الصدريون انسحاب قوات التحالف
- فقط ، لأنه العراق
- فضية أغلى من الذهب
- حسن نصر الله والشأن العراقي
- بالغيرة والفن تأهل العراق
- تأهل وعرض رائع للمنتخب الأولمبي في أسياد الدوحة
- علاقة غريبة : الأردن وحارث الضاري
- دماء الشهداء مقابل المجاري والأرصفة
- مذكرة القاء قبض أم تحقيق .. نفذوها يا حكومة
- مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر
- أسوأ من التكفيريين
- الدجيل مدينة حدودية مع ايران !
- متظاهرون أم ارهابيون
- الى طارق الهاشمي ، ليس حصريا : الثورة ليست مدينة ارهابية
- وثيقة مكة لن توقف النزيف


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق الحارس - عصام البغدادي في ذمة الخلود