أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون















المزيد.....

يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 10:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما أحلى الرجوع إليكم! كتبتها مرة في هذه الزاوية عندما توقفت عمدا عن الكتابة لعدة أشهر.. حرصا على احترام حق القارئ في ألا يقرأ لكاتب يوشك أن يقع في فخ التكرار والاجترار.. بعد أن وجد كـُـتاب مصريون كـُـثر أنفسهم- وأنا منهم- وقد غرقوا في متاهة سخف (وبجاحة) منظومة الأمن والسلطة المستبدة في مصر.. كل يوم يمارس النظام بكل هيئاته نفس التعدي على حقوق الإنسان المصري وكل يوم يكتب المصريون تحديا لهذا الاستبداد.. حتى صارت المسألة وكأنها (عقد غير مكتوب) بين الطرفين.. يقول فيه رجال السلطة بكل أنواعها (عايزين تكتبوا يا مجانين؟ إكتبوا!.. إكتبوا اللي انتو عايزينه واحنا نعمل اللي احنا عايزينه.. إكتبوا يا مجانين!) يجوز إذن للكاتب أن ييأس ولكن فقط لبضع لحظات.. لا يجوز له أن يتمادى في اليأس.. هكذا كان الرجوع إليكم المرة الماضية، واليوم .. أعيدها بعد غيبة أخرى لقرابة ثلاثة أشهر افتقدت فيها التواصل معكم، كان الانقطاع الأخير لعدة أسباب منها ضغط العمل.. لكن على مدى سنوات من الكتابة هنا.. كنت أحرص على عدم الإشارة من قريب أو بعيد إلى أنني أعمل في قناة الجزيرة، فالكتابة هنا كانت (وستظل) بصفتي مواطنة مصرية عربية حرة.. تكتب في جريدة عربية اختارت منذ البدء صف الناس لا السلطة.. في كل أنحاء العالم العربي، الآن.. وقد عرف كثير من القراء الأعزاء طبيعة عملي.. بعد تجربة مع الأمن في مصر تصادف أن تناولتها عدة وسائل إعلامية.. سواء جرائد أو قنوات فضائية من ضمنها قناة الجزيرة طبعا.. أشير أولا إلى أنها تجربة كتبت تفاصيلها الكاملة في صفحة أخرى من هذه الجريدة العزيزة عليّ وعلى قرائها.. صفحة (مذكرات وكتب).. (فقط من باب أن نضيف بندا جديدا في العقد غير المكتوب مع السلطة.. وهذه المرة الكلمة لنا.. عايزين تستبدوا يا.. عاقلين؟ استبدوا!.. انتو استبدوا واحنا حنكتب.. ونفضل نكتب.. انتو استبدوا واحنا حنفضل نفضحكم.. صحيح انتو مفضوحين أصلا.. لكن مزيد من فضحكم يا.. عاقلين.. واجب علينا!) وأشير ثانيا إلى أن هذه الزاوية (فضائيات) ليست لكتابة تجارب ذاتية مباشرة.. لكن كسر تلك القاعدة في السطور الماضية كان من باب التوضيح.. الآن نعود معا.. لأداء الواجب!
للناس إعلامهم في بلادنا وللسلطة إعلامها.. ويمكن لكل لبيب أو حتى غير لبيب.. تمييز الفرق! أتذكرون فيلم (البداية)؟ حين كان الفنان الجميل المرحوم أحمد ذكي يؤدي دور عامل تلتقي معه مذيعة تليفزيون السلطة؟ كانت يسرا قد أدت هذا الدور بإبداع ملحوظ.. حينها كان العامل يقول للميكروفون الذي تدفعه المذيعة دفعا في فمه تكاد به تكسر أسنانه.. بينما هو يتأتأ مرتبكا وعينه تزوغ يمينا ويسارا: "احنا ياهانم كويسين قوي وكل شيء حلو قوي والحاجات رخيصة قوي والدنيا حلوة خالص والحكومة بتحترمنا خالص واحنا عايشين عيشة فل خالص وأحلى من كده والنبي مفيش"! هكذا إذن اعتدنا أن تكون طريقة تواصل تليفزيون الحكومة المصرية مع الناس.. وهي طريقة لا يغيرونها رغم مرور الزمن ولا يطورون فيها من أساليبهم.. حتى يعني من باب (التمكن) يعني في أداء مهمتهم الإعلامية الأمنية! فبعد مصادرة رجال مباحث أمن الدولة لشرائط فيلم وثائقي كان يجري الإعداد له من قبل فريق الجزيرة عن (شكاوى المواطنين من سوء معاملة الشرطة المصرية).. فإن الشرائط الموجودة في النيابة باعتبارها (حرزا مضبوطا!) وصلت بقدرة قادر إلى التليفزيون المصري!.. وعموما هذا شيء لا يُدهش من يعرف- بحكم التجربة والعشرة مع حكومات مصر- أن التليفزيون المصري تابع بائس مسكين للداخلية والأمن.. في دولة طبيعتها طبيعة بوليسية يحكمها البوليس أصلا.. والبوليس نفسه يحركه كالدمية ذلك اللهّو الخفي (بصراحة هو مش خفي!.. لكن شعبيا اسمه كده.. بس مين في مصر ميعرفش يعني.. المعلم الكبير؟!) وفي برنامج اسمه البيت بيتك (وكثير من المصريين يهزأ من هذا الاسم.. ويعتبر أن البيت مش بيته وإنما بيت المفضوحين من رجال وأعوان الحكومة البوليسية التي تحتاج لبيت مثل هذا يحاول عبثا.. أن يستر عليها!) تم عرض شرائط لا يملكها التليفزيون المصري ولا تملكها الشرطة ولا النيابة ولا أي جهة سوى من أنتجها.. الشرائط التي عرضت قال عنها مذيع برتبة (مقدم) برنامج إنها (صور مفبركة عن تعذيب المواطنين في أقسام الشرطة من شأنها الإساءة لسمعة البلاد).. يا سلام.. جبت التايهة! لكن هذا شيء لا يستغرب من تليفزيون بوليسي! إنما الأكثر دلالة على مستوى ذكاء إعلام السلطة- الذي يسخر منه العالم في أرجاء الدنيا- أنهم ذهبوا- أي والله العظيم- ذهبوا إلى أقسام الشرطة التي سمحت الداخلية لهم بدخولها من باب إن البيت بيتهم! وأمسكوا بميكروفون يشبه ميكروفون يسرا الذي دفعته دفعا في فم العامل الغلبان ليحكي عن رفع الحكومة قبعاتها وطواقيها لكل العمال.. دفعوا الميكروفون في فم بعض المتهمين المحتجزين في أقسام الشرطة وسألوهم:" الظباط بيعاملوكم إزاي؟!" (يا فرحة شعبنا بكم وبإعلامكم ومستوى ذكاءكم وقدراتكم الإعلامية الفذة.. خليتوا إيه لغيركم؟ خليتوا للحلوين إيه؟!) المتهمون طبعا من بينهم (نشال وهجام وخلافه) قالوا شيئا يشبه ما قاله أحمد ذكي:" والله بيعاملونا أحسن معاملة وبيجيبولنا شاي وطيبين خالص ومفيش أي حاجة من أي حاجة والظابط والله بيقوم من على الكرسي ويقعدني"! يعني الضابط المصري- بحسب منهجية إعلام البيت بيتهم- يتعامل مع النشالين المحتجزين بمنهج (أطبطب وأدلع)! يعني الصحفي والحقوقي والمحامي المصري ما هم وأمثالهم إلا أفاقين.. يفترون على الشرطة المصرية الحنونة.. يفترون حينما يرصدون بالصوت والصورة والمتابعة للقضايا المرفوعة في المحاكم على ضباط (طبطبوا على المواطنين ودلعوهم أيما طبطبة وأيما دلع)، والدليل على هذا الافتراء؟! الدليل قالولو..! النشالون المحتجزون في قسم شرطة سمحت وزارة الداخلية بدخول الكاميرا والميكروفون إليه.. قالولو – للمذيع برتبة (مقدم) برامج- إن الشرطة حلوة وطيبة وحنونة خالص! يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة والتليفزيون!
عموما.. كون المصريون مشهورين بالطيبة والدفء الإنساني.. هذا لا يمنع أن ذكاءهم الجمعي والفردي على حد سواء قادر على التمييز بين إعلام محترم و.. إعلام قالولو!
يا سادة.. ما يسيء لسمعة البلاد ليس فضح الصحفيين لانتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان.. وإنما مما يسيء لسمعة مصر حقا أن يفتضح أمام العالم (مستوى ذكاء) بعض رجال الأمن المصري.. سواء في الشرطة أو في التليفزيون!.. مع إن مصر مليئة بالشباب الذكي.. فلماذا يعمل في الأمن- شرطة وتليفزيونا- رجال بهذه الدرجة من.. الذكاوة! أووف.. فضحتونا قدام الأجانب.. بصراحة.. مكسوفالكم!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمانيون لكن ظرفاء
- القصة الكاملة لما أثير حول فيلم الجزيرة الوثائقي عن التعذيب ...
- إقالة مبارك بخمسين قرشا
- الفضائيات تتحول إلى أحزاب سياسية، وجريمة تبديد أموال النفط
- معارك إعلامية بسبب الحجاب تخفي السبب الحقيقي للصراع
- موريتانيا مرة أخرى: الغضب من الحقيقة هو سر التخلف الحضاري في ...
- العصيان الفكري ورقة أخيرة مع عائلة مبارك
- قنوات الأغاني وقنوات الإعلانات
- جمال النووي
- الأندلس حلم الحرية التائه
- زيارة إلى موريتانيا:الأولى.. والأخيرة
- يا لبؤس البشر بين التيجان والعمائم
- دلائل علمية في دراسة رؤساء الدول العربية
- المغرب بعيون مصرية
- رحيل نجيب محفوظ ليس صدمة: الصدمة أن مبدعين يرحلون ولا يولد غ ...
- الطبقة الوسطى المصرية وأحلامها المبتورة
- بين نوعين من النضال ضد أمركة العالم
- لماذا أحبه المصريون: بين نصر الله وغيره هناك فرق
- وطن عربي جديد بدلا من شرق أوسط جديد
- الانكسار في عيون المصري له حل: المقاومة لإسقاط الدولة هي الح ...


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هويدا طه - يا فرحة العادلي برجالته في الشرطة وفي التليفزيون