أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - الحب.. وأشياء أخرى














المزيد.....

الحب.. وأشياء أخرى


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:02
المحور: الادب والفن
    



حبيبتي..
سناء..
هكذا.. ولدت!
مغترباً..
صوت حزين.. انبهق من وراء التلال البعيدة..
من بقايا دجى الليل العميق..
نيزك مجتزء..
يمشي في برزخ الكون الكبير..
يبكي ويصيح في وهاد الفضاء المبدد..
يبكي ألماً..
يبكي.. لانفصاله.. انقطاعه الاثم والدائم.. عن أمه الحنونة..
برزخ ضائع في سراري البعاد.. يسير.. ونوره البهي.. مستمد من ثملات الكون.. من تكوينه الأول..
يطير على غير هدى..
يستصرخ البقاء.. يتفيء بالنور.. بما تبقى من ظلال الشمس.. مختلياً بكتلته المتوهجة.. لكنه يتابع دفقه المتجدد منذ اللحظة التي دفعته الحياة ليتابع طيرانه في التمدد والانتشار.. يحمل هلاكه وفنائه على كتفيه.. في الظلمة الطويلة والمستمرة.. ظلمة الحقيقة الكونية الساطعة.. لكن.. لمسات روحه القديمة تبقي لهاثه ودفقات قلبه مشتعلة.. يقينية مكتومة المدى..
حبيبتي..
منذ ذلك الانفصال.. وأنا أبكي ألماً وحرقة.. اعيش غربتي واشتعالي الابدي.. منذ ذلك الانفصال عن ليلي الطويل.. ليلي الحنون.. منذ أن تركتك.. وأنا الكئيب.. أريد العودة إلى حضنك الدافء.. من أجل أن اتزود ببقاياي.. بقايا نفسي.. أن التحم بك واعيد لنفسي وجودها الذي تبدد مع تبدد ذلك النيزك الذي يتابع طيرانه وخطاه الطويل.. ابحث عنك في خوفي وارتعاشات دمي.. خوفي المركب والمجسد.. ارسي لنفسي.. لك.. اشجار هذا الكون القائم على التشظي والضياع..
ليس لي مساحة للهروب.. أكتب لك.. لاقلص مسافة الاغتراب ما بيني وبين هذا الوجود الغامض والاحمق.. ما بيني وبين الحياة.. بيني وبين الموت.. والحقيقة.. إنها محاولة من أجل عودة التوحد ما بينك وبين الحياة والموت.. يا إمرأة.. يا قدر على قدر.. كينونة من كياني.. كينونة الحياة وارتعاشات البقاء الموجوع.. وجودك الجميل.. يجعل من نفسي.. من هذه النفس.. خارطة للروح.. تلهث وراء اللاشعور الكوني الملتهب..
سناء..
يزداد تشردي وغربتي.. اغترابي وضياعي.. ازداد عزلة عندما ابتعد عنك خطوتين.. عندما ابتعد عن التوحد بك.. عن هذا اللهيب القادم من وراء الغيب واللابقاء.. انثاي.. أيتها الملتحمة في كل ذرة من ذراري جسدي وبقائي.. أنت.. الطبيعة والوجود.. عندما اكتب لك أكون قد أقتربت من نفسي التي تبحث عن ذاتها في هذا البحر العجوز.. المتلاطم الامواج.. عن مستقر وشاطى أمان.. عندها أكون قد دخلت احشائك واستعرضت عزلتي والتحامي بمجسات دمك الذي هو دمي.. بعدها يصبح الوجود كينونة كونية ملتهبة.. تشتعل في كل مكان من هذه الروح الغير مستقرة.. المستمرة بالبقاء..
يا رمزي وخلايا دمي..
حبيبتي الغالية..
أنت هدية.. من وراء الغيب
جئت من خلف ستائرالحزن
ملفوفة بزنار من نار
أيها الوجود والعدم..
عندما أنظرإلى عينيك أرسم على صفحاتها حرائقي.. دمي العطشان.. سراب يزداد التهاباً.. اسبح واتوه.. في تلك البحار القادمة منك.. اتعمق بهما.. أدخل في جوف الارض.. في كل شيء منك.. اغوص لاعرف.. أنا من أنا.. من أكون.. وإلى أين أذهب.. عندما أنظرإليك.. أغترف غربتي واصغي لوهج قناديل اللهب القادمة منك.. أنت.. أنا.. هذه اللملمة الجميلة.. هي أنا التي هي أنت.. البريق الآسر.. الروح التي ابقى ملتصقاً بها.. أذوب وأذبل رويداً.. رويدا.. أن نعود إلى ما كنا عليه قبل أن نكون.. نعود لبعضنا.. لأمنا الأولى..التي ارضعتنا من حليبها يرقات.. البقاء.. إلى الخلية التي ارتعشت بنقطة دم من أجل أن ترقص وتحلق في هذا الخلاء الواسع..
سناء..
أحبك..
لإنك.. مساحة التنهد والارتعاش..
الحياة والكون..
أحبك لأنك.. دمي..
دمي الذي لملم قدره الجميل من ملامحك.. إمرأة خلقت أنفاسها من أنفاسي.. لولا هذه المساحة القادمة منك.. ما كان لهذا لهذه الذاكرة سمعها وبصرها.. منك.. من تنهداتك ترقص ظلالي العطشى في ربوع الغابات الموزعة فوق خرائط العالم..
لولاك..
لما كان للحياة معنى.. وما كان للعيش معنى.. وما كان للبقاء معنى..
آرام كربيت



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرم
- تحت ظلال بادية تدمر
- الدولة والمجتمع وفق منظورأخر
- بعد المعركة الطويلة على لبنان
- الثائر.. الملك السويدي كوستاف الأول
- النظام الدولي وآلياته
- غرفة التحقيق
- النظام العربي
- ظلال الوقت
- من الذاكرة.. إلى الذاكرة
- السجن..مرة أخرى
- الليل في سجن تدمر
- بعض الذكريات من منزل الموتى


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - الحب.. وأشياء أخرى