أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري















المزيد.....

جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 02:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا أستبعد إنه في غضون عقد، أو أقل من ذلك، بعد إختفاء مبارك الأب عن ساحة الأحداث، أن نسمع في مصر بإتفاق مشابه لإتفاق مكة بين السلطة المصرية، ممثلة في مبارك الإبن أو من سيتغلب على الحكم من المقربين للأب من جانب، و حركة إخوان البنا من جانب اخر.
الدلائل كلها تشير إلى تنامي كبير في نفوذ البناويين، ليس لقوة منهم، و لكن للضغوط الخانقة التي تتعرض لها التيارات المدنية على يد السلطات الحاكمة و التي كان نتيجتها تهميش التيارات المدنية المعارضة الحقيقية، بما أخلى للبناويين الساحة ليكونوا لاعب شبه وحيد على الساحة السياسية و الثقافية المصرية، وصل إلى حد التغلغل في الجيش المصري حاليا.
السيناريو الذي أراه يقوم على ضعف مبارك الإبن، رغم عمله الدائب لتجميع كل خيوط السلطة في يده، لكنها جميعا نستطيع أن سميها خيوطا علوية، فهو لم يستطع إلى اليوم أن يحوز أهم عوامل القوة، و أعني الشرعية في عيون الشعب، فحتى أي نائب للرئيس، لو أصبح رئيس بالطريقة القديمة الديكتاتورية التي أوصلت السادات و مبارك الأب للسلطة، كان سيحوز شرعية أكبر مما يستطيع الإبن ذلك، و هذا دليل على وعي شعبي يدرك بأن الحكم لا يورث، و إن مصر ليست عزبة الأب ليورثها لإبنه الأثير.
في ظل ضعف الإبن، نتيجة إقتقاده للشرعية في عيون الشعب كما سبق الذكر، و نتيجة أيضا لفوقيته التي جعلته منعزلا عن الشعب الحقيقي و عاجز عن مخاطبته و التواصل معه، بحكم شخصيته و نشأته، بعكس نجاحه في مخاطبة رجال المال و الأعمال و صفوة الساسة الأمريكان، و نتيجة الزيادات المتلاحقة في قوة البناويين بعد الإنفراد بالساحة، فلا يمكن أن نستبعد من أذهاننا أن يصل الأمر إلى صدام، قد يكون سلمي، و قد يكون دموي، يختبر فيه كل من الطرفين، مبارك الإبن و البناويين، قوة الأخر.
نعم لا أتوقع أن يصل إلى صدام كبير، فهذا ليس من طبيعة الإبن الضعيفة، كما إن الوصول لحد الإنفجار ليس أيضا من طبيعة العقيدة السياسية لإخوان البنا، لهذا لن تحدث في مصر ثورة إيرانية، الأمر لن يزيد عن إستعراض للعضلات و ليس مواجهة شاملة يكون هدفها تحطيم أي من الطرفين للطرف الأخر.
نتيجة المواجهة، أو حتى إستبعادا لها من الابن و من البناويين، ستكون النتيجة إتفاق مماثل لإتفاق مكة الأخير بين حماس التطرف و فتح الفساد، ويقوم على أساس تقديم تنازلات من الابن لإخوان البنا، كتلك التنازلات التي بدت بوادرها في السنوات الأخيرة من حكم الأب، فلن يكتفي الإخوان بعشرين بالمائة من مقاعد مجلس الشعب، و لن يكتفوا بخضوع وزراء التعليم و الثقافة لهم، بل سيطالبون بتوسيع أكبر يصل بهم ربما للثلث الضامن زائد واحد، كما تطالب المعارضة اللبنانية اليوم، ليتم شل مجلس الشعب عند الضرورة، و تقييد سلطة الإبن تقييدا زائدا، و بالتأكيد فإن من سيكون له، في أقل الأحوال الثلث الضامن زائد واحد في مجلس الشعب، سيطالب بنصيبه في عدد من المقاعد الوزارية بالحكومة، و أعتقد إن البناويين سيطلبون الحصول على وزارات تبدو للابن إنها لا تشكل خطرا، أعتقد جازما إنهم سيطلبون وزارات الخدمات كالصحة و الأهم وزارات السيطرة على عقل الشعب المصري، كالثقافة و الإعلام و التعليم العادي و العالي، فضلا عن نصيبهم في رئاسة تحرير أحد أو بعض الصحف و المجلات المملوكة إسما للشعب، و بالتأكيد سيصحب ذلك كفا لأذى الشرطة عنهم فقد أصبحوا جزء من السلطة، و تكثيف هذا الأذى للتيارات السياسية المدنية.
إن تلك الوزرات و الصحف هي التي ستزيد من سيطرتهم على عقلية الأمة المصرية و تضمن لهم السيطرة على الحكم في المستقبل بخطى أسرع، دون أن يتحملوا عبأ أي فشل سياسي أو إقتصادي تغرق فيهما وزارات الإبن.
إن تكتيك البناويين يقوم على الزحف البطيء المثابر نحو السلطة، بإسلوب الخطوة خطوة، و لا مانع لديهم أحيانا في التقدم نصف خطوة فقط إن لزم الأمر و حالت الظروف عن إتمام الخطوة بكاملها، بل لا مانع لديهم من التوقف عن التقدم مؤقتا تدعيما لمكاسب سابقة أو إنحناء لعاصفة ما دام ذلك يحول دون كسرهم نهائيا.
لذلك لا أتوقع، كما ذكرت أعلاه، ثورة خمينية في مصر تطيح فجأة بالنظام الحاكم، كل ما أتوقعه زحف بطيء للسلطة، بالأمس الغير بعيد خمسة عشر مقعدا تقريبا، و اليوم ثمانية و ثمانين مقعدا، و غدا الثلث زائد واحد، و بعد غد شركاء في الحكومة، و أخيرا سنستيقظ يوما و وسائل الإعلام تقول لنا: المرشد العام للإخوان و الجمهورية يصرح بإسم رئيس الجمهورية الجديد و إسم رئيس الوزراء.
لقد أدرك الإخوان بعد 1954، نفس الدرس الذي تعلمه هتلر بعد فشل إنقلابه الصبياني، إنقلاب حانة البيرة الشهير، أن الوصول للسلطة أفضل أن يكون عبر القواعد التي تضعها السلطة السابقة، لهذا وصل هتلر للحكم بدهائه المشهود بدون عنف، بل عبر صناديق الإقتراع و تحالفات برلمانية غبية و لكن شرعية مع أحزاب إفتقد قادتها البصيرة، بالمثل سيصل البناويين وسط تهليل الغالبية، و النتيجة التي سندفعها كمصريين لوصول البناويين للسلطة ستكون مأساوية مثلما دفع الألمان ثمن إيصالهم للنازيين للسلطة، ألم يدفع الشعب المصري الكثير بعد أن هلل لوصول عبد الناصر للسلطة، و حتى اليوم لم تنتهي المنطقة من دفع فاتورة حساب خسائر و غباء و عبد الناصر حين أدخلنا في حروب لا داعي لها و لا طائل منها اللهم سوى الخسائر؟؟؟
لازال هناك إحتمالان لعدم الوصول لهذا السيناريو، ليس من احداهما قيام مبارك الأب أو الابن بتحطيم قوة الإخوان البناويين، فكلاهما لا يمتلكان الشجاعة للقيام بذلك، فبالنسبة للأب قد مر الوقت الذي كان يستطيع أن يفعل ذلك، اليوم هو يعلم أن الوقت المتبقي محدود و هو لا يريد أن يترك ثأر دموي ستمتد آثاره لحكم ولده، و الابن أضعف من أن يتخذ القرار الذي عجز عنه أبيه.
الإحتمالان يتلخصان، في إما إنقلاب عسكري يطيح بكل هذا، فيقلب المائدة و يبعثر الأوراق التي رتبت عليها منذ حكم السادات، و يذهب الإبن و أفراد أسرته و أعوانه إلى حيث يريد لهم قادة الإنقلاب، و يدخل الإخوان مرحلة كمون، أشبه بالبيات الشتوي، يتحسسون فيه طريقهم و يدبرون خططهم بعد أن يكونوا قد أخذوا فترة لدراسة طبيعة قادة الإنقلاب.
و الإحتمال الأخر هو أن تظهر قوة معارضة مدنية قوية جريئة، تختلف عن التيارات القديمة المستهلكة، قوة ذات دم حار فوار، و إرادة حديدية و تصميم لا يلين، تقف أمام تيار السلطة الحاكمة الحالية الفاسدة، و أمام البناويين، و لكي تكون مؤثرة فعليها الظهور منذ اليوم، مستفيدة من فترة الشلل الحالية و التي تعد في كل الأحوال فترة إنتقالية بين عصرين.
لا يهم من أين تعمل تلك القوة الجديدة، فمن الممكن أن تبدأ من خارج مصر، فلا مانع من العمل من الخارج، و تاريخ النضال المصري و العالمي، حافل بأسماء رنانة عملت من خارج بلدانها حين تعذر عليها العمل من داخلها، فالعبرة في الوطنية بما تقول و تفعل، و ليس من أين تعمل، بل ان الأفضل في الفترة الحالية العمل من الخارج، فمنه يمكن العمل بحرية أكبر دون الوقوع تحت طائلة الضغوط السلطوية الرهيبة و التي تصل أحيانا لإغتيال معارضيها.
أن تقنيات العصر الحالي قد وفرت الكثير من الجهد على أي قوة معارضة تعمل من خارج بلدانها، فلسنا بحاجة اليوم لطبع صحف بالخارج لتوزع داخل مصر كما كان الحال مع صحف يعقوب صنوع التي كانت تطبع في فرنسا و تهرب لمصر آبان الفترة الأخيرة من حكم الخديو إسماعيل و الأعوام الأولى من حكم الخديو توفيق.
اليوم هناك إنترنت و فضائيات، و لكن الأهم من كل ذلك هو مضمون رسالة تلك القوة المعارضة الجديدة، فالمطلوب أن تكون معبرة عن كل مصر، عن كل شرائح المجتمع المصري، عن متاعب و طموحات الفرد المصري العادي من أمثالنا، فلا دخول في مناقشات بيزنطية و أحلام رومنتيكية في العيش في عصور ولت و أنتهت و أصبحت جزء من التاريخ المصري و العالمي.
إنني شخصيا أتمنى أن يكون هذا هو الحل الذي يقف أمام كل من تيار التطرف البناوي و الفساد المباركي، لا إنقلاب عسكري يدخلنا في متاهات ديكتاتورية ناصرية جديدة.
الأمر أصبح رهنا في يد المعارضين المدنيين المصريين بالخارج لدرء أخطار المستقبل المحدقة بنا و التي كلها تمثل مستقبل مظلم.
تعالوا نتكتل لنكون جبهة معارضة مدنية مصرية بالخارج لا تهادن و لا تقبل إلا بالحل الأقصى، حل الدولة المدنية الحرة، التي تستمد دستورها من إعلانات حقوق الإنسان العالمية المعترف بها من الأمم المتحدة، و يتساوى فيها جميع أبنائها في الحقوق و الواجبات، و ينال الجميع نصيبه في خير مصر لا حفنة محدود فاسدة.
تعالوا لنكون أمل مصر الحقيقي.



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرسوم البيبرسي، أقدم قانون ساري للإضطهاد الديني
- حق القدم السعودي في مصر و الحرية الدينية المفقودة
- لماذا لم و لن يظهر محمد يونس مصري؟؟؟
- شرعية ثالثة، لا تعديلات دستورية
- تحاولوا أن تزرعوا عقدة ذنب إسلامية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - جبهة معارضة جديدة، و إلا فإنتظروا إتفاق مكة مصري