أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إساءة لسمعة البلاد!















المزيد.....

إساءة لسمعة البلاد!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتراح من مواطنة سورية موجه للكاتبة المصرية" هويدا طه"

قرأت قصتك مع أمن الدولة في مصر ، وما عانيته خلال تصوير برنامجك، والذي تحاولين من خلاله إلقاء الضوء على معاناة المواطن المصري المقهور والمعذب على أيدي ضباط ( لا ظوغلي)، وما لحق بك نتيجة إصرارك على الإنصاف وكشف الممارسات الخاطئة اللا قانونية، أو اللاإنسانية بحق المعتقل أو الموقوف على ذمة التحقيق ، بغض النظر عن تهمته وحكمه أو ما ارتكبه بحق المجتمع من مخالفة للقانون أو عدمها.
والانتهاك الذي يتعرض له الموقوف قبل المحاكمة...الخ.
وعلى الرغم ربما من موقفي ورأيي المغاير لرأيك في مقدار حيادية ومصداقية قناة الجزيرة، أو المعايير والمقاييس التي تبني عليها والأبواب التي تسمح بفتحها بينما تغلق الأخرى بمزاليج هي أكثر قربا لمزاليج التوقيف الذي تعرضت له، أو يتعرض له المواطن مصريا كان أم قطريا أم أي عربي آخر...لكني لم أستغرب أو أفاجأ كغيري من القراء ، وذلك بحكم انتمائي لبلد عربي يحلم فيه الصحفي مثلك، بأن يكتفي المحقق أو ضابط الأمن بحجزه ثم خروجه بكفالة، لمجرد أنه تناول في مقالة ما حالة سياسية أو اقتصادية بشكل مغاير لما هو سائد من أساليب التطبيل وأقلام التزمير السلطوية للنظام القائم، أي بالضبط كقلم من كتب عنك في مجلة ( روز اليوسف)...

كان عليك يا عزيزتي ، ألا تسيئين لسمعة البلاد!، وهذا يعني ألا تكشفي عورات الخطأ، بل أن تلمعي وجه النظام القبيح وتمدحي تصرفات رجاله وسلوكيات ضباط أمنه، وتجعلين منهم ملائكة رحمة تسير على الأرض وتخشى أن تؤذي مخلوقاته الصغيرة..كان عليك أن تجعلي من نظام العسف والقمع والقهر، نظام البلطجة واللاإنسانية، نظام حلم لمن يفتقر للحرية، نموذجاً لكل المحرومين من مجتمعات الدول الأخرى، أن يكون قدوة في شفافيته وديمقراطيته!، لكنك ..ركبت رأسك مصممة على ..نبش قبور نصف أمواتها من صنع أيديهم ، لقد رحلت رأسك الحالمة والطامحة للحق نحو حلم يراودك ، حلمك بوطن للجميع، ينتصر للفقير والضعيف ، يجير المظلوم بقانون دون تمييز...لكن حلمك اصطدم بواقع أكبر من قلمك، يسخر من حلمك ومن أحلام المقهورين أمثالنا.
كان عليك أن تكوني مواطنة صالحة بمقاييس رجال الأمن " الساهرين " على أمن البلاد منك ومن خطرك وما تمثله صراحتك، وكي تكوني مواطنة صالحة حسب عرفهم ، يجب أن يحمل قلمك وصورك إسفنجة لامتصاص الخطأ ومسح كل مايمس شرف رجال أمننا المتعلق بطرق تعاملهم مع أمثالنا من الضالين !! ..لأن الضلال هنا هو الرأي الآخر، الضلال هنا واللا وطنية هي كشف عوراتهم...وكان عليك حمل أغطية تغطي حرماتهم ، وتستر عيوبهم وترقع مثالبهم، رغم أني أشك بقدرتك وقدرة اسفنج البحر على امتصاص قاذوراتهم...لكني في قراءتي لك، وجدت فيك نسخة يمكنها أن تحدث صوتاً في عالم الصمت فما رأيك لو تحالفت معي، ووافقت على اقتراحي؟

أقترح عليك وقد وجدت فيك الإنسانة المندفعة نحو الحق وإحقاقه، وبما أنك نذرت نفسك للكشف عن خفايا التعذيب والبحث عن مرتكبي المحرمات والموبقات بحق أبناء الوطن، ولا فرق هنا بين مصر وسورية، لهذا أرى أن تحزمي حقائبك، وتتوجهين بطاقم تصوريك ومعدي برنامجك نحو دمشق، ولا فرق بين دمشق والقاهرة..." وإن كنتُ متيقنة بأن المشرفين على إعداد برنامجك وتموليه، سيرفضون قطعيا التصوير في أزقة دمشق وبيوتاتها المصابة بآفة التعذيب "... فما رأيك بالمنفى إذن؟ ، فإنه يعج بمن ضاقت بهم سبل العيش في أوطانهم بحثا عن هواء أقل فسادا وتلوثا بسياسة العهر والدجل، بسياسة الكذب اليومي على الشعب، وتلفيق التهم لكل من تسول له رأسه أن يفكر بغير لغة الحزب القائد ، أو بغير الانتماء لمزرعة السلطة وحواتها... قتلت فيهم الحياة ، وحرمتهم من أعز الناس، وذاقوا على أيدي رجال وضباط المخابرات كل صنوف العذاب والتعذيب، من الكرسي الألماني، حتى أسلاك الكهرباء والدولاب...وغيرها.. وكلها تتشابه في المنتج والمخرج ومافي حدا أحسن من حدا ــ من يدري ..ربما ستكرهين مهنتك وتقلعين عن هوايتك الكتابية في الشأن الوطني السياسي العربي بشكل عام ودون تحديد، وستجدين نماذج حية تشهد أقدامها ومناطق مختلفة من جسدها علامات فارقة تعيش ندوبها شاهدة على انتماء المواطن العربي لهذا البلد أو ذاك، وكي لا ينسى سلطات بلاده، التي مازالت تعيش وتقتات على دمائه وتتلذذ بقتل أحاسيسه الإنسانية وعلاقاته ، وما يفكر به ويسمح لنفسه أن يخرج من قمقم الانتساب للنظام، ستهديك غريزتك كامرأة وأم لهؤلاء، ولن تجدين عناء في البحث والاستقصاء، يكفي أن تقرأي لهجته وسحنته الشامية، يكفي أن تحسي بظمئه الشديد وتعطشه للحرية، ثم تفتحين حوارك بسؤال عن الأهل والوطن، وسيفرغ ما لديه من ذكريات، وستصورين معالم مرارته وسيكون ممتنا لك لو حملت معك صور أخيه الراحل تحت التعذيب، أو ابنته المريضة حين فارقها الوالد مقيدا معصوب العينين..
لكني لن أنفذ للماضي ولن أنبش وجعنا منذ ما ينيف على ثلاثة عقود، فقط سأحيلك على الحاضر الجديد، سنذهب معا في نزهة سياحية لسجن عدرا، حيث يقبع ميشيل كيلو، أنور البني ، عارف دليلة، وكمال اللبواني ودرار والرستناوي...الخ، وكي تفهمين لغة التشويه عليك المرور ببيروت فتقومين بوصلة حوار مع سيدة التشويه ذات الكعب العالي والحنكة المدعومة والمسنودة عمقا وطولا وعرضا الصحفية التي بات قلمها يلمع وينقط دما وحقدا أصفر ( ماريا معلوف)، والتي ما ادخرت نفاقا وكذبا إلا وشحذته لتشوه صورة هؤلاء وعلى رأسهم المفكر ميشيل كيلو..
كما أتمنى عليك أن تتركي قلبك الرحيم كأم حين تقودك قدماك نحو سجن صيدنايا العسكري وتتحلين بالصبر والتماسك ، حين تقع عيناك على الطلبة الصغار ــ الذين بعمر ابنك ــ وتشاهدين بأم عينيك علامات التعذيب وسوء المعاملة، ومنع الأهل من زيارتهم ، فقد تم حجزهم من قبل المخابرات الجوية، علما أنهم طلبة مدنيون ، خاضوا فيما بينهم نقاشات تتعلق بالشأن العام وأوضاع البلاد، علماً أنهم لا ينتمون لأي تنظيم حزبي أو سياسي، لكنهم أيضا ليسوا من حزب السلطة.
فحولوا لمحكمة أمن الدولة العليا، وهي محكمة تحكم حسب قانون الطواريء وأحكامها قطعية لا رجوع فيها، وهم الطلبة " حسام ملحم21 سنة، عمر العبدالله 21 سنة، علي نزار العلي 21 سنة، دياب سرية26 سنة، طارق الغوراني، ماهر ابراهيم 25 سنة ، أيهم صقر30 سنة، وعلام فاخوري 26 سنة، ومن مهمة هذه المحكمة تثبيت الأحكام والتهم الموجهة إليهم من قبل فرع المخابرات ، حسب المواد " 287، 278 " ، وبموجب هذه الأخيرة يمكن أن تحمل قضيتهم تهمة تودي بمستقبلهم، وكي لا تدع سلطة المحكمة والقائمين عليها مجالا لطالب آخر أن يفكر ذات يوم بالشأن العام ولا أن يهتم بفساد البلاد، ولا بمستقبله بعد التخرج والبطالة التي تنتظره، وأن يسلم أمره لذوي الأمر والنهي!! ، تقول المادة التي اتهموا حسب نصها :ـــ

"القيام بأعمال أو الإدلاء بتصريحات أو كلام يعرض سورية لخطر أعمال عدائية، أو يعكر صلاتها بدول أجنبية، أو يعرض السوريين لأعمال ثأرية".

لن أقض مضجعك بالمزيد، ولن أقول لك ما هي نوعية التهم الموجهة لمن سبق ذكرهم غير الطلبة، لكني أردت فقط من حواري معك ، أو مع القاريء أن ما سمعت عنه في مصر وما استطاع أن يرويه لك بعض الموقوفين والمعتقلين سابقا ، هو أخف وطأة وحدة مما عشناه ونعيشه في سورية، ولا أعني في هذا بالطبع أن مصر بخير أو أن عليك الإقلاع ..معاذ الله...بل كي أقول للأمة العربية جمعاء ولمن يدعم أنظمة السوء والديكتاتورية، لمن يرى فيها أنظمة وطنية! ، ويحكمون عليها من خلال خطاب المتاجرة والبروباغاندا لاستنفاذ الداخل وعلى عينك يا أمريكا، أن يقرأوا بصدق عذاباتنا ولا يسخرون من جراحنا وسعينا من أجل الحرية، أن يكونوا سندا لنا وعونا فلا مطمح عندنا سوى أن نستطيع الصراخ والكشف عن المخفي ، أن ننتخب بحرية، أن نختار بحرية، أن نكتب دون رقيب وخطوط حمراء . أن ننام دون كوابيس كما ينام البشر الطبيعيين، أن نموت في أرض الوطن وندفن مع آباءنا وأجدادنا...فهل هذا كثير أم حرام؟.
يطلق النظام أعيرته النارية في الإعلام والمحاكم الصورية على كل من ينتقد أو يتفوه بكلمة حول لبنان وعلاقة سورية به، أو حول استقلاله ، أو حول نهب المال العام، أو حول الانفتاح على الشعب المسكين، أو حول حقه بقانون أحزاب وقانون جمعيات يتناسب مع العصر، أو حق المرأة بقانون أحوال شخصية ينصفها، وعدم إغلاق الجمعيات التي تدافع عنها ( باسم المصلحة العليا للدولة)، كما صدر مؤخرا عن وزيرة الشؤون الاجتماعية وللأسف أن تكون امرأة"، ويتهم كل من ينطق باسم المحكمة الدولية بالخيانة العظمى لأنها" تمس بالسيادة الوطنية"!
هذا يعني أن سيادتنا غير منقوصة وإسرائيل ترتع محتلة هضبة الجولان منذ 38 عاما!!! هل لك أو لكم بعد هذا، أن تتفهموا إحساس المواطن السوري، وآماله في دولة الحق والعدل والقانون؟7



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الشكر والامتنان لكم من:
- حوار مع أبي رشا قبل الرحيل
- لماذا لا يوجد بين مشايخنا من يشبه ال(Abbé Pièrre
- قصة زواج الفساد ابن بطة من السيدة سلطة
- مقامرة بوش الجديدة في العراق
- أخبار طازجة من إعداد وبرمجة المطبخ العربي الحديث!
- عدالة نموذجية!
- خطورة الدور الإيراني في المنطقة على اوضاع العربية
- نحن والتغيير
- بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاقة الحوار المتمدن
- هل هو النقد ياسيد جمال الغيطاني، أم الجهل والحسد؟
- نداء من أجل إطلاق سراح الشباب المعتقل في السجون السورية
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة - المرأة العراقية ن ...
- نعزيك يا لبنان ونعزي أنفسنا بك
- المرأة ستكون صانعة القرارات الدولية في المستقبل القريب
- يا معارضة..الوطن يغرق، من سينقذه؟
- الموت العربي الرخيص
- أين أقف؟
- في كل الحروب.......المرأة ........هي من يدفع الثمن
- المواطن السوري بين قبضة النظام، والسياسة الدولية في المنطقة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - إساءة لسمعة البلاد!