أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - المفكر العربي الكبير - سلامه موسى















المزيد.....



المفكر العربي الكبير - سلامه موسى


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1843 - 2007 / 3 / 3 - 10:17
المحور: سيرة ذاتية
    


موسى – يناير 1887-1958- أغسطس سئل "جان دومرسون":
س: قلت أن الأدب كارثة تحل على الإنسان التي تجعل منه أديباً هذه العبارة لك فما تفسيرك لها؟
ج- الأدب عشق، والعشق مرض، والمرض كارثة إذا كان مزمناً، والأديب إنسان مهموم بالأدب ... والغريب أنه سعيد بهذا المرض ولا يريد الشفاء منه، إنه: (مازوشي) يسعد جداً بتعذيب نفسه وهذا أفضل من (السادي) الذي يسعد بتعذيب الآخرين.( )
هذه الإجابة تنطبق على كافة الأدباء والفلاسفة والمبدعين في المجالات الإنسانية وحتى لا نناقش الموضوع كثيراً وبغض النظر عن عبارات التثنية للأدباء وبرغم كل شيء فإن حياتنا ومجتمعاتنا العربية تعاني من هذا الموضوع كثيراً ومن بداية القرن التاسع عشر ظهر المفكر والفيلسوف العربي الكبير (سلامه موسى) بهذا الثوب وهذا الرداء الحزين والمعاناة، ولم تعرف الثقافة العربية رجلاً كسلامه موسى بما قدم من ابداعات وأفكار جديدة.
بنفس الوقت الذي تنكر له عصره، وأعطى لرجال أقل منه إبداعاً كثيراً من عوامل التكريم والتقدير وكان سلامه موسى مريضاً مصاباً بداء (الإشتراكية الفابية) والتطور.
وكان مرضه ميؤساً منه، على خلاف العقاد الذي شفي من مرضه بعد الأعوام التي أعقبت الحرب العالمية الثانية.
لقد أدركه المثل العربي القائل (أدركته حرفة الأدب) كناية عن بداية التعب والإرهاق الفكري غير أن فيلسوفنا لم تدركه هواية الأدب بقدر ما أدركته حرفة الفلسفة كأكثر جوانب حياته ظهوراً.
ويعيش الأديب العربي والفيلسوف الذي من شاكلة سلامه موسى أكثر من خمسين عاماً حتى يبلغ درجة نجاح رافص أو مغني من الدرجة الخامسة، فمثلاً كان يكتب الأديب العربي الكبير (نجيب محفوظ) منذ سنة 1934م إلا أنه لم يعرف على مستوى مصر كافة إلا سنة 1954م ولم يكسب من أدبه قبل الخمسين من عمره.
على خلاف الفنانة القديرة (شاديا) التي كسبت من فنها ولم تتجاوز بعد 18 سنة من عمرها، وكذلك فاتن حمامة التي كانت تكسب من فنها ولم تتجاوز بعد 12 سنة من عمرها ومحمد عبدالوهاب 17 سنة من عمره( ) وكانت حياة سلامه موسى كالمثل الصيني القائل: (ليست الحياة إناء نفرغه انما هي كأس نملأها).
فإذا كان العقاد ملأ كأس المنطق وبنى طه حسين اظرحة من رخام لقادة الفكر، فإنه لا يسعني إلا أن أقول: من أن سلامه موسى ملأ الكأس الذي يشرب منه المثقفون، الإنسانية ، والفكر الإنساني كما قال عنه (لويس عوض).
كان يؤمن إيماناً عميقاً بإشتراكية التطور وكان منتقدوه ينشرون نقدهم له تحت عنوان (إبن القرد)( ). وبذلك يكون سلامه موسى متهماً بإخلاقه العلمية على عادة المفكرين الأحرار الذين يموتون في سبيل إسعاد منتقديهم وكان النقد الذي ينشر ضده تعبيراً عن رفض المثقفين لفكرة النشوء والإرتقاء والتطور.
وقد أشار (أنيس منصور) إليه بقوله:
"هذا هو دين سلامه موسى الدين الذي له أقانيم ثلاثة = ماركس الأب والإبن دارون وفرويد الروح القدس، إنه رجل تركنا إلى حين وموعدنا معه بعد مليون سنة"( ).
فعلاً... كان الموعد مع سلامه موسى بعد مليون سنة، لقد كان سابقاً لعصره في عموم أرجاء افريقيا وآسيا وهو كما قلت عنه سابقاً من أنه أول من إستعمل مصطلح ثقافة في اللغة العربية وهو أيضاً اول عربي يحتفل بعيد الأم، وهو أول من طرح فكرة إشتراكية التطور وليست إشتراكية الطفرة، في كتابة السوبر مان الذي صدر عام (1910م)( ) أي قبل قيام الثورة البلشفية وقبل قيام دولة الاتحاد السوفيتي وقد اغلقت له الحكومات المصرية المتتالية 15 صحيفة بسبب كتاباته عن التطور والداروينية، وهو أول من طرح فكرة تأميم قناة السويس.
وقد كان للمفكرين في عصره آراء في الأدب والشعر والنقد الأدبي أي أنهم كانوا أدباء في كتاباتهم يطغى عليهم الجانب الأدبي، أما سلامه موسى فقد طغى عليه الفكر الإنساني الشامل، وقد عاش هذا الفيلسوف في ظروف الإكتشافات العلمية، وأكثر من مئة عام على النقاش حول فكرة النشوء والإرتقاء والتطور إلى أن أثبتت الادلة العلمية صحة النظرية وإن التطور قانون علمي يشمل المادة والكون والنبات والإنسان والحيوان والأفكار والعقائد والعادات والتقاليد والأديان وكل شيء في الطبيعة متطور ومتجدد ومن لا يتطور ولا يتجدد لا يستطيع أن يحافظ على بقائه( ) وكان يلاحظ هذا بالمقارنة بين المجتمع الاوروبي الذي يسير بسرعة الصاروخ وبين المجتمع المصري الذي ما زال يركب الحمار من محطة القاهرة إلى (عابدين)، لذلك كان يرى أن تأخر المجتمع العربي هو بسبب عدم إمتلاكه لأدوات التطور أي أن التأخر الصناعي والمحافظة على القديم هما توأمان للتخلف العربي.
كتب سلامه موسى أربعين كتاباً*، طوال رحلته في عالم التأليف والكتب، وكان مكروهاً من قبل كل الحكومات ومن قبل الشارع العام ومن البسطاء والضعفاء والمساكين رغم أنه كتب من أجل لغتهم ومن أجل رفع مستواهم الإجتماعي حين نادى وقال : يجب أن نكتب بلغة الناس باللغة العامية وأن نهجر اللغة الكلاسيكية، وأدب القصور وأشباه السلاطين، كتب سلامة موسى أربعين كتاباً لم تكن هذه الكتب للخاصة من المثقفين أو العامة بل كانت للمجتمع العربي بعد 500 عام أي أنه كان سابقاً لعصره، وقد أغاظت كتابات سلامه موسى الرجعيين والسلفيين، وكان موظفو وزارة المعارف في تلك الفترة غير مؤهلين لإستيعاب الثقافة التطورية، وكانت موضوعات سلامه موسى أكبر بكثير من مستوى إدراكهم وفهمهم لذلك إشترت وزارة المعارف المصرية كتباً ذات موضوعات بسيطة ولا تشجع إلا على المحافظة على القديم وكانت كتابات سلامه موسى ترد عليه وتهمل ولم تشتري منه وزارة المعارف ولا بمليم واحد، في الوقت الذي إشترت به من 30-40 – ألف جنيه( ) مصري كتباً رخيصة وهابطة ولا تشجع إلا على المحافظة على القديم، وبذلك فإنها لا تخدم إلا أصحاب المناصب الذين يرثون الغنى كما يرثون المناصب وكما يقول عنه رجاء النقاش:
"عاش حياته في صراع دائم لأن أعداء التنوير أكثر من أنصار التنوير"( )
وكان يقول عن نفسه: أحب أن أموت وعلى صدري كتاب، كالجاحظ وقد مات ولم تشتري منه وزارة المعارف بمليم واحد ولانه من أسرة ليست بالغنية أو الفقيرة، فقد كان يحسب على جانب الطبقة المتوسطة وقد ورث عن أبيه بعض الأطيان، باعها جميعاً وصرفها على كتبه ومؤلفاته، ولم يورث لأبنائه مالاً أو جاهاً ولكنه أورث أبناءه أعظم سلطان وأعظم جاه يوم ترك وراءه مآت المقالات وأربعون كتاباً ما زالت، إلى اليوم مرجعاً علمياً لمن أراد أن يستنير بعلمه.
لم يستسلم سلامه موسى طوال حياته الطويلة لليأس أو للعجز وقد ساعدته في ذلك نشأته الأرثوذكسية المسيحية المستقلة عن سلطة البابا، ساعدته هذه على سهولة التمرد، والإنفصال عن حياة القديم، وقد عاش سلامه موسى في المجتمع المسيحي الذي بدأت على يديه فكرة القومية والماركسية، وفي سؤال وجهته مجلة منتدى الفكر العربي للمفكر الإجتماعي، عبدالكريم غرايبة( ).
س: ثمة من يرى أن النصارى العرب هم الذين ابتدعوا فكرة القومية العربية؟
ج: هذا الرأي فيه كثيرٌ من الصحة.
ويكاد أن يجمع الكثير من أن التنوير بدأ على يد المسحيين في بلاد الشام ثم إنتقل إلى مصر أمثال: فرح أنطون، وجورجي زيدان... الخ وقد أثر وجود هؤلاء في مصر على سلامه موسى وكذلك نشأته الأرثوذكسية المستقلة عن الكاثولوكية والبروتستنتية.
وهناك رأي فيه كثيرٌ من الصحة، وهو أن (نقولا حداد 1870-1954) قد سبق سلامه موسى في التأليف عن الإشتراكية، في مقالٍ له بمجلة الهلال سنة 1918 بعنوان: (ما الذي تريده الإشتراكية ولا تريده)( ) وألف نقولا حداد عام 1920 كتاب (الإشتراكية) في القاهرة وأهم ما جاء به:
"إن الصراع والنزاع هما من خصائص المجتمع البرجوازي وهذه سمة وصفة من صفات الحيوان"( ).
ولكن أهم ما يميز سلامه موسى عن نقولا حداد هو طرحه للأفكار وإنه دفع ثمن إشتراكيته الفابية كثيراً وكتب عن البلاغة العصرية كما سنرى بعد قليل.
ومما يؤخذ على التطوريين في ذلك أنهم أصلاً أسقطوا الإنسان من موقعه في السماء إلى الأرضُ إلى مستوى الحيوانية، فلما كانت الأديان السماوية تؤمن بخلق الإنسان آدم وحواء كانت بذلك تعتبره مخلوقاً أرفع من مستوى المخلوقات الحيوانية وقد خلق في موضع السماء ولكن عندما أثبتت نظرية النشوء والإرتقاء خلق الإنسان بالتطور كانت بذلك قد حطت من مستوى إنسانيته إلى مستوى الحيوانات أو ما دون ذلك وبذلك يكون المجتمع البرجوازي قد كشف عن حقيقة النشوء والتطور بتصرفاته الجشعة والتي توصف المرأة الوديعة والخجولة ، لأنهم لا يؤمنون بالتطور وإن كل إنسان لا يؤمن بالتطور يبقى عدواً للمرأة.
وبقدر ما كان العقاد طويل القامة، بقدر ما كان سلامه موسى متوسط القامة ومربوعاً ولونه يميل إلى السمرة وعيناه تخبرك عن طول تأملٍ وتفكير، وبقدر ما كان العقاد فردياً يؤمن بالفرد بقدر ما كان سلامه موسى يرى أن التفكير ليس عملاً من أعمال الفرد وإنما هو عمل تشترك فيه الجماعة أي أن سلامة موسى كان موزع الذات وهو بذلك قد تأثر بما قرأه عن المؤرخ الفرنسي" تين" وقال عنه أنيس منصور:
"حين أراد لويس عوض أن يبحث عن جذوره الفلسفية قال: إن العقاد حرث لي الارض وسلامة موسى بذرها، وطه حسين هذبها"( ).
ولقد جاء سلامة موسى ليقطع صلتنا مع الماضي ولم يكن بهذا مجاملاً لأحد أو متردداً بل كان جاداً فعلاً( ). وقال: إن اللغة من حقنا ولا يجوز لرجال الدين ان يفرضوا وصايتهم علينا، وهذا إنتقاد منه للدين الاسلامي رغم أنه مسيحي غير مسلم إلا أنه قد اعتبر أن اللغة التي ينطق بها هي من حقه ويجوز له أن يقول بها رأيه. وكان يفرض عليه وهو في الكُتاب حفظ القرآن.
وكان منتقدوه ساذجون حين قالوا: إن إسلوبه في الكتابة عامي وليس فيه أثر ولا عين من أساليب اللغة العربية"( ).
نعم، كان إسلوبه عامياً لانه متطور يكتب بلغة الشعب اما الذين يكتبون بأساليب بلاغية قديمة، لاهم تطوريون ولاهم دمقراطيون ولا هم إشتراكيون، لأن ديمقراطية اللغة لا تسمح بظهور الادبيات الكلاسيكية من مجدٍ وتعظيم وتزوير للواقع.
وكانت كتابات سلامه موسى إنتقاداً كبيراً وخطراً على كافة الأنظمة العربية وأعظم كتابٍ له هو (البلاغة العصرية واللغة العربيه)( ) وقد أوضح بكتابه أن المجتمع العربي كان مجتمعاً إرستقراطياً يعيش به الإستقراطيون بكد العامل وشقاءه، كما كان الشأن في اوروبا مدة القرون الوسطى، وكان المجتمع الإرستقراطي يحتقر العمل اليدوي وأصحاب العمل وكانت الطبقة الوسطى معدومة وهو لا يستغرب إقتراح أحد الأدباء الا يباع الورد للسوقة لأن هذا الزهر أجلُّ من ان تتناوله ايد البسطاء والعمال والحراثين، لهذا السبب أظهر سلامه موسى قداسة اللغة الكلاسيكية وإنحطاط اللغة العامية، واللغة الكلاسيكية مقدسة لأن الناطق بها هو الارستقراطي من خلفاء وقضاة وأمراء أما اللغة العامية لأنها لغة منحطة وأنها لغة البسطاء والعمال الذين لا يكال لهم بصاع وقد إنتقد سلامه موسى كتاب الاغاني كدليل على نظريته في الادب، وقال إنه لا عجب ان تكون فصوله هي مجالس الاثرياء والخلفاء مع المغنيين والمغنيات ، وإسم الكتاب دليل على ارستقراطية الادب الذي لم يكن يحيى قبل عصر النهضة في بيوت البسطاء والطبقة العامة، بل كان يحيى في بيوت الامراء والوزراء ودهاة الذهب والمال والاقطاعيين، أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماماً إذ أن الادب بكافة فنونه يحيا حياة طبيعية في الشوارع وبيوت الناس العاديين والبسطاء ويعبر عن كدحهم وعطشهم وجوعهم اما في الماضي فقد كان تزويراً لارض الواقع.
وإن إيحاء الكلمة يختلف من بلد، إلى بلد لقد لاحظ سلامه موسى في كتابه، ماذا تعني كلمة سكرتير في مجتمع ديموقراطي مثل امريكا، وما تعنيه في بلد غير ديموقراطي في مصر إبان تلك الفترة التي عاش هو بها، إن كلمة سكرتير تعني وزير والعمل الذي يؤديه السكرتير والوزير واحد، ولكن إيحاء الكلمة الأولى ديموقراطي والثانية تعطي إيحاءاً غير ديموقراطي وهي تعني في المجتمع غير الديموقراطي الإنتفاخ والشعور بالعظمة، وقد اكد غير مرةٍ على مدلول كلمة (مليح ومليحة) وهي من الملح الذي لم يكن أحد قادرٌ على الحصول عليه إلا المترفين، ولندرته وصف الجمال بالملاحة( ).
عاش سلامة موسى طوال حياته مغترباً وفقيراً في وطنه ولم يطلق إسمه على شارع أو ميدان أو مدرسة، وكانت مجلة المستقبل التي أغلقت في عام 1914 تعود ملكيتها له، وقد أغلقت بسبب فضحه وكشفه للأنظمة الاجتماعية العربية، وقد عرى طوال حياته الارستقراطيين، وهو أول عربي إقترح الإحتفال بمرور الف عام على تأسيس الأزهر بوصفه على حسب قوله: إن الازهر في مصر هو أقدم جامعة في العالم وكان إقتراحه هذا في سنة 1929م.
ولم تكتف مصر بعدم تكريم سلامه موسى وعدم شراء مؤلفاته بل عمدت إلى سرقته وإبتزازه وإغتصاب مؤلفاته، حيث طبعت مؤلفاته بعد وفاته وأكلوا ثمنها بالباطل وسوء النية ويرى إبنه الدكتور رؤوف سلامة، أن سرقة وإغتصاب مؤلفاته امرٌ عادي جداً في مجتمعنا، أما الشيء الذي يفوق كل ما هو عادي، هو حذف وشطب ثمانية (8) فصول من كتابه (هؤلاء علموني) من أصل (24) فصلاً ثم يقولون بكل وقاحة الكتاب كبير جداً ونريد طرحه في السوق بسعر جنيه واحد.
وانتقد المجتمع العربي في كتابه (اليوم والغد) عام 1928م بقوله: إننا العرب لدينا جامعات ومؤسسات مثل تلك التي في أوروبا، ولكن في وسطها مؤسسات دينية تعيق حركة التقدم والإزدهار فما الجدوى من كل تلك التناقضات.
وقد إعترف به العقاد، وكان العقاد لا يمجد أحداً وكانت كلماته توزن بالذهب، إلا أنه نطق الحق في يوم وفاة سلامة موسى حين قال: كان صاحب رسالة وكان في رسالته رائداً متقدماً، وقال عنه كامل الشناوي:
"سلامة موسى مطرقة ظلت تقرع في الرؤوس خمسين (50) عاماً، وقال عنه لويس عوض في كتابه (أوراق العمر) بقدر ما وجدت طه حسين مهيباً وعباس العقاد شامخاً وجدت سلامة متواضعاً وغزير العلم في غير تكلف .
وقد ولد سلامة موسى 1887-1958.
وعاش في أوروبا 1908-1913- وأول كتاب له هو (مقدمة السوبرمان) عام 1910م، و(نشوء فكرة الله) عام 1912م والإشتراكية عام 1913 ويعد كتابه (البلاغة العصرية واللغة) الذي صدر بطبعته الاولى 1945م يعد من أجمل اعماله الفلسفية، إذ ظهر به سلامة موسى مجدداً غير شارحٍ أو ناقلٍ لأفكار غيره وهو بمثابة التوأم الحقيقي لكتابه (الأدب للشعب) الذي صدر قبل سنتين من وفاته عام 1956، وآخر ما كتبه هو:
- الأدب للشعب 1956م.
- دراسات سيكلوجية 1956م.
المرأة ليست لعبة الرجل 1956م.
برناردشو 1957.
وصدر بعد وفاته:
- مشاعل الطريق للشباب 1959م.
- مقالات ممنوعة 1959م.
- الإنسان قمة التطور 1961م.
- إفتحوا لها الباب 1962م.
- الصحافة حرفة ورسالة 1963.
- معجم الأفكار 1963م.

وقال عنه (حنا عبود) في كتابه (الحداثة عبر التاريخ) أعظم نصير للحداثة في عالم العروبة هو سلامه موسى"( ).
وقد أثر سلامة موسى في فكر النهضة العربية رغم أنف الجهلاء والحاسدين والحاقدين عليه، وكانت الناس قبله ترى أن الحداثة والنهضة من فعل الطبيعة والحظ والصدفة وأثبت غير مرة أن الحداثة اليوم هي من فعل العلم والتنوير، وقد لاحظ أن التناسل كان من حق الاقوياء لأنهم يحصلون على النساء دون الضعفاء ويقصد بالضعفاء هنا، الضعف بكافة أشكاله، الضعف الجنسي والعقلي والبدني والاجتماعي ولكن بفضل العلم وتقدم وسائله أصبح الضعفاء أقوياء لا يحصلون على الشبع البيولوجي فقط بل الشبع الجنسي وأعطاهم العلم مزيداً من القوة واللياقة البدنية والحسية كي يستطيعوا بعدها الحصول على النساء والأطفال.
وقد طبق نظرية النشوء والارتقاء على الادب والشعر والفلسفة وقام بتفسير صحيح لمبدأ (البقاء للأنسب) التي فهمها كثير من المثقفين أن (البقاء للأقوى).
وهذا فهم خاطئ وقد فسره سلامة موسى حين ضرب مثالاً عن الشعراء الاقوياء والمثقفين الأقوياء والمتمردون كيف تطاردهم حكوماتهم وينفون ويشردون ويقطعون في البلدان، أما الضعفاء فهم متسلقون كالطحالب ومنافقون يمدحون الناس بما ليس فيهم لذلك فإنهم في هذه الحالة يعيشون هم وينقرض الاقوياء بسبب قوتهم، وبذلك فإن (البقاء للإنسب) وليس (للأقوى)( )
ولقد عاش سلامة موسى، تعيساً في أفكاره، وإغترابه الذي لم يعد عنه يوماًن وقد أثرى بأفكاره المكتبة العربية بما حلله ونقده من عادات إجتماعية، وكان يحيا بحياته الادبية من أجل إسعاد القراء، غير أن القراء لم يعطوه الا القليل من التقدير، وفي كتابه (محاولات) الصادر عام 1953 قدم تحليلاً علمياً لأسباب لبس المرأة للحجاب، فقال: أن الحجاب يزداد في الأمم الرعوية لأن الرجال يذهبون للصيد ويغيبون عن البيت كثيراً اما في المجتمع الزراعي فيكاد أن يكون قليلاً بسبب إحتياج الرجل لزوجته في الحقل لكي تساعده، ويكاد الحجاب أن يكون معدوماً في المجتمع الصناعي لأن المرأة تكسب عيشها بعرقها وتعبها مستقلة بذلك عن الرجل ولا تحتاج له في إعالتها، أما الاحتجاب في المجتمع الصناعي فهو من بقايا الثقافة الرعوية القديمة وبهذا يكون سلامة موسى أول تطوري عربي وظف نظريات التطور في نقد المجتمع العربي بإسلوب علمي مقنع، وقال أيضاً:
"نحن الرجال نهتم، ونغامر ونقدم، ونجرب، ولذلك نتعلم، ولا نبالي أن نخطئ لأننا نعد الخطأ بعض تعاليمنها"( )
وانتقد مجتمع الرجال بهذه المقولة، لذلك أظن أن من أسباب كره الطبقات العامة لسلامه موسى، يعود بشكلٍ أساسي، إلى إنتقاده للمجتمع المصري والعربي الذي يسيطر به الرجال على مجتمع النسوة.

سلامة موسى: من البداية إلى النهاية:
المسيحيون والاقباط هم أصحاب الفضل الأول في إنتشار الطباعة في عموم أرجاء الوطن العربي، قبل أن يأتي نابليون بها على مصر أثناء حملته، وطبع أول كتاب بالحرف السرياني الكرشوني سنة 1610 وأول كتاب باللغة العربية، طبعة المسبحيون العرب في إيطاليا سنة 1514م في مدينة فانوفي وأدخل المسيحيون العرب أول آلة طباعة إلى مدينة (حلب) في سوريا وبلاد الشام سنة 1406م على يد البطريك (إثناسيوسا الدباس).( )
كل هذه المقدمة التي تقدمت بها تكشف عن فضل الاقباط في بلاد الشام في اعمار الحركة الثقافية التي بدأت بسبب طباعة الإنجيل ومن ثم تطورت إلى إحداث وإنشاء مطابع علمانية ساهمت جداً في إثراء الحركة العلمية في بلاد الشام أولاً وفي مصر ثانياً، وكانت اول مطبعة علمانية سنة 1841م تعود ملكيتها لـ (بلفنطي السرديني) وقد اغلقت المطبعة نفسها لاسباب مالية: بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والحركة التجارية في عموم ارجاء الوطن العربي، ولكن حدث شيء مثير في نهاية القرن التاسع عشر وهو أن الحركة العلمية بدأت تنتشر في مصر وتضمحل في الشام وقام الطباعون بنقل معداتهم من بلاد الشام إلى القاهرة ، ومن هنا تعرف فيلسوفنا العظيم سلامه موسى على مجلة المقتطف التي نقلها صاحبها من لبنان إلى القاهرة بعد أن صدرت في لبنان 9 سنوات وتعد مجلة المقتطف أول من أثر في حياة فيلسوفنا العظيم سلامه موسى بما نشرته من مواد علمية كانت هذه المواد قد أثرت خياله العلمي على إمتداد حياته الطويلة وبدأ سلامة موسى في التعرف على مجلة المتقتطف التي يصدرها يعقوب صروف وشريكه فارس نمر، بدأ بالتعرف الفعلي عليها سنة 1904م حين ترك بلدته الزقارزيق ليرتحل إلى القاهرة وقد بلغ من العمر 15 سنة ، وكان في وقتها يتابع مع مجلة المقتطف مجلة أخرى هي الجامعة التي يصدرها فرح أنطون، وهذا ايضاً قبطي ويعقوب صروف قبطي وصاحبنا سلامه موسى قبطي أيضاً وهذا مؤشر على أن سلامه موسى لم يلاق ردعاً من قبل أهل ديانته لانهم جميعاً علمانيون، وحين عاد إلى الزقازيق وجد عند صديق، له ما يقرب من مائة (100) عدد من مجلة المقتطف كان قد إستعارها جميعاً وقرأها( ) أما في فترة الكُتَّاب فإنه لم يتعلم أي شيء على الإطلاق إلا حفظ الصلوات وبعض سور من القرآن، ويظهر هنا أن إسلوب التعليم كان يفرض على الأقباط تعلم ديانة الدولة الرسمية.
وكان جيل يعقوب صروف وعبدالعزيز فهمي وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد، أكثر تأثيراً على التفاول والحياة العامة من جيل الافغاني ومحمد عبده وأول مقال لسلامة موسى في جريدة اللواء التي كان يصدرها فرح انطون سنة 1910م بعنوان (نييتشه إبن الانسان) وقد جعله أحمد لطفي السيد يشعر أنه رغم قبطيته ومسيحتيه مصرياً ووطنيا إذ كان لديه إحساس كيف يكتب عن الشعب المسلم وهو من الأقليات المسيحية الارثوذكسية، ودائماً ما يشعر أصحاب الاقليات بالاغتراب، ولكن لطفي السيد جعله يحس إحساساً قومياً أنه عربي ومواطن( ) مصري وفي عام 1908م ارتحل إلى باريس وهناك التقت به الشهوتان، الاولى شهوة الجنس المكبوتة والمغتربة في بلاد الشرق، وشهوة العلم وفي أثناء الصراع بينهما تغلبت شهوة العلم والاشتراكية الفابية والتطور على الشهوة الجنسية، وفي عام 1909م ألف رسالة قصيرة عن (السوبر مان) كان قد نشرها له جورجي زيدان في مجلة الهلال إلا أنه حذف منها الكثير من الفقرات لجرأته في الطرح وكان عمره (20) عشرون عاماً.
وهنا يجب أن نتوقف قليلا عند هذه الفترة لنتفق مع سلامه موسى: من أن الإنسان يكتب في تلك الفترة طابعة الفكري، والسنين التي تأتي بعد ذلك هي للدفاع عن تلك المكتسبات( ) ويقال من قبل بعض النقاد أنه لا يجوز لمحمد عمارة أو غيره من أن يدرس شخصية سلامه موسى من خلال مولفه الأول، لأنه بهذا يكون قد وقع على صيد ثمين أما ما يقوله سلامه موسى فإنه يختلف عن وجهة نظر مريدية ومؤيدية، إذ أنه يعتبر بكلامه السالف الذكر أن الكتاب الاول: هو حصيلة دفاعه حتى سن السبعين عن نظرية إشتراكية التطور التي ظل يؤمن بها حتى وفاته، ومن خلال قراءتي لمؤلفاته من كتاب السوبر مان الذي إنتقده العقاد كثيراً إلى كتاب الادب للشعب وجدت فعلاً أن كلام هذا المفكر والفيلسوف فيه كثيرٌ من الدقة وهو لا ينطبق على الكتاب وحدهم بل أنه ينطبق على كل الناس، وهنا نجد خلافاً آخر بينه وبين صاحبنا العقاد إذ يعتبر العقاد أن الإنسان طوال حياته يولد أكثر من مرة.
على كل حال ، طبع كتابه الاول بعد أن نشر على سلسلة حلقات، في مجلة الهلال ثم صدر في كتاب عام 1910، وهنا ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أن الكتاب نفسه صدر بعد 17 سبعة عشر سنة بطبعة جديدة سنة 1927، بنفس العنوان مع تصدير على ذيل الصفحة الاولى عبارة للفيسلوف ينتشه أبو الحداثة، وتقول العبارة (الإنسان جسر تخطو عليه الطبيعة من الحيوان للسبرمان)( ) وقام بإشاعة فكرة التطور وتنشط بها أكثر من استاذه شبلي شميل وأسقط عن الإنسان إنسانيته الاولى ليثبت حيوانيته وقذارة منظره ودمامه وجهه القبيح الذي كانت تغطيه سفالة غرائزه وبلادة وبلاهة عقله ثم ارتقى بعد ذلك ليصبح إنساناً، وهنالك أمل في أن يرتقي هذا الإنسان مرةً أخرى ويصبح اكثر انسانية حيث من الممكن ايضاً ان يكون الإنسان سوبر مان( ) وكان لأثر التطور البيولوجي على الإنسان آثاراً أخرى غير البيولوجية إذ ظهرت آثار اجتماعية وأخلاقية ميزت الإنسان وأثبتت تطوره عن الحيوانات، ففي مجتمع غير الإنسان مثل الغزال الاعرج يموت في الغابة لأنه لا يجد مساعدة وحماية من ابناء جنسه وكذلك الاسد البطيء يموت وبهلك في الغالبة من شدة الجوع، وكان الإنسان كذلك يوم كانت شريعة الغاب تتحكم بتصرفاته، ولكنه حين إرتقى إلى مستوى الإنسان، أصبح الأعرج يعيش بفضل تطور الإنسان أخلاقياً وإجتماعياً لما ظهرت الاديان السماوية وحثت المجتمع والناس على نشر الصدقات وإطعام الفقراء والعاجزين عن كسب قوتهم اليومي، وكان الإنسان قديماً يعيش بكده وتعب يديه أما اليوم فإنه يعيش بفضل مخترعاته وإكتشافاته.
وهنا أريد القول أن الذي ذكرته في مقدمة الكتاب من خلال الفصول الاولى يتناسب جداً مع طروحات سلامه موسى وتتماشى ذهنياً مع وجهات نظري حول مسألة التطور الثاني الذي أصبح الإنسان يغير حياته ليس بفعل يده كما كان قديماً فلما كان قديماً يغير حياته بفعل يده كان يعتمد بذلك على مبدأ الحظ والصدفة في إقتصادياته وعلى صدفات الطبيعة بما تهبه للإنسان من مياه ومناخ وكان كل شيء مبني بذلك على الصدفة والحظ، الزواج، الطلاق ، الرزق ، المرض، الموت، السفر، ولكن تطور الإنسان بفضل مخترعاته أدى إلى قهره للطبيعة على يد مخترعاته التي حرثت الارض وحصدتها بفعل آلة التركتورات وكذلك تقدر المختبرات الطبية وصناعة العقاقير والادوية ، عملت على معالجة المرأة العاقر، وشفي الإنسان من امراض كانت مستعصية مثل الكوليرا الموت الأسود.
إن كل هذه العوامل أثبتت صحة نظرية التطور والنشوء والإرتقاء اليس من الملاحظ أن بعض حبوب البذار لها قدرة على إعطاء الفلاح في الدونم الواحد أكثر من غيرها مثل الفرق بين بذور القمح أكساد وحوارني، حيث يظهر أن حبوب اكساد لها قدرات متطورة أكثر من غيرها وكذلك في المثل الذي ضربه سلامه موسى، عن الخيول وأصالتها.
وفي الوقت الذي دعا به المسيح لحماية الضعفاء كان بمقابل ذلك يقول نيتشه بإبادتهم على مبدأ، عبارته التي تقول: (ان نوع الإنسان والحيوان يرتقي بإبادة الضعفاء والعجزة).
ومن هذه البداية لسلامة موسى نختتم معه تاريخه النضالي في الفكر العربي من خلال كتابه (الادب للشعب) كيف تطورت الحياة العامة وأصبح للشعب دور مهم، أكثر من ايام زمان، حين كان الادب يكتب عن الفرد وعن المديح.
لقد عاش سلامه موسى، حياته وهو يدافع عن ما كتبه عن التطور في سنينه الاولى منذ كتاب السوبرمان إلى كتاب الادب للشعب، وكانت آخر إنتقاداته لعميد الادب العربي الكبير طه حسين حين قال طه حسين إن الادب هذه الايام رخيص والادباء يخاطبون الكثرة غير المثقفة، ويجب على الادباء أن يعودوا إلى الادب العالي والغالي.( )
وكان رد سلامه موسى رداً تطورياً إذ قال: إن المشكلة هنا ليست بالسهولة أو الصعوبة في نمط الكتابة ولكنها تكمن في الادب الملوكي أي ادب الملك فاروق وأدب الشعب وحياة الناس، وبهذا عاش سلامه موسى حياته كما إرتضاها لنفسه جان جاك روسو و مكسيم غوركي كي يبقى متصلاً بالشعب والحياة العامة.
وبهذا إنطوت الصفحات الاخيرة من حياة سلامه موسى ، وهو يبيع من المائة فدان التي ورثها عن أبيه وينفق منها على مؤلفاته، التي لم يكسب منها أي مبلغ مادي، ولم يكتف سلامة موسى بما قدمه من مؤلفات ، بل كان أول من قدم الروائي العالمي نجيب محفوظ ونشر رواياته الاولى في المطبعة التي كانت تحث منزله، كان سلامه موسى في آخر أيامه يشكو من ارتفاع ضغط الدم (180o ) وضغط الحياة العامة كان هذا الفيلسوف أعظم مجددٍ في الادب والنقد الحديث ولكن قلة من الادباء التي تعرفه ، وذلك يعود بسبب ندرت كتاباته في النقد الادبي الخالص.
ولكن لا يستطيع أي متخصص في الحداثة أن يتجنب ذكره ولو للحظة، وموعدنا معه بعد حين وأذكر القارئ في مقدمة حديثي، عن السؤال الذي سئل لـ جان دومرسون وبالكارثة التي تحل على الإنسان حين يعشق الفسلفة والادب.
لقد عشق سلامه الأدب والفلسفة والحياةوالتطور وكان بتطوره الفكري ضحية أفكاره، غير أن الناس تؤمن بتطور التلفزيون والستلايت والبترول وبالرصاص الذي لم يكن يوماً رصاصاً بل كان (راد يوم) غير أن الذين يؤمنون بتطور الأشياء والجماعات لا يؤمنون يتطور الإنسان بيولوجياً وثقافياً، وإن الشرق الأدنى يرفض في القرنيين السابع عشر والسادس عشر الإستسلام لثقافة الغرب ويستسلم في القرن التاسع عشر والثامن عشر للتكنولوجيا، التافهة ويرفض ثقافة الإنسان والإنسانية، وإن رجلاً مثل (توينبي) يصف التكنولوجيا الغربية بالتفاهة مقابل تطور الحياة العامة، وهذه إشارة من أن مشروع التطور بكافة أشكاله وضع من أجل خدمة الإنسان، لهذا عمل سلامه موسى على إذاعة وإشاعة مشروع التطور الذي ما زال إلى اليوم يحارب في أفكاره ومشاعره تجاه الإنسانية، إن التطور قانون حتمي سواء آمنا به أو لم نؤمن فإنه هو الذي يغير حياتنا.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب الأجتماعي


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - المفكر العربي الكبير - سلامه موسى