أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - هل تقبل الشبيبة باقل من حريتها الكاملة؟















المزيد.....

هل تقبل الشبيبة باقل من حريتها الكاملة؟


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 04:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

حريات الشبيبة بين الفاشية والرجعية

بعد محنة دامت زهاء 35 سنة من المعاناة تحت حكم فاشية البعث التي حرقت اجيال من شباب العراق, وجدت الشبيبة نفسها عزلاء وجها لوجه امام اكثر القوى رجعية, اي قوى الاسلام السياسي والقومية والعشائرية. وفرت الحرب الامريكية وقواتها لهذه القوى "ديمقراطية" الظهورالمسلح بوجه الجماهير, لارهابها, وفرض ارادتها السياسية بالقوة عليها. صدم الكثير من شباب العراق بالمآل الجديدة لحياتهم وانتقالها من مرحلة استبداد الى مرحلة حرمان واستبداد اخرى.  فاثار الحرب الامريكية المدمرة, وانعدام الامن, وانهيارالخدمات الاجتماعية, والبطالة الواسعة, والفوضى, قد ادت كلها, الى انهاك الجماهير, وبالتالي صعود قوى الطائفية والمذهبية والعشائرية تلك الى السطح مدعومة من دول واطراف رجعية. تم ذلك بتشجيع من اليمين الامريكي الحاكم في واشنطن والذي يحاول تقديم هؤلاء الرجعيين بمثابة "ممثلين شرعيين" للجماهير.
 فبعد التاريخ المخضب بالدم لحكم تيارالقومية العربية وجرائمه ضد الجماهير, وخصوصا الشبيبة, في"القادسية", و"ام المعارك", و"الحواسم", و"الانفال", و"حلبجة", و"الاهوار", وعسكرة المجتمع طوال عشرات السنين, تاتي تلك الحركات, لتعلن الان سننها المستبدة, وتحاول فرضها عنوة على المجتمع. ان فرض الفكر اليميني المعادي للمرأة والحريات والحقوق المدنية للمواطنين, والدعوة الى استبداد جديد بمنطلقات مشابهة للبعث عمادها "المؤآمرات الصهيونية واليهودية" وغيرذلك من الترهات, يفضح الاسس الاجتماعية الرجعية لتلك القوى.

ولكن ماذا يبغي الاسلاميون والعشائريون من تكرار نغمة ان العراق بلد اسلامي؟

المجتمع في العراق هو مجتمع مدني لا اسلامي ولا عشائري. ان وجود المؤسسات والمنظمات والتجمعات المدنية العلمانية غير الدينية, هي التي تشكل القاعدة المادية لهذا المجتمع الراسمالي, وليس الاسس الفكرية والتطبيقات الاجتماعية للدين وحكم العشيرة. يشكل الشباب في حركتهم الاجتماعية شريحة مدنية وعصرية تود التحرك ضمن وسط علماني, تشكل مبادئ الحريات المدنية والفرديةً قاعدته ومرتكزه التشريعي والقانوني. الا ان الاطراف السياسية والاجتماعية الرجعية من القوميين وتيارات الاسلام السياسي تحاول ارجاع المجتمع العراقي القهقرى, تحاول تهديم اسس المدنية هذه, تحاول الاجهاز على مكانة المرأة بحجج تافهة. انهم يدَعون بان المرأة هي شرف العائلة والعشيرة وانها تابعة للرجل وناقصة عقل وانها مثيرة جنسيا للرجل وعورة يجب تغطيتها بركام من الخرق السوداء الخانقة.  يقومون بغاراتهم التخويفية على مدارس الفتيات في المناطق التي يسيطرون عليها ويمارسون انواع الاكراه والضغط والترهيب والتهديد المسلح والارعاب بغرض فرض الحجاب على الشابات قسراً وحتى على البنات الصغيرات. يقومون بكبت حرية الشباب الفردية بزجرهم وردعهم عن الفرح والتمتع بالاغاني المبهجة والراقصة الحديثة والفنون التشكيلية والادبية والشعر. انهم يقمعون حرية التفكيروالمعتقد, بحجة محاربة الرذيلة القادمة من العلمانيين والاشتراكيين و"الفكر المستورد". يمارسون الاعتداء المنزلي على الفتيات واهانتهن بحجة تربيتهن على الطاعة للرجل والخنوع الذليل لاوامره. لا يمكن ان يخضع المجتمع حتى وهو في ظل الازمة والوضع الاجتماعي المزري السائد, لارادة هذه القوى. ان حرمان الشبيبة من الحريات المدنية والفردية وفرض اللامساواة وممارسة التمييز الجنسي والحرمان من حرية الاختلاط والالتقاء, تعد من الممارسات اليومية المألوفة لتلك القوى. ان مقولة ان العراق بلد اسلامي تهدف في الواقع الى " أسلمة المجتمع بالقوة" وهي ليست اقرارٌ بواقع قائم. انها محاولة  لخلق منظومة استبداد جديدة خاصة بالعراق بعيدا عن معايير حقوق الانسان المقرعليها عالمياً.

قمع حرية الشباب جزء من منظومة قمع شاملة

اليوم, يُعَدُ قمع الشبيبة من قبل البرجوازية تفصيلٌ في لوحة القمع والحرمان الاجتماعي الشامل.  فالقمع والحرمان "الاصلي" هو ذلك الذي يمارسه البرجوازيون ضد الطبقة العاملة. ان فقدان الحرية (باوسع معانيها) التي يعاني منها الشبيبة, مرتبطة بنيوياً بالاستغلال الطبقي واللاعدالة والحرمان الاقتصادي التي تتعرض له الطبقة العاملة في العراق, والتي يحيا في كنف علاقاتها ابناء وبنات العمال والعاملات. هذه الحرية الشاملة  ليست مقترنة بممارسة الحرية السياسية والحقوقية فقط, (وهذا ما يركز عليه البرجوازيون دوماً), بل بانهاء اغتراب الانسان عن انسانيته, من خلال تحريره من اسرعلاقات اقتصادية جائرة تجعل منه عبداً خاضعاً دون مشيئته. مصدر هذا الاغتراب هو العمل المأجور. ان نضال الشبيبة اليوم يجب ان يكون مقترناً (لنيل حقوقه) بنضال الطبقة العاملة و الشيوعية العمالية من اجل تحقيق اهدافها في الحرية والمساواة والرفاه.

الديمقراطية وحريات الشبيبة

الا ان معظم القوى البرجوازية في العراق اليوم, تخفي نفسها خلف ستارالديمقراطية. تحاول تلك القوى استغلال عطش الجماهير ومنهم الشبيبة للحرية وللمساواة والرفاه والعدالة وحصر كل تطلعاتها وامنياتها بـمقولة (الديمقراطية). الديمقراطية هي المفهوم البرجوازي للحرية. ومن الناحية السياسية فان الديمقراطية هي الاطارالمنظم لممارسة العملية السياسية بين فئآت البرجوازية المختلفة. انها اطار لابعاد الجماهير عن التدخل في شؤونها وحياتها من خلال آلية "ديمقراطية". وعليه، يمكن القول انها الاطار الذي تحوز البرجوازية اليوم، من خلاله، على الشرعية من الجماهير لحكمها؛ باستغلالها وكبتها واضطهادها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. الديمقراطية بهذا المعنى، وان كانت قادرة على توفير اشكال معينة من الحريات والحقوق المدنية والسياسية، الا انها في التحليل الاخير لن تكون المعيار في تحديد حرية افراد المجتمع ومساواتهم وعصرية مجتمعهم ومدنيته. ان الديمقراطية بحد ذاتها، كعملية انتخابات شكلية ومبنية على اسس الاغلبية والاقلية وغيرها من المفاهيم والاليات، لن تحصن المجتمع ضد طغيان قوى الرجعية والتخلف بان تختم بختمها على الواقع الاجتماعي والسياسي. ليست الديمقراطية بحد ذاتها معيارٌ للعدالة الاجتماعية، فهي لن تمنع تكريس التمييز ضد المرأة مثلاً, او اضطهاد الشبيبة, او قمع العمال, او استغلال الاطفال, اواشاعة اللامساواة الاجتماعية, او شيوع البطالة, او سيادة القيم الخرافية والدينية والقدرية.

النشاط العالمي لحركة الشبيبة ومناهضة الراسمالية

الا ان معاناة الشبيبة في العراق, تحت ضغط البرجوازية وحركاتها السياسية الرجعية الاسلامية والقومية, لن يمنعها من الاعتقاد العميق بالتغيير نحو واقع اكثر انسانية.  ان السعي اليومي المناهض للاستثمار الراسمالي ومؤسساته هو واقع موضوعي قائم، جارٍ ويومي في قلب المجتمعات العالمية. فاحتجاجات الشبيبة ضد العولمة Globalization, وضد دول G8, وضد منظمة التجارة العالمية WTO, وضد صندوق النقد الدوليIMF, وضد البنك الدولي WB وضد الفقر والحرمان الفظيعين, كلها روافد لمسعى الشبيبة العالمي من اجل خلق قطب انساني. ان رَدها على الاحداث الضخمة التي تعصف بالعالم المعاصر, هو رد واقعي, موجود وحي. ان امل شبيبة العراق بالانتصاروتغييرعالمهم ينتمي الى هذه المساعي العظيمة . انه جزء لا يتجزا منها.

تيارٌ يرسم ملامح حرية الشبيبة

ان تمتع الشبيبة بمقومات السعادة الانسانية, بالحياة العصرية, بمنجزات الابداع العالمي, بالحياة المرفهة, بالموسيقى والفنون والاغاني, بالرياضة والنشاط, وبكل ما يجعلهم اكثر تفتحأ وحباً واملاً بحياة مشرقة, مرتبط ارتباطاً جذرياً بالنضال اليومي الدؤوب لتيار الشيوعية العمالية في المجتمع. هذا التيارالانساني هوالوحيد المدافع عن انسانية الانسان في المجتمع المعاصر, وهو الوحيد الذي بامكانه تحقيق الحرية والمساواة والرفاه للملايين من الشبيبة من الجنسين. ان ذلك يعود الى استناد هذا التيارالى القيم الانسانية ورفضه للقيم الرجعية, واعتقاده الراسخ بحق الحرية والمساواة والرفاه الاجتماعي لكل افراد المجتمع, ومحاربته لكل ما يحقرالانسان ويفرض عليه صنوف الحرمان والقهرالاجتماعي. ان اقتران حركة الشبيبة التحررية بهذا التيار الانساني, سيضمن لهم, تحقيق امنياتهم في التمتع بحياة حرة وعصرية و خلاقة وسعيدة, مانحاً الامل للملايين منهم بحياة جديدة غير مستندة الى الاستعباد واللامساواة والحرمان الاجتماعي.
 



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد العاطلين وسيلة نضالية بيد عمال العراق
- الاحتجاجات الجماهيرية وازمة الادارة المدنية الامريكية
- بوش والهــدف الاخلاقــــــــــــي للحـــــــــــرب!!!
- يجب منـع هذه الحرب بكل الطرق
- أسئلـــــــة للجنرال باول
- الطليعة الجسورة لقوى الانسانيـــــة
- بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين
- احمد الجلبي وهزيمة الباب الخلفي
- سقوط الاقنعةٌ- ردٌ على الكاتب علاء اللامــــي
- ردي على رسالة السيد صاحب الطاهر في موسوعة النهرين بخصوص من ...
- خسرنا البارحة قائدنا الكبير منصور حكمت
- "الرفع الفوري وغير المشروط للحصار عن العراق"


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام شكري - هل تقبل الشبيبة باقل من حريتها الكاملة؟