أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟















المزيد.....

استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 06:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أصبح من الواضح جداً أن السيطرة على مداخل النفط تشكل حجر الأساس لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولكن بعد أن أخذت الولايات المتحدة تواجه حالياً وضعا صعباً في المنطقة في سياق ردود الفعل الموجهة ضد محاولاتها تحويل المنطقة وإحداث تغييرات في العديد من الأنظمة السياسية لوضع اليد على الشرق الأوسط وعلى ثروتها النفطية الغنية، عليه ظهرت صعوبات تتجاوز توقعات إدارة بوش والحكومة الأمريكية.
في محاولاتها بناء حكومة "ديمقراطية" أو بكلمات أخرى حكومة "دميّة" في العراق بغية السيطرة على الموارد النفطية في البلاد، جاء الغزو وإسقاط النظام العراقي السابق. لكن الغزو/ الاحتلال كان فقط جزءاً من خطة تتضمن اغتصاب كامل الثروات الغنية في الشرق الأوسط.
إن الطريق الذي خطه بوش لبلوغ هدفه هذا "قد ولّد نوعاً من المقاومة هي في الحقيقة تُقوض الأهداف الأمريكية،" حسب مقالة في Intervention Magazine.
والحصيلة هي أن الولايات المتحدة أصبحت تنزف كميات ضخمة متصاعدة من الدم والمال، وتجعل من نفسها أكثر رخاوة vulnerable في هذه العملية.
أكد العديدة من الخبراء والاستطلاعات أن أغلبية الرأي العام الأمريكي يُعارضون إصرار بوش "السير بنفس الاتجاه" stay of course في العراق. وقد يكون مرد ذلك إلى أن كل مواطن يعرف حالياً أن بوش قدّم تبريرات زائفة في غزوه للعراق.
صار العراق جوهرة خطط المحافظين الجدد لضمان الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على البلاد على مدى عقود طويلة قادمة.
باتخاذ قرار غزو/ احتلال العراق في مارس/ آذار 2003 كان الرئيس الأمريكي يأمل ضمان سيطرته على نفط العراق للضغط على أسعار النفط وإبقائها بحدود 15- 20 دولار للبرميل. ومع ضمان خفض أسعار النفط كان ينوى كسر ظهر كارتل النفط أوبك.
كان أمله أيضاً في أن أسعاراً منخفضة للنفط ستحفظ صناعات السيارات الأمريكية المضطربة مثل Ford و GM على البقاء، وسيقود أيضاً شركات النفط الأمريكية الاحتكارية العملاقة مثل Exxon و Mobile إلى إعادة كسب الأرضية التي خسرتها بعد أن أظهرت الإحصاءات أن كميات الاحتياطي النفطي لهذه الشركات تتجه نحو الانخفاض مقارنة بالشركات الأخرى المنافسة.
كذلك كان بوش يأمل أن الآثار التي تتولد من سيطرة الولايات المتحدة على بلد غني بالنفط- العراق- ستمنحها وزناً ضخماً في مواجهة المنافسين لها مثل الصين وأوربا، وأن هذه السيطرة ستضمن استمرار تقييم النفط بالدولار الأمريكي وليس اليورو/ الدولار الأوربي، حسب المقالة.
حاولت الولايات المتحدة في غزوها للعراق الحفاظ على استمرار المستهلكين الأمريكان في إسرافهم لاستهلاك النفط، وأن تضمن لشركاتها النفطية العملاقة تحقيق أرباح عالية بتوفير الحاجة المتصاعدة للصين من النفط في ظروف توسعها الاقتصادي. وهذا ما يدعم أيضاً بقاء الدولار العملة الاحتياطية العالمية الأولى، عدا المنافع الضخمة التي ستحققها منشآتها المالية.
صناعات السيارات، الشركات النفطية والمؤسسات المالية "المحور المؤثر" the axis- of- influnce تشكل قاعدة السياسة الأمريكية. لكن هذا المحور يُعاني بدوره من محور أمراض/ اضطراب نتيجة مواجهة أسعار نفط عالية ونقص العرض وتهديدها الازدهار الطويل الأمد لصناعة السيارات الأمريكية وشركاتها النفطية.
إن إحلال عملة أخرى محل الدولار الأمريكي كاحتياطي عالمي سيؤدي إلى انفجار ضخم لقطاع المال في الولايات المتحدة.
الدَين يربط الصناعة البترولية للولايات المتحدة مع قطاع المال. ومن المعروف جيداً أن صانعي السيارات الأمريكان غارقون في الديون. إن مقداراً ضخماً من هذه الديون تراكم من قبل المستهلكين وأن حكومة الولايات المتحدة يمكن أن تكون أحد عوامل مركزية تقود إلى انهيار أولوية الدولار كعملة عالمية.
شن الحرب على العراق في مارس/ آذار 2003 مع هدف ضمان سيطرة الولايات المتحدة على نفط العراق كان بقصد تخفيف محور أمراض البترول للولايات المتحدة بالعلاقة مع معاناة بنيتها الأساسية، علاوة على قطاعها المالي.
مع غزو العراق، قادت مناورات الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط في الحقيقة إلى جعل هذه الأمراض في حالة أكثر سوءاً بدلاً من معالجتها.
من جهة أخرى، تسبب وجود الجيش الأمريكي في العراق في تقوية خصمها الرئيس في المنطقة -إيران- سواء عن قصد أو دون قصد.
إن قرار الولايات المتحدة غزو العراق، رغم غياب دليلها بوجود أسلحة الدمار الشامل، أثار إيران ودفعها إلى سرعة تطوير برنامجها النووي لتجنب مصير العراق.
أدركت إيران درس العراق، وعرفت أن حمل بطاقة نووية هو أكثر طريقة ضامنة لها لإيقاف الولايات المتحدة حتى مجرد التفكير باستخدام القوة ضدها في يوم ما.
في سياق الوضع الجاري في الشرق الأوسط الذي يزداد حرارة، تستطيع قوة واحدة، أما إيران أو الولايات المتحدة، الهيمنة على الخليج والثروة النفطية في المنطقة.
حذّرت إيران أن نفط الخليج العربي يمكن أن يصبح في خطر إذا ما هاجمت الولايات المتحدة منشآتها النووية. مثل هذا التهديد صدر أولاً عام 2005 من قبل القيادة الإيرانية الرسمية، بما حمله من احتمالات ضرب إيران صادرات نفط الشرق الأوسط رداً على أية هجمات تتعرض لها.
ذكر سكرتير مجلس المصلحة العامة محسن رضاي أثناء زيارته إلى سوريا في وقت سابق: إن بلدان الخليج مثل السعودية والكويت يمكن أن تكون محل تهديد إذا هوجمت إيران. "إن هجوماً على إيران سيكون معادلاً لتعريض الكويت والسعودية للخطر. و "بكلمة واحدة" كامل نفط الشرق الأوسط.
وبغزو العراق، تسببت الولايات المتحدة في زيادة فرص المواجهة مع الجمهورية الإسلامية. وللولايات المتحدة، على الأقل، أربع عشرة قاعدة عسكرية في العراق ترفع قدرتها على تنفيذ هجمات جوية ضد منشآت إيران النووية. لكن هذه القواعد هي أيضاً مكشوفة وتعرض القوات الأمريكية لاحتمالات ضربات انتقامية إيرانية.
وكما سبق شرحه من قبل خبراء عسكريين، من المستحيل، في الغالب، لأي بلد قصف مواقع المنشآت النووية الإيرانية، في سياق حقيقة معطاة، وهي أن هذه المنشآت موزعة على كافة أنحاء إيران.
تشير تقارير صحفية صدرت مؤخراً إلى أن الحكومة الأمريكية قد تأخذ في اعتبارها استخدام القنابل النووية لتدمير منشآت إيران النووية. لكن غزو إيران- البلد الأكثر سكاناً وقوة من العراق- يحمل في طيّاته تهديدات للولايات المتحدة ذاتها.
إن حالة الفوضى التي خلقتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من المؤكد ستمسك بخناق حيويتها. ذلك أن تورط الأمريكان في المنطقة ارتبطت بالكارثة التي تواجه مجمع الصناعات البترولية "ونتيجة لكل ذلك، تمسك إيران بخناق أمريكا التي أصبحت في موقع كمثل الواقف على برميل نفط/ بارود،" حسب المقالة.
يمر 40% من النفط الخام للمنطقة عبر قناة عرضها ميلين لمضيق هرمز الاستراتيجي، في حين أن قوات إيرانية كثيفة متواجدة هناك لحماية الممر.
إذا ما هوجمت، تستطيع إيران بسهولة غلق مضيق هرمز وأن تستخدم الصواريخ لضرب ناقلات النفط. وفي خلال أسابيع قليلة سيعاني العالم كله من نقص إمدادات النفط، وبالمقابل تصبح إيران الدولة رقم واحد المصدرة للنفط في العالم.
مممممممممممممممممممممممممممـ
Energy independence or emergence of U.S. oil imperialism, Aljazeera.com- 9 February, 2007.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هي دولة الإرهاب الأولى في العالم؟
- ميزانية بوش لعام 2008: بلايين الدولارات لحرب العراق
- هل هؤلاء ممن يمارسون عملياتهم في العراق جيش الدولة الأكثر -ت ...
- دفع الفلسطينيين لمزيد من الفقر يدفع حماس الاقتراب أكثر من إي ...
- الولايات المتحدة تقود الشرق الأوسط نحو الكارثة
- إسرائيل تشتري قنابل ذكية من الولايات المتحدة
- على إيران الاستعداد لمواجهة هجوم نووي!
- المحافظون الجدد مدفوعون بهجوم عسكري على إيران يبدأ من العراق
- غالاوي: لا يوجد شيء اسمه حكومة العراق
- الترحيل المزدوج: مأساة الفلسطينيين في العراق المحتل!
- تعاظم معارضة الرأي العام الأمريكي لحرب العراق
- رسالة مفتوحة إلى بوش بشأن الاستراتيجية الجديدة في العراق
- هؤلاء العراقيون.. ناكرو الجميل!
- معركة إنقاذ أطفال العراق
- استراتيجية حرب بوش الرابعة في الخليج
- أصغوا إلى أصوات العراقيين!
- لن يقبل العراقيون أبداً التخلي عن ثروتهم النفطية للشركات الأ ...
- إمبريالية إعادة الاعمار!
- كلمة بوش تحمل تهديدات خفية لإيران وسوريا
- الفرصة الأخيرة من أجل الحقيقة في العراق


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟