أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جلال محمد - ِما وراء الأكمة..؟ حول هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة الناصرية















المزيد.....

ِما وراء الأكمة..؟ حول هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة الناصرية


جلال محمد

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 04:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                             
                                                                 جبار مصطفى ( جلال محمد)

نقلت بعض وكالات الأنباء والمصادر الخبرية خبر هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة الناصرية , جنوب العراق, بشكل مشوه وغير واقعي, حيث صورت أحداثه التي استمرت لمدة ستة أيام وكأن ما جرى هو تطور لخلاف حزبين سياسين حول مسائل آنية أدت في النهاية إلى احتلال مقر الحزب الشيوعي العمالي من قبل مجموعة مقتدى  الصدر أو ما تسمي بالحوزة العلمية .
من نافل القول أن نشير إلى أن تلك المصادر الخبرية لم تذكر لا من قريب ولا من بعيد بان احتلال المقر جاء بعد ستة أيام من المواجهات التي تخللتها أعمال عنف, وتجاوز على ابسط الحقوق السياسية للمواطن العادي وللأحزاب السياسية والسطو ليلا علي مقر الحزب وحرق بعض ممتلكاته ..... واللجوء بعد كل ذلك وبعد أن أدركت " قوات الحوزة العلمية"  فشلها بعد ستة أيام من محاولاتها البائسة,  إلى الاستنجاد بقوات "المجلس الأعلى"  واستعمال القوة المسلحة وكذلك الشرطة الإيطالية التي تشرف على "أمن المدينة وراحة المواطنين" إلى احتلال المقر من قبل الشرطة الإيطالية وليس من قبل تلك الزمرة الإسلامية البائسة . ما لم تشر إليه المصادر الخبرية , كذلك , إن تلك الجماعة الإسلامية لجأت في اليوم السادس من النزاع و, بعد أن فشلت في احتلال المقر, إلى اختطاف عدد من أعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي أو من المحسوبين عليه,, ليس من المقر بل من أماكن أخرى من المدينة واللجوء إلى أساليب التعذيب القذرة التي مارسها نظام البعث أو التي تدرب عليها هؤلاء في بؤر تعذيب الجمهورية الإسلامية الإيرانية  و التي تتوفر في كل أنحاء إيران اكثر من توفر رغيف الخبز والكتاب و المدارس.( تم الكشف يوم أمس عن آثار التعذيب على  أجساد  اثنين من أعضاء الحزب المختطفين , أمام مراسلي وكالات الأنباء في بغداد, بعد إطلاق سراحهم) .
وما لم تشر إليه المصادر الخبرية أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ناشطي هذا الحزب والحركة الجماهيرية والعمالية المستقلة في الناصرية إلى محاولات اللجم والاعتداء الرذيلة من قبل هؤلاء الإسلاميين ففشل المحاولة التخريبية التي مارسوها ضد تظاهرة اتحاد العاطلين في المدينة في 3/6 جعلتهم يتحينون الفرص من اجل العمل على فرض نفوذهم المهزوز في الأوساط الجماهيرية من خلال استعراض قوتهم التي باتت لا تخيف أحدا وخاصة كوادر وأعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
إلا إن الأهم من كل ذلك هو التفسير الساذج والطفولي الذي أوردته  بعض وكالات الأنباء لتوضيح  أسباب المواجهة الأخيرة  بين الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومختلف الاتجاهات الإسلامية في هذه المدينة . فقد أشارت بعض وكالات الأنباء إلى أن النزاع المذكور نشب بسبب إطلاق أعضاء من الحزب الشيوعي العمالي تسمية " تمثال معمم" على مقتدى الصدر الأمر الذي اغضب أفراد مؤيدي الحوزة العلمية وأدى في النهاية إلى قيامهم باحتلال مقر الحزب المذكور..!؟
بغض النظر عن كون هذا اللقب قد أطلق  من قبل أعضاء و مؤيدو الحزب الشيوعي العمالي أم لا, من المؤكد بأنه لا يمكن أن يكون سببا لنشوب نزاع بهذا الحجم والأبعاد . فالحوزة العلمية وكل الأطراف الإسلامية  التي استنجدت بها تنظر إلى نفسها, بحق,  بوصفها أحزاب سياسية تطمح للوصول إلى السلطة السياسية وإقامة نظام إسلامي  أو, على الأقل المشاركة الجدية في الحكم , وهي تدرك جيدا إن مثل هذه الألقاب والأسماء ليست ذات أهمية في صراعها الراهن من اجل تحقيق أهدافها السياسية , يضاف إلى ذلك عدم توفر دليل ملموس على كون هذه التسمية جاءت من أحد أعضاء الحزب الشيوعي العمالي . من جهة أخرى يهدف  الحزب الشيوعي العمالي  بوصفه حزبا شيوعيا  إلى إقامة جمهورية اشتراكية  في العراق  وهو ينظر إلى  الصراع الدائر بينه وبين الأحزاب الإسلامية نظرة أوسع واشمل من أن تحصر في مثل هذه الألقاب والتسميات , أو أن يحصر صراعه مع هذه الحركات بإطلاق مثل تلك الألقاب ,  ذلك انه يرى في الاتجاهات الإسلامية قطبا رجعيا ومعاديا لابسط الحقوق الأساسية لجماهير العمال والمحرومين في العراق وقد جعل من فضح المحتوي اللاإنساني لاهداف وبرامج وسياسات مختلف التيارات الإسلامية إحدى مهامه الأساسية ليس في وسط وجنوب العراق فحسب بل في شماله أيضا . فصراع الحزب  مع التيارات الإسلامية  في كردستان العراق  يمتد لعدة سنوات ,  لم يتوقف خلالها أبدا . على سبيل المثال لا الحصر أشير إلى بعض الحالات والممارسات الإسلامية التي كانت مدعومة بشكل قوي من جانب الأحزاب القومية الكردية والنظام الرجعي في إيران. ففي 1995 اصدر " ادهم البرزاني " رئيس ما كان يسمي بحزب الله الكردي وشقيق مسعود البرزاني , فتوى بقتل " ريبوار احمد" عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي  آنذاك و" ليدره" ألان بسبب مقالة نشرها في جريدة إلى الأمام تعرض فيها إلى موقف الإسلام الرجعي واللاإنساني من المرأة, الفتوى لا تزال قائمة وان تم حل الحزب بقرار من كسعود البرزاني , وخلال عام 1996 قامت مجموعة إسلامية باغتيال شابور عبد القادر عضو المكتب السياسي للحزب وقابيل   أحد الكوادر المتقدمة للحزب في مدينة اربيل.  والحقيقة إن صراع الحزب الشيوعي العمالي مع مختلف التيارات الإسلامية لم يتوقف منذ تأسيسه بل  اتخذ أشكالا متفاوتة من الحدة في مراحل مختلفة طوال السنوات العشرة المنصرمة . وقد هاجم وفضح الحزب الشيوعي العمالي مجمل مواقف الأحزاب والحركات الإسلامية في العراق رغم الدعم اللامحدود الذي كانت تتلقاه من الأحزاب الكردية ودول المنطقة وخاصة إيران ورغم التواجد العلني والمسلح لتلك الحركات . وفيما يتعلق بالأحزاب والحركات الإسلامية " الشيعية" فان الحزب الشيوعي العمالي لم يتوان  يوما عن  كشف أهدافها وسياساتها الرجعية لجماهير العراق وعن العداء الصريح لتلك الأهداف والسياسات مع ابسط أهداف الجماهير المسحوقة و أمالها في التحرر وتحقيق المساواة والحياة الحرة  , وقد أكد الشيوعي العمالي بان مختلف الأحزاب والحركات الإسلامية الشيعية والسنية إنما تهدف إلى تحقيق نظام واحد لا يتجاوز في احسن الأحوال النظامين الدمويين في أفغانستان أو إيران . وبعد سقوط نظام البعث لم يتوان الحزب الشيوعي العمالي العراقي في كل المناطق التي تواجد فيها عن  الإعلان هذه السياسات والمواقف تجاه الأحزاب والحركات الإسلامية في صحافته ووسائل أعلامه وإذاعته , ذلك انه يعتبر إن كشف الماهية الرجعية والأهداف اللاإنسانية لهذه الحركات جزء من مهمته في توعية عمال وكادحي العراق ومن تنبهيهم لخطر سياساتهم علي مصالحهم وأهدافهم التحررية , وقد مارست تلك الحركات مختلف الأساليب الإرهابية للضغط علي الحزب الشيوعي العمالي للحد من نشاطه , مرة بالتهديد وأخرى بالعمل علي  محاولة التشويش علي فعاليته , بل انهم عملوا علي منع كل نشاط جماهيري وكل حركة جماهيرية تتحدى أو تخرج عن  الإطار الرجعي لأهدافهم وسياساتهم , وهم يكشفون بذلك عن معاداتهم لأبسط المطالب الجماهيرية التي تتحدى آفاق أهدافهم الرجعية أو تختلف عنها  , فقد كشف, العديد من قادتهم ومنذ الأيام الأولى من عودتهم من إيران , بشكل علني وصريح   ليس عن معاداة كل ما هو متمدن وحضاري وانساني في المجتمع العراقي فحسب و بل عن نواياهم الاستبدادية في فرض إجراءاتهم بالقوة علي جماهير العراق , وما إصدار الفتاوى بقتل النساء ورش المواد الكيماوية الحارقة علي سيقان غير المحجبات حتى القدمين   وإحراق مصانع الخمور إلا أمثلة بسيطة وقليلة لممارسات  هؤلاء الإسلاميين.
مما سبق يمكننا القول بان الصراع بين الإسلاميين وبمختلف تلا وينهم "الشيعية والسنية" , سواء كان في جنوب العراق أو في شماله وبين الحزب الشيوعي العمالي العراقي إنما هو صراع بين جبهتين واسعتين , جبهة التخلف والتوحش والاستبداد الإسلامي , جبهة القتل ورجم النساء حتى الموت واستعبادهن في الحياة وبين جبهة الإنسانية والتحرر من كل أشكال العبودية والظلم الطبقي والقومي والجنسي والديني ......
إن الحركات الإسلامية, واستنادا إلى مبادئها وسياساتها وتجاربها العملية في إيران وأفغانستان و كل ما يسمي بالعالم الإسلامي ومنها العراق لا تعادي  الحزب الشيوعي العمالي العراقي واتحاد العاطلين والنساء غير المحجبات في العراق فحسب بل كل ما هو إنساني وتقدمي, مدني, معاصر  وينبض بالحياة في المجتمع العراقي , إنها قوي ظلامية خطرة يجب الانتباه لها والحذر منها ووضع حد لها .  وبالمقابل فان الحزب الشيوعي العمالي العراقي لا يعادي القوى الإسلامية فحسب بل كل القوى الرجعية والمتخلفة والمعادية لتحرر الإنسان و طموحاته المشروعة في تحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية . إن تطور التاريخ البشري يؤكد بان سيطرة قوى العبودية والتخلف وان سادت لردح من الزمن إلا إنها لن تدوم طويلا وهذا ما يؤكده لجوء الإسلاميين إلى محاولات استعراض القوة بوجه الحركة الراديكالية في المجتمع العراقي وخاصة في المواجهة الأخيرة مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي واتحاد العاطلين في مدينة الناصرية ,  إن الإنسان بطبيعته ينزع نحو التحرر والتقدم والمساواة مع الآخرين إلا إن هؤلاء الإسلاميين يعادون هذه النزعة من الأساس ولذلك لا يعرفون غير لغة الإرهاب والقوة والخداع لاقناع الآخرين بمشروعهم الدموي , وفي المقابل يرى الحزب الشيوعي العمالي بان أهدافه وسياساته ومطالبه تتفق تماما مع نزعة الإنسان التحررية ولذلك يؤكد على لغة الحوار والتخاطب والصراحة التامة في تعامله مع الجماهير وهو لذلك لن تخيفه هذه اللغة الرعناء , كما أخافت بعض أشباه الشيوعيين في الحزب الشيوعي العراقي. إن الصراع بين الجبهتين وإن انتهى , في الناصرية بفشل الإسلاميين , إلا إنه سيستمر , حسب رأينا في كل أنحاء العراق والناصرية أيضا وبإشكال وابعاد متفاوتة من الشدة والقسوة , حسب توازن القوى بين جبهتي الصراع الرئيسيتين.
من هنا تتضح تفاهة و سطحية  بعض التحليلات التي أوردتها بعض وكالات الأنباء لتفسير ما حدث في الناصرية, فهي اكتفت بترديد ما حاول بعض الإسلاميين تبرير ما حدث ولم تدرك أو تغافلت عن " إن وراء الأكمة ما وراءها"

27/ 7/ 2003


                                       
     



#جلال_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيور على اشكالها....تقع !
- الطالباني يستقبل، هذه المرة،الجيش التركي بالزهور...!
- وداعا……منصور حكمت


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جلال محمد - ِما وراء الأكمة..؟ حول هجمة فصائل الحركة الإسلامية على مقر الحزب الشيوعي العمالي العراقي في مدينة الناصرية