أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفراغات















المزيد.....

الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفراغات


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1825 - 2007 / 2 / 13 - 06:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار: نائل الطوخي
يقوم بتحويل الفصول المعقدة والضخمة من البحث عن الزمن المفقود ، إلي كتاب مصور يشبهه بكتب تان تان . الأكثر إدهاشا أنه لا يعتقد أنه قام بشيء مزعج لهذا الحد. يعتقد الفنان الفرنسي ستيفان أويه، والذي أصدر مؤخرا الجزء الرابع من نقله للرواية الفرنسية العملاقة إلي كتاب مصور، أنه حاكي الأصل بدقة متناهية ويبدو بروستيا أكثر من كل من ثاروا ضده بسبب ابتذاله للكتاب العملاق وتحويله إياه إلي رسوم متحركة . يؤمن أنه لم يغير في نص بروست أي شيء، سوي أنه سهل قراءته أكثر علي الناس غير أن هذا بالتحديد، أي جعل بروست متاحا لهذه الدرجة، ربما يكون هو ما أثار كل الغضب ضده. قام المركز الثقافي الفرنسي بدعوة أويه مؤخرا و كان لنا معه هذا الحوار .

البضاعة الأساسية لرواية بروست هي التأملات، كيف يمكن تحويلها لصور؟

نعم، و لكن في نفس الوقت لا يمكنك قراءة كتاب دون مشاهدة صور وأنا احتفظ بالنص في رسومي. حيث الرسم أقوم بتقطيعه إلي 3 أجزاء، جزء يعبر عن المشهد البصري، وجزء هو البالونة التي يظهر فيها الحوار، و جزء أضعه في مربع أعلي الصفحة هو صوت المؤلف وملون بلون يشبه لون صفار البيض، وهو كود متعارف عليه في كتب تان تان و غيره حيث يتم وضع لون واضح ومميز لصوت المؤلف دوما. بالإضافة إلي هذا فهناك الفراغات بين اللوحات. ومن المهم جدا أن تكون بيضاء اللون، حيث يتحول فيها القارئ إلي مؤلف، محاولا تخمين ما يحدث بين خانة وأخري مجاورة في هذه الفترة التي قد تستمر لمدة ثانية ونصف. رجل يعبر من سطح لآخر أو خانة في فرنسا و الأخري هنا في مصر. وبالنسبة لنص بروست نفسه فهناك مثلا واحدة من أطول الجمل التي لا أنساها عن مدينة كومبريه يتذكرها الراوي وهو يغمس بسكويت المادلين في القهوة، فيشبه مدينته بالبسكويت الذي يهيش في السائل وبالوريقات التي يجففها اليابانيون. هنا تخرج جميع ذكرياته وأبطال العمل من فنجان القهوة. لم أفعل أي شيء في جملة كتلك. رسمت البسكويت و القهوة وكتبت الجملة كما هي.

حتي مع طولها البالغ؟

طول الجمل هو أسطورة. الجمل الطويلة مقسمة إلي أجزاء صغيرة. انظر مثلا الجملة الأولي من الجزء الأول من العمل: كثيرا ما أويت إلي سريري في ساعة مبكرة . الفواصل تجعل جمل الرواية بالغة القصر.

كان عملك تبسيطيا بعض الشيء؟ تدخلت في الكلام لتبسيطه؟

لا. لم أتدخل أبدا.

أو اختصرت؟

العمل نفسه يختصر المساحة عندما يتحول النص إلي صورة . كانت المشكلة الأساسية التي واجهتني بالنسبة للبحث عن الزمن المفقود هي ضرورة الحفاظ علي الجزء الأكثر أهمية من النص و الضروري لفهم شخصيات الأبطال والحفاظ علي الأفكار المرتبطة المرتبطة بهذه الفترة الثورية في فرنسا في نفس الوقت مع عدم إملال القارئ، و هو الغاية من هذه الرسوم.

ألم تخش من إخراج شخصيات بروست من عزلتها الأرستقراطية ووضعها في نمط كاريكاتوري ما؟

كان لهذه الشخصيات طول الوقت طابع كاريكاتيري، غير أن هذا ببساطة لأن بروست أراد أن يبدعهم علي هذه الشاكلة. أنا لا أفعل سوي أنني نقلت نص بروست. عملي سهل، لأنه، ببساطة، مخلص.

ما أصعب مشهد قابلته في تحويل النص إلي رسوم؟

في غرام سوان وهو الجزء الثاني من جهة منزل سوان كان بروست يتخيل منزل أوديت في باريس. حيث كان هذا نوعا من بيوت المدينة المسماة فنادق خاصة ، تخيله بروست علي هيئة توزيع معقد وغير معتاد للغرف. وأجبرني هذا علي رسم وتخطيط المنزل مرارا و تكرارا حتي تتحرك فيه شخصيات أوديت دي كريسي وشارل سوان و الكونت دي فورشفيل بطريقة مقنعة. لم يكن إذن هذا مجرد رسم مشهدي. لا أتصور ان أحدا وهو يطالع رسومي التصويرية تفوته ملاحظة مدي الغرابة في هذا العرض.

من أي مادة استطعت استخلاص الملامح الخارجية لشخصيات بروست؟

من حسن حظي أن أغلب شخصيات الرواية كانت غنية و شهيرة مثل النبلاء والفنانين، رجال السياسة أو البرجوازيين الكبار، وكانوا يخالطون بروست وهم من كانوا مصدر إلهامه في البحث عن الزمن المفقود ، وقد قام فليكس نادار، واسمه الحقيقي فليكس تورناشون، بتصويرهم فوتوغرافيا. كان سوان هو الوحيد المستلهم من شخصية واحدة حقيقية هي شارلس هاس. أما الآخرون فكانوا عبارة عن بازل نفسي وبدني. تم نشر هذه الصور منذ أعوام قليلة. وبالنسبة لعملي، فقد كانت عبارة عن منجم للذهب.

وماذا عن خلفية باريس وقتها، كيف أمكنك تخيلها؟

بالنسبة لباريس فلقد ساعدني التصوير الفوتوغرافي و الرسم كثيرا. كان التصوير لايزال بدائيا وقت بروست حيث اشتري الميسورون هذه الآلة الجديدة للترفيه. وبدون دراية أسسوا أرشيفا ثريا للغاية يشهد علي باريس التي تركزت فيها أعمال هاوسمان، وثورة1871، والتغير المديني المذهل الذي غير وجهها. بالإضافة إلي هذا فمارفيل و فريق المصورين التابعين له كانوا قد قدموا، و بطلب من مجلس الوزاري لباريس، تقريرا وافيا للغاية عن التغيرات التي أحدثها البارون هوسمان في العاصمة. وهذا هو السبب في أن باريس في هذه الفترة، سواء المباني العامة أو الخاصة مصورة بالأبيض والأسود بدقة كبيرة. كان من حسن حظي أن البحث عن الزمن المفقود تدور احداثه هناك، في هذا الوقت ومع هذه الشخصيات.

شعرت بأحاسيس خاصة تجاه شخصيات بروست؟

الشخصيات تتطور علي طول الرواية. ليس فقط أن الزمن يتقدم بها ولكن الغني يصير فقيرا أو العكس. هذه السيرورة جعلتني أتعاطف مع الجميع، وربما الأكثر شرا منهم بالأخص كذلك.

هل كان هذا إحساسا أبويا تجاههم؟

لا. فقد كانت شخصيات متعالية ونبيلة أكثر من اللازم. هي شخصيات غير متواجدة في هذه الأيام. الشيء الوحيد المشترك بين أيامنا و أيامهم هو علاقات الحب. الغريب أن أقل شخصية تعاطفت معها أثناء إنجاز هذا العمل هي شخصية سوان، برغم أن حبه هو مفتاح لفهم كل الرواية، غير أنه يبين للقارئ أيضا ما لا يجب أن يقوم به. هو يريد أن يسيطر علي البشر و أن يمتلكهم و في النهاية هو لا ينهي عمله الإبداعي عن فيرمير، الفنان الذي لم يكن معروفا في وقت بروست، بينما الراوي يستطيع إكمال عمله في النهاية.

أثناء قيامك بالعمل، هل داخلك شعور بالغيرة من بروست؟

لا أعرف احدا لم يشعر بالغيرة من بورست. من قرأوه يتمنون أن يكتبوا ما كتبه، أما من لم يقرأوه فيخشون قراءته حتي لا يحبطوا. كثيرا ما قابلت دارسين وأكاديميين يقولون أننا لن نكتب أبدا لأننا لن نستطيع الكتابة مثل بروست.

حسنا و لكن السؤال موجه لك بالأساس، ألم تشعر أن بروست قادر بالتعبير بالأدب عما لا تستطيع التعبير عنه باستخدام الرسوم؟

أشعر، بل أنا علي ثقة من أن بروست هو رسام، غير أنه رسام لم يعرفه الناس، بروست كان يكتب اللوحات التي لم يستطع رسمها. وفي النهاية قام بتحويل إعاقته لعمل عبقري.

والعكس؟ هل شعرت أنه بإمكانك التعبير عما لم يستطع بروست التعبير عنه؟

لا. و لكنني اعتقد أن ماقمت به هو شيء جيد، سواء لقارئ بروست أو لمن لم يقرأه.

ما التعليقات التي واجهت تحويلك بروست إلي عمل مصور؟

كانت ممتازة كلها إلي درجة غير طبيعية. كان ناشر الكتاب يعتقد أنه لن يبيع إلا 500 نسخة فإذا بخمسة آلاف نسخة تنفذ.

وبالنسبة لكارهي بروست؟

لا أعرف أحدا يكره بروست. ولكن هناك صحفي في الفيجارو خاف من فكرة أن يحول أحد بروست، هذا الكاتب العظيم، إلي ما سماه رسوما متحركة، بدأ يهاجم الكلام الذي أوردته أنا في الكتاب. في النهاية اكتشف أنها جمل بروست نفسها التي يقوم بمهاجمتها، وأنه يهاجم بروست نفسه. للأسف، هناك كثيرون يدعون أنهم قرأوا بروست وهم لم يقرأوه.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد اركون: لا يمكن الربط بين الدين و الديمقراطية
- أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب
- الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
- محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
- محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
- سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل ...
- الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية ...
- روعة الديكتاتور وعمى المثقف.. مخلوقات محفوظ الملتبسة
- محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين
- صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية
- رسائل من غرفة اعدام صدام
- عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكامي ...
- الرسالة الكامنة للانتحاري
- معارضو الشارع واولاد الشوارع
- عن اطفال الشوارع و معارضي الشوارع
- قراء غير جيدين أو تجار متنكرون: مجانين مكتبة الاسرة
- الحجاب صليب المسلمين
- الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول
- الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفراغات