أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - منيرة أميد - مشاهد فيلية – حزن على فقد قريب














المزيد.....

مشاهد فيلية – حزن على فقد قريب


منيرة أميد

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 11:13
المحور: سيرة ذاتية
    


بغداد 1963

لم تفارق الدموع مآقي الام . كانت تصحو صباحاً وتبدأ بتلك الاشعار الحزينة (مور بالكوردي). كانت شديدة الالم على قريبها الشاب الذي أخذ غدراً. جاءه جار سابق له وطرق الباب، فخرج وكانت ابنته الصغيرة " بشرى" متعلقة برقبته. طلب منه ان يصطحبه، فسلم أبنته لاهله وأخبرهم انه ذاهب بصحبة " جبار الكوردي" .
تلك كانت آخر مرة يٌشاهد فيها.
بعد انقلاب تشرين 1963 ، الذي قاده عبد السلام عارف نفسه، بعد أن انقلب على اصحابه السابقين من البعثية، والذي أكد للمقربين منه، ان سبب انقلابه،هو فضاعة الجرائم التي ارتكبت على يد البعثية ضد شرفاء العراق. بحثت الام عن أبنها فوجدت جثته وتعرفت اليه، من حسنة كانت في رقبته. لانه كان قد تشوه من كثر التعذيب، وكانت آثار الكي بالمكوات واضحاً على جسده، وكان قد دفن حياً مع مجموعة من رفاقه. وذلك على الاقل ما سمعنا به من الوالدة، التي لم يخبوا حزنها عليه قط. كان الشهيد من كوادر الحزب الشيوعي العراقي، ومسؤول خطه العسكري، وهو الشهيد البطل لطيف الحاج.

لنعود الى شخصية " جبار الكردي". كان هو الاخر ينتمي الى اليسار العراقي كما أدعى البعض، لكنهم كانوا على خلاف معه لسوء تصرفاته، بينما نفى الكثيرون ذلك الانتماء. ولكن ما نستطيع ان نأكده انه كان على علم بمعظم كوادر وأعضاء الحزب الشيوعي العراقي وخاصة من الكورد الفيلية، وكان حقده كبيراً على الحزب، حتى انه لم يتوانى من قتل كوادر من الحزب الشيوعي عندما كانوا يحتفلون في ساحة السباع ببغداد وأمام الناس المجتمعين في تلك الساحة.

كان قد دخل السجن لسبب أختلف الكثيرون في تفسيره. وتعرف خلال وجوده هناك الى أعضاء من حزب البعث، استطاعوا ان يكسبوه الى جانبهم. ولنفسيته الشريرة، ولذكاءه في الاجرام، استخدم موهبته تلك ضد ابناء شريحته بالدرجة الاولى ، لذا لم يتورع من أخذ من كان الى الامس القريب يعتبرهم من أصدقائه، الى حيث لم يعودوا أبدا.

في أحد الايام وعندما كانت الابنة عائدة من المدرسة ، وفي طريقها في "شارع الكفاح"، رأت جموع كبيرة تتقدم في الشارع بأتجاه الساحة المقابلة لسينما "الفردوس" قادمة من اتجاه "باب المعظم"، كأنها في تظاهرة، وكان الرصاص يطلق بكثافة، وتبين لها عند اقتراب الموكب انها جنازة ؟؟؟!!!
عرفت لاحقاً ان تلك الجنازة كانت لستار الكوردي، الذي عرف ببطشه ، وسوء خلقه، حتى قيل انه كان هناك خلاف قد دب بينه وبين اخيه، جبار الكوردي ، لان الاخير كان يعترض على أخذ النساء الفيليات الى المعتقلات بينما كان الاول متحمس لذلك؟؟؟!!!

كان ستار الكوردي قد قتل على يد شريكه في "النضال" محمد فاضل، لاسباب غامضة، في بناية مركز شرطة الفضل، الذي كان مرتعاً، لقطعان الحرس القومي، بحكم ان المنطقة التي تحيط بها كانت ذات ولاء بعثي، ويقال انه كذلك حتى اليوم وانه مصدر للعمليات الارهابية ومرتعاً لاوكار المجرمين التي تقوم باعمال الاختطاف، والتي تنفذ في مدينة بغداد. ويحلوا لسكنتها ، بين فترة وأخرى أن ترسل قذائق ذات اليمين وذات الشمال الى المناطق المجارة، لتحصد أرواح سكنة تلك الأحياء الفقيرة المكتضة. الذي لا يلبث أن يخبو قليلاً، لتحل محله القناصة والسيارات المفخخة.

قدم ستار وجبار الكوردي للبعث خدمات لا محدودة ، ولصدام حسين بالذات، لكنهم لم يسلموا من بطشه. وقد عزى البعض ذلك، لاسلوب صدام في التخلص ممن يعرف ماضيه، وخاصة وانه كان لا يحضى باحترام من كان معه في ايام "نضاله" الاولى. والطريقة التخلص من جبار الكوردي التي اتبعت تؤكد ذلك، لانهم لم يكتفوا باغتياله عند منعطف، عندما كان عائداً الى منزله. وانما تم التخلص من اخوته جميعاً، وانسابه واقاربه وجيرانه، وكل من يمت بصلة له او لاحد من عائلته. بل لم يكتفي صدام بذلك وانما حشر عنوة، مجموعة رائعة من ابناء الكورد الفيلية، ممن رفضوا الانتماء لحزب البعث، واتهموا بانهم "أكراد معادين للسلطة" ، وكانوا معظمهم أطفال صغار، لم يبلغوا السن القانونية، في قضية شهيرة في نهاية السبعينات، اطلق عليها
" كباب الساطور" ، والتي راح ضحيتها مئات من الكورد الفيلية، ومعارضين آخرين، حيث دس السم في طعام (الكباب) المحتجزين قبل اطلاق سراحهم، بعفو من صدام لدى توليه السلطة،(التي توجت بمذبحة لرفاق دربه السابقين).
لم يسلم اي من المطلق سراحهم من الموت، سوى حالة واحدة، ظل صاحبها كسيحاً، والذي بقى شاهداً لتلك الجريمة .



#منيرة_أميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد فيلية- عرس تحت وابل النيران
- الى الدكتورة كاترين ميخائيل مع أطيب التحيات
- مشاهد فيلية
- الحكومة العراقية والسيرة الذاتية لاعضاءها -الجزء الاول
- مشاهد فيلية- جامع براثا والكورد الفيلية-
- البروفسور توفيق رشدي والغدر البعثي
- عدن والاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي العراقي آذار 1979


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - منيرة أميد - مشاهد فيلية – حزن على فقد قريب