أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 3/4















المزيد.....


محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 3/4


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسأل دكتور محمد الحسيني إسماعيل ويجيب: ((والآن ؛ ما هي صفات " الله " ـ عز وجل ـ في الدين الإسلامي ( الوحي الصادق ) ..؟ وقبل التعرض لإجابة هذا السؤال .. أبدأ بالقول بأن الإسلام قد قام ـ أولا ـ بوضع عيسى ( عليه السلام ) في سياقه أو دوره الطبيعي كرسول من أولي العزم من الرسل .. وليس إله أو حتى شبهة إله فيه بأي حـال من الأحوال ..!!! وأرجو أن تتنبه دكتورة علم النفس الأمريكية ( وفاء سلطان ) .. للمنطق عالي الدقة والإعجاز في الإحكام .. في الحوار الدائر بين " الله " ( سبحانه وتعالى ) وبين عيسى ( عليه السلام ) في يوم البعث .. كما جاء في قوله تعالى ..) وقد بينا بعضاً من هذه الصفت في الحلقة الماضية. ولكن دعونا نقرأ المنطق عالي الدقة والإعجاز في الحوار الذي دار بين الله وعيسى. (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) انتهى.

فما هو المنطق والإعجاز هنا؟ الله يسأل عيسى يوم الحساب: هل يا عيسى أنت قلت للناس أن يعبدوك وأمك من دوني؟ وحتى أنا غير العالم بخفايا النفوس أعرف أن عيسى في حياته القصيرة لم يقل إنه إله ولم يقل للناس أن يعبدوه وأمه. وفي الواقع لم تكن له علاقة ذات شأن بأمه. وحتى عندما جاءت أمه مع إخوانه الثلاث ليزوروه وأخبره حواريه أن أمه بالباب قال لهم ما معناه: من هي أمي ومن هم إخواني؟ أنتم أمي وإخواني (سفر متى، الإصحاح 12). فكيف يُعقل أن يقول للناس أعبدوني وأمي من دون الله، وهو يكاد ينكر أمه؟. وفكرة التثليث لم تدخل المسيحية إلا بعد أن اعتنقها الإمبراطور قسطنطين في عام 325 ميلادية أي حوالي 300 سنة فقط قبل أن يأتي محمد بدينه، وكان عيسى وقتها قد مات ولم يزعم أنه إله. فالله العالم ببواطن الأمور كان يجب أن يعرف أن عيسى لم يقل لهم ذلك. وإذا كان الله عالماً بذلك، فما فائدة السؤال غير الحشو الذي لا فائدة منه، أو لإيهام المؤمنين بأن الله يعرف ما يدور بين عباده؟ فلا أرى دقةً ولا إعجاز في هذا الحوار.
ثم يتحفنا الدكتور محمد الحسيني بشيء جديد لم أسمعه من قبل، فيقول (ويعجز اللسان عن وصف هذا المنطق العالي في هذا الحوار .. ولهذا يأتي وصف المولى ( عز وجل ) للجاحدين .. بقوله تعالى ..( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج 46)
وأتحدى أن تفهم ـ دكتورة علم النفس . مدّعية الإسلام.. معنى قوله تعالى (وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصدور ) .. لماذا يا دكتورة ..؟!!! لأن الدراسات والبحوث الحالية ـ والتي لم تنتهي بعد على مستوى العالم كله ـ أثبتت ، بعد نجاح عمليات " زرع القلب " ، أن القلب له العقل الخاص به وهو يشارك المخ كمستودع للذكريات في الإنسان .. وبالتالي تنتقل صفات وملكات الشخص المانح للقلب إلى الشخص الممنوح ..!!! وبديهي تستطيعي التحقق من هذه المعلومة الطبية التي ذكرها القرآن المجيد من أكثر من خمسة عشر قرنا بالبحث في الموسوعات الطبية عنها) انتهى.
مرة أخرى يتحدث المهندس الكهربائي عن الطب بدون أدني إلمام بما يتحث عنه. فالقلوب لا تبصر ولا تعمى. وعندما يتحدث الأطباء عن وجود عقل للقلب إنما يقصدون وجود خاصية في عضلات القلب تجعلها تنقبض وتنبسط من تلقاء نفسها ومن دون أن يتحكم بها الدماغ، أي Autonomous. والأطباء طبعاً عندما يتحدثون عن القلب يتحدثون بلغة العلم فيقولون The heart muscle has inherent ability ولكن الذين يترجمون إلى العربية سموا هذه القدرة في عضلات القلب (عقل). وشتان ما بين المصطلحين. ونحن عندما نستأصل قلباً نابضاً ونضعه في محلول (Lactated Ringer’s solution) يظل القلب يعمل لفترة من الزمن ثم يتوقف نتصجةً لحرمانه من الأوكسجين. أما كون القلب يشارك المخ كمستودع للذكريات، فقول ما كان يجب أن يصدر من رجل متعلم، ناهيك عن رجلٍ يحمل إجازة الدكتوراة. وقوله (.. وبالتالي تنتقل صفات وملكات الشخص المانح للقلب إلى الشخص الممنوح) فقولٌ هراء. وربما تشابه البقر على الدكتور فخلط بين ما يصيب بعض المرضى الذين تُجرى لهم عملية زراعة قلب من أعراض نفسية نتيجة وجود قلب شخص آخر بصدورهم، وبين نقل الصفات والملكات. وطبعاً لكي يُلبس الدكتور زعمه الباطل ثوب العلم واليقين، كان لا بد له أن يقول (قد أثبت العلم أو البحوث) وأنا استطيع أن أؤكد له أن البحوث براء مما يقول عن القلب. ونلاحظ أن الدكتور قد استعار من زغلول النجار قوله (إن القرآن قد قال بهذا قبل ألف وأربعمائة سنة). مسكين القرآن الذي يقوّلونه ما لم يقل، وفي كل مرة نُثبت خطأهم وبالتالي خطأ القرأن.
ثم يستمر فيقول (ولهذا يصف المولى ( عز وجل ) الإنسان المُعرض عن الفهم .. وعن هذا الحق بقوله تعالى .( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف 179) انتهى.
مرة أخرى نؤكد للدكتور الكهربائي أن القلوب لا تفقه ولا تُبصر وليس لها عقل. فهل يعقل ما نقول؟ ولا شك أن الدكتور قد تأثر بما يقوله الشيوخ عندما يفسرون القرآن. فالشيخ جلال الدين السيوطي يقول في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) عندما يتحدث عن المجاز في القرآن: ({إنا منكم وجلون‏} ‏ والوجل صفة القلب ‏ {‏ولملئت منهم رعبًا‏} ‏ والرعب إنما يكون في القلب‏.‏) انتهى. فالرعب والوجل غرائز يتحكم فيها قاع الدماغ البشري ولا دخل للقلب بها. والإنسان العاقل عندما يرى حيواناً مفترساً فإما أن يقف مكانه ويقاتل وإما أن يهرب. والعلماء يسمون هذا التصرف Fight or Flight. والطفل في سنته الأولى، رغم أن قلبه يعمل بانتظام، إلا أنه لا يعرف الخوف إطلاقاً. فالرعب والوجل ليستا من خصائص القلب.

وكنت أعتقد أن الدكتور من أهل القرآن الذين لا يؤمنون بالأحاديث الملفقة، ولكن اتضح أنه من الذين يؤمنون بالأحاديث، فقد قال (وفي السنة النبوية الصحيحة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعاً وتسعين إسما من أحصاها دخل الجنة " ونأتي إلى ذكرها .. أي هذه الأسماء الحسنى ( أو الصفات أو الكمالات الإهية ) كما وردت في القرآن والسنة النبوية الشريفة) انتهى.
وطبعاً مسألة دخول الجنة في الإسلام مسألة يصعب فهمها إذ أن محمد كان قد استعملها كالطُعم الذي نستعمله لصيد السمك، أو كصكوك الغفران. فإذا كان من يحفظ ويردد اسماء الله الحسني يدخل الجنة، لماذا يصوم الناس ويصلون ويحجون؟ ولماذا يصم المؤذنون آذاننا بندائهم إلى الصلاة عبر مكبرات الصوت؟ وليس ذلك فقط، فعندما حاصر القرشيون محمد في موقعة أُحد، قال لأصحابه: هل من يصدهم عنا فيدخل الجنة؟ وقال كذلك: كل شهيد يدخل الجنة. والمشكلة أن الشهيد ليس فقط من مات دفاعاً عن الله والإسلام وإنما الذي يصيبه الإسهال ويموت يكون شهيداً، والذي يدافع عن ماله ويموت يكون شهيداً، والذي يموت وهو في طريقه إلى الحج يكون شهيدا، والذي يموت بالسم يكون شهيداً. وهناك عدد لا يستهان به من الأحاديث عن الذين يدخلون الجنة، منها:
(من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً) أخرجه مسلم، رقم 32
(من لقى الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة)
(من صلى البردين دخل الجنة)
(من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث دخل الجنة)
(ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة، قلت وإن زنى، وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق)
(من قال اللهم أنت ربي، لا إله إلا انت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، دخل الجنة)
أي دين هذا الذي يقول نبيه إنك سوف تدخل الجنة حتى أن سرقت أو زنيت ما دمت تقول لا إله إلا الله؟ ويمكن أن أضيف عشرين نوعاً من الأنواع الذين يدخلون الجنة بدون أن يصلوا أو يصوموا أو يحجوا. فهل هناك أي نوع من المنطق في هذه الأحاديث؟ ثم ماذا عن الإنسان الذي يعمل عمل أهل الجنة طول حياته فيدخل النار، كما جاء في الحديث (إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم) (صحيح البخاري).
ثم أتحفنا الدكتور بأسماء الله الحسنى بكاملها، وما هي بأسماء وإنما صفات ينطبق جلها على أي أنسان نختاره.فمنها: الرحيم، الملك، المؤمن، الجبار، المتكبر، القهار، الوهاب، الرازق، العليم، الباسط، البصير ، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، الكبير، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، المجيب، الحكيم، الودود، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، الماجد، القادر، المقدم، المؤخر، الظاهر، الوالي، المنتقم، العفو، الرؤوف، الغني، المانع، الضار، النافع، الهادي، الوارث، الرشيد، الصبور. وأغلبها عبارة عن الكلمة وضدها. وهناك صفات مترادفة مثل الولي والوالي. وهناك صفات لا يجب أن يُصف بها الإله منها: الشكور. كيف يكون الله شكوراً ولمن شكره. نحن نشكر الإنسان الذي يقدم لنا معروفاً، فهل هناك من يقدم معروفاً لله حتى يشكره الله. أم يشكر الله الذين يعبدونه وهو قد قال إنه لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدونه. فعبادته واجب، ولا شكر على واجب. وما معني أن يصفوا الله ب (المؤمن)؟ هل آمن الله بمحمد أم بعيسى حتى نسميه المؤمن؟ وكيف يكون الله (مقيت) وهي من المقت أي الكره. هل الله مكروه أم كاره؟ وليس هناك أي داعي لكل هذه الأسماء. فالله، إن وجد، واحد ويجب أن يكون اسمه واحداً لا يشاركه به أحد. وترديد أسماء الله الحسنى لا يعدو كونه طقساً من الطقوس العديدة التي يمتلئ بها الإسلام.

وبعد أن مجّد الدكتور إله الإسلام قرر أن يعود إلى إله المسيحية مرة أخرى، فقال (يسوع المسيح . الرب . ابن الإنسان . المخلص . ابن داود . رئيس الكهنة الأعظم .ابن الله . الألف والياء . السيد . البر . النبي . نرجس شارون . سوسنة الأودية . الشفيع . أسد يهوذا . الخروف . آدم الثاني . المعلم .) انتهى.
ويجب أن نصفق للدكتور الذي استطاع أخيراً أن ينصر إله الإسلام على إله المسيحية. والنصر يومئذ لله المنتقم الجبار.
ورجع الدكتور إلى التهكم على الدكتورة وفاء سلطان فقال (يا دكتورة علم النفس الأمريكية .. هذه هي صفات إله المسيحية ..!!! المسيحية التي استهوتك وتوافقتي معها علميا وعمليا وتركتي الإسلام العظيم من أجلها .. هذا إن كنتِ ـ أصلا ـ مسلمة ..!!! يا دكتورة علم النفس .. لقد فضحت نفسك بنفسك.. بعد أن اعترفت ـ بدون أن تتنبهي ـ في رسالتك الأخيرة ( في 23/1/2007 ) لشكر موقع الحوار المتمدن .. أنك ولدت وتربيتي في عائلة غير متدينة ..!!! فكيف تدعين ـ إذن ـ إنك كنت مسلمة وأنت لا تعرفين عن الإسلام غير الاسم ..!!!) انتهى
وأعتقد أنه يجب على الدكتورة وفاء سلطان هنا أن تعتذر من الدكتور لأنها انتحلت شخصية المسلم عندما كانت صغيرة وادعت أنها تنتمي إلى الدين الإسلامي العظيم، رغم أن عائلتها لم تكن متدينة، فكل عائلة غير متدينة لا يجوز أن يقول أبناؤها إنهم مسلمون. فالإسلام نعمة يسبغها الله على القلة المختارة. ألم يقل ( وأكثر الناس لا يؤمنون) و(وكنتم خير أمة أخرجت للناس)؟ فكيف يجوز لمثل الدكتورة وفاء أن تدعي أنها قد انتمت يوماً إلى خير أمة أخرجت للناس؟
وتخيلت للحظة أني في حلبة ملاكمة بين ملاكمين من الوزن الثقيل والدكتور هو المعلق الرياضي الذي يشرح لنا نقاط قوة وضعف المتلاكمين، حين قال (يا دكتورة علم النفس .. هل صفات إله المسيحية : الحيوان .. العجل .. النسر الطائر .. أسد يهوذا .. الخروف ذو القرون السبعة .. وهو الإله الذي يلعب مع الحوت ـ ملك الأسماك ـ في وقت فراغه .. يمكن أن تقترب من صفات الخالق العظيم السابق ذكرها في الدين الإسلامي ..!!! وهل ـ نحن المسلمين ـ من اختلط علينا الخطأ بالصواب ..؟!!! وكما رأيتي بعينيكي ـ الآن ـ هل يتساوى إله المسيحية الذي أذله الإنسان وضربه بالنعال .. ولطمه وبصق عليه ثم صلبه وقتله ودفنه .. مع مفهوم " الله " الخالق المطلق والعظيم سبحانه وتعالى .. ) انتهى
أرجو أن يسمح لي السيد المشرف على موقع (الحوار المتمدن) أن استعمل موقعه لجمع أكبر عدد من التوقيعات نرفعها إلى الجامع الأزهر لترشيح الدكتور محمد الحسيني إسماعيل ليترأس لجنة (الحوار بين الأديان) لأنه محاور لا يُشق له غبار. وإذا نجحت المحاولة واستطاع الدكتور محمد الحسيني إسماعيل أن يدك الديانة المسيحية ويهدمها فلا شك سوف يساعدنا هذا المجهود في هدم كل الأديان المتبقية وتحرير عقول البشر من هذا السرطان.
وبما أن الدكتورة وفاء وأمثالها أناس محدودو الفهم فقد ساعدنا الدكتور في شرح بعض الآيات فقال (وحتى يكتمل الرد عليكي .. تقولين : [ إن الإلحاد خير من الإيمان بإله .. ( هو خير الماكرين ) ] .. وكعادتك تقطعين الفقرة من سياق معناها في القرآن العظيم لتدسي فيها سمومك .. وهذا هو النص كاملا .. كما يأتي في قوله تعالى ..
( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (الحشر، 24) [ شرح الآية الكريمة : ( و ) اذكر يا محمد ( إذ يمكر بك الذين كفروا ) وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة ( ليثبتوك ) يوثقوك ويحبسوك ( أو يقتلوك ) كلهم قتلة رجل واحد ( أو يخرجوك ) من مكة ( ويمكرون ) بك ( ويمكر الله ) بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج ( والله خير الماكرين ) أعلمهم به ] فهل فهمت ـ يا دكتورة ـ معنى هذه الآية الكريمة ..؟!!! وهل تنبهتي إلى أن المكر في هذه الآية الكريمة ( وأحد معانيه هو أن تصرف غيرك عن مقصده بالحيلة ) كان في مقابل تآمر أهل الكفر والشرك على وأد رسالة الإسلام في مهدها ..!!! وعلى الرغم من المناسبة الخاصة بتنزيل هذه الآية الكريمة على النحو السابق ذكره .. إلا أنها تصلح لكل العصور في مواجهة مكر أهل الكفر وأهل الشرك والملحدين .. ومنهم أمثالك أيضا ..!!!) انتهى
والمكر في اللغة العربية أيها الدكتور معناه خداع الخصم أو التحايل عليه، وغريب أن يمكر الإله الذي خلق كل هذا العالم وإذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون. هذا الإله الذي أمات رجلاً وحماره فقط لأن الرجل مر بقرية خاوية على عروشها وسأل نفسه: كيف يحيي الله هذه القرية؟ أماته الله وحماره مائة عام ثم بعثه (لم يشهد أحد هذا المشهد العظيم وهذه المعجزة السرية) ليثبت له أنه قادر على إحيائها. هذا الإله العظيم عجز أن يميت أو يُغمي على نفر بسيط اجتمعوا حول منزل رسوله الكريم ليقتلوه، عجز أن يحبط مخططهم فلجأ إلى المكر بأن أوحى إلى رسوله بما كانوا قد قرروا وطلب منه أن يمكر عليهم ويطلب من ابن عمه أن ينام في سريره ليوهم المتأمرين بأن الرسول مازال نائماً في سريرة، وخرج الرسول خلسة من منزله، وكالساحر العظيم – موسى- رمى حفنة من التراب على القوم فعموا أن يروه. سبحان الإله الذي قال عن نفسه (إنّ الله يدافع عن المؤمنين). فهل يكون الدفاع عن المؤمنين بالمكر؟ وربما يكون الدكتور مصيباً عندما يقول (إنه لا تعمى الأبصار إنما تعمى القلوب التي هي في الصدور).
واحتفظ الدكتور بدرره إلى آخر المقال، ثم اتحفنا بها حينما قال (فعلى سبيل المثال ؛ فصفة " المنتقم " هي من صفات الألوهية حيث ينتقم الله ـ سبحانه وتعالى ـ من الظالمين المتجبرين ، فماذا ينتظر - شارون - مثلاً وما يفعله في الفلسطينيين ، وماذا ينتظر الأمريكان وما يفعلوه في شعب العراق .. وما يفعلوه في الشعوب الإسلامية سوى الانتقام ، فلابد أن يكون هناك انتقام من الظالمين المفسدين في الأرض . وهكذا بالنسبة لباقي الأسماء التي تعترض عليها الدكتورة .. فهي ضرورة لتجليات المولى ـ عز وجل ـ لردع وعقاب العصاة والطواغيت والمفسدين في الأرض ..!!!) انتهى.
ويبدو أن المنتقم يستعمل طريقة تشبه اليانصيب لاختيار من ينتقم منهم، فهو لا ينتقم من جميع الظالمين. فهو مثلاً انتقم من شارون المذكور بأن سبب له نزيف في الدماغ (أو ربما في القلب الذي يشارك الدماغ في التفكير) ولكنه لم ينتقم مو موشي دايان الذي جرّع الأعراب كاسات الذل، ولم ينتقم من جولدا مايير التي تهكمت على العرب المسلمين، ولم ينتقم من هتلر في حياته، وجلس في عليائه يتفرج حتى قتل هتلر حوالي ثلاثين مليوناً من البشر. وربما يقول الدكتور إن هتلر نفسه كان انتقام الله من اليهود. ولكن ماذا عن مصر المحروسة عندما تنفخ الشرطة في مؤخرات المعارضين وتدخل العصا الغليظة في أشراجهم وتغتصب النساء، أليس هذا ظلماً؟ فأين مكر الله على الظالمين؟
وبعد أن أرغي الدكتور وأزبد، وصل إلى استنتاج فحواه أن عقل الدكتورة وفاء سلطان قد انحط إلى أدنى المستويات، فقال: (وسبحان الله .. فلم أكن أتصور أبدا .. أن يتدنى العقل البشري إلى مثل هذه الدرجة من الانحطاط الفكري ..!!!) انتهى. ألم تكن الدكتورة وفاء سلطان محقة عندما فضلت الإلحاد على الإيمان؟
وأخيراً يقول لنا الدكتور (وأخيرا ؛ يبقى أن ألفت النظر إلى أن الإسلام العظيم هو ـ في حقيقة الأمر ـ اليد الممدودة ، بكل العقل .. وبكل العلم .. وبكل الرحمة ، إلى البشرية كافة .. لإنقاذها من الهلاك المحتوم .. لكي يجعلها تقوم بتحقيق الغايات من خلقها .. حتى تنال السعادة الأبدية المنشودة ..) انتهى
هل قصد الدكتور يا تُرى، خلاص البشر الذين كانوا في برجي التجارة بنيويورك عندما غزاها الشباب المؤمن بدين محمد؟ بئس الأيدولوجية وبئس المتأدلجون.
وللحديث بقية



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2
- محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1
- الإسلام وجراب الحاوي
- وثنية الإسلام
- نهرو طنطاوي ولغة القرآن
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 2-3
- هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - 1
- زغلول النجار والسموم الإسلامية
- الأديان ليست سماوية
- تغيير مهمة الإله
- الإسلام والشبكة العنكبوتية
- هل يحق لرئيس جامعة الأزهر أن يفاخر
- الإسلام هو القاسم المشترك
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 2-2 تعقيباً على عبد ...
- أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2
- مفردات الجنس عند العرب
- أسطورة العدل الإلهي
- الإسلام يذل المرأة
- أسماء الله الحسنى


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 3/4