أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العربية!















المزيد.....

بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العربية!


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسرائيل تعيش هزّة سياسية واجتماعية عميقة. من الصعب على صحفي، حتّى لو كان متخصصاً، أن يعدّد كل الفضائح السياسية والاجتماعية والمالية، التي تتناولها الصحف. وأيضاً شعبية الحكومة في الحضيض.
ولكن يجب التحذير من الوهم "العربي" الذي نسمع أصداءه في إعلام الدول العربية، وكأن إسرائيل هي "في آخر الموسم" وانهيارها وغيابها عن الساحة هو "مسألة وقت"!
إن الإعلام الرسمي العربي، بما فيه الإذاعات "القومية"، قد كذب على شعوبنا، خلال عشرات السنين. حتى لم يعد المواطن يصدِّق هذه التحليلات، بل وحتى صار أكثر المواطنين العرب، من المحيط إلى الخليج، إذا أرادوا أن يسمعوا الأخبار الحقيقية العربية. يستمعون إلى... إذاعة لندن وإذاعة المونتكارلو!
إن إسرائيل تعيش حقاً هزة عميقة. ومن الممكن، أن تسقط حكومة أولمرت في الانتخابات البرلمانية القادمة، وقد تكون انتخابات سريعة ومبكرة، نتيجة انفجار الأزمة أو الأزمات!
واستطلاعات الرأي في إسرائيل، هذا الأسبوع، تفيد أنه لو جرت الانتخابات الآن لحصل حزب "قديما" الحاكم على تسعة مقاعد فقط في الكنيست (البرلمان) وحصل حزب "العمل" بزعامة "وزير الدفاع" عمير بيرتس على ثمانية مقاعد، فقط، بينما حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو يحصل على 32 مقعداً.
وهناك تحليلات جدية ومنطقية تتوقع اصطفافاً جديداً-انطفاء واختفاء أحزاب وظهور أحزاب جديدة، وربما اتحاد بين أحزاب. إن الأحزاب في إسرائيل لم تعد كما كانت قبل خمسين سنة أحزاباً أيديولوجية ذات جذور وذات قواعد شعبية متحمسة وثابتة الولاء، بل الأحزاب الآن هي على "الطريقة الأمريكية"، لا وجود لها إلاّ قبل عدة أشهر من الانتخابات، وتشكِّل الدعاية في التلفزيون والإذاعة، النشاط الإعلامي الرئيسي للأحزاب.
وقد قال البروفسور شلومو بن عامي، أستاذ التاريخ، إن المجتمع الإسرائيلي، بعد الطفرة الاقتصادية الصناعية الرأسمالية القوية، لم يعد مجتمعاً ذا حلم "بطولي" أو أخلاقي أو قِيَمي، بل صار مجتمعاً رأسمالياً استهلاكياً، يشكِّل فيه المال، والمال، فقط، "العِجْل الذهبي". وتبعاً لهذا فقدت الأحزاب، كل الأحزاب بريقها، ولم يعد يخجل الساسة من تحقيقات في الشرطة أو من محاكمات جنائية، فقسم كبير من الساسة يعتبر السياسة سُلَّماً للكسب المالي أساساً. ولذلك عندما سقط نتنياهو استقال في نفس الليلة، وسافر إلى أمريكا لجمع الدولارات. وهكذا بالضبط فعل إهود براك عندما سقط في المنافسة مع شارون. إن السياسة هي "بيزنس" و"البيزنس"هو سياسة.
إذا أردنا أن نحلل جدياً وسياسيا، حالة السياسة في إسرائيل، فهي سياسة الدولة الرأسمالية الاحتكارية المتطورة. وما الغرابة في ذلك، إذا عرفنا أن إسرائيل تسير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية، في كل شيء، بما فيها السياسة، وبما فيها تداخل وتمازج رأس المال والسياسة.
ولكن هذا شيء والوهم وخداع النفس العربية، بأن إسرائيل هي على بُعْد قوس أو قوسين من الانهيار والاضمحلال والاختفاء، هو شيء آخر بعيد عن الحقيقة.
وليس من موقع التأييد للنظام السياسي الإسرائيلي، أقول إن إسرائيل هي "دولة مؤسسات". والنظام الديمقراطي في إسرائيل هو نظام راسخ وغير مهتز. حَكَم حزب المباي (العمل) منذ قيام إسرائيل عام 1948 وحتّى 1977، وسقط نتيجة الفضائح والتعفن، فصعد الليكود برئاسة مناحيم بيغن إلى الحكم، وبعد مدّة سقط الليكود وعاد العمل برئاسة اسحق رابين إلى سُدّة الحُكم. وقتل رابين وسقط العمل وعاد الليكود برئاسة نتنياهوإلى الحكم، ثم سقط وصعد العمل برئاسة براك إلى الحكم. وسقط.
هناك في إسرائيل نظام سياسي فيه حزبان رئيسيان يتبادلان السلطة-الليكود واليمين من ناحية، والعمل المسمّى زوراً حزباً يسارياً. ولكن ما يجب قوله أن كل حزب عندما يُهْزم يحترم النتائج، ولا تحدث فوضى ولا صراعات ولا حروب أهلية، والمؤسسة العسكرية، مع أن لها وزناً كبيراً جداً في المجتمع الإسرائيلي، فهي لا تتدخل في السياسة، وليس هناك خطر انقلاب عسكري في إسرائيل.
ما أقوله ليس مديحاً لإسرائيل وليس ذماً لها، وإنما هو تصوير لحقيقة واقعة على الأرض. وأعتقد أنه يوجد الآن عدد متزايد من الخبراء العرب، الأكاديميين والسياسيين والصحفيين، ممن يعرفون النظام السياسي الإسرائيلي معرفة عميقة. وأنا دائماً أقول للأكاديميين والصحفيين اليهود، إن الصحف العربية، كل الصحف العربية، تترجم أسبوعياً عشرات المقالات والتعليقات من الصحف العبرية، وهذا طبعاً ايجابي.
وأعتقد أن من يحاول اليوم أن يحلل الواقع الإسرائيلي بأسلوب أحمد سعيد وصوت العرب في الستينات يثير الضحك الساخر أكثر مما يثير الاهتمام.
إسرائيل دولة عصرية تمارس السياسة بأسلوب ديمقراطي غربي رأسمالي، كما تطور اقتصادها ومجتمعها بشكل سريع، ومن الممكن في كل انتخابات أن تسقط حكومة وتُشكِّل المعارضة (السابقة) الحكومة التالية.
مقابل ذلك ماذا نجد في العالم العربي ؟ الانتخابات صورية، ولو لم تجرِ الانتخابات كان في ذلك "توفير مالي"، وكان في ذلك نكوص عن الرياء السياسي. ألا نعرف نتائج انتخابات الرئاسة في مصر، سلفاً؟ ألا نعرف نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في سورية سلفاً؟ ألا نعرف نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تونس واليمن؟ والدول "الثورية" مثل ليبيا لا تحتاج إلى انتخابات والدول المحافظة والرجعية لم تسمع ببدعة الانتخابات!!
لا نسمع عن فضائح في الدول العربية ليس لأنه لا توجد فضائح، بل لأن الساسة المفضوحين يملكون صحف "القطاع العام" أيضاً ويقودون العسكر والمخابرات، ويوقفون العسكر أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، وإذا نشرت المعارضة المدنية الأهلية عن الفضائح، فمن المؤكد أن ناشر هذه المعلومات يُصفّى، قبل أن يفكر أحد بالتحقيق بالإشاعات .. المؤكدة!
هل يمكن أن ينتحر رئيس حكومة أو وزير في إسرائيل، ويدفن في اليوم نفسه، وتغلق القضية، بدون تحقيق. وفي اليوم التالي تصبح القضية قضية "قديمة" ولا يجوز الكلام حولها؟
هل يعرف المجتمع السوري الحقيقة حول ما سُمِّي "انتحار" رئيس الحكومة الأسبق محمود الزعبي؟ هل حقاً انتحر أم نُحِر؟ وماذا قال الفحص القضائي الطبي؟ لا شيء. انتحر ودفن وانتهى الأمر. هل يعرف المجتمع السوري الحقيقة حول ما سمِّي "انتحار" غازي كنعان الذي كان الشعب كله يرتجف إذا سمع اسمه؟ هل انتحر حقاً أم نُحِر في إطار التصفيات داخل النظام الذي يعيش ويعمل في الظلام؟
وهل عرفنا حتى الآن كل التفاصيل عن اغتيال القائد المغربي بن بركة وهل قال العقيد القذافي ماذا جرى للإمام موسى الصدر الذي زار ليبيا، و"تبخر"هناك؟!
لو كان العالم العربي ديمقراطياً، قانونياً، يحترم حقوق الإنسان، ويحترم حق المواطن في ان يعرف، لكان العالم العربي أقوى سياسياً وأقوى اقتصادياً وأقوى عسكرياً وأقوى ثقافياً، فحيث تسود الديمقراطية يرتفع قدر الإنسان واحترامه وتتعزز قوّته وحقوقه، أما حيث تسيطر المخابرات التي لا تعرف الرحمة فالشعب يعيش حالة الخوف الدائم، الشعب نعاج تابعة للزعيم وليس "مصدر كل السلطات" حقاً.
إنني أقول لأمتنا العربية، بقلب ينزف دماً: بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل_ إبكوا على حالة شعوبنا العربية!



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآخرون يندفعون إلى التقدم ونحن نندفع إلى الانتحار!
- مؤرخ يهودي يكتب عن:التطهير العِرقي في فلسطين
- ممارسة الإرهاب
- مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل
- من أين لك أربعة مليارات دولار، يا سماحة الشيخ؟!
- كيف يفكر الفلسطينيون داخل إسرائيل
- فيلم وثائقي إسرائيلي..أثار عاصفة -يوسف نحماني..وسقوط طبريا!:
- في المالية الإسرائيلية..فضائح كبرى وحامي الخزينة-حراميها!
- لبنان نموذج حضاري متقدم للأمة العربية.. فهل يهدمونه؟!!
- نهاية الطاغية..تحذير لبقية الطغاة!
- هروب الأدمغة من العالم العربي
- حول الفساد في العالم العربي: السمكة تفسد من الرأس!
- أنظمة البطش والتخلف واللصوصية-مسؤولة عن فقر الشعوب العربية!
- الأسد -معتدل- و-حضاري- مع أولمرت فلماذا هو بلطجي بالتعامل مع ...
- حزب العمل الإسرائيلي أزمة قيادة..وأزمة طريق!
- ابتهجوا يا عرب : اللغة العربية ألا تواجه خطر الانقراض!
- مؤتمر إنكار المحرقة اليهودية-في إيران هل يخدم، حقاً، قضية فل ...
- !كارثة التخلف الاقتصادي الأساس للتطرف الديني!
- المتعصبون المتطرفون فقط-يخافون من الحوار والتفاعل
- البيان الختامي للإتحاد العام للأدباء مثل بيان ختامي لوزراء ا ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم جبران - بدل أن تضحكوا على فضائح إسرائيل –إبكوا على حالة الشعوب العربية!