الف تحية لاتحاد نقابات عمال النفط في تصديهم للهدف الرئيس من احتلال العراق

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يثبت شعبنا في كل يوم ولا سيما الطبقة العاملة العراقية اصالته الثورية وخبرته التاريخية والاستفادة من تجاربه في المعارك التي خاضها مع جميع اعداء شعبنا من امبرياليين وانظمة دكتاتورية وعميلة . فقد ادى تطور جميع اشكال مقاومة شعبنا لقوات الاحتلال الى تعطيل مخططاته وتحقيق هدفه الرئيس وهو الاستحواذ على ثرواتنا النفطية شرعا وليس من خلال النهب المنظم الجاري بحراسة قوات الاحتلال بل من خلال تثبيته بعقود واتفاقات تبرمها مع حكومة وبرلمان نصبتهما وضمنت سلفا طاعتهما لكل قراراتها. فللاحتلال عشرات الاهداف من احتلال العراق ولكن الهدف المركزي هو الهيمنة على احتياطي النفط العراقي الذي يعتبر ثاني احتياطي عالمي للنفط والهيمنة عليه يمكنها من مواجهة نضوب ثرواتها النفطية وهي المصدر الرئيس للطاقة وعماد الاقتصاد الوطني والعالمي بل ويمكنها من خلال احتكار انتاجه وتسويقه الهيمنة على العالم. والى جانب مساهمة عمال النفط بمختلف اشكال مقاومة الاحتلال وشركاته النفطية ، كان عمال النفط ومهندسوه يحرسون عمليات الانتاج والتسويق ويكشفون عن جرائم سرقته من قبل الشركات الاحتكارية الامريكية تحت حراسة قوات الاحتلال، وتغاضي اجهزة الحكومة. فقد جرى تعطيل عدادات نقل النفط وتأخير استبدالها، بحيث لا يزيد المسجل من الانتاج عن المليون ونصف برميل يوميا في حين يصر العمال على انه يزيد عن ثلاث ملايين برميل يوميا بعد الاصلاحات التي اجرتها الشركات الاجنبية. وتغاضي قوات الاحتلال عن اخذ اجهزة الدولة لحصتها من خلال سرقة مليشياتها الاف الاطنان من النفط وبيعها في السوق السوداء.
وازاء تصاعد خسائرها وتضحيات قواتها على يد المقامة العراقية المسنودة بالمقاومة الشعبية ولاسيما العمالية صعدت قوات الاحتلال من جرائمها بحق شعبنا وعرت بذلك زيف النظام الديموقراطي الامريكي واثارت حقد العالم وادانته للادارة الامريكية والمطالبة بمحاكمة اقطابها كمجرمي حرب. كما اثار الشعب الامريكي وصعد من نضالاته ضد هذه الحرب الاجرامية وبعد ان هرب اكثر من 40 الف من جنودها من العراق تجرا الجنود والضباط على رفض الخدمة في العراق رغم ثقل العقوبة المنتظرة من جراء ذلك. ولم تجد بدا من التعجيل في تمرير اتفاقية استثمار النفط من قبل الحكومة والبرلمان الموثوق من طاعتهما على عجل، وفي ظل اقسى حملة امن جديدة ركزت عليها كل ما في جعبتها من وسائل الرعب والابادة . ولكن دون ان تحسب أي حساب لوعي وتجارب طبقتنا العاملة ولاسيما عمال النفط .. وهم احفاد عمال نفط كركوك في معركة كاورباغي ضد شركات النفط الذين حققوا اهدافهم بتحقيق مطالبهم المهنية واسقاط الوزارة العراقية التي استخدمت الرصاص ضدهم وقتلت 13 شهيدا، مسندين بجميع القوى الوطنية والجماهير في جميع ارجاء الوطن بقيادة الحزب الشيوعي العراقي عام 1946. انهم ابناء عمال النفط في ثورة 14/تموز/1958 الذين افشلوا مخططات شركات النفط الاحتكارية لنسف الاساس الاقتصادي للثورة من خلال سحب جميع الخبراء والمهندسين الاجانب والعملاء . وتصدى العمال لادارة الانتاج وجميع عمليات الصيانة والتصفية والتسويق.. وابناء العمال الذين اعطوا الثقة للحكم الوطني في اصدار القرار 61 عام 1961 في تأميم جميع ارض العراق خارج الابار المستغلة أي تحرير 95, 99% من ارض العراق وتأسيس الشركة الوطنية للنفط لاستثمار النفط وطنيا، ومن ثم تأميم ما تبقى عام 1972. وهم الذين وابناؤهم استمروا في انتاجه وتسويقه رغم كل ظروف الارهاب والحروب والحصار باعتباره اساسا للاقتصاد الوطني .
ورغم فضح بعض القوى السياسية لمخاطر قانون استثمار النفط باعتباره رهنا لثرواتنا النفطية ل 30-40 عاما قادمة
وشروطه المجحفة التي تضمن للشركات الاحتكارية 70% من عائدات النفط دون نشهد أي استنهاض جماهيري لمواجهته. جاءت صرخة حسن جمعة رئيس اتحاد نقابات النفط في العراق ومقره البصرة في المؤتمر الذي عقده الاتحاد في يوم 6/2/2007 في كلمة الافتتاح" نحذر الشركات الاجنبية وخصوصا الامريكية من الدخول الى مواقعنا النفطية عبر قانون لا يراعي مصلحة الشعب العراقي"!! لتستنفر ضمير وطاقات جميع عمال العراق وقواه الوطنية المخلصة والمخدوعة لتنظيم الندوات لفضح مخاطر هذا القانون الذي الذي صاغته الشركات الاستشارية الامريكية وصادقت عليه الحكومة العراقية وسيعرض على عجل على البرلمان للمصادقة عليه. والاستعداد للاعتصام داخل وخارج البرلمان للحيلولة دون المصادقة عليه وانهاض الحركة العمالية في جميع انحاء العراق بالقيام بتظاهرات واضرابات اسناد، فضلا عن تصعيد جميع اشكال المقاومة الشعبية .
وإذ لم يطالب اتحاد عمال النفط في مؤتمره الغاء القانون رغم تشخيصه لمساوئ أي قانون يصدر في ظل الاحتلال وضعف الجانب العراقي المفاوض ، طالب بتعديل القانون والغاء اتفاقية المشاركة في الاستثمار واقتصاره على اتفاقية تقديم الخدمات والتسويق. ان هذا التعديل يمكن ان يكون تعديلا جذريا لو جرى في ظروف اخرى غير ظروف الاحتلال وادواته السياسية والعسكرية وغيرها التي يمكنها من توسيع هيمنتها من خلال تفسير شكل الخدمات وتكاليفها..
نعم انها معركة شعبنا الكبرى ولابد من خوضها بكل القوى الممكنة والاساليب القديمة والجديدة ، وهي بلا شك غنية بنتائجها في جميع الاحوال . فلم يكن للفشل فيها خيبة امل بل تجربة رائعة في مقارعة اكبر واخطر اعداء البشرية وفي النجاح سيكون نصر رائع يمهد لانتصارات وطنية وعالمية مقبلة.
سعاد خيري 8/2/2007

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات