أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر النابلسي - Star Academy 4















المزيد.....

Star Academy 4


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


-1-

برنامج ستار أكاديمي وغيره من برامج المنوعات الغنائية الراقصة المبهرة، الذي تقدمه محطة الإرسال اللبنانية وغيرها من محطات التلفزة اللبنانية، من البرامج التي تبشر بمستقبل قريب للحداثة في العالم العربي، بل هو مطالع الحداثة الفنية بعينها.

وهذا الكلام، لا يُعجب، ولا يُرضي 99 بالمائة من المجتمع العربي ذي النسق المحافظ والتقليدي. ولكن الذي يبشر بالخير، أن هذا البرنامج في دوراته الأربع، قد تمثل فيه شباب وصبايا من مختلف أنحاء الوطن العربي، وخاصة من البلدان المحافظة والتقليدية كالسعودية والكويت وغيرهما من بلدان الخليج.



-2-

أنا من الحريصين جداً على مشاهدة هذا البرنامج اسبوعياً، ومنذ سنوات. وتكاد لا تفوتني حلقة من حلقاته إلا إذا كنت مسافراً. وأطرح جانباً أي كتاب في يدي سواء كان لهيجل، أو ابن رشد، أو ابن خلدون، أو فؤاد زكريا، أو سبينوزا جانباً، واتسمّر أمام التلفزيون، عندما يحين وقت البرنامج.

وسر اعجابي بهذا البرنامج، هو أنه يستقطب الشباب والصبايا، من أجل تقديم وجوه جديدة للفن الغنائي والفن الراقص. ويبعدهم عن التحليق مع طيور الظلام، والالتحاق بفرق الموت، والأحزاب الدينية، وقوافل الانتحاريين في العراق، وفلسطين، ودول الخليج.

إنه يبث فيهم حب الحياة، وليس طلب الموت.

يدفعهم إلى الغناء للحياة والأمل، وليس النشيد للانتحار والنحر.

يُري الشباب الحور العين في الدنيا، وعلى الأرض، وليس في الوعد والخيال.

ويعِد الشباب بالحور العين، ليس مقابل تفجير أجسادهم في أجساد عشرات الأبرياء كل يوم، ولكن مقابل الابداع والاتقان والعطاء في الحياة.

-3-

أنا أحرص مساء كل يوم جمعة على أن أشاهد ستار أكاديمي. وأفضل مشاهدته على مشاهدة، أو سماع أية خطبة سياسية كاذبة وملفقة، لأي سياسي عربي، من باعة السمك الفاسد.

أحرص على مشاهدة برنامج ستار أكاديمي، وافضله على أي برنامج نقاش سياسي (ملغوم) و (مبرمج) و (مطبوخ) بعناية، من أجل خدمة أيديولوجية معينة، أو نظام حكم معين، أو توجّه سياسي معين.

أحرص على مشاهدة ستار أكاديمي، وأفضله على أية خطبة يلقيها الشيخ يوسف القرضاوي، أو حسن نصر الله، أو حارث الضاري، أو محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين. فكل هؤلاء وغيرهم من "السيادينيين" سرقوا الدين وسرقوا السياسة كذلك، وامتطوها من أجل منافعهم، وتحقيق مآربهم السياسية. في حين أن شباب وصبايا ستار أكاديمي، لم يسرقوا، ولم يكذبوا. وجاءوا إلى ستار أكاديمي، من أجل أن يقدموا لنا مواهبهم بكل صدق، دون وسيط، أو محسوبية، أو رشوة، أو جاه، أو سلطان، أو عصا، وبكل حرية، وبكل ديمقراطية.

فالمكان الوحيد الذي يمارس فيه العرب حريتهم في الاختيار، وديمقراطية الانتخاب، دون تزوير، ودون رشوة، ودون خوف من قبضايات الزعيم، هو ستار أكاديمي.

-4-



لو تحوّل العالم العربي كله إلى ستار أكاديمي، فيه الشعب العربي يرقص، ويغني، بشبابه وصباياه في الشوارع والأعياد والمناسبات الاجتماعية، لما كان للارهاب بيننا مكان اليوم.

لو أصبح العالم العربي مسرحاً من مسارح ستار أكاديمي، لعمَّ فيه الأمن والأمان، وخلا من لصوص الوطن، وارهابي الوطن، وقتلة الأحرار.

لو كانت في كل بلد عربي روح بين مواطنيه، كالروح الموجودة بين شباب وصبايا ستار أكاديمي، لكنّا بألف خير ونعيم، ولنام الحمل في حضن الثعلب، ولما كان بيننا لا ابن لادن، ولا الظواهري، ولا الزرقاوي، ولا الحمراوي، ولا الصفراوي.



-5-



ستار اكاديمي هو برنامج للحياة.

صندوق الدنيا العجيب.

عندما تشاهده، لا يمكن لك أن تشعر بأنك في العالم العربي، عالم القبائل الدموية، وعالم القتل على الهوية، وعالم تفخيخ عشرات السيارات اليومية، وعالم الكذب والشعوذة، وعالم الاعلام المحكوم من قبل رجال دين، وعالم الحلال والحرام الكاذب، وعالم الفساد المالي والسياسي، وعالم الحجاب والحُجب، وعالم الخوف من عذاب القبر، وعالم الفقر، والتخلف، والأمية التي تبلغ ضعف مجموع عدد الأميين في العالم كله، كما قال تقرير منظمة "الاليسكو" لعام 2005.

فمثل هذه البرامج، ومثل هذا العالم الخيالي والواقعي، لا تنتجه غير شعوب متقدمة، ومزدهرة، وراقية، ومحبة للحياة والسلام.

فهل حقاً نحن نملك كل هذه المواهب الزاهرة؟

نعم نملك كل هذه المواهب الزاهرة، ولكننا ننتظر اليد السحرية، والعقل الساحر، والموهبة الساحرة، التي تخرجها من قمقم الخوف، والفزع، والقمع، والتهديد بعذاب جهنم.

-6-

كلما شاهدت حلقة من حلقات ستار أكاديمي عاد التفاؤل إلى نفسي، والسكينة إلى قلبي، بعد نهار مليء بمشاهد التشاؤم والغثيان، من خطبة لحاكم كذاب، إلى تصريح لسياسي دجال، إلى مقال لغافل عن الحق، إلى برنامج سياسي ساذج لا يعقله حتى الأطفال، إلى فتوى رجل دين نصاب، إلى أخبار القتل والتفخيخ، وكأننا في غابة وحوش.

مشاهدة ستار أكاديمي وصفة طبية، للذين فقدوا الأمل بالغد.

مشاهدة ستار أكاديمي، دواء ناجع، لنسيان الخيبة العربية اليومية الكبرى.

مشاهدة ستار أكاديمي، تنسيك أنك في عالم يحكمه نسق ديني، رجعي، تقليدي، ومحافظ مغلق.

مشاهدة ستار أكاديمي، تُفرح قلوب كافة المشاهدين من كل الأعمار. وأنا متأكد بأن 99 بالمائة من مشاهدي التلفزيون، بما فيهم شيوخ الدين، وشيوخ القبائل، والأجداد، والجدات، والآباء، والامهات، يشاهدون هذا البرنامج علانيةً وخفيةً، ويتمنى كل واحد منهم، أن يكون أحد هؤلاء الشباب، أو الصبايا. رغم كل ما يتعرض له هذه البرنامج وأمثاله من هجوم شنيع وكاذب على منابر المساجد، وفي الحلقات الدينية، وفي دروس الظلام، وفي حظائر المدارس، وفي أعمدة الصحف المصفحة ضد النور والتنوير.



-7-

ستار أكاديمي، وغيره من برامج المنوعات المثيلة له، في محطات التلفزة الأخرى، هي صورة لبنان الحقيقي، ولا يمكن أن تتم وتُبث في بلد عربي غير لبنان.

لبنان، بلد الفن، والجمال، والألوان الزاهية. لا بلد السياسيين السارقين الناهبين، الذي يضعون مفاتيح الأوطان في جيوبهم، ويغلقون الوطن الدكان، وكأن الوطن أصبح دكاناً لهم، متى أرادوا فتحوها، ومتى أرادوا أغلقوها.

لبنان، بلد المغنى والمعنى، لا بلد العمائم السوداء، والبيضاء، والخضراء.

لبنان، بلد الحداثة، والعلمانية، والحرية، والديمقراطية، ومن هنا يسعى العرب، كل العرب، إلى اصطياد وقتل هذا الطائر الغريب في سماء العرب المُغبرّة.

لبنان، بلد الخضرة، والزهر، والموال، لا بلد الدماء، والتفجيرات، والقتل العربي في عزّ الظهيرة.

ستار أكاديمي هو لبنان، المفترض أن يكون، بعيداً عن العرب والعجم، وأحقادهم السوداء، واطماعهم، ومصالحهم، وحروبهم الوهمية الدونكشوتية، ضد الريح.

قلبي الذي شاخ، يتحول إلى بساط أخضر، مليء بشقائق النعمان والدحنون، عندما أشاهد كل يوم جمعة ستار أكاديمي، وأشم فيه رائحة لبنان.

السلام عليكم.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نشرب هذه الكأس؟
- هل قاد اخفاق العَلْمانية إلى الارهاب؟
- القُبلة الأمريكية الأخيرة للعراق
- الارهاب وجناية المثقفين
- مسمار جُحا
- الفاشية الفلسطينية البازغة
- دور الفقهاء في ذمِّ النساء
- فتح ملفات الفساد الأردني: لماذا الآن؟
- لماذا أصبحت بعض الشعوب ككلب ديستوفيسكي؟
- من وصايا الماوردي للسلطان العربي
- الأردنيون وذهبُ رغَد
- لماذا يرفض الفقهاء الرقص مع النساء؟
- عمرو موسى والطبّ العربي بالزعفران
- واشتروها بثمن بخس.. دراهم معدودة!
- شعب عظيم حقاً.. دقوا على الخشب
- أين الدواء في روشتة بيكر- هاملتون؟
- ثقافة الارهاب: هل هي من الإسلام أم من المتأسلمين؟
- غداً ... الأقليات فوق سطح صفيح ملتهب!
- البليهي مُفكرٌ عاشَ في الألفية الرابعة!
- الليبراليون ليسوا حجارة معبد، ولكنهم سنابل قمح!


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر النابلسي - Star Academy 4