أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق















المزيد.....

يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8 - 08:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 تعرض الشعب العراقي وقيادته الوطنية الى مؤامرات خبيثة وشرسة من قبل دول الجوار العربية والأسلامية وعملائهم في داخل العراق من رواسب الشوفينية العربية والفاشية الأتاتوركية والعنصرية الشاهنشاهية أي الفارسية ، تحالفت هذه القوي الشريرة والظلامية وبدعم ومساندة الدول الاستعمارية للأنقضاض على وليدة هذه الثورة والنيل من قائدها الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وجماهير الشعب التي أيدت تلك الثورة المجيدة ، جاهدوا جميعهم بكل ثقلهم داعماً للقوميين والبعثيين بالمال والسلاح لعرقلة إنجازات الثورة والألتفاف عليها وأجهاض على قائدها ( بالطبع الوضع الجديد للعراق أنذاك كان بمثابة الخنجر في عيون أعداء العراق الممثلين بالدول العربية والأسلامية المحيطة بالعراق كما هو اليوم ) ، فكان الشهيد عبد الكريم قاسم اول إنسان عراقى وطنى سكن قلوب العراقيين لأنه عمل وجاهد فى سبيل عزتهم وكرامتهم و سعادتهم وتوجيه طاقاته نحو تطور المجتمع من اجل بناء عراق قوى مستقل و مزدهر، شرع العديد من القوانين التقدمية لخدمة العراق ، وخاصة صدور القانون رقم 80 وقانون الإصلاح الزراعي التى تضررت مصالح دول الكبرى ودول الأقليمية والأقطاعيين داخل العراق نتيجة تلك القوانين لثورة 14 تموز المجيدة ، لذلك حاولوا بكل السبل قضاء عليها وطمس حقيقة قائدهاعبد الكريم قاسم وماهيته ووطنيته وإنسانيته ، وخططوا لتغيير النظام الذي تضرر مصالحهم من قيامه ، لأنها تباينت بصورة متناقضة ردود أفعال القوىالرجعية العربية والاسلامية والعناصرالمشبوهة المرتبطة بالشركات النفط العالمية والصهيونية ، وكانت اولى صفحاتهم تأجيج الصراعات الداخلية وتأليب القوى السياسية الواحدة منها ضد الأخرى وتجنيد العناصرالبعثية والقومية المتطرفة للعب دور مخلب القط التي أستعملتهم تلك الشركات والدول للأنقضاض على الثورة وعلى قائدها ، وفعلاً أنقضت عليها بالأنقلاب الأسود الدموي ليوم الثامن من شباط ( الرابع عشر من الرمضان ) عام 1963 قاده البعثيون والقوميون وبأسناد مباشر من مخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ومخابرات الدول الاقليمية الى الانقلابيين ، لاطماعهم في ثروت بلادنا ، واغرق العراق في لجة بحر من الدماء كما يحدث اليوم ، ويعتبر ذلك اليوم الأسود مذبحة دموية شنيعة الذي مورس بحق أبناء شعبنا وقواه الوطنية وبحراب الجيش العراقي على مرئ ومسمع العالم الذي لم يحرك ساكناً ولو ببصيص أنساني ، وأنتهت شخصية الزعيم الوطنى الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم بأيدي أعداء الشعب العراقي .
لقد أستباح الإنقلابيون كل شيء وعبر بيان 13 سيء الصيت الذي أباح الإبادة الجماعية للشيوعيين والوطنيين ولكل محبي الزعيم من النساء والرجال وبعد أن تحول العراق الى سجن كبير من قبلهم ، وقد جرت عمليات تعذيب بحق أبناء شعبنا من جميع طوائفه على أيدي قوىالردة وقطعان ماسمي ب(الحرس القومي ) ، مما سبب لآستشهاد الألوف منهم ، عندما تحولت المتنزهات والنوادي الرياضية الى ساحات اعدام ، وحكم الشعب بالحديد والنار طوال اربعين عاما .
بعد هذه المقدمة أدلف الى صلب الموضوع

كيف هبت الجماهير العراقية ومن مختلف القوميات والأديان والطوائف ليس في مدينة بغداد وحدها، بل في جميع المدن العراقية وكيف تصدت للانقلابيين ؟ في ذلك اليوم المشؤوم من صبيحة الرابع عشرمن رمضان والمصادف الثامن من شباط الاسود عام 1963على أغتيال ثورة الرابع عشرمن تموز 1958، وكيف وقفت تلك الجماهير بوجه المتأمرين لتدافع على الثورة بروحها وجسدها وحفاظ على مكتسباتها ؟
في هذه المقالة نؤشرالى مقاومة أهالي مدينة بغداد وأطرافها من جميع أطيافه وقومياته للانقلابيين في ذلك اليوم الاسود كيف نزلوا الى الشارع وكيف توجهوا صوب وزارة الدفاع ؟ وهم يطالبون الزعيم عبد الكريم قاسم بالسلاح لمقاتلة أنقلابيين ، وكان رد الزعيم (لا تخافوا سنقضي على الانقلابيين خلال ساعات ) .
رغم الأنقلابيين جابهوا مقاومة شعبية ضارية كان الشيوعيون في طليعتها وخاضوا معارك باسلة للتصدي للانقلابيين وافشال مؤامرتهم ، للأسف الشديد ولم تمض إلا ساعات وسيطرت الانقلابيون من المجرمين الأقزام والخونة على الاذاعة في صالحية لتصدير بياناتهم لتهديد وتخدير الشعب العراقي في آن واحد ، كما استمرتحليق الطائرات علی وزارة الدفاعذلك اليوم وقصفها المتواصل عليها (واستطاعت بطارية الحماية الجوية ان تسقط احدى طائرات) ، وبدأت دبابات المتمردين بالوصول الی منطقة الميدان وباب المعظم وأخذت تطلق عيارات نارية في اتجاه الوزارة أيضاً ، في ذلك الحين حيث أشتد الصراع بين الشعب العراقى وقواه الوطنية من جهة ليناصر زعيم الامة وأبا الفقراء وبين أنقلابين ( بدعم مالى وتسليحى ومخابراتى من دول الجوار ) من جهة اخرى ، عندما هاجم المتظاهرون دبابات الانقلابيين ومنعوهم من تقدم وأحرقوا دبابتين وأخرجوا الخونة منهما وقتلوهم ، فاضطر قائد المجموعة الى الانسحاب والتراجع بما تبقی من دباباته أمام الجماهير الغاضبة والعودة الی جانب الکرخ . وعادت الدبابات مرة أخرى التي انسحبت الی جانب الکرخ باتجاه وزارة الدفاع ثانية وهي تحمل هذه المرة صور الزعيم لخداع الجماهير المحتشدة من مؤيدي الزعيم أمام وزراة الدفاع ، وقد ظنت تلك الجماهير المحتشدة ان الدبابات جاءت لتحمي الزعيم فقابلتها بالتصفيق والهتافات وسمحت لها بالتقدم بأتجاه وزراة الدفاع ، وعندما وصلت الدبابات الى مدخل الوزارة وأخذت مواقعها ، بدات باطلاق النار الکثيف علی الجماهير الواقفة أمام الوزارة فقتلت وجرحت الکثير منهم ، وساندت تلك الدبابات اللواء الثامن متكون منَ ثلاثة أفواج ، الذي طوّق وزارة الدفاع استعداداً لاقتحامها ، هنا تجلت أروع صور التضحية للشعب العراقي من أجل الوطن والثورة وقائدها الذيعرف عن حبه للطبقات الفقيرة التي كان ينتمي لها ، نعم ، سقطت بغداد عاصمة الحرية والتآخي والسلام وسقطت الحكومة الوطنية بعد أن إنتهت المقاومة بعد ثلاثة ايام بلياليها قاوموا البعثيين وحثالاتهم من الحرس القومي ( وكانوا سيقاومون أيام وليالي أخرى لو كانوا يملكون السلاح حتى تسقط الانقلابيون ) ، ونجح المخططون لهذه المؤامرة الخبيثة لأغتيال الثورة وقائدها بالأسناد الأمريكي والأسرائيلي والدعم الأقليمي المشبوه لتحقيق الخطة الاستراتيجية الكبرى لمصالحهم ، فإن اعتراف علي صالح السعدي أحد أبرز القياديين في حزب البعث واحد أبرز المشاركين في انقلاب 8 شباط حيث قال وبالحرف الواحد (اننا جئنا الى السلطة بقطار اميركي ) ، وهكذا أغتيلت ثورة 14 تموز - وطويت صفحة عبد الكريم قاسم واعدم في شهر رمضان وكان صائما حين نفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص في مبنى الاذاعة والتلفزيون بدون اي محاكمة ، ذلك البطل رفض عصب عينيه عند اعدامه وقبل اطلاق الناروقف وهتف باسم العراق ونزف آخر قطرة من دمه من أجل العراق ، وهكذا كانت الحال في جميع مدن ومحافظات العراقية خلال مقاومتهم البطولية للانقلابيين ، وقدموا الاف من الشهداء من ابناءهم من أجل الوطن وحفاظ على ثورة 14 تموز ومنجزاتها وعلى قائدها الزعيم عبد الكريم قاسم ، الذي لم تغب صورته عن صفحة القمر ، وذكراه لازالت خالدة في قلوبهم وضمائرهم .
وأخيراً نقول :
( سيبقى يوم 14 تموز خالداً في التاريخ مثلما يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق )


الملاحظة :
بعد سقوط النظام البعثي رغم مرور 43 عاما على استشهاد الزعيم تم انجاز النصب التذكاري للزعيم بمساعدة غرفة تجارة بغداد واتحاد الصناعيين العراقيين وبتنظيم من الحزب الشيوعي العراقي ومتطوعين اخرين بجمع تبرعات مالية ووضعه في ساحة في وسط بغداد محل نصب ل عبد الوهاب الغريري احد المشاركين بأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .
هوامش

شباط الاسود - د. محمد الأزرقي - في موقع ناصرية




#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية مفهوم الإنسانية في خطاب العقل العربي
- صدام حسين دفع ثمن جرائمه
- جانب من مشكلة الحكم والارهاب في العراق
- عبد السلام ملا ياسين وفكرته المنيرة
- هبوا لمؤازرة فنان الشعب فؤاد سالم
- فهم الديمقراطية والفيدرالية،جهل أم تجاهل لدى البعض
- مجرموا الانفال وشهوده مطلوب إحضارهم
- مشكلة الإرهاب في العراق
- ما هي الأنفال ؟ ؟
- تركيا ليست بقوة إسرائيل وكوردستان لا يشبه لبنان
- الصابئة المندائيين ومعاناتهم
- ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم
- الوجه الأخر للأرهاب
- كأس العالم ومحكمة صدام حسين
- العوامل المنشطة للأرهاب
- الحياة تقف على ساقيين ، الحرية والديمقراطية
- ما الجديد في الوزارة الجديدة
- حلبجة عروسة كوردستان
- نصرنا في وحدتنا
- شلت يد مؤنفلك يا صديقي علي أحسان


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود الوندي - يبقى 8 شباط اسوداً في تاريخ العراق