أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السيد علي - حديث الموتورون














المزيد.....

حديث الموتورون


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1819 - 2007 / 2 / 7 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن فقط خرج الشيخ صبحي الطفيلي عن بياته ليتحدث عن المقاومة ودورها بعد أن التزم الصمت بشكل كامل طوال الهجوم الصهيوني على لبنان وما تلاه من أحداث داخلية، كما لو أن الأمر في هذه اللحظات الفاصلة بالنسبة للجميع لم يكن يعنيه إطلاقاً .
بالتأكيد كان الشيخ صبحي الطفيلي يدرك أن الهدف من الحرب هو القضاء على المقاومة الإسلامية التي يجاهر دائماً أنه مؤسسها بما يشبه المطالبة بميراث أو أحقية مقدسة بالتواجد على الزعامة كما يحدث للأسر الحزبية الإقطاعية الحاكمة في لبنان، ورغم ذلك لم يتحدث سوى الآن فقط ليعلن اعتراضه على خطوات حزب الله وحده وليس أي حزب آخر في لبنان .
إن هذا الظهور المريب للشيخ صبحي الطفيلي لا يعني سوى أن صمته السابق اثناء الحرب الصهيونية في يوليو 2006 على لبنان كان نابعاً من قبوله للمخططات التي تم تحضيرها سلفاً تجاه المقاومة بين قوى 14 آذار والإدارة الأمريكية سواء بشكل نفسي أو ربما - كما يبدو من توقيت مؤتمره الصحفي - بشكل فاعل في المشاركة بهذه المخططات، وتحدثه الآن فقط يشير بوضوح لحجم المأزق الذي يعاني منه الآذاريون إلى درجة المقامرة أخيراً بتراث شيخ موتور من قيادة حزب الله التي التي أزاحته من زعامتها لإحداث شق في الصف الشيعي .
في مؤتمره الصحفي تحدث صبحي الطفيلي بشكل مهلهل، متناقض، كما لو كان يقفز على خبرات تراثه النضالي ليسقط في هذا الفخ الذي يسقط فيه كل من حاول المراهنة بتراثه لمنح حكم فاسد شرعية كاذبة في مواجهة غضب جماهيري حقيقي ليصبح في النهاية ضحية لهذا الغضب الذي يسعى لتمييعه واسكاته، وكان يجب عليه وهو الذي يدعي دائماً تلمذته على يد الإمام الخميني أن يتذكر ريئس الوزراء الإيراني السابق شاهبور بختيار عندما راهن نفس المراهنة على نظام الشاه وقبل رئاسة الوزراء فتحول بين ليلة وضحاها من زعيم شعبي إلى أحد عناصر وأركان النظام الشاهنشاهي وأدت لسقوطه مع هذا النظام أمام طوفان الثورة الذي لم يجد فهم كينونته تماماً .
لقد وجه الشيخ صبحي الطفيلي اتهاماً أساسياً للسيد حسن نصر الله بكونه ينفذ أوامر السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإيرانية، كما وجه تساؤلاً عن إن كان إسقاط الحكومة يستحق كل هذه الأحداث ؟ وأخيراً حيا المقاومين وطالبهم بالاستمرار في المقاومة ضد العدو الصهيوني .
وبهذه الصيغة لا يدري الشيخ صبحي الطفيلي كم جعله هذا المؤتمر مجرد أضحوكة في أوساط كانت ومازالت رغم كل شيء تحمل له قدر من الاحترام والتبجيل كونه أحد من أسسوا لهذه المقاومة .
وبعيداً عن ثأره الخاص مع السيد الخامنئي والقيادة الإيرانية الذي يصر على أن تحمله معه المقاومة الإسلامية فإنه لم يحدد بالضبط ما هي أوامر السيد الخامنئي التي ينفذها السيد حسن نصر الله في لبنان ؟ هل هي تحرير الأسرى اللبنانيين لدى الكيان الصهيوني ؟ أم أنها المقاومة للوجود الصهيوني في أراضي لبنانية ترفض الحكومة الصهيونية الخروج منها وتتقاعس الحكومة اللبنانية عن المطالبة بها ؟
ولا يوجد مجال للجمع بين دفاعه عن الحكومة اللبنانية الحالية وبين مطالبته للمقاومين بالاستمرار في المقاومة سوى على سبيل المزاح، فهو يدرك بكل تأكيد أن هذه الحكومة ذاتها التي طالبت السيد حسن نصر الله في أثناء الحرب بتسليم الجنديين وتسليم سلاح المقاومة ومازالت تلح على هذا الطلب حتى الآن، كما يدرك أن بعض شخوصها كمروان حماده استغل موقعه الوظيفي كوزير للإبلاغ عن موقع السيد حسن نصر الله مما أدى لضرب مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، ومن الغريب أن صبحي الطفيلي لم يوجه تساؤلا مشابه للسلطة الحاكمة إن كان التواجد في الحكم يساوي الفتنة الأهلية التي سعوا لإثارتها في مواجهة التحرك السلمي للمعارضة ؟ وهكذا يصبح السيد حسن نصر الله مسئول عن فتنة يدرك صبحي الطفيلي أنه لم يثرها، ومطالب بتجنب فتنة لم يسع لها، فمشكلة الطفيلي وأرقه في الواقع ليست أمريكا ومشروعها الامبريالي في المنطقة ولا الكيان الصهيوني المحتل وإنما ثأره مع القيادة الإيرانية وحزب الله والسيد حسن .
إن القيادات الآذارية تدرك تماماً مدى المشكلة التي ستواجهها لو أنها سعت إلى الفتنة الداخلية بكل قواها خاصة مع هذا التنوع الطائفي للمعارضة، مما قد يورطها في مواجهات داخل طوائفها ضد الأحزاب الأخرى المنتمية لنفس الطوائف، في حين سيبقى الصف الشيعي هادئاً متراص بشكل موحد خلف حركتي أمل وحزب الله، فالفتنة إذن بهذا الوضع الحالي لن تخدمها كثيراً بقدر ما ستؤدي مستقبلاً لتدميرها، وبالتالي فما تبحث عنه قوى السلطة هو إيجاد شرخ في الصف الشيعي عبر المتاجرة بزعامات سابقة أو علماء دين يبحثون عن أي دور، ويعد الشيخ صبحي الطفيلي الوحيد الذي يملك تراثاً نضالياً يمنحه بعض الوجاهة في الطائفة الشيعية، وبالتالي فقد سمحت قوى السلطة له بالظهور الآن وبلا أي مشاكل رغم كونه مطلوباً قضائياً، ومن جهته يدرك الشيخ الطفيلي أنه كان سابقاً في حماية هيبة جماهير المقاومة التي لم تكن لتقبل برغم كل شيئ أن يتعرض لأي مهانة، أما الآن فقد تحول للاحتماء بقوى 14 آذار ذات الولائيات الأمريكية والصهيونية التي حاربها يوماً .
إن الشيخ صبحي الطفيلي يمثل نموذجاً صارخاً لهذه الشخصيات التي تقامر بتراثها النضالي لتنتهتي بتسول مكانة أو استجداء أهمية، فيتحول مالها من احترام إلى مجرد شعور تجاهها بالشفقة والرثاء .




#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد قسم هوجو شافيز أن يكون اشتراكياً كالمسيح ع ماذا عن الشيو ...
- عبدالله شهوازابوسعيد احد رموز الهور وداعا
- أشيعية مدينتي بعقوبة أم سنية؟
- العلمانيون الجدد .. هؤلاء البؤساء
- الكارما .. فكرة الجزاء في الفلسفة الهندية
- علمنا العراقي لا يقره القتلة
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج ...
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة - تعقيباً على ردود كامل النج ...
- نقد الأديان بين الرؤية والمخيلة
- مشاهدات من كتاب حسن العلوي العراق الامريكي
- مشاهدات من كتاب العلوي حسن (العراق الامريكي الشيعي بعد العرا ...
- مشاهدات من كتاب العلوي حسن
- خليل المعاضيدي شاعر غادر قبل الاوان
- lمدينتي بعقوبة والارهاب
- أصول الكيسانية .. دراسة في النشأة
- ثقب
- النيرفانا الغربية التي لا يستحقها المسلمون
- المهمشون في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود إسماعيل .. كتابة ...


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السيد علي - حديث الموتورون