أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - لنستخلص العبر والدروس من انقلاب 8شباط 1963 الاسود















المزيد.....

لنستخلص العبر والدروس من انقلاب 8شباط 1963 الاسود


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 1817 - 2007 / 2 / 5 - 07:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الحديث عن الجرائم التي حصلت في اثناء هذا الانقلاب الفاشي لابد لنا من استعراض الواقع العراقي منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة و ملابسات هذا الواقع لنفهم الاسباب الموجبة لهكذا ممارسات .
فبعد ان احتلت بريطانيا العراق بعد الحرب العالمية الاولى 1914 _1918 ارادت ان تحكمه مباشرة ولكنها جوبهت برفض شعبي كبير توج بثورة العشرين مما اضطرها الى التراجع عن سياستها هذه وقررت حكمه من خلال حكومة مواليه لها .
وقع الاختيار على الشريف فيصل بن الحسين ليكون ملكا على العراق كونه سنيا من ناحية واحد انجال الشريف حسين ذو النسب الذي يرجع الى الامام علي بن ابي طالب مما يجعله مقبولا من عامة الشعب.
وبعد تتويج فيصل الاول كان لابد من ايجاد حكومة تعمل على التهيئة لانتخاب مجلس نيابي تقع عليه مهمة صياغة القانون الاساسي للمملكة (الدستور)مع وضع الاسس اللازمة لتشكيل الدولة.
وقد وقع الاختيار على السيد عبد المحسن السعدون لتنفيذ هذة المهمة الشاقة كونه شخصية بدوية صادقة وكما يقول المثل العراقي :(اللي في قلبه على لسانه) حسب ما ذكرته المس بيل .
على ان السعدون اصطدم بمعارضة واسعة من المراجع الدينية الشيعية و اهمهم الشيخ مهدي الخالصي الذي افتى بحرمة الاستفتاء على الدستور كونه تمثيل ارادة المحتل.
ورغم الجهود التي بذلت لثني الشيخ الخالصي و من معه من المراجع عن موقفهم هذا فكان لابد للسعدون ان يسعى للتخلص من هذه المعارضة لكي يمضي في تحقيق مشروعه هذا وقد نم له ما اراد عن طريق نفي الشيخ الخالصي ومن معه من المراجع الدينية من ذوي الاصول غير العربية الى ايران و بذلك انتهت المعارضة.
وبالفعل بدأت الموسسات الجديده بالتشكل من ذات الموظفيين الذين عملوا في ظل حكم الدوله العثمانيه ولكن هذه المعادله سرعان ما تغيرت بعد ان انتشرت المدارس الحديثه والتي خرجت اعدادا كبيره من المتعلمين ومن مختلف مكونات الشعب العراقي ليمارسوا دورهم في بناء الدوله .
الا ان الملاحظ ان هولاء الخريجين كان معظمهم من ابناء العوائل الميسوره بسبب الاوضاع الاقتصاديه الصعبه لابناء الطبقات المسحوقه وارتفاع تكاليف الدراسه بالشكل الذي اضطرهم الى ترك مقاعد الدراسه والتوجه الى العمل .
وعلى الرغم من ادعاء البعض ان النظام الملكي كان دستوريا نيابيا الا ان الحقيقه عكس ذلك فالحياة الحزبيه كانت شبه معدومه والانتخابات غالبا ما كانت تزور لصالح العناصر المواليه لللانكليز من برجوازيي المدن ومن معهم من الاقطاعيين .
وبعد انتصار القوى الديمقراطيه العالميه على قوى الفاشيه ابان الحرب العالميه الثانيه وما نتج عنه من مد ثوري اجبر الحكومه العراقييه على السماح بتاسيس بعض الاحزاب العلنيه لكنها ضلت تضيق على هذه الاحزاب وتمنع انتشارها في مختلف المدن العراقيه .
واستمرت الحكومه رغم ذلك على نهجها السابق في تنفيذها لللانتخابات بعد ان عملت على مصادرة الحياة الحزبيه بشكل تدريجي سعيا منها لخنق الاصوات المعارضه لها.
هذا بالاضافه الى الاوضاع الاقتصاديه المترديه لمعظم شرائح المجتمع لغياب التخطيط العلمي للنهوض بالصناعه وسيطرت حفنه قليله من الاقطاعيين على معظم الاراضي الصالحه للزراعه ناهيك عن ربط الاقتصاد العراقي بالامبرياليه العالميه وما ينشأ عنها من ازمات تثقل كاهل بنات وابناء الطبقات المسحوقه.
وقد اوصلت هذه الامور العلاقه بين النظام الملكي ومعظم شرائح الشعب الى حاله من القطيعه اضطرت الاحزاب السياسيه العمله يومها الى التكتل في جبهه عريضه تهدف الى اسقاط النظام الملكي سميت عهد ذاك بجبهة الاتحاد الوطني .
وفي ذات الوقت كان التذمر كبيرا في اوساط الجيش العراقي لللاسباب المذكوره وبسبب الهزيمه المنكره للجيوش العربيه في حرب فلسطين عام 1948 ووقوف النظام لملكي بالضد من مصالح الشعوب العربيه في رغبتها للتحرر والحياة الحره الكريمه.
وقد تم التنسيق بين الطرفيين وانتهى الامر بأسقاط النظام الملكي واعلان الجمهوريه بثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 .
ولا يخفى على من عايش تلك الحقبه من تاريخ العراق الحديث ان الخلافات سرعان ما دبت بين رجالات الثوره من جهه وبين الاحزاب السياسيه المؤتلفه في الجبهه مما ادى الى انفراط عقدها .
وبدل ان تلجأ الاحزاب الى الحوار كوسيله لحل خلافاتها اختارت النزول الى الشارع لللاستقواء به بعضها ضد البعض الاخر لتتولد حاله من الاحتقان السياسي ادت الى حدوث مجازر يتحمل الكل اسبابها .
اما قائد الثوره الزعيم عبد الكريم قاسم بدل ان يحاول التأثير الايجابي في الوضع القائم يومها اختار لنفسه موقفا عجيبا بأن يكون فوق الميول والاتجاهات واخذ يقرب هذا الحزب وذاك ثم يضربه بعدها وهكذا .
ومن هذه الاحزاب التي انقلب عليها الزعيم الحزب الشيوعي العراقي واخذ يضطهد كوادره ويزج بهم في السجون الا ان هذا الحزب آثر مساندته بالرغم من كل ذلك بحجة حماية الثوره.
بينما اخذت الاحزاب القوميه ومن معها من الظباط القوميين والاسلاميين يعدون العدة لللانقلاب على قاسم وبمسانده واضحه من الجمهوريه العربيه المتحده بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر .
وتم لهم ما ارادوا في انقلاب 8 شباط 1963 وبدعم امريكي مفضوح اعترف به العديد من قادة الانقلاب .
وقد مارس الانقلابيون اعمالا اجراميه ابتدأت بأعدام عبد الكريم قاسم ومن معه من الضباط المؤيدين له في محكمه صوريه لم تتجاوز النصف ساعه حسب افضل الروايات ليلقوا بجثته في نهر ديالى .
ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد نكلوا بالشيوعيين قيادة وكوادر واعضاء بل لم يسلم من ممارساتهم الاجراميه هذه حتى اصدقاء الحزببحيث اصبحت تهمة الشيوعيه سلاحا بيد الانقلابيين لارسال اي انسان الى السجن وممارسة ابشع انواع التعذيب ضده .
وقد ادت هذه الممارسات الفاشيه الى تذمر عالمي وحدث خلافا شديدا بينهم ادى الى قيام عبد السلام عارف الى القيام بأنقلاب تشرين قاصيا البعثيين ومستوليا هو ورفاقه القوميين على السلطه .
ليدخل البلد في مسلسل من الانقلابات العسكريه توجت بأنقلاب 17 تموز 1968 كانت حصيلته نشوء اعتى دكتاتوريه عرفتها المنطقه مما اعطى الذرائع لللاداره الامريكيه لغزو العراق وما رافقه من مآسئ كلفت العراقيين ثمنا باهضا.
اما الاحزاب التي جاءت مع الاحتلال فأنها لم تتعض مما ذكر اعلاه واستمرت على ذات النهج الاقصائي من اصدار قرار اجتثاث البعث الذي اصبح سيفا مسلطا على رقاب بنات وابناء الشعب العراقي وحل الجيش العراقي بحجة ان هذا الجيش كان اليد الضاربه لصدام في قمعه للشعب مما تركهم بلا مورد مالي يعيلهم وعوائلهم دون ان يحسبوا نتائج فعلتهم هذه .
حان الوقت لان تفهم هذه الاحزاب ان سياستهم هذه ستوصلهم الى ذات المصير الذي اوصل صدام نفسه اليه فأما ان يغضب عليهم بوش ويكنسهم عن بكرة ابيهم واما ان الشعب العراقي سوف لن يسكت عليهم ليطردهم سر طرده ولن تنفعهم الفتاوى الدينيه يومها .



#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الستراتيجية الجديدة للرئيس بوش
- ملاحظات حول المصالحه الوطنيه
- العقليه الاقصائيه لاحزاب الاسلام السياسي
- الطائفية الاسباب والنتائج و كيفية النعاطي معها
- الحوار الهاديء سبيلنا للخروج من المحنة


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - لنستخلص العبر والدروس من انقلاب 8شباط 1963 الاسود