|
النظري و العملي لاحتياجات ذوو الاحتياجات الخاصة
رشا أرنست
(Rasha Ernest)
الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:20
المحور:
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
جميع البشر يعيشون أوقات صعبة و أوقات حرجة و مواقف متعددة يومياً بين الروتين و المفاجئ منها ، فما أن تـُشرق الشمس و تبدأ معها المعاناة الإنسانية اليومية ، و الكل اعتاد على ما يفعله يومياً بشكل أو بآخر . باستثناء الخارجون عن القاعدة ، مثل رؤساء الدول ، فأيامهم مختلفة بالتأكيد ، لكثرة مشاغلهم الجسيمة التي يتحملونها و كذلك أيضاً من يمسكون بأطراف النهار من مسئولون و مبدعون و غيرهم و هناك من هم في حال مختلف تماماً و يُعتبرون من غير الأسوياء في نظر العالم ، و مع أن هذا التعبير غير إنساني إلا انه واقع نلمسه ، هذه الفئة تعيش كل يوماً بشكل مختلف .فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ( المُعاقين ) المختلفة كالمُقعدين أمثالي ، المكفوفين ، الصم و البكم ، المجروحين في ذكائهم و هم من يحملوا عبئاً آخر غير عبء النهار الذي يُشرق شمسه عليهم مثلهم مثل باقي البشر ، عبء الحركة و التنقل و كيفية ممارسة الحياة في ظل فقدان جزء من جسدهم . و السؤال من سيقوم بدور هذا الجزء ؟ يلاحظ أن نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم في تزايد مستمر رغم الجهود المبذولة للقضاء على مرض شلل الأطفال ، و يرجع هذا نظراً للكثير من التغيرات الديموغرافية في الحياة وتفشي العوامل الصحية التي تصيب الأم الحامل قبل و أثناء الولادة والمسببة للإعاقة ، هذا بالإضافة إلى الإعاقات الناتجة عن الحروب و الكوارث الطبيعية و حوادث الطرق و الأمراض العصرية . و قد وصلت نسبة المعاقين إلى 13.5 % من عدد سكان العالم حتى عام 2000 م . و من المفترض انه اليوم تكون أصبحت 15 % أي 900 مليون شخص معوق هذا العام ، 80 % من المعوقين معظمهم من بلدان العالم الثالث والبلدان النامية . إحصائية للمعوقين في العالم حتى عام 2000 ونسبتهم موزعة حسب أسباب الإعاقة . • الإعاقة نتيجة أسباب خلقية و تأخر ذهني 60 مليون • أسباب وراثية عضوية 60 مليون • أسباب غير وراثية 30 مليون • الإعاقة المترتبة على أمراض شلل الاطفال 203 مليون • حوادث مرور طرق 45 مليون • حوادث عمل 22 مليون • حوادث أخرى ( حروب وكوارث ) 5 مليون • سوء تغذية 149 مليون • حوادث منزلية 45 مليون • إدمان مسكرات أو مخدرات 60 مليون • أمراض عقلية وظيفية 60 مليون تـُقدر حجم الإعاقة في المجتمعات الصناعية والنامية ، أمريكا 9.48 % ، الدول الصناعية 10 % ، المجتمعات النامية 12.3 % لعام 88 – 1989 م . كما يُفيد تقرير إحصائي لأعداد المكفوفين في العالم حيث يُقدر عدد المكفوفين حالياً في العالم يقدر بـ 45 مليون شخص و يُرجح أن عدد المكفوفين في عام 2020 سيصل إلى 75 مليون شخص، حيث يتحول كل خمس ثواني شخص في العالم إلى مكفوف ، و كل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى مكفوف . الأرقام مُخيفة جداً ، فبرغم كل التطور الطبي و التكنولوجي في أنماط الحياة إلا أن النسبة في تزايد سريع . وقد حرص المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان في الربع الأخير من القرن الماضي على أن يأخذ المعوق نصيبه من الرعاية والاهتمام والحقوق والواجبات ، فأصدرت الأمم المتحدة - إعلان حقوق المعاقين عقلياً- عام 1971م ، و إعلان حقوق المعوّقين عامة عام 1975، كما أنها أعلنت العام الدولي للمعاقين عام 1981م و رغم هذا لا تزال هناك مئات المشاكل تواجه المعاقين يومياً و خاصة في الدول العربية و دول العالم الثالث كما يسمونها . فلا تزال صعوبة التنقل و الحركة هي المشكلة الرئيسية في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أنواعها . ففي مصر حتى الآن لا تتوفر إمكانية آلية لدخول ذوي الاحتياجات الخاصة و خاصة المقعدين منهم إلى أي مصلحة أو هيئة حكومية أو خاصة . ناهيك عن وسائل المواصلات و خاصة في التنقل لمسافة طويلة . فعندما يكون القطار هو السبيل الوحيد أمام هؤلاء يزداد الأمر سوءاً . و إذا وضعنا مشكلة التنقل جانباً وجدنا مشكلة أكثر صعوبة و هي مواصلة ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم أو العمل . فلا وسيلة واحدة تمكن هؤلاء من العيش بشكل طبيعي ، لذلك فلا حرج عندما يطلقون علينا أننا غير أسوياء ، فالحياة نفسها أصبحت غير سوية ليس فقط لمَن هم في احتياجات جسدية معينة إنما لمَن هم بحاجة اكبر للفهم و إطلاق بصيرتهم للعمل . في جامعة هامبورغ بألمانيا ، استطاعوا أن يقدموا خدمات عملية ونظرية لذوي الاحتياجات الخاصة في قاعة المحاضرات وأثناء الامتحانات بالإضافة إلى أجهزة السمع وأجهزة القراءة ، السكن و الامتحانات و التنقل و غيرها . فقد أشارت إحدى الجهات الرسمية الألمانية إلى أن نسبة الطلاب الذين يعانون من إعاقات وأمراض مزمنة تصل إلى نحو 15 بالمائة في ألمانيا . و بالطبع هذه نسبة كبيرة و خاصة في بلد حضارية مثل ألمانيا . و لكن عندما تتاح لهم إمكانية الحياة بطريقة طبيعية فتصبح الحياة أكثر استقراراً و سهولة . و أقول طبيعية حسب نصوص حقوق الإنسان التي تكفل للجميع توفير الاحتياجات الأساسية . ذوي الاحتياجات الخاصة بأي مكان لا يطلبون سوى الضروري . و الطبيعي الذي يتوفر لكل الفئات . فعندما يُكلف مبنى أو مشروع ضخم ملايين الدولارات لن تزيد كاهلهم بضع دولارات أخرى يستطيعوا بها أن يُسهلوا الحياة لمَن هم في احتياج لبعض الإمكانيات البسيطة . فأعداد المعاقين في تزايد كما رأينا من خلال الإحصائيات و أي خدمات تقدم لهم لم تعد تكفي هذا التزايد المستمر ، يلزم الدول و القائمين على شئون المعاقين أن يبدءوا بما يكون أساسي في المجتمعات كإتاحة الأماكن لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة و التي تمكنهم من تقضية مصالحهم و خاصة المصالح الحكومية ، تجهيز آليات تساعدهم على استخدام وسائل المواصلات و خاصة القطار و المترو ، تطوير الأماكن العامة و الشوارع بحيث تكون مناسبة للسير ، معاملة العاملين منهم كأسوياء ليس كمن يحتاجون لإعانة . هذه أولويات لابد أن تكون متوفرة بالضرورة في كل المجتمعات المؤمنة بتفعيل دور الفرد و المجتمع . الواقع الذي يفرض نفسه أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون لنصوص موثقة بالأمم المتحدة فقط ، أو لفتات مذهلة و محاضرات بديعة في المؤتمرات التي تـُنـادي بحقوقهم و التي تُعقد بأفخم الفنادق بأي دولة و تنفق عليها مبالغ طائلة و لا يحضرها ذوي الاحتياجات الخاصة سوى فرد أو اثنين . إنما يحتاجون إلى تطبيق عملي لهذه النصوص ، تطبيق يَـكفل لهم العيش بطريقة أيسر و بإمكانيات و مساعدات في المجتمع الذي يعيشون فيه . تطبيق يجعل ضوء الشمس ينعكس على وجوههم أثناء وجودهم خارج منازلهم . ضوء يعكس حبهم للحياة و رضائهم بما يعيشونه ، لا يعكس عبوسهم و تفكيرهم المستمر في كيفية عمل هذا أو ذاك ، شاعرين أن هناك من يشعر و يفكر و يعمل من اجلهم . فالأمر لا يحتاج إلا إلى صحوة وعى من المسئولون و الوزراء الذين يهدرون أوقاتهم بالحديث للصحف و الفضائيات . نحتاج منكم أيها السادة أعين تُبصر لا أعين تنظر فقط و الفرق واضح .
مراجع الإحصائيات : http://www.caihand.com/na.htm http://www.afb.org/Section.asp?SectionID=15
#رشا_أرنست (هاشتاغ)
Rasha_Ernest#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أرفض
-
شهداء لبنان يصرخون لا تستسلموا يا أبناء الأرز
-
شباب يطلب فرصة
-
عائداً إليكِ
-
الاعدام رفض لرحمة الله
-
أحببت
-
العشرة الطيبة
-
موعد
-
عيناه
-
المشهد الأخير من حياة رئيس
-
لستُ فتاة عادية
-
مشوار الصداقة
-
إذا وجدت
-
رفيق
-
قلمي
-
تعددت الأنواع و الزواج لم يعد زواج
-
الشحاذ بين الماضي و الحاضر
-
وقت بلا عنوان
-
دعوة للحبّ
-
الصعيد ضحية إعلامنا المستنير
المزيد.....
-
إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات
...
-
فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
-
محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز
...
-
مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب-
...
-
الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
-
الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل
...
-
نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
-
رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
-
ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح
...
-
بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل
...
المزيد.....
-
الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع
/ كيث روزينثال
-
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
/ الأمم المتحدة
-
المعوقون في العراق -1-
/ لطيف الحبيب
-
التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً
/ مصطفى ساهي
-
ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم
...
/ شكري عبدالديم
-
كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق
/ المهدي مالك
-
فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
/ لطيف الحبيب
المزيد.....
|