أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى غازي الأميري - عام جديد وملايين شعبي تبكي على مأساة الحسين ومأساة الوطن















المزيد.....

عام جديد وملايين شعبي تبكي على مأساة الحسين ومأساة الوطن


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عام بأي بؤس عدت يا عام !!
ما الذي سيحمل لنا هذا العام ؟ خطة جديدة أم خبطة جديدة ؟ سمعنا أن هنالك خطة ستعيد الأمن والعمران والسلام والطمأنينة والمحبة والرحمة والوئام هذا ما وعدنا به السادة الحكام الكرام ، وأصحاب الخطط والتوصيات والقرار !
فعجلة العنف والإرهاب والفساد الإداري تدور يوما ً بعد يوم بسرعة أكبر، وتنتشر في العراق كما حبات الرمل في الصحراء . فهل ستلجم حقا ً كما سمعنا من وعود عن الخطط الأمنية الجديدة ؟؟
ويدور في الأفق أن هذه السنة( حبلى ) بالأحداث الجسام ، بعموم المنطقة المجاورة للعراق، وأن العراق يتجه إلى تدهور أمني كبير، وينذر بالحرب الأهلية والتكتلات والانقسام وبمزيد من تغذية الثقافة الطائفية والقومية والعشائرية بكافة أشكال التمييز والعنصرية بواسطة حقن الحقد والغدر والانتقام، وتوسيع وإدامة الفلتان من أجل اتساع النهب والسلب والنصب والغش والخداع والتضليل والتدليس على المواطن الكريم بسيناريوهات ليس لها انقطاع، معدة بأيدي مخرجين كبارالخبرة والتجربة بالفتنة والتخريب والدهاء خصوصا ً بعد ان فتحت علينا عشرات الفضائيات ودور النشر والبحث و الدراسات والمدارس والجامعات والمواقع الإلكترونية والإذاعات والصحف والمجلات وهي تروج لكل أنواع التفرقة والطائفية والشقاق والنفاق وتمارس بدهاء سياسة التضليل وخلط الأوراق ، التي تديرها جهات ومؤسسات ((كبيرة الرؤوس واسعة النفوذ ))لا يهمها سوى مصالحها بالسيطرة والتوسع وبسط الهيمنة والنفوذ وجنى المزيد من الأرباح وذلك على المدى القريب والبعيد..
وفي الجهة المقابلة يصطف المظلوميين على مدى الدهور والعصور والجياع والفقراء والمساكين والمسالمين الأبرياء والطيبين والمؤمنين والأتقياء يساندهم أصحاب الأقلام الشريفة والجيوب النظيفة وحمله الأفكار والمبادئ الإنسانية وأفكار الحركات الثورية التي تبحث و تدافع عن حرية وكرامة الإنسان وتساند وتسعى لتحقيق العدالة و المساواة وتناضل ضد كافة أشكال التبعية والاضطهاد والاستبداد. يقف هذا الصف وهو يحاول جاهدا ً رص صفوفه المقطعة الأوصال منذ زمن بعيد ، يقفون بصدورهم المكشوفة المحملة بالإنسانية ومبادئها والأخلاق ومكارمها ورسالات السماء ومناهجها وسننها ، يحاولون جهد الإمكان صد هذا الإعصار المدمر الهائج ..
فيمكن وصف العراق اليوم (( كأنه سفينة شراعية فقد الربان السيطرة عليها تتقاذفها أمواج بحر هاج في ريح عاصفة عاتية )) لقد زرع لنا الحكم المباد الرياح العاتية وهاهي ثمارها المباركة العاصفة الهائجة تعصف بالبلد.
انتهى العام الماضي بصورة مروعة من العنف والموت والخوف والقسوة والرعب الذي يقف في كل زاوية وفي كلِّ منعطف .عام كانت فيه الديمقراطية تتقاذفها القنادر الراقية، عام دخنا بمبادرات مصارحاته ومصالحاته،عام أفقدنا حتى نشوة تحقيق العدالة على اعتى الطغاة .
عام تحولت فيه بضعة آلاف جديدة إلى خانة المافيات وملاك العقارات والشركات و ملايين الدولارات وبالمقابل تحول ملايين المواطنين إلى خانة التشرد وتحت خط الفقر.
عام مضى يضاف إلى أخواته الأعوام السابقة وهو يحتل مراتب متقدمة بالموت والخراب والفساد والتجويع والتشرد والتخلف .
و يطل علينا العام الجديد وهو يحمل معه رياح العصف والتدمير والتجويع والإذلال والنصب والاحتيال، فقد مضى شهره الأول بين رعب وبطش واغتيال وهروب جماعي وقتل (بلا وجع قلب ولا رحمة ولا وجدان ) وكما يقال قتل بدم بارد لانه خارج عن كل الشرائع والسنن والأديان !
سفك دماء آلاف الأبرياء بمزيد المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات والهاونات ، وطائرات المحررين تجوب سماء الوطن قاذفة ًحممها لتزيد من الخراب ورعب العباد .
وميزانية الدولة وهذا هو الأهم والذي تدور عليه المصائب والصراعات (( الفلوس )) (( التصديق على الميزانية )) لتقاسم الطبخة الكبيرة اللذيذة حيث يسيل على مائدة ( صينية ) ميزانية العراق لعاب كل المافيات والنهاب من شتى مشارق الأرض ومغاربها !
فلم يعد يكفي ما أصاب البلاد من نهب ودمار،وما عليها من ديون وقيود وقوانين جائرة ،لغاية اليوم لم تزل الديون المفروضة على العراق تزيد على( 370 ) مليار دولار تستقطع من عائدات النفط مبلغ 5 %توزع على المتضررين من العهد المباد (بالطبع لا تشمل العراقيين فالعراقيين غير متضررين حسب الأعراف والقوانين التي سكها صناع القرار ).
عام جديد و فيه لم تزل الحكومة وعلى كل المستويات تزيد وتكثر من عهودها ووعودها وتصريحاتها بتحسين الوضع وبسط سلطة القانون !
دول الجوار واذرعها ومن يرعاها والدول الإقليمية والدول صاحبة القرار لم تزل تتشاور وتناور وتتحاور وتخطط ، كيف تحفظ مصالحها وأطماعها في العراق !وكيف تبعد الصراع والنزاع وتصفية الحسابات عن أراضيها وتديمها بالعراق !
أما قادة العالم الجديد فهم يتناقشون في مسألة جوهرية ( كما المد والجزر ) بين خفض القوات أو زيادتها ؟؟؟
والمواطن العراقي الكريم ( الأطفال والشيوخ والنساء والرجال )لم يزل مرعوبا ً مغلوبا ً على أمره حائر ( عمت عيني عليه ) (حاير ودايخ ) في كل لحظة ينتظره الموت والاختطاف والتهجير والتفجير والأزمات.
واخوتنا من الفئة العراقية الجديدة (( المهاجرين والمهجرين )) فلم يزل يلفهم البؤس والشقاء وعدم الاكتراث والاهتمام والتضييق والتعسف من مضيفيهم في داخل الوطن ودول الجوار واللجوء، لتضاف إليها الآن( وأنا أكتب المقال) تعليمات جديدة مجحفة تحدد الإقامة في سوريا للعراقيين .
أما الحديث عن الأزمات والسلب والنهب للمال العام فحدث ولا يوجد أي حرج فقصصه فاقت الخيال ، وحصلنا على مستويات متقدمة في هذا السلم في التصنيف العالمي وحطمنا العديد من الأرقام القياسية العالمية وتسلقنا المراتب الأولى عن جدارة نادرة وبسرعة فائقة .
أحداث شهر واحد مرت على السنة الجديدة مرعبة وقاسية ومدمرة للنفوس ومحطمة للأحلام ومخيبة للآمال، أحداث عديدة في بغداد والمحافظات فقد شملت التفجيرات ( مدينة المضطهدين والفقراء مدينة الثورة ( الصدر) ،الكاظمية، سوق الغزل، البياع وحي العامل والأعظمية والكاظمية و الصليخ والكريعات والمنصور وسبع البور و الكرادة وشارع حيفا ، حي الفرات والدورة والللطيفية و تفجيرات جامعة المستنصرية، مندلي، بعقوبة، الموصل، كركوك، البصرة، السماوة، الديوانية، الكوت، الرمادي، بغداد الجديدة ، العمارة، قصف المدارس بالقاذفات تهديم دور عبادة (بصواريخ الكاتوشا على المداس ودور العبادة الله أكبر ) ، تهجير واختطاف و تسليب وشنق في الشوارع العامة وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء ، آلاف من جثث المغدورين تملأ الشوارع والأنهار والبراري ، ومن أبرز أحداث هذا الشهر حدث من نوع جديد ما حدث في مدينة ( الزركة في النجف) في يوم العاشر من شهر محرم ( عاشوراء ) و و ووو تطول قائمة الويلات والمآسي و الاغتيالات والتفجيرات وضحاياها حتى غصت بها ثلاجات حفظ الموتى و المقابر..
لم يزل صراخ بلدي يشق عنان السماء وحزننا وصل حدا ً لا يطاق وبؤسنا ودموعنا وألمنا وآهاتنا تتشابك وتتضاعف وتتفاقم .
لطم أهلنا على مصاب ( أبي عبد الله الحسين) وعلى فقدانهم أحبتهم وأهلهم وضناهم وخراب وطنهم ومستقبلهم و مستقبل بلدهم المسلوب والمنهوب والمصلوب ! حتى ضاقت من صراخهم وبكائهم وتضرعاتهم واستجارتهم أبواب السماء ودوت صرخاتهم وتضرعاتهم بمراقد الأئمة والأتقياء والأولياء.
في ذكرى يوم العاشر من عاشوراء ( الطبك ) كما نسميه نحن العراقيين ، خرج ملايين المظلومين من شعوب الأرض على اختلاف قومياتهم وأديانهم ليس في العراق وشيعته فقط فقد شاركت فيه كل أطياف شعب العراق ( مسيحيو العراق بكوا ضحاياهم و بيوتهم وكنائسهم و أديرتهم ومحلاتهم المهجورة قسرا ً وخوفا ً والصابئة المندائيين تضرعوا وشاركوا البكاء على مأساة وطنهم وضحاياهم كيف لا تبكي الصابئة فراتها المقدس ( فرات زيوا ) وشواطئ أنهارها وأهوارها موطن الأجداد الضارب في عمق التأريخ ، ملايين شعبي خرجت وهي تلطم وتستجير وتصرخ وتبكي بدموع القلب وهي تنفث الحسرات والآهات وتطيل البكاء والدعاء مناشدة الحسين ( عليه السلام ) وأهل بيته أن يوصل شكواهم ونجواهم وتضرعاتهم وتوسلاتهم واستغاثتهم إلى رب العزة والجلال إلى ( الله ) أن يلتفت إلى هذا البلد المسكين وأهله بعين الرحمة والشفقة ويساعدهم لصد شر الضباع الهائجة ومن شر الطامعين ونوازعهم ومراميهم ومن شر الطائفية ومروجي أفكارها وحاملي راياتها ومن شرور النهّابة والسّلابة على كل المستويات والمسؤولين عنها، ويصد عن هذا البلد المسكين شر الإرهاب والإرهابيين والظلاميين و التكفريين ومن جلبهم و أرسلهم، ومن شر الإمبريالية وراعيها فهو الذي جلب لنا كل هذا الحزن والبؤس والشقاء والبلاء .
ختاما ً هل أستطيع هنا أن أتساءل لماذا كل هذا الحقد على العراق والعراقيين ؟؟؟؟؟
ملاحظة : العام الجديد قصدي منه يشمل التقويم الميلادي والهجري حيث تقاربا هذا العام في بدايتهما فمعلوم ان السنة الهجرية تكون بدايتها في الأول من شهر محرم.



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكريات والأحداث وأهمية تدوينا،، نعيم بدوي ، يشوع مجيد في و ...
- صديقي يشوع فقدانك المروع قد زاد من آلامي وأحزاني
- لليدي دراور* .. من كاتبة قصص خيالية وخواطر قلميه إلى أكبر مس ...
- إلى الأستاذ المناضل عزيز سباهي
- ناجية المراني شمعة عراقية مندائية لم تزل تنير الطريق بثبات و ...
- تقرير اخباري عن اجتماع اليوم الثاني للمؤتمر الرابع لاتحاد ال ...
- آل ( قره ) وآل ( الصابي ) من النتائج الرائعة لثقافة التسامح ...
- الأستاذ الكريم العم الطيب فرج عريبي ( أبو نبيل ) المحترم
- المندائيون في بلدان المهجر معاناة قاسية وتطلعات من اجل استمر ...
- تقرير إخباري عن وقائع جلسات المؤتمر الرابع لاتحاد الجمعيات ا ...
- بطاقة حزن لك يا وطني في يوم العيد -عيد الصابئة
- شاكر جواد القره غولي.... طيبة قلب.... وخفة دم.... و بديهية ن ...
- الأخوة والأخوات الأفاضل في اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
- لا تلومونا على هذا الحزن وكثر البكاء
- جديد المناشدة بحقوق الصابئة المندائيين
- الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أ ...
- بين أمي .. وفيروز .. والإنقلاب .. شدة وفرج
- الاشاعات ومروجوها ..... جيف وقمامة لا تستحق إلا الطمر
- زهرون وهام .... رمزٌ جميل للصداقة ، والتواضع
- العزيزية ...... سحرها بنهرها وشاطئيها وأهلها


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يحيى غازي الأميري - عام جديد وملايين شعبي تبكي على مأساة الحسين ومأساة الوطن