أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!















المزيد.....

الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 03:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد اجتماعها في واشنطن، في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، ستجتمع اللجنة الرباعية الدولية في برلين. ما بين الاجتماعين الدوليين، سيجتمع عباس ومشعل في مكة برعاية سعودية، وفي محاولة جديدة للتوصُّل إلى اتفاق بين "فتح" و"حماس"، يسمح بتأليف حكومة فلسطينية جديدة، يمكْنها تلبية شروط ومطالب اللجنة الرباعية بما يمكِّنها من فك الحصار. وهذا الاجتماع سيُعْقَد في مناخ الخوف المتزايد من عواقب انفجار نزاع مسلَّح أوسع نطاقا بين الطرفين، فالجولة الأخيرة من هذا النزاع كانت من العنف والخطورة بمكان، وقد رفعت منسوب هذا الخوف إلى الحد الذي من شأنه أن يُشدِّد الحاجة لدى الطرفين إلى الاحتكام أكثر إلى لغة الحوار، وإلى أن يتنازل كلاهما إلى الآخر بما يؤدي إلى تجنيب الفلسطينيين شرَّين في آن: شر الاقتتال، وشر استمرار الحصار. وهذان الشرَّان يتضافران على دفع الفلسطينيين إلى حافة الهاوية. وما بينهما، أي ما بين الاجتماعين الدوليين، وبعد لقاء مكة، سيُعْقَد اللقاء الثلاثي الذي يضم عباس واولمرت ورايس في منتصف شباط الجاري.

اجتماع "الرباعية" في واشنطن لم يأتِ، بحسب المُعْلَن من نتائجه، بما يؤكِّد توقُّع مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر (قبيل انعقاده) أن يكون "في منتهى الأهمية"، فهذا التوقع، الذي شاطرها فيه آخرون من ذوي العلم بالتفاصيل المهمة، جعل كثيرون يتوقعون أن تشتمل النتائج المُعْلَنة على ما يشبه أو يعدل مبادرة سياسية دولية جديدة وذات شأن. ويبدو أنَّ قيادة "حماس" كانت الأكثر إحساسا بضآلة وسلبية النتائج، فهي، وعلى ما يبدو، كانت تتوقَّع إنهاءً، ولو جزئيا، أو بداية إنهاء، للحصار الدولي المالي المضروب على حكومتها، وموقفا أكثر مرونة، بالنسبة إليها، في شأن شروط ومطالب اللجنة الرباعية لرفع الحصار. وقد تُرِك للأمين العام الجديد للأمم المتحدة بان كي مون أمر توضيح أنَّ "الرباعية" ما زالت مستمسكة بشروطها المسبقة لاستئناف المساعدات الدولية للحكومة الفلسطينية القائمة وهي الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقَّعة معها والتخلي عن العنف. كما تُرِك لوزير الخارجية الروسي، الذي يدافع عن موقف دولي أقل تشدُّدا حيال "حماس" وحكومتها، مهمة بذل جهود روسية جديدة لإقناع "حماس" بما تعتقده موسكو، أي بضرورة أن تفهم "حماس" فوزها الانتخابي البرلماني الكبير على أنه دعوة لها إلى التحلي بروح المسؤولية السياسية تجاه شعبها، وتغيير موقفها، بالتالي، بصفة كونها حكومة أو طرفا مشاركا في حكومة جديدة، من مطالب اللجنة الرباعية.

ومع أنَّ "النتائج المُعْلَنة" لاجتماع "الرباعية" في واشنطن لم تأتِ بما يؤكِّد أو يُظْهِر الأهمية الاستثنائية للاجتماع فإنَّها انطوت على ما يَحْمِل على الاعتقاد بأنَّ تغييرا كبيرا هو الآن قيد الصنع، فـ "الرباعية"، وبعد تأكيدها أولوية "خريطة الطريق"، أعلنت تأييدها ودعمها "الجهود الأمريكية لتسريع تنفيذها". ويبدو أنَّ "الرباعية" ما زالت تعتقد بالأهمية السياسية لاستمرار العمل بـ "الآلية المؤقتة" لتقديم مساعدة مالية للفلسطينيين، والتي بموجبها لا تمر تلك المساعدة عبر حكومة "حماس". ويبدو، أيضا، أنَّ النيَّة متَّجِهة إلى "تطوير" تلك الآلية، وكأنَّ استمرار الحصار الدولي هو جزء من تلك الجهود الأمريكية لتسريع تنفيذ "خريطة الطريق" والتي أيَّدتها "الرباعية".

على أنَّ الأهم من ذلك هو تفويض "الرباعية لرايس بالعمل بمقتضى "مبادرتها الجديدة"، التي اقترحت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية في منتصف كانون الثاني المنصرم "مناقشة المراحل النهائية من خريطة الطريق قبل استيفاء المعايير المنصوص عليها في المرحلة الأولى".

وتريد رايس، التي بدت مقتنعة باستحالة استيفاء تلك المعايير في الوقت الحاضر، للقاء الثلاثي المرتقب أن يعطي قوة دفع كبيرة للجهود المبذولة (وبعضها بعيد عن الأضواء) لبدء محادثات لاستكشاف فرص وإمكانات التوصُّل إلى حل نهائي من دون المرور بمزيد من المراحل الانتقالية التي ثَبُت أنَّها تُبْعِد ولا تُقرِّب مثل هذا الحل.

وكانت الدبلوماسية المصرية قد تحدَّثت، من قبل، وغير مرَّة، عن أهمية وضرورة أن تتعرَّف الأطراف ولاسيما الطرف الفلسطيني إلى "خط النهاية". وقبيل اجتماع "الرباعية" في واشنطن، أكدت مفوضية الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية ضرورة أن تسعى "الرباعية"، بدءا من الآن، للتوصُّل إلى اتفاق على حل نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، تجنُّبا لنشوب حرب أهلية فلسطينية. وقالت: "لا بد من التوصُّل إلى تسوية سياسية مقْنِعَة، ولا بد، بالتالي، وعلى الأقل، من بدء محادثات في شأن قضايا الحل النهائي". ودعت إسرائيل إلى أن تقترح على الفلسطينيين "أُفقا، أو مستقبلا، سياسيا مقْنِعا وحقيقيا".

"مبادرة رايس" يمكن فهمها على أنَّها محاولة أمريكية، شدَّد الحاجة إليها تفاقم الأزمة الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق، لتنفيذ "خريطة الطريق" من خلال السير في مسار تنازلي بدلا من المسار التصاعدي، أي تنفيذها من أعلى إلى أسفل، وليس من أسفل إلى أعلى، فالمراحل الأولية والابتدائية من "الخريطة" يمكن أن تُنفَّذ بعد التوصُّل إلى اتفاق يتضح فيه "خط النهاية"، وفي سياق تنفيذ هذا الاتفاق.

أمَّا ما حَمَل رايس على إطلاق هذه المبادرة، والتي يمكن ويجب النظر إليها على أنَّها "الجزء غير الرسمي" من الاستراتيجية العراقية الجديدة لإدارة الرئيس بوش، فهو اعتقادها أنَّ الفلسطينيين الواقعين بين مطرقة الحصار الدولي وسندان كارثة المواجهة المسلَّحة بين "فتح" و"حماس" قد "نضجوا" بما يكفي لقبول حلٍّ نهائي لا يختلف كثيرا، أو في الجوهر، عن الحل الذي اقْتُرِح على عرفات في كامب ديفيد، ورَفَضَهُ، فإذا أظهر الفلسطينيون مَيْلا إلى قبوله فإنَّ شيئا من فكرة "الدولة ذات الحدود المؤقتة" يمكن "تهريبه"، عندئذٍ، إلى اتفاق الحل النهائي، وجداوله الزمنية. أمَّا إذا تعذَّر الاتفاق على "خط النهاية"، أي على الخطوط الواضحة للحل النهائي، فإنَّ الروح يمكن أن تعود ثانية إلى هذه الفكرة.

وإذا كان من صفقة تقترحها إدارة الرئيس بوش على العرب فإنَّها صفقة "الإنجاح المتبادل"، فالولايات المتحدة تسعى في إنجاح هذه التجربة الجديدة لتنفيذ "خريطة الطريق" بقدر ما يسعى العرب في إنجاح الاستراتيجية الجديدة لإدارة الرئيس بوش في العراق، وانطلاقا من العراق.

وأحسب أنَّ الولايات المتحدة، وفي حال بقاء الحوار بين "فتح" و"حماس" عاجزا عن الاتيان باتفاق يسمح بتأليف حكومة فلسطينية جديدة تستوفي شروط "الرباعية" لإنهاء الحصار، يمكن أن تتَّخِذ استمرار الحصار (مع العمل بمقتضى "الآلية المؤقتة") واستمرار الأزمة الأمنية الفلسطينية وقودا لسعيها إلى جَعْل الفلسطينيين أكثر ميلا إلى قبول اتفاق "خط النهاية"، والذي، في مناخ فلسطيني كهذا، يمكن أن يجتاز في أمن وسلام استفتاءً شعبيا فلسطينيا في شأنه.

وإذا كان هذا وذاك هما "الوقود" لحل نهائي يَسْتَمِدُّ قوةً من الضعف المتزايد في موقع وموقف "المفاوِض الفلسطيني" فليس من جهد إيجابي يمكن ويجب أن يبذله الفلسطينيون سوى الجهد الذي ينهي الحوار بين "فتح" و"حماس" بما يؤدي إلى النأي بالفلسطينيين عن خطري "استمرار الحصار" و"استمرار الانهيار في الوضع الأمني الفلسطيني الداخلي"، فأسوأ خيار بالنسبة إلى الفلسطينيين وقضيتهم القومية هو أن يفاوضوا إسرائيل وهم ما بين مطرقة الحصار وسندان الأزمة الأمنية الداخلية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث سنوات من الجَزْر الديمقراطي!
- والمفتي إذ أفتى!
- لن يُغْفَر للشعب الفلسطيني سكوته!
- -التقارب- بين الرياض وطهران!
- جدل قانون الأحزاب الجديد!
- التقريب بين المذاهب.. في الدوحة!
- الخلوة الدمشقية!
- كفَّرْنا بعضنا بعضا فعُدنا غساسنة ومناذرة!
- رايس وصلت إلى رام الله في زيارة للعراق!
- بوش.. من -العجز- إلى ارتقاب -معجزة-!
- الوعي
- درءا لنصر يُهْزَم فيه الشعب!
- في الدياليكتيك
- هذه هي -الاستراتيجية الجديدة-!
- المرئي في -المشهد- ومن خلاله!
- موت كله حياة!
- حَظْر الأحزاب الدينية!
- أوْجُه من الفساد!
- حذارِ من -حيلة الهدنة-!
- ملامح -التغيير- كما كشفها غيتس!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الطريق التي افتتحها اجتماع -الرباعية-!