أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - الموت منفي ,,,إلى الراحل سلطان أبازيد














المزيد.....

الموت منفي ,,,إلى الراحل سلطان أبازيد


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:43
المحور: حقوق الانسان
    


الدكتور سلطان أبازيد في لحظة وداعه الأخير وهو مسجى على سرير الموت وحيدا في غرفة باردة , ونحن كل بدوره يلقي عليه التحية الأخيرة ! أبو رشا وسها تخطى في رحيله عنا ما عمل عليه طيلة وجوده في المنفى وهو أن يجمع كل ممثلي المعارضة السورية في مكان واحد ! هذا المكان كان المشفى الذي ودعنا فيه الراحل وفي قبو لا يشبه أي سجن في سورية حيث هناك شاهدت كل مالايجمع معا في مكان واحد وهذا جعلني أقول أن الموت يوحد الرؤى من الحياة هل هذا صحيح ؟ سورية التي لم تجد لأبو رشا مكانا ليودع فيها نفسه على الأقل . منذ أيام هروبه إلى لبنان من القمع السوري في نهاية السبعينيات وحتى لحظة وداعه في باريس 31/1/2007 لم يجد ما يكتبه في وصيته سوى أن يدفن في باريس عرفانا لباريس بالجميل من جهة واستجابة لرغبة أبنتيه من جهة أخرى . كان آخر لقاء لي مع أبورشا منذ أقل من شهرين في باريس عندما دعاني أنا وصديق آخر إلى مطعم لتناول [ الكسكس المغربي ] هنالك قال لي ألا تريد أن تترك الدخان لأنه أجبرنا ووفقا لوضعه الصحي أن نجلس في مكان لغير المدخنين وبهذه المناسبة أذكر كيف كان يخبأ علب الدخان التي كان يحضرها معه ابن العم ـ رياض الترك ـ في زيارته الأخيرة إلى باريس حيث نصحه الأطباء بوقف التدخين وابن العم عصبي بعكس أبو رشا لهذا كانت بالنسبة له السيكارة تخفيف شحنة عصبية . ثم أردف بحنيته المعروفة تستطيع التدخين على تلك الطاولة وتعود ! قلت له : لا أريد التدخين معك الآن . وكان لحظتها يهاجم هو السرطان الذي يحاول أن ينهش لحمه بوحشية لا تقل عن وحشية المنفى بأحاسيسه المتضاربة . فقد كتب مذكراته وهو يهاجم هذا الوحش المتربص بنا جميعا ولا أحد يعرف متى يأتي ومتى يأخذ حصته من لحم البشر . كتب مذكراته عن حياته وعن عمله الديمقراطي المعارض طيلة حياته من أجل سورية ديمقراطية . أبو رشا قارئ من نوع خاص وكاتب مقل من نوع خاص أيضا ! لأنه لا يكتب إلا عندما تصل درجة الاستفزاز لديه من أمر ما إلى السقف . وآخر ماكتبه هو خوفه من حرب شوارعية فلسطينية وتخوفاته وهذا ما حدث بعد شهر واحد او أكثر من كتابته لمقال حول الساحة الفلسطينية . والمفارقة أنه مات والدم الفلسطيني يستبيح الدم الفلسطيني .
كان يهاجم كثيرا وهو لايهاجم أحدا بل يرد على تشوهاتنا الداخلية كمعارضين ـ وخصوصا تلك المتعلقة بالنفاج السوري المعارض الذي لا يرى نفسه إلا بالهجوم على تيارات المعارضة الأخرى ـ يعيدها إلينا ولا يسمح لها أن تدخل إلى روحه السمحة والدمثة . ولا يدخل في صولات وجولات بعض المعارضين بالنميمة والشتائم والتخوين والاتهام بالعمالة لهذا الطرف أو ذاك . وكان يتابع كل ما يكتب عن سورية والمنطقة دون أن يترك شيئا يفوته .
بعد اعتقال الرفيق والصديق فائق المير أبو علي ـ عضو الأمانة العامة لحزب الشعب الديمقراطي ـ رفيق حبستنا الطويلة في سجن صدنايا بدمشق وجلسات [ المتة الطويلة فيه حيث لا يحدها وقتا سوى إغلاق أبواب المهاجع تلك الأبواب الحديدية التي صوتها يجعلك تشعر بسقف الحياة في سورية تلك الجلسات التي تبدأ بالنميمة غير الشريرة وتنتهي باختلاف سياسي كل يوم ونعود في اليوم التالي إلى نفس الطقس ] بعد اعتقال أبوعلي مرة أخرى بعد أن قضى في المرة الأولى عشر سنوات والتهمة الآن الاتصال بالياس عطالله النائب اللبناني عن حركة اليسار الديمقراطي . قلت لأبو رشا مازحا على الهاتف : يبدو أن النظام في سورية يفكر كما يفكر بعض المعارضين وهو إزاحة التيار الجذري داخل المعارضة إما بالسجن أو بأشياء أخرى تتفنن السلطة في سورية بابتداعها . فرد ضاحكا : كل رفاقنا في الحزب ـ حزب الشعب الديمقراطي المعارض في سورية ـ جذريين ! وبدون هذا الغمز واللمز !
وأبورشا كان جذريا حتى في دماثة خلقه وكان جذريا في وصيته وفي منفاه .
ودعنا أبو رشا ونحن ننتظر لنقرأ مذكراته التي يجتهد بعض الأصدقاء والصديقات من أجل إخراجها بطريقة تليق بأبو رشا .



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع الغرب الغطاء أم أسدله ! المشكلة عندنا
- التياران الإسلامي والقومي بين الدولة والأمة ؟
- النفوذ السوري في تركيا وألمانيا ؟
- الفتنة مفهوم إسلامي
- الاستثمار الطائفي بين إيران والإسلام العربي !
- لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ...
- إعلان دمشق ما هو غير مفهوم !
- ما جرى ويجري في العراق ليس وجهتنا
- إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته
- القرار 1737
- إعدام صدام حسين إحقاق حق أم خطأ أمريكي ؟
- شرقنا الأوسط فعلا عاريا ! توماس فريدمان يعرينا
- ليس دفاعا عن زياد بل
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية
- المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - غسان المفلح - الموت منفي ,,,إلى الراحل سلطان أبازيد