أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - رفع الغرب الغطاء أم أسدله ! المشكلة عندنا














المزيد.....

رفع الغرب الغطاء أم أسدله ! المشكلة عندنا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1813 - 2007 / 2 / 1 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند كل انعطافة سواء كانت صغيرة أو قليلة حادة الزاوية أو منفرجة! نجد الأصوات تتعالى من كل حدب وصوب ضد الغرب في أنه: لم يرفع الغطاء بعد عن النظام السوري! وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، ويتحفنا بعض أصحاب وجهات النظر هذه بلازمة أخرى لاتقل تضليلا عن اللازمة الأولى: لم يرفع الغطاء لأنه لايوجد بديل!ونتسائل بسذاجة وبنوايا حسنة سؤالا:
كيف سيسقط النظام في حال رفع الغرب الغطاء عنه؟ ماهو هذا الغطاء هل هو من إسمنت أم من رؤوس أموال تتدفق على هذا النظام؟ أم أنه يجب أن تغطي الطائرات الحربية سماء دمشق حتى نعرف أن الغرب قد رفع الغطاء السياسي عن النظام وأرخى فوقه الغطاء العسكري كي تتقدم المعارضة التي تتهم الغرب بعدم رفع الغطاء وتتسلم السلطة في سورية؟ في الحقيقة أننا أمام جملة من المفاهيم والتعابير التي بات حتى المواطن العادي يستخدمها وهي من التضليل بمكان لا نجد فيه سوى ارتكاز على نظرية المؤامرة التي يتمتع فيها بعضا من كتاب السياسة العرب. والأنكى من كل ذلك أن الذين يتنطحون للتحليل بعدم وجود بديل لهذا النظام هم في الغالب من يتصدون لعدم قيام بديل ديمقراطي لهذا النظام! أولنقل جل اهتمامهم ينصب على عدم قيام بديل ديمقراطي! ولهذا وفق هذه الرؤية هم مضطرون دوما للقول أن عدم وجود بديل هو يعود فيما يعود إليه من أسباب إلى عدم رفع الغرب الغطاء عن النظام السوري!

ويستشهدون بتصريحات لمسؤولي الإدارة الأمريكية أو غيرها من إدارات الغرب: بأنهم لايريدون إسقاط النظام بل تغيير سلوكه! وإذا قال الغرب أنه يريد إسقاط النظام يصبح الأمر بالنسبة لهؤلاء: تدخل واستعمار..الخ


وكي نناقش هذا المنطق من أساسه نقول ببساطة:
الغرب عادة إما أن يكون لديه بديلا جاهزا في الجيش لقيادة انقلاب عسكري وهذا كان يحدث سابقا بشكل ليس قليل ولازال أحيانا قليلة ـ لأن في العالم لم يبقى سوى قلة قليلة من النظم الاستبدادية وهي غالبا متركزة في منطقتنا الشرق أوسطية! وهذا أمر لا يمكن توفره داخل تركيبة الجيش السوري:
حيث بناه الرئيس الراحل حافظ الأسد قلعة على مقاسه ورمى مفاتيحها في البحر فلا أحد يستطيع الدخول إلى هذه القلعة ولا حتى من باب الرشوة! وهذا الخيار المستحيل في سورية.


والخيار الثاني: قيام نظام ديمقراطي والذي يكون هو البديل والشخوص ليسوا بديلا أبدا في مثل هذه الحالة! ولايهم بعدها من يجلبه النظام الديمقراطي إلى سدة الحكم من شخوص! لهذا نجد أن الخيار الثاني هو الخيار الذي لم تتفق بعد المعارضة السورية على كنهه وعلى مضامينه، فمنهم من يراه معبرا لتحقيق الخطوة الأولى من رسالة الأمة العربية أو الإسلامية! ومنهم من يراه الخطوة الأولى نحو نظام قومي عربي أو اشتراكي عربي أممي لاحقا! ومن باب الطرفة فعلا لاقولا: أن نقول أن شعبا تعداده أكثر من عشرين مليون نسمة لا يستطيع انتاج بدائل لهذا النظام هو قولا يدعو للضحك من زاويته المأساوية!
إن هاجم الغرب النظام يخرج علينا بعضهم ويتحدث عن مخططات استعمارية أو لتفتيت المنطقة طائفيا وقومجيا، وإن حاور الغرب النظام يخرج علينا هؤلاء الناس أنفسهم بالقول:
أرأيتم الغرب لا يريد إسقاط النظام، ويخرج آخرون خائفون من تقارب بين الغرب وبين النظام! ما الذي يردونه من الغرب! الباحث السوري الصديق برهان غليون يقول: لا نريد ضغوطا نريد حلولا! الجملة إنشائية كثيفة المعنى وفخ شديد الخطورة!


كيف يمكن تقديم حلولا بدون ضغوط! هذه مابحثنا عنه في مقالة الصديق غليون فلم نجده في الحقيقة! قال له الغرب على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش: من حق الشعب السوري أن يكون لديه نظاما ديمقراطيا كبقية شعوب الأرض وطالب في نفس الخطاب بإطلاق سراح المعتقلين وسمى بعضهم بالاسم! هذا الكلام ألا يعتبر حلا؟ ولكن كيف يمكن تحقيقه؟ إذا أراد الغرب ذلك؟!


والحجة بالطبع عند أصحاب وجهة النظر هذه أنهم لايريدون ضغوطا لكي لا يتأثر الشعب السوري بهذه الضغوط! نعتقد أن مثل هذا الكلام في مغزاه النهائي هو دعوة الغرب للحوار مباشرة مع النظام دون مواربة! وأن يستجدي الغرب منه أن يبدل جلده! فهل هذا ممكن؟


وكل دعاة التغيير عندنا والذين يصرون على مقولة التغيير السلمي الديمقراطي لم تجد ثقافة أن البديل هو الدولة الديمقراطية وليس هذا الحزب أو ذاك أو هذا الشخص أو ذاك بل البديل هو الدولة الديمقراطية التي لم تجد طريقها إلى ثقافته، وهذه في ظل نظام كنظامنا السوري لا يمكن أن تأتي بدون ضغوط أو ميزان قوى وبدون أن يتأثر الشعب السوري بقيامها! إلا إذا قدم الغرب حلا سحريا لهذه المعضلة، والحلول السحرية ليست في تفكير الغرب مطلقا!لهذا كنا نكتب قبل فترة على ما أسميناه: هواجس التغيير السلمي الديمقراطي في سورية، ومن هذه الهواجس التي تصم أذاننا ليل نهار هي الخوف على المجتمع السوري من حرب أهلية! لهذا يفضل أن يبقى الوضع كما هو عليه أو أن يمارس الغرب سحريته من أجل حوارا مباشرا مع النظام لكي يغير طبيعته الديكتاتورية ويلغي بالتدريج احتكار السلطة! إنها مأساتنا نحن وليس غيرنا، شعبنا قادرا على انتاج الدولة الديمقراطية بديل لهذا النظام في حال وجدت هذه الدولة الديمقراطية من يمثلها أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي والغرب! فهل أنتجت المعارضة السورية هذا البديل؟! وهؤلاء لا يمثلون وعدا بالسلطة القائمة بل هم وسطاء فقط من أجل إقناع العالم والشعب السوري أن البديل هو قيام دولة ديمقراطية وانتخابات حرة ونزيهة يشارك فيها كل الساسة والأحزاب ممن يؤمنون بها وينبذون العنف! ألا يوجد في سورية مثل هؤلاء الناس الوسطاء بين حلم الشعب السوري في الدولة الديمقراطية وبين المجتمع الدولي؟


نحن نعتقد أن سورية تمتلئ بمثل هؤلاء.. ولكن أين هم الآن؟
لذا سواء الغرب رفع الغطاء أم أسدله قدم ضغوطا أم حلولا المشكلة هي في غياب الوسطاء من أجل الدولة الديمقراطية دولة القانون وحقوق الإنسان وكثرة الذين ينظرون إلى أنفسهم كبديل شخصي أو حزبي لهذه السلطة. وهنا يكمن وجها من وجوه مأساتنا نحن السوريون.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التياران الإسلامي والقومي بين الدولة والأمة ؟
- النفوذ السوري في تركيا وألمانيا ؟
- الفتنة مفهوم إسلامي
- الاستثمار الطائفي بين إيران والإسلام العربي !
- لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ...
- إعلان دمشق ما هو غير مفهوم !
- ما جرى ويجري في العراق ليس وجهتنا
- إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته
- القرار 1737
- إعدام صدام حسين إحقاق حق أم خطأ أمريكي ؟
- شرقنا الأوسط فعلا عاريا ! توماس فريدمان يعرينا
- ليس دفاعا عن زياد بل
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية
- المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن
- سياسة الاختلاف وثقافة الجموع


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - رفع الغرب الغطاء أم أسدله ! المشكلة عندنا