أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - حوار التقريب ...حوار الكراهية















المزيد.....

حوار التقريب ...حوار الكراهية


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1812 - 2007 / 1 / 31 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أيام انعقد في العاصمة القطرية الدوحة مؤتمر للتقريب بين المذاهب الاسلامية- تابعت مقتطفات من كلمات واحاديث من شاركوا في الجلسات. المذاهب التي يراد التقريب فيما بينها هي المذهب الشيعي والمذهب السني كونها المذاهب الكبرى في الدين الاسلامي بعد ان وصلت الامور والعلاقات وحملات التشهير والتسقيط وفتاوى التكفير بين المذهبين مرحلة خطيرة برزت تجلياتها الدموية في العديد من مناطق العالم العربي والاسلامي ولعل العراق على مدار السنوات الاربع الماضية ولبنان على مدار الايام الماضية هي المناطق الاكثر تجسيدا لصراع المذهبين، حرب طائفية ، مليشيات واحزاب سياسية وصراع من اجل السلطة والحكم او صراع لاجل ان يحكم كل منهم الآخر بكل قسوة ووحشية وتعصب حد القتل والالغاء.
ان من تتبع جلسات مؤتمر التقريب المذكورة سيكتشف انه محاولة للتقريب بين دينين مختلفين تماما وليس بين مذهبين من دين واحد، يلوم كل منهم الاخر على أخطائه أو بالاحرى جرائمه بحقه أو يذكره بالظلم الذي فرضه عليه والاجحاف الذي الحقه به. كل منهم يحمل الاخر جرائم وأخطاء وأحداث تاريخية و ممارسات دموية غارقة في القدم او أنهم يتبادلون الاتهامات بشأن محاولة كل منهم التاثير في مناطق تواجد ونفوذ الاخر أو محاولات الاقصاء والتهميش والنبذ السياسي والاجتماعي التي يمارسها كل منهم ضد الاخر عندما يكونون على رأس السلطة أو ان السلطة الحاكمة ترتكز على نسيج طائفي واحد. هكذا كانت امورهم وشكواهم وهم يتبادلون نظرات الكراهية والحقد التي لم تتمكن كل عدسات الجزيرة من اخفائها. كانوا دينين وأسلامين مختلفين تماما لكل منهم طقوسه وعباداته وشعائره التي يقر بصحتها وبطلان وكفر ما عداها. لكل منهم مرجعيته وكتبه ورموزه المقدسة.
القرضاوي وعلي جمعة وتسخيري وغيرهم الكثير قد حضروا هذا المؤتمر غير ان كلاً منهم كان يحمل الاخر مسؤولية ما حدث ويحدث بغض النظر عن التاريخ والسياسة والمصالح والصراعات الدولية والعولمة والتكنلوجيا والاعلام والتربية...الخ لانهم وبكل بساطة لايعترفون بوجود بعضهم البعض رغم كل ضجيج التقريب والاخوة والوحدة والانتماء الى دين واحد. من كلماتهم ونظراتهم واهاتهم تشعر بمدى الحقد والكراهية والتعالي الذي يكنونه لبعضهم، وأن وراء الكلمات المعسولة عن الاخوة في الدين والمشاركة في رسم مصير هذه الامة سيلاً من الاتهامات والشتائم والوعيد بفتاوى تكون اكثر فاعلية لوقعها الدموي او لشدة ما تثيره من كراهية وعداء.
من شارك في المؤتمر المذكور لم يحضر بأجندته ورغبته ومشاعره الصادقة او بهمومه المخلصة لايجاد حلول لحالة الاحتراب والاقتتال الطائفي عسكريا كان ام سياسيا وأجتماعيا واعلاميا وثقافيا وفقهيا ، بل حضر لايصال رسائل وتصورات الحكومات التي أرسلته بعد ان وصل عجزها السياسي عن أيجاد حلول لحالة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والتخلف العلمي مرحلة يصعب توصيفها.
أن محاولة البعض من الذين حضروا مؤتمر التقريب الى القاء تبعة ما وصلت اليه الامور بين الشيعة والسنة على كاهل جماعات متطرفة ومن المغالين او السفهاء كما اسماهم تسخيري ، انما كان محاولة لحفظ ماء الوجه وان الكل أبرياء مما حدث. فالطائفية المتصاعدة الان والكراهية التي وصلت حدود القتل وتشويه الجثث وأغتصاب النساء والقتل على الهوية والمفخخات والاحزمة الناسفة ، لم تكن وليدة اليوم بل هي نتاج تراكم تاريخي هائل عملت الكثير من الحكومات العربية والاسلامية ( السعودية وايران والعراق سابقا وحاليا) وكذلك تيارات الاسلام السياسي المختلفة ، على تسخيره وأستحضاره من أجل مصالحها وأهدافها السياسية من خلال اللعب على أوتار الطائفية تارة او على أوتار التاريخ الغارق في القدم وما حدث فيه من جرائم وظلم تارة أخرى، مستغلة ذلك لاطلاق أقصى درجات الكراهية والعنصرية الدينية والطائفية.
أن من يحرض على مواصلة أعمال الارهاب والقتل الطائفي بدعوى المقاومة والجهاد ولايتردد عن أبراز وجهه الطائفي في كل مناسبة ، لايمكنه ان يكون طرفا فاعلا في قضايا التقريب رغم كل الهالة الاعلامية التي تحيط به، بل ان وجوده والمواضيع التي ينطلق منها تشكل ارضية صالحة لاشاعة المزيد من الكراهية والتعصب والتناحر الطائفي.
حرب الفتاوى والتصريحات النارية بين الطائفتين لاتختلف كثيرا فكل منها يسعى لتعزيز مكانة طائفة على حساب طائفة أخرى ومواجهتها بمزيد من الكراهية والتعالي والتعصب الذي يصل حد الاقصاء ومحاولة التهميش. القرضاوي وفتاواه وتصريحاته وبرامجه الاعلامية مليئة بكل ما يساعد على تصعيد درجة الحقد والعنف الطائفي وهو لايختلف كثيرا عن التصريحات المسمومة للداعية الوهابي ناصر العمر خلال الايام الاخيرة في الكويت، فالاخوة في الدين التي طالما يتشدق بها رجال الدين ، قد انتفت تماما لدى هذا الشخص وهو يحذر من الخطر الشيعي وولاء الشيعة لأيران ، ليس في العراق ولبنان فقط ، بل حتى ابناء بلده من الشيعة السعوديين لم يسلموا من التكفير والاتهام بالعمالة والولاء لايران. أن فتاوى تثير الكراهية والعنف كفتاوى ناصر العمر او القرضاوي وغيرهم لاتختلف كثيرا عن فتاوى القتل والتهجير والاختطاف وارهاب الأبرياء او فرض أجراءات وممارسات شرعية قسرية وقوانين تكرس التمييز الطائفي كالتي تمارسها مليشيات بدر وجيش المهدي في العراق وحزب الله في لبنان...الخ.
ان من يسعى للتقريب بين اناس تدمر حياتهم كل يوم وتتزايد كراهيتهم لحظة بعد اخرى ضد بعضهم البعض يجب ان يكون هو القدوة في مسار كهذا لا ان يكون تاريخه مليئاً بفتاوى تبيح القتل والارهاب والدفاع عن حكومات لاتترد عن ارتكاب كل ما يزيدها تسلطا وامعانا في انتهاك كرامة الانسان . من شاركوا في مؤتمر التقريب يجب ان يكونوا قادرين على التقارب فيما بينهم اولا. فحملات التكفير والتشهير التي يشنونها ضد بعضهم البعض تزيد من معضلة غياب أسس واضحة المعالم للتعامل فيما بينهم . انعقد مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية وانتهى لكن تبقى الكراهية الطائفية التي تجسدت عمليا في لبنان بعد انتهاء المؤتمر بايام هي ثمرته الاساسية وربما سيثمر ما هو أسوء.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل عبد المهدي وقرار الاحتلال الاحمق
- هزائم التيار القومي العروبي ما بين عواء الذيب وردح البكري
- عن الأعدام وصدام حسين وذاكرتي
- معنا رغم الغياب
- العراق ...من- نعال أبو تحسين- الى - قندرة المشهداني ....
- حين يستاء (ابو الغيط) من محاكمة صدام حسين
- الصمت هو ما يريدونه منك ياوجيهة ..إإإ
- رسالة شديدة الوضوح في رفض الفدرالية الطائفية
- حروب المرجعية
- الحادي عشر من أيلول... الذاكرة الاليمة
- عن الشيوعية وبوش وبن لادن
- ياسيد مسعود..(31 آب 1996 ) يوم أسود أيضاً
- الاعترافات الخطرة لقادة الحروب
- قانا 2 عار ..الأنسانية
- عن الحرب والدمار والالهام الالهي
- دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
- حروب لبنان المتواصلة


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - حوار التقريب ...حوار الكراهية