أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلي فريد - الأيقونة التي احتجبت














المزيد.....

الأيقونة التي احتجبت


ليلي فريد

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


رحل د. ايزاك فانوس رائد "كتاب" الأيقونات القبطية الحديثة. ففن الأيقونة هو في حقيقة الأمر كتابة قصة على قطعة من الخشب، ’يختزل فيها عامل الزمن و’يغض الطرف عن بعض المقاييس الواقعية كطول الأطراف وحجم الجسم.
الأيقونة هي من أجمل معالم الفنون المسيحية. لها بعد روحي، إذ أن أساس فن الأيقونة هو التجسد: الله أخذ صورة إنسان.. الغير ملموس صار ملموسا يمكن رؤيته وتصويره. وبسبب هذا البعد الروحي تستخدم الأيقونات بعد تدشينها في الطقوس الكنسية.
كما أن للأيقونة بعدا تاريخيا، فهي قراءة تاريخية للكتاب المقدس. وهي لغة إنسانية عالمية، بوسع أي إنسان بغض النظر عن جنسه أو عقيدته أن يقرأ هذا العمل الفني الروحي حتى لو لم يكن يعرف القراءة والكتابة.
وتختلف الأيقونة القبطية في خصائصها عن البيزنطية (كأيقونات دير سانت كاترين) وعن الروسية. ملامح الأيقونات القبطية لا تخطأها العين: البعدين، الوجوه في وضع المواجهة (ما عدا من حاد عن الطريق القويم كيهوذا)، الرأس كبير نسبيا دليل الحكمة، الفم صغير إشارة إلى الصمت، الأعين واسعة علامة البصيرة، وناظرة إلى ما وراء العالم المادي المحسوس .
وقد ازدهر فن الأيقونات في مصر وإثيوبيا ما بين القرنين الثالث والثالث عشر، أما خلال الفترة التالية فقد كانت الأيقونات مجرد تقليد لما قبلها، وأوشك هذا الفن البديع على أن يتجمد ويموت حتى عاد الوعي بأهمية إحيائه في منتصف القرن العشرين على يد فناني الأيقونات المعاصرين وعلى رأسهم ايزاك فانوس.
استطاع فانوس أن يبعث وأن يطور أسلوب عمل الأيقونة، ولم يبخل بأسرار عبقريته الفنية على الأجيال الجديدة، فتخرج على يديه العديد من التلاميذ النجباء (أتباع المدرسة الفانوسية). ورصعت أعماله الجميلة الكنائس والمتاحف في مشارق الأرض ومغاربها. فهاهي أيقونة هرب العائلة المقدسة إلى مصر تزين الفاتيكان. وها هي قصص ومعجزات الكتاب المقدس تتجسد في كنائس الأقباط ابتداء من مصر وانتهاء باستراليا مرورا بكندا ولوس أنجلوس ولندن، تشع بألوانها الناطقة بالمعاني: الذهبى للقداسة .. الأبيض للنقاء.. الأحمر للفداء.. والأزرق للحياة الأبدية.
وستظل الصحوة المعاصرة لإبداعات الأيقونات القبطية شاهدا على إنجازات هذا الفنان المصري الأصيل الذي كان إيمانه القلبي محركا لأنامله.
ايزاك فانوس اسم سيذكره التاريخ إلى جانب راغب مفتاح: حافظ الموسيقي والألحان القبطية، مرقس سميكة: ’منشأ المتحف القبطي، عزيز سوريال: الراعي لدائرة المعارف القبطية، ايريس حبيب المصري: مؤرخة الكنيسة، بالإضافة إلى مؤسسي معهد الدراسات القبطية: مراد كامل، سامي جبره، راغب مفتاح، عزيز سوريال، وغيرهم وغيرهم من العلمانيين العظام الذين لعبوا أدوارا محورية في تخليد التراث القبطي الباهر.



#ليلي_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحية في بريطانيا تعلن الثورة على الغبن
- إنهم يقولون .. ماذا يقولون؟ دعهم يقولون!
- لست وحدك
- من مات غنيا مات موصوما
- عندما يعتذر البابا
- التعامل الإيماني والعقلاني مع تحدي المقدسات إنجيل يهوذا وشفر ...
- الحركة القبطية بين العمل الفردي والعمل الجماعي
- محفوظ قد سلمكم الأمانة كاملة أنتم من أضاعها


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلي فريد - الأيقونة التي احتجبت